بسم الله الرحمن الرحيم
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس :58
انا اتحدث هنا لأخوتي في ملتقى حفاظ الوحيين عن تجربة شخصية واقعية حدثت لى و لزوجتى بفضل الله
وممكن تحصل لكل صادق النية لحمل كتاب الله فى قلبه
ونتمنى ان يستفيد منها اكبر عدد من الناس
فعلا ده ممكن يحصل معاك زى ما حصل معانا
انه ليس سحرا
أو كوب من العصير تشربه فتجد نفسك حافظا للقرآن
انه الجهد والعرق والسهر وقلة النوم
انه التضحية بالملذات العاجلة الفانية
انه ايثار ما يبقى على ما يفنى
وفى هذا الموقع المبارك تعلمنا من خلال تجارب الآخرين المنشورة كيف نحفظ القرآن
ونشرنا تجربتنا لمن يريد
من يريد ان يقدم المهر
مهر حفظ القرآن
قلت لنفسى منذ أن اشتركت فى دورة تغيير العقل ومضاعفة الحفظ من ضعف إلى 100 ضعف وقبل أن تبدأ فعالياتها
هل هذا ممكن؟ أن أحفظ القرآن كاملا في أقل من 20 يوما ؟
هل ممكن فعلا تحفظه فى أيام قلائل كما رأيت هنا في أكاديمية حفاظ الوحيين وفى تجارب الاخوة والأخوات؟ المكتوبة هنا
فقلت لنفسى:وهل أنا أقل منهم؟
اذا أنت لا تصدقين فلم لا نخوض التجربة معا وانت دون ضغط التقيد بنظام الدورة الصارم والانتهاء فى موعد محدد.
وأيضا يا نفسى اذا كنت صادقة فى طلب الحفظ: فما الداعى لانتظار الدورة؟
هل قيدوا قدرتك على الحفظ قبل الدورة؟ هل أمسكوا بعقلك وقالوا له لا تحفظ الا بعد أن تأتينا؟
فلنبدأ من الآن ومع كثرة الانشغالات حيث أننى صيدلى وعملى يأخذ منى وقتا كبيرا بالاضافة الى اننى حاليا أكتب رسالة الماجستير الخاصة بى ولكى لا يطغى عمل على عمل
قمت باختيار صفحة من الكتاب العزيز وقمت بحفظها وتسميعها لنفسى كتجربة أولية
وحسبت كم من الوقت أخذت ؟
أخذت تلت ساعة
وبحسبة بسيطة
سأحفظ فى الساعة 3 صفحات
وكم من الوقت تملك دون طغيان ذلك على جدولك في يومك؟
وجدت وقتى الأقصى الذي يمكنني توفيره للحفظ أربع ساعات
وهكذا بدأنا أنا وزوجتى
بدأت بعمل جدول للحفظ قوامه الالتزام بالأربع ساعات دون النظر الى كمية الحفظ
أى أنى لم أحدد يوما معينا للختم(وهذا حسب اتفاقى معى نفسى حين بدأنا
نخوض التجربة معا)
والتزمت بالأربع ساعات يوميا
فى البداية كانت الأربع ساعات متفرقين
ومع الوقت وبالتحديد بعد 3 أيام من البدء
أحسست أن تركيز الوقت فى 4 ساعات متتالية أفضل
والأفضل هو من الساعة 5 بعد صلاة الفجر الى الساعة 9
قبل النزول للعمل
ورسمت جدولا على برنامج اكسل(ضمنته لكم فى آخر لموضوع) -طبعت نسخة لى ونسخة لزوجتى - فيه رقم الصفحة (فى المصحف )وأمامها ثلاث خانات:
فى الخانة الأولى أقرأ الصفحة بتركيز ثلاث مرات وأضع علامة(1) بعد كل قراءة
ثم أنتقل الى الخانة الثانية
فأقوم بوضع علامة مع كل تسميعة غيبا مع النظر فى المصحف اذا نسيت أو شكيت
فى جزئية(3 مرات)
ثم أنتقل الى الخانة الثالثة
فأقوم بغلق الكتاب والقراءة غيبا دون النظر فيه تماما(3 مرات)
وهذه الطريقة استفدتها من تجربة أحد الأخوة هنا في قسم التجارب في حفاظ الوحيين
ولكنى وضعتها فى شكل مكتوب وموثق
وزدت عليها شيئا آخر
كنت أكتب بجوار كل عدد من الصفحات أحفظه فى جلسة واحدة الزمن الذى استغرقه حفظها
وذلك حتى يكون مرجعا لى حين المراجعه
وأفادنى هذا أمام نزغات الشيطان حين كان يقول لى : وأين ذهب ما حفظته سابقا؟
فأنظر الى وثيقتى وأتذكر مدى الجهد الذى بذلته فى كل صفحة فيخنس اللعين
