سادية المعلمين!
يبدو أننا في السعودية تحديداً نعاني من سوء علاقة بين الأستاذ والمتعلم!
صيغة التعامل بين المعلم والتلميذ قائمة على التحفز وربما على "العداء"، يقوم المعلم بفرض قوانين صارمة على الطلاب، ويقوم الطلاب بالانتقام من معلمهم الكريم إما عبر رشّ سيارته ببخاخ رخيص يذهب بطلاء السيارة الرئيسي، وإما بإيذائه جسدياً عبر الضرب واللكم، وقديماً كان المعلمون يستخدمون "الفلكة" وهي أداة تعذيب من أجل الحد من حركة الجسد أثناء الضرب، ولحسن حظنا إننا أثناء ازدهار استخدامنا للفلكات كان الإنترنت والفضاء مغلقاً وإلا لكنا على صدور الصحف والمواقع ومؤسسات الدفاع عن الإنسان.
لنقارن سوء العلاقة المستديم بين المعلم والتلميذ لدينا بحسن العلاقة بين المعلم والتلميذ في الغرب، هذا الغرب الذي طالما شعرنا بالفشيلة حينما نقارن استراتيجياتنا باستراتيجياتهم، فهذه معلمة في ولاية نيويورك الأمريكية قطعت وعداً بالتبرع بكليتها لتلميذ من تلاميذها ونفّذت ما وعدت به، حيث نقلت صحيفة "نيوزداي" أن المعلمة المنتسبة إلى مجالس الخدمات التعليمية التعاونية "جنيفر بيرتي" والتي تبلغ من العمر 32 سنة تبرعت بكلْيتها لكيفن أوبراين البالغ من العمر 19 سنة وحسب كلام الصحيفة فإن الهدف من تبرعها بكلْيتها جاء رغبة منها بأن تعلم التلاميذ فضيلة "الكرم".
الغريب أن المعلمة صرّحت فور انتهاء الجراحة ونقل الكلية لتلميذها قائلةً: "كان من الرائع أن أشعر بأنني ساعدت هذا الولد بأكثر من القراءة والكتابة"!
التلميذ الذكيّ رفع إصبعه إلى المعلمة وطلب منها أن تتبرع له بكلْيتها فوافقت على الفور. نحن نريد من المعلمين الأفاضل أن تبقى "كلاهم" في أحشائهم آمنةً مطمئنَة لا نريد أن تتحول وزارة التربية والتعليم إلى وزارة تبرّع بالكلى، لكن نريد أن تنتهي مأساة سوء العلاقة ودمارها بين المعلم والتلميذ، هل من الصدفة أن يكره الأبناء المدارس؟
قال أبو عبد الله غفر الله له: وبعض المعلمين يعاملون طلابهم كما يعاملون أبناءهم بلينٍ ورفق، لكن البعض الآخر يحاول أن يقسو على الطالب المخفق، يريد من كل الطلاب أن يكونوا متفوقين، مع أنه ربما كان متخرجاً بتقدير "مقبول"، سيأتي من يقول: الضرب منع وانتهى الأمر؟ قلت: بقي الضرب باللسان والإهانة الكلامية وهي أخطر وأحسبها متفشية، وربما أنهى المعلم بكلمة واحدة منه مستقبل إنسان وهذا هو الخطر!
تركي الدخيل
مواقع النشر (المفضلة)