في أول حوار له بعد عودته من مونديال جنوب إفريقيا
خليل جلال : هذا ما طلبه مني مارادونا .. ورسالة نصية أغضبتني بعد سويسرا وتشيلي كشف الحكم السعودي المونديالي خليل جلال تفاصيل ما دار بينه وبين النجم الأرجنتيني الشهير مارادونا خلال تواجده حكماً رابعاً في مباراة نيجيريا والأرجنتين في أولى مباريات كأس العالم التي اختتمت أمس، كما عبر عن رضاه التام بالمستوى الذي قدمه في المونديال، مؤكداً أنه ذهب لجنوب إفريقيا كآخر محطة تحكيمية في مشواره لكنه عاد برغبة الاستمرار التي سيقرر مصيرها خلال أيام. وتحدث الحكم السعودي الذي قاد مباراتي (فرنسا والمكسيك ) و(سويسرا وتشيلي) عن أجواء قيادته للمباراتين عبر حوار سريع .. فإليكم ما قال:
هل قدمت كل ما كنت تسعى له في مونديال 2010 ؟
نعم ومرتاح الضمير وراض تماماً عما تحقق لي بحمدالله وتوفيقه، فالنجاح لم يأت بمحض الصدفة، بل كان هناك إعداد طويل وشاق ومجهود مضاعف توج في نهايته بهذه الصورة التي أعيش معها وسط ردود فعل إيجابية وكبيرة منحتني ارتياحا وسعادة بالغين.
في الطريق إلى جوهانسبيرج بماذا كنت تحلم ؟
منذ عام 2006م كنت أحلم بتمثيل مشرف لوطني وحضور يليق بما أتطلع إليه والحمد لله اكتسبت خبرة كبيرة منحتني حق التواجد حكماً أساسياً أو رابعاً وصدقني كنت أحمل ثقة في داخلي بعد أن عدت من 2006م أنني سأتواجد في 2010م وهناك سأجد فرصتي ، لذا حملت رغبتي وثقتي وكثيراً من طموحاتي لتكون حافزاً لي للبروز في هذا المونديال .
هل كان من سوء أو حسن حظك أن تبدأ مشوارك حكماً رابعاً بمواجهة مشاكس بنجومية مارادونا في لقاء الأرجنتين ونيجيريا ؟
طالما أنا حكم فعلي الاستعداد لكل شيء والعمل من أجل تطبيق قوانين اللعبة وتقديم مباراة ناجحة ولهذا لم أهتم بالأمر كثيراً قبل المباراة ولم استعد بشكل خاص، فالحكم يجب أن يستعد استعدادا كاملا سواء كان أساسياً أو رابعاً أو خامساً.
بالمناسبة ما حكاية الحكم الخامس ؟
هو الحكم المهيأ ليكون مساعداً في حال إصابة أحد المساعدين ، وطوال مونديال جنوب أفريقيا كان يتواجد خلف دكة بدلاء الفريق صاحب الاسم الأول في المباراة.
نعود لمباراتك الأولى في 2010 م.. واجهت مدرباً لا يهدأ.. هل أتعبك ؟
مارادونا كشخص يملك ذكاء غير عادي يحاول الوصول للمحظور لكنه لا يقع فيه، وهو كمدرب رغم اعتراضاته وشقاوة مشاكساته إلا أنه متقبل للتعليمات والتوجيهات ويستمع جيدا لما أقول.
علام كان يعترض ؟
على أشياء كثيرة منها التحكيم ونوعية الكرة ولاعبو الفريق الآخر وطريقة لعبهم وحماية لاعبيه حتى على رميات التماس يعترض على تنفيذ بعضها.
ماذا كان يقول لك أو ماذا يريد ؟
كان يطلب مني التحدث مع حكم المباراة ونقل وجهة نظره في بعض الأخطاء والبطاقات وقرارات الحكم وعدم ملاءمة الكرة بحسب اعتراضه لكن للأمانه كان ينصت جيداً ويستمع للتعليمات فهو بصراحة رغم كثرة اعتراضاته إلا أنه لا يصل للخطأ وهدفه ندركه كحكام وهو حرصه على فريقه وعلى المباراة .
أولى المباريات التي قدتها كانت فرنسا والمكسيك.. متى علمت أنه تم اسناد المباراة إليك ؟
قبلها بيومين وكنت جاهزاً بحمدالله لقيادة المباراة .