كما أفادنى أيضا فى معرفة الأجزاء التى تتطلب منى اهتماما أكثر وهذا مهم
جدا لكل من يريد الختم
حيث انه مع الوقت أصبحت أحفظ الصفحة من مرتين قراءة بتركيز
وفى بعض الأجزاء من مرة واحدة
وبدأت أقلل فى عدد المرات تدريجيا حت وصل أقصى عدد من المرات للصفحة بالتسميع دون النظر خمس مرات
(مرتين قراءة بتركيز ومرتين تسميع مع النظر للمصحف حين الخطأ ومرة تسميع
دون النظر للمصحف)
وهكذا اصبح عدد الصفحات المحفوظة يوميا فى الأربع ساعات يزيد ويزيد
حتى وصل وقت الصفحة الى خمس دقائق فقط مع زيادة قدرتى على التركيز لفترات أطول وأطول
وتواصلت الأيام
وتأخرت الدورة في الأكاديمية تأخرا كبيرا ولم يزدنى الوقت الا اصرارا
وفى أثناء الرحلة(بعد أن وصلت الى سورة التوبة ) حدثتنى نفسى أن هذا ليس بحفظ وأننى أضيع وقتى لأن
الحفظ بهذه الكميات يوميا دون التسميع على يد شيخ (حتى مع أننى أسمع
لنفسى) ينسى بعضه بعضا
فماذا أفعل؟
أتوقف اذن حتى تبدأ الدورة في الأكاديمية
هذا هو الحل السهل الذى أرادته نفسى والشيطان
فقلت لها ما أصعب سورة حفظتيها (بالنسبة لنفسى)
فقالت لى سورة كذا( لن أذكر اسم السورة حتى لا تنطبع بذهنكم أنها صعبة )
سورة من السبع الطوال
آياتها طويلة
ونهاياتها تحتاج لضبط خاص
اذن ففيها كل مواصفات السورة التى ان كانت محفوظة بهذه الطريقة ولم تنسى
فمعنى ذلك أننى لم أنسى ما هو أقل منها فى الصعوبة باعتراف نفسى ذاتها
ذهبت الى شيخ وقلت له أريد أن تسمع لي سورة كذا
وقمت بتسميعها عليه ربعين ثم أربعة ثم ربعين الى آخر السورة
وكان معجبا بحفظى ولم يردنى الا فى مواضع قليلة جدا
وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أننى فعلا حفظت ما سبق وأنه لا يحتاج الا
لمراجعه طبيعية قبل التسميع ولن أحفظه من جديد كما كانت نفسى تحدثنى
وهذه كانت بداية الانطلاقة
وبدون أى تردد
أكملت الحفظ ..........
والحمد لله ختمته
الحمد لله
الحمد لله
وشعورى الان لا يغلب عليه الفرحة بقدر ما هو شعور بالمسئولية
المسئولية ألا أنساه
مسئولية التثبيت والمراجعه المستمرة
أدعوا لى بالتوفيق وأن أموت وأنا من حفظته
وقد ختمته فى اليوم الثامن والثلاثين منذ بدأت الحفظ
وقد وصل حفظى الى 50 وجها فى اليوم من مجرد قرائتي لتجارب الحفاظ والحافظات في حفاظ الوحيين
وأعلم من قراءة التجارب أن هذا رقم متواضع بجانب اخوتي واخواتي الذي تجاوزوني بكثير
لكن هذا جهدى وأنا فرح جدا بهذا الإنجاز
وقد ختمت زوجتى بعدى بأيام قلائل بفضل من الله
ومن خلال تصفحى فى لتجارب حفاظ الوحيين في الملتقى فهذه على حد علمى أول تجربة لخاتم قبل حضوره دورة تغيير العقل ولله الحمد والمنة
ونحن الان نحس بحلاوة المعاهدة
ولذة قراءته وهو محفوظ
الحقوا بنا تشعروا بما نشعر
ان الختم ليس هو الهدف
الاتقان هو الهدف
والمعاهدة تحقق هذا الهدف
وددت لو يشعر كل مسلم ومسلمة بما اشعر به
حين اراجع سورة او حتى صفحة فأجدها سهلة يسيرة
وأقوم بتسميعها دون خطأ واحد
حين أصل لآيات كانت تثير شجنى عندما كنت أقرؤها منذ زمن بعيد
فآتى اليها الان وهى محفوظة
يا الله ....كم تمنيت حفظها من قبل
الان اعرفها ليس هى فقط
بل ما قبلها وما بعدها ايضا
وفى اى سياق اتت
وفقنا الله واياكم لحفظ كتابه والعمل به
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
للأمانة منقول
مواقع النشر (المفضلة)