قصيدة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله آل زربان الغامدي
في الشَّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
الْيَوْمَ جَاءَتْكَ الْمَنيَّةُ صَدَّعَتْ ===== مِنَّا الْقُلُوْبَ فَكُلُّ حُزْنٍ قَدْ بَدَا
مَا يَنْفَعُ الدَّمْعُ الْغَزِيْرُ وَلَوْ جَرَى === وَالطَّرْفُ لَوْ هَجَرَ الْمَنَامَ مُسَهَّدَا
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا ====== مِثْلَ الزَّلاَزِلِ هَوْلُهُّنَّ وَأَزْيَدَا
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا == جُرْحاً سَيَنْزِفُ بِالدُّمُوْعِ عَلَى الْمَدَى
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا ===== فَغَدا صَدَاهَا فِي الْجِبَالِ مُرَدِّدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ سَيْفُهَا ====== قَدْ قَطَّعَ الْقَلْبَ الْحَزِيْنَ وَبَدَّدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ زَلْزَلَتْ ===== مِنْ هَوْلِهَا قَلْبِي وَرِجْلِي وَالْيَدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ حَيَّرَتْ ===== عَقْلِي فَصَارَ الْفِكْرُ مِنْهُ مُشَرَّدَا
قَدْ عِشْتَ يَا شَيْخِي حَيَاتَكَ كُلَّهَا === فِي طَاعَةِ الْمَوْلَى فَكُنْتَ مُؤَيَّدَا
فِي الْحَقِّ لاَ تَخْشَى الْمَلاَمَةَ حَازِماً === سَيْفاً صَقِيْلاً فِي الْجِهَادِ مُهَنَّدَا
عَوْناً لأَهْلِ الْخَيْرِ لاَ تَخْشَى الْعَنَا ===== تُوْلِي الضَّعِيْفَ مَحَبَّةً وَتَوَدُّدَا
الْعِلْمُ والتَّعْلِيْمُ قَدْ زَوَّدْتَنَا ======== كَمْ طَالِبٍ وَرَدَ الْمَعِيْنَ تَزَوَّدَا
وَدَعَوْتَ لِلرَّحْمَنِ دَعْوَةَ صَادِقٍ === فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ دَوْماً سَرْمَدَا
وَبَذَلْتَ فِي التَّحْفِيْظِ جُهْداً ذِكْرُهُ == ذِكْرٌ جِمِيْلٌ فِي الْمَنَاطِقِ قَدْ غَدَا
الزُّهْدُ تَاجٌ فِي حَيَاتِكَ لاَمِعٌ ======= مَا دَنَّسَتْ دُنْيَاكَ قَلْباً أَوْ يَدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الفَقِيْدِ وَزُهْدِهِ ===== فِي عِفَّةٍ سَلَكَ السَّبِيْلَ الأَرْشَدَا
نِعْمُ الْمُشِيْرُ إِذَا أَرَدْتَ نَصِيْحَةً ==== يُزْجِيْ النَّصِيْحَةَ صَادِقاً وَمُسَدَّدَا
نِعْمَ الرَّفِيْقُ إِذَا رَغِبْتَ مُرَافِقاً ====== فَتَرَاهُ يَخْدُمُ مَنْ يُرَافِقُ جَاهِدَا
نِعْمَ الْكَرِيْمُ إِذَا أَرَدْتَ كَرَامَةً === تِجِدِ السَّمَاحَةَ وَالسَّخَاءَ مَعَ النَّدَى
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَصَبْرِهِ ====== وَتَحَمُّلٍ فَتَرَاهُ صَخْرَاً جَلْمَدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَعَزْمِهِ ======== وَاللهِ رَبَّيْ مَا رَأَيْتُ تَرَدُّدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَكُلُّهُ ====== عِبَرٌ لِمَنْ قَصَدَ الْهِدَايَةَ وَاهْتَدَى
اللهُ يَشْهَدُ مَا شَهِدْتُ نَظِيْرَهُ ======== فِيْ زُهْدِهِ فِيْ صَبْرِهِ مُتَفَرِّدَا
بَطَلٌ لَهُ فِيْ كُلِّ خَيْرٍ سَهْمُهُ ========= فِي كُلِّ يَوْمٍ لاَ يُؤَخِّرُهُ غَدَا
رَجُلٌ يُذَكِّرُكُ الأُوَلْى فِيْ عَيْشِهِمْ = مَا عَاشَ عَيْشَ الْمُتْرَفِيْنَ وَلاَ اعْتَدَى
لَوْ قُلْتُ شِعْرِيَ كُلَّهُ لَمْ أُوْفِهِ ==== مَا يَسْتَحِقُّ ، وَسَوْفَ أَحْيَا مُنْشِدَا
النَّاسُ تَغْبِطُ مَا صَنَعْتَ مَحَبَّةً ======== كُلٌّ يُرَدِّدُ دُوْنَ أَنْ يَتَرَدَّدَا
وَالنَّاسُ تَشْهَدُ لِلْفَقِيْدِ بِمَا رَأَتْ ====== فَبِشَارَةٌ أَعْظِمْ بِهَا أَنْ تَشْهَدَا
سُبْحَانَ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا كُلَّهُ ======== أَعْطَاكَ عَزْماً دَائِماً مُتَجَدِّدَا
اللهُ أَكْرَمَنِي بَأَنِّيَ صِهْرُهُ ========= فَجَزَاءُ رِبِّيْ أَنْ أُعِيْدَ وَأَحْمَدَا
يَا رَبِّ فَاجْبُرْ فِيْ الْفَقِيْدِ مُصَابَنَا === فَلَسَوْفَ يَبْقَى فِي الْقُلُوْبِ مُؤَبَّدَا
يَا رَبِّ فِي الْفِرْدَوْسِ أَكْرِمْ نُزْلَهُ ===== يَا مَنْ بَرَىْ كُلَّ الأَنَامِ وَأَوْجَدَا
وَارْحَمْهُ يَا رَحْمَانُ وَاجْمَعْنَا بِهِ ==== فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ فِيْ أَهْلِ الهُدَى
وَاحْفَظْ ذَوِيْهِ عَلَى الهُدَى وَتَوَلَّهُمْ == وَاخْلُفْ عَلَى الإِسْلاَمِ خَلْفاً أَحْمَدَا
حتَّى الْوَفَاةُ فَقَدْ أَتَتْهُ كَرَامَةً ======= خَتْماً عَلَى هَذَا الْجِهَادِ مُخَلَّدَا
مواقع النشر (المفضلة)