استقالة الشيخ سعد الشثري..والإرهاب الليبرالي المسكوت عنه..!!
الحرب الراهنة على الثوابت لا يمكن أن تجد الليبرالية ما هو أفضل منها لكي تدعم به وجودها، ولعل ذلك ما يؤكده تطاول هؤلاء على معالي الشيخ سعد بن ناصر الشثرى، وذلك أثناء تداول موضوع الاختلاط وتداعياته في جامعة الملك عبد الله.
أضاف الليبراليون إلى حملتهم المحمومة بعض الرتوش التجميلية، وجعلوا من كلام الشيخ الشثرى قميص يوسف ولطخوه بهالة مصطنعة من الغيرة على قرارات الملك ورغبة كاذبة في الحرص على العلم، معتبرين أن التكنولوجيا و الاختلاط وجهان لعملة واحدة اسمها الحضارة والرقي.
ثم انخرطت مَعاولهم على صفحات جرائدهم في مرثية هزلية ظاهرها الحرص على الجامعة وباطنها محاولة الانقلاب الفاشلة على الشريعة، ثم هدأت معاول الحملة فجأة كما بدأت أول الأمر، مثيرة حالة من الشك حول هدفها ومن يقف خلفها، ومن أمرها بالصمت فلاذت به..!
وفتحت حملة الليبراليين النار عليهم من كل صوب، فأتتهم قذائف الحق من على منابر الجمعة وعلى ألسنة بعض العلماء ومقالاتهم، وعلم هؤلاء يقيناً أن حملة العلماء المضادة عليهم ولو طال بها الوقت وغلى مرجلها؛ لجاءت نتائجها أشد بأساً وتنكيلاً من حملة العالم على وباء أنفلونزا الخنازير..!
في غضون ذلك أخذ فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري قراره بالاستقالة من عضوية هيئة كبار العلماء، وقدم رغبته مشفوعة بإصراره، و تمّ قبول استقالة الشيخ القريب من قلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.
حاول الجميع قراءة ما بين سطور الاستقالة التي لا يفصلها عن الحملة سوى أيام قليلة، فالمتفائلين استبشروا خيراً لما يعلمون من رجاحة عقل الشيخ الشثري في اتخاذ قرار في هذا التوقيت، وبما يعلمون من محبته وتوقيره للملك والتي جهر بها أكثر من مرة، وفوق ذلك بما يوقنون من محبة خادم الحرمين الشريفين للعلماء بوجه عام وللشيخ سعد الشثري بشكل خاص.
كهنة المعبد الليبرالي تملكتهم الحيرة من القرار، وأيقنوا أن نتائج حملتهم غاية في الخطورة على مستقبل مشروع "راند" في المنطقة، وتعقدت خيوط اللعبة باستقالة الشيخ الشثري التي لم يحسب الليبراليون حسابها، وتشابهت ورطتهم مع ورطة الملك مع الغلام المؤمن حين استدرجه غباؤه من حيث لا يدري، وكان لحمقه الفضل- بعد الله تعالي- في إيمان أهل القرية، ليقع ما كان يحذره وتنقلب طاولة السحر على الساحر..!
الاستقالة من المنتظر أن يطبل لها أنصاف الليبراليين الذين يجهلون ما يدور داخل الكواليس !!، ولأن الأمر يبدو في ظاهره انتصار ليبرالي يستحق نشوة الفرح، وهو في حقيقته مصيبة لم يعدوا لها جواباً، حيث أن خطوة مثل هذه قد تعرض خطتهم للفشل أو تعطل جدولها الزمني.
لن يقل عطاء الشيخ الشثرى وهو خارج الهيئة ولن تتزعزع مواقفه، بل على عكس ما يشتهى الليبراليين، سيتضاعف عطاؤه وتنتصب كلماته رماح مشتعلة تضئ طريق السالكين، وتستحيل شهباً ترصد معاول الهدم وتنقض عليها لتحرقها ولو فرت إلى قعر جحورها، والليالي حبلى !!
وبمنتهى الثقة نقول لقطيع المعبد الليبرالي لا تفرحوا باستقالة الشيخ الشثرى وانظروا إلى وجوم سدنتكم وحسرتهم، واسألوهم في السر: أليس استقالة الشيخ عارض ممطرنا..؟!، ولو صدقوكم مرة واحدة سيعترفون بمرارة شديدة: "بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم"..!
مواقع النشر (المفضلة)