..ونحن نستحق الجلد أيضاً!
(1)
نتسابق كإعلاميين وكتاب و'جمهور' لنقد المسؤولين، وجلد قراراتهم وأدائهم، ونفرح عندما نكتشف 'زلة' ما لأحد المسؤولين (حتى وإن كان مديرا لإدارة لا يتجاوز موظفوها الثلاثة أشخاص!) ونمارس الجلد اليومي لأي شيء.. حتى الأشياء الإيجابية نبحث - وبحماسة - عن أي سلبية فيها، حتى وإن كانت صغيرة ونضعها تحت المجهر لكي تبدو أكبر وأفظع!
(2)
هذا بعض ما نفعله كإعلاميين، لكي نحظى بمحبة 'الجمهور' وتصفيقه المدوّي!
وننسى - نحن وأنتم - أننا شركاء في كل إثم محلي:
فلا يوجد مرتشٍ بدون راشٍ (والراشي ملعون قبل المرتشي)، ولا توجد مدينة غير نظيفة بدون سكانها الذين يرمون المهملات في شوارعها، ولا يوجد مراهقون يجوبون الشوارع، ويدمرون الممتلكات العامة، بدون عائلات لم تُحسن تربيتهم.
ولا يوجد طالب يتجرأ على أستاذه بدون ولي أمر لا يعلم ابنه 'في أي صف'؟!
ولا توجد فوضى بدون أناس يكرهون النظام ويعشقون تجاوز الطابور!
(3)
فلا تتذمر عزيزي المواطن من الفوضى، وأنت الذي تمارسها
ولا تنزعج من الشوارع غير النظيفة و'زبالتك' هي التي تزينها!
ولا 'يرتفع ضغطك' عند إشارة المرور بسبب سيارة تجاوزتك بشكل مزعج.. فهذه أخلاق شارعك!
ولا تشتكِ من أولاد الآخرين.. في اللحظة التي لا تعلم فيها أين هم أولادك!
ولا تلعن حال التعليم، وأنت أول من يُقدم الشكوى، لأن المدرسة عاقبت ابنك المشاغب!
أنت تبحث عن كل طريقة ملتوية لإنجاز أعمالك.. وبعدها تشتم الطرق الملتوية.
(4)
معذرة عزيزي المواطن:
الناس لا يشبهون المدن.. بل المدن هي التي تشبه ناسها.
وأي مدينة سيئة، تأكد أن أهلها سيئون!
الكاتب محمد الرطيان .............
مواقع النشر (المفضلة)