وأنت تلتقط الكرة وتقود المنتخبين للتوجه للملعب ماذا كان يدور في ذهنك أو بم كنت تفكر في تلك اللحظة ؟
كنت أدعو الخالق أن يوفقني للنجاح.. وحينما دخلت من بوابة العبور إلى الملعب كنت أحلم بالخروج من ذلك الممر وقد نجحت في قيادة المباراة وإظهارها في أفضل حالاتها والحمدلله تحقق نجاحي.
الحكام يتشوقون لمعرفة ردود الفعل حول قراراتهم مع صافرة النهاية .. كيف عرفت هذا الأمر ؟
كنت أولاً واثقاً من كل قرار اتخذته في المباراة , ثم قرأت الرضا في ملامح مراقب الحكام وإشادات من قابلتهم بعد اللقاء مباشرة كانت مطمئنة لي إلى درجة عالية.
متى اتجهت لهاتفك للاطلاع على ردود الفعل من أصدقائك وأهلك ؟
بعد ساعة ونصف من نهاية المباراة أجريت اتصالاً هاتفياً بالوالد والوالدة ثم تلقيت اتصال الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وتلقيت عدداً كبيراً من رسائل الأصدقاء والزملاء التي حملت لي مزيداً من الارتياح واتفقت على نجاحي بحمدالله.
لكنك في المبارة الثانية بين تشيلي وسويسرا , أسرفت في استخدام البطاقات الملونة.. لماذا ؟
أبداَ كنت أقود المباراة وفق ما يمليه القانون ولم أشعر بأنني منحت أي لاعب بطاقة لايستحقها , بالعكس وجدت إشادات أكبر بمستوى أدائي في هذه المباراة واللجنة في اليوم الثاني وأثناء عرض اللقطات لم تعرض أي نقطة سلبية بحمدالله.
السويسريون تحديداً شنوا هجوماً عنيفا عليك ؟
أحد أصدقائي بعث رسالة نصية لي قال فيها إن صحفاً سويسرية تهاجمني , فلم أكن أتمنى إبلاغي بتلك الرسالة وعاتبته على ذلك، وصدقني لم أعلم عن هذه الانتقادات إلا بعد وصولي إلى هنا وبالمناسبة عرفت أيضاً أن عدداً من السعوديين والعرب نظموا حملة عبر الفيس بوك تحت اسم (معاً لدعم خليل جلال) بصراحة أنا ممنون جداً لهم وعاجز عن شكرهم ويجب أن أقول بكل فخر إن الإعلام الرياضي السعودي بكافة وسائله وكتابه والمنتمين إليه كانت له وقفة مشرفة معي بل إنه كان سبباً بعد الله فيما تحقق لي وأعتقد أنه شريك حقيقي في نجاحي لذا أقف عاجزاً عن شكرهم ورد الجميل لهم جميعاً منذ مرحلة الإعداد وحتى استقبالي في جدة .
هل لاستبعادك علاقة بغضب السويسريين ؟
أبداً لا أعتقد، فالأمر لا يمكن أن يفسر بهذا الشكل.
بعد مونديال 2010م هل تفكر في الاعتزال وإنهاء مشوارك ؟
بصراحة حينما كنت استعد للذهاب إلى جنوب إفريقيا، كنت أرغب في أن تكون هذه المشاركة هي الأخيرة لي وربما أفصحت عن ذلك في بعض وسائل الإعلام , لكنني بعد هذا الحب الذي شعرت به وتلك المشاعر التي طوقتني وما تحقق لي من نجاح كل ذلك يدفعني لإعادة النظر في الاعتزال ودراسة رغبة الاستمرار خاصة أن أول حكم دولي سعودي سيبدأ هذا الموسم وتعلم أن مشواراً طويلاً ينتظره حتى يثبت أقدامه قارياً وعالمياً، لذا فإن النجاح الذي تحقق تحول إلى واجب وطني والفرحة التي شعرت بها دفعتني لإكمال المشوار حتى النهاية.
هذا يعني أنك عدلت عن قرار الاعتزال الذي لوحت به سابقا ؟
تستطيع أن تقول ذلك على الأقل نسبة الاستمرار والرحيل متساوية, وخلال ايام فقط سيتم البت في الأمر، فأحتاج إلى وقت ومتى طلب مني الاستمرار فلن أتردد في خدمة لوطني.
هل سنراك في 2014م ؟
أتمنى ذلك وإذا استمررت إن شاء الله سأكون في المونديال القادم.
شكراً لك وتمنياتنا لك بالنجاح.
شكراً لكم ولدعمكم الدائم والمتواصل.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)