فلنحسن الظن بالآخرين ..
كيف لا ، وحسن الظن ملاذ المؤمنين ،ومقام الذاكرين ، ومحط أنظار العقلاء والمحسنين ..
فلنحسن الظن بالآخرين ... هي دعوة أوجهها لكم أيها الأخوة وأيتها الأخوات ولي قبلكم ، أن نحسن
الظن بمن حولنا ... أن نعطي الأعذار لكل من يخذلنا يوما في الحياة ... أن نلتمس الأسباب والتي تجعلنا
نقدر سبب أفعالهم وأقوالهم السيئة ربما .... لا بد أن نحسن الظن بمن حولنا ... بعدما أصبح زمننا يشكو
ويعاني من تصدعات سوء الظن بالآخرين .....
ترى أحدهم يخاصم صاحبه دهرا لذنب لم يقترفه سوى لسوء ظن من أحدهما .... وترى أخرى تأخذ
موقفا سيئا من زميلة لحركة أو كلمة لم تقصد منها ضرا ولا ضررا .... تباعدت القلوب وتناقصت
العقول ... وضاع التفكير الصائب في زمن لم يجد سوى آذانا منصته للشر والضغينة وألسنة معلنة
للحقد والرذيلة .... أيها الأخوة وأيتها الأخوات :
نحن لسنا ملاكا في هذه الأرض .. ولكننا بشر نخطئ ونصيب ..... واسأل نفسك يوما هل أنت منزه عن
الأخطاء والزلل ؟؟!!!
إذا كانت إجابتك بالنفي .. ويقينا أن تكون نفيا ، فاعلم أن لغيرك كذلك مالك من أخطاء وزلات ...
ما أجملها من حياة حينما نكون في عون من رافقونا وساندونا في درب الحياة الشائك ، حينما تصدر من
أحدهم ذلة غير مقصودة ، حتى وإن كانت مقصودة ، علينا أن نغض الطرف عنها ونجعلها نقطة في بحر
واسع ..... كم هدمت بيوت ، وكم قطعت أواصر القرابة ، وكم انتهت علاقات أخوية بسبب سوء الظن
بالآخرين ... أيها الأخوة وأيتها الأخوات :
فلنجعل عقلنا هو قائدنا ولنترك المشاعر الجميلة الدافئة لقلوبنا الكبيرة المليئة بالحب والصدق
والوفاء ... ولنجعل من أنفسنا حليما وحليمة ... ولنجعل من الأمور التافهة آذانا مغلقة وعقولا حكيمة
، ولنجعل من قلوبنا جنة وبساتين يؤخذ من رحيقها ليصنع عسلا مصفى للآخرين ....ولنتنازل قليلا عن
عنادنا ، ولنسمو إلى الأفق البعيد .. ولنردد قوله تعالى : " إن بعض الظن إثم .." ....ولنوقن إن حسن
الظن فيه من الثواب الكثير ... علينا أن نشرح صدورنا للآخرين ... نجعل أنفسنا محلهم وفي مكانهم ...
ولنرتقي إلى العلا ... ولنسمو إلى مراتب الحكماء والعقلاء والصالحين ... أيها الأخوة
مواقع النشر (المفضلة)