لسانك : جنتك أو نارك!!
===================================
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة 0 قال : ( تقوى الله وحسن الخلق )، وسئل عن أكثر ما يُدخل الناس النار0 فقال : (الفم وافرج ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح0
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة ) رواه الترمذي وحسنه
ففي هذين الحديثين دلالة على أن شرور اللسان هي أكثر ما يكون سببآ في دخول النار
، وفيهما من الإشارة الى وجوب الاحتراز من تلك الشرور ما لا يخفى0
فاللسان جارحة من جوارح الإنسان سخرها الله له ليصيب به الخير ويكف عن الشر0 ولأنها أشق الجوارح التي يستعصي على الإنسان السيطرة عليها فقد كانت هي والفرج سببآ في دخول أكثر ذرية بني آدم إلي النار ، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) تم قال : ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قلت: بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : ( كف عليك هذا ) قلت : يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟قال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجهوهم إلا حصائد السنتهم ) رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح0
يقول النووي رحمه الله : ( إعