الموضوع كنت قد رايته منذ فترة و اعجبني...
و احببت ان انقله...
لكي تعم الفائدة رايت انه من الانسب ان يكون هنا...في هذا القسم الاكثر من رااااائع..وانا من المعجبات بهذاالقسم
***********************************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهب الإبن الذي يبلغ من العمر 14 عاما لشراء خضار للبيت بوصيه من أبيه فاشترى (كوسه و طماطم وبطاطس وباذنجان ) وأحضرها للبيت مزهواً فرحاً لأنه ربما للمرة الثانية الذي يقوم مقام الأب ..المهم أحضرها لوالدته في المطبخ .. وما إن شاهدت الأم هذه الخضروات إلا وبها تشهق شهقة كاد قلبه أن ينخلع منها ..
ماهذا ياولدي لقد ضحكوا عليك وأعطوك خضروات الأمس ..!! كلها منتهيه ..انظر للطماطم إنها منتنه والق بنظرك على الخيار ..ماهذا ..!! يابني ..
في هذه اللحظة عَرَف أهل البيت جميعهم بماحدث ..
تتوقعون ماذا ستكون ردْة فعل هذا الشاب ..!!
*بعض الأعضاء في أي منتدى يجتهد قدر طاقته ويتعب على كتابة أحد المواضيع وينمقه ويدرج الصور التي يظن أنها تكمل الجوانب الفنية فيه .. ثم يفاجأ بأن زوار الموضوع لايتعدون أصابع اليد الواحده والردود رد أو ردين أحدها ينتقده بحدّه وشــدّه ..!! أي مصيبة وقعت على هذا العضو الذي صار له أيام وهو يبدل ويعدل ببعض هذه الكلمات ثم تكون النتيجة سلبية بالمرّه..!!
* معلم يتفاجأ بإجابة أحد التلاميذ أنها بعيدة عن الصحة لكنه يوبخه بقوله : إجلس أيها الغبي لم أسمع منك إجابة صحيحه يوما ما0
* ابن أخطأ في موقف من المواقف لايحتاج فيه إلى كثير من اللوم بقدر مايحتاج إلى منحهِ الثقه بالنفس .. يتفاجأ بأن والده يعاقبه أيما عقاب ويلومه باشد العبارات والتوبيخ أمام إخوانه رغم قلةَ أخطاءه ..!!
* زوجـه تجتهد في إعداد الطعام لزوجها الذي أخذ منها الإعداد ساعات وهي تظنُّ أن هذا سيسعد حبيب القلب ثم لعلها أخطأت في تقدير أمرٍ ما.في هذه الطبخه فتجد من الزوج التقريع واللوم والتوبيخ أيتها الفاشلة !!
أيتها القبيحه ماعهدتُ منكي لذاذةِ الطعام ..!!
وخذْ من هذه الكلمات والتي معها أسبلت الدموع حُزناً على هذا الموقف.
* لاعب كرة صغير السن أشركه مدرب الفريق في إحدى المباريات لكنه ربما أخطأ كما يخطئ الكثيرين وتسبب في ولوج هدف في مرمى فريقه .. فتجد التقريع والتوبيخ من زملاءه وهناك تسمع للمدرب صرخات وصياح ..كان هذا اللاعب يحتاج إلى كلمه تهدئه في مثل هذا الموقف....
• لا شك بأن الأمثلة كثيرة وكثيرة جدا .. وما عنيته من إيراد ماسبق وما أعنيه لاحقاً هو ( منح الثقه )..!
مواقف حقيقة :
• كنا في جلسة حبيَّه مع بعض الأصدقاء في بيتِ أحدهم وقد توفي رحمة الله عليه وكان إبنُ صاحب البيت يكرمنا بتقديم الشاي والقهوة ..فكان الأب كل فترة ينادي ابنه بـ( قم ياثور صب القهوة،..قم ياحمـ....ار....إفعل كذا !!) أعوذ بالله !!
كيف سنمنح هذا الطفل ابن الثالثة عشر الثقة !
• نفس الموقف حدث في بيتِ أحد الزملاء أيضاً ولكن على النقيض .. حيث قبل أن نتناول الطعام كالعادة قام صاحب البيت بإمرار مِدْخنةَ العود(بخور) علينا بواسطه ابنه أعتقد عمره في العاشرة لم يتقن حمل المدخنه بصورة صحيحه وكنت أنظر للإب كيف سيتصرف ..
وبعد أن أدارها للمرة الأولى قام الأب وعانق إبنه قائلاً (عشت الله يخليك ..إسترح حبيبي ..أكيد تعبت..) طبعاً جلس الإبن فرحاً بما قال له والده وبعد أن جلس الإبن قام الأب بوضع المدخنة على شماغ الطفل قائلاً : (تطيب حبيبي لك حق ) ابتسم الإبن فرحاً أشد من الأولى وبالطبع أكيد أن والده سيخبره فيما بعد بالطريقة الصحيحة.:)
* في التعداد السكاني عام 1425هـ كنت عند أحدهم أساله بعض الأسئله والتي تتعلق باسماء أفراد أسرته وأعمارهم وكان ذلك بحضور ابنه الصغير ذو ثمانية أعوام فكنت أسأل والإبن الصغير يجيب فقلت لأبيه أسمع منك أم من الصغير قال: بل من الصغير ففرح وعجبتُ من جراءته وموقف أبيه الذي منحه الثقه قبل هذا ليستطيع أن يدلي بإجابات عَجَز عن مثلها ابناء السابعة عشر والعشرين حيث بعضهم يقول لاأدري ..!!
• بإختصار ... نحتاج في حياتنا العامه إلى من يمنحنا الثقة بما نفعله ونعمله .. :)
• في صغري كنّا نقع بمواقف جداً مثيرة كأن يقع كأس الشاي منّا فينكسر!! فنسمع كلمات التهدئه من والدينا ( مايخالف ياوليدي ، المهم يدك سلمت ، يفداك حبيبي ، الكأس بداله كأس )0
• ومن التوبيخات التي تُسمع من البعض ( عمى ماتشوف !! ، كسر يكسر راسك ) ..
كيف سيكون تأثير هذه الكلمات على النفس مستقبلاً .. ربما بعضنا سيعتقد حين يمرُّ بأي موقف كان قد تعرض فيه إلى كلمات التوبيخ سيتذكرها حالما يمرُّ بهذا الموقف فيخاف الفشل لكنه يفشل ..!!
تخيل معي ذاك الشاب الصغير الذي أحضر الطماطم والكوسه والباذنجان و.. حين أحضرها لو سمع كلمات الإطراء من والدته ووالده كأن يقولا له ( ماشاء الله ، الله يصلحك ويخليك ،يا حبيبي والله صرت رجل ، يعطيك العافيه ، بارك الله فيك ) تخيل وقع هذه الكلمات التشجيعية عليه ..ثم بعد ذلك لابد من توجيه النصح له كأن نقول له :حبيبي ابني انتبه إلى الخضار حين تريد شراءها لابد أن تنظر لها جيدا وترى أسفلها قبل أن تقدم على شراءها لأن التاجر غالباً يضع الصالحه في الأعلى بينما يضع في الأسفل المنتهية أو غير صالحه فانتبه بارك الله فيك ... إنها نصيحه وتوجيه وفي نفس الوقت لم نسلب الثقه من هذا الشاب الصغير.
إنك أيها المدرس والمدرسه حين توبخ طالباً أخطأ في حلِّ الواجب أو أخطأ في إجابة سؤال ..ستجعله يفكر ألف مره قبل أن يرفع يده في حل السؤال الثاني .. لقد قتلت طموحه وأبقيته في دوامه الفشل وكأن الفريد من نوعه وكأن الفشل اصبح ملازماً له .
• إن الإبن أو البنت حين يفعل أمرٍ يلتمس فيه محبه والديه فيه أو يرى أنه قد عمل عملاً جبّارا في حياته ثم يجد عبارات الثناء والتشجيع مع التعديل والتنبيه بصورة محببه لنفسه إننا في هذه الحاله نبنيه من جديد إننا نمنحه حياةً مستقبليه هانئه بل إننا نقدمه ليواجه الحياة بصورة أفضل ثم هو سيستطيع حلَّ مشاكله بنفسه ليصبح عضواً فعّالاً في المجتمع .
• لنعود إلى سير العلماء والمصلحين والعباقرة والمخترعين نجد أن بعضهم وصل إلى القمّه بسبب تشجيع والديه له وثناءه على العمل الذي يمارسه مع التنبيه وتعديل الخطأ الذي يقع فيه بصورة مؤدبه ومهذبه .
• أكتفي بالقول إننا قد نقتل بعضنا البعض نعم هو القتل لكن دون إراقة دماء ..وهل التوبيخ والتقريع والكلمات اللاذعه والقاسية لايعدُّ قتلا إنه تحطيم لهذه النفس فتبقى في صراع والفشل يراودها في كل إتجاه أينما حلّت 0
إن أبنائنا وبناتنا يحتاجون إلى الكلمات الجميلة المشجعه لهم والتي لها مفعول السحر في دواخلهم قد تنقلهم من حياة التشتت والتفكير والتردد إلى حياة الإستقرار وعدم التردد في إتخاذ القرار ..إننا نبني اليوم لنحصد في الغدْ ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ...
..م..
مواقع النشر (المفضلة)