من روائع شاعر الأقصى / عبد الرحمن بن صالح العشماوي
رَحَلَ القِطَارُ ودُقَّت الأَجراسُ
فارجع إلى "أُوْلمَرْتَ" يا "عبَّاسُ"
قَفْ عند "لِيفْني" في انكسارٍ، إنَّما
هي للقضيَّةِ عندكالنِّبراسُ
واَمدُدْ إلى "بِيريزَ" كفَّ مُفَاوِضٍ
في راحتيه منالخضوع يَبَاسُ
دَعْ عنكَ غزَّةَ والصمودَ وأهله
فهناكَ مَلْحَمةٌ،هي المِقْيَاسُ
وهناكَ ميدانُ الشَّهادةِ أشرقتْ
فيه النفوسُ وقامتالأَعراسُ
طابتْ نفوس المؤمنين بماجرى
للصامدينَ وطابتِ الأنفاسُ
رَحَل القطارُ بمن تسابق للعلاُ
وتخلَّف الجُبنَاءُ و الأحْلاسُ
الوَعْي أكبر من قناعٍزائفٍ
يُخفي دروساً قد وعاها النَّاسُ
كُشِفَ القناعُ عن العدو ومن مشى
في دربهِ وتهاوتِ الأقواسُ
أرأيتَ يا عبَّاسُ كيفتساقطت
أوهامُ مَنْ ركلوا الإِباء وداسوا؟
أرأيتَ كيف ارتدَّ جيشُعدوِّنا
وهوتْ حصونٌ ما لهنَّ أَساسُ؟
يكفي اليهودَ من الضَّلالةِأنَّهم
عاثوا فساداً في البلادِ وجاسوا
عجباً لِوَهْمِمُفَاوضٍ، في كفِّه
قلمٌ، وفي كفِّ المُقابِلِ فَأْسُ
كَسَر المجاهدُشوكةَ الباغي فما
يُغنيه تضليلٌ ولا إرجاسُ
أنَّى ترى وجهَ الحقيقةمُقْلَةٌ
فيها تُعَشِّش غَفْوَةٌ ونُعاسُ
القولُ قولُ مجاهدٍومُرابطٍ
والرأيُ ما تدعو إليه حَمَاسُ
كسِبَ المجاهدُ مَجْدَهوثوابَه
وأصابَ أهلَ الذِّلِّةِ الإفلاسُ
****
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
مواقع النشر (المفضلة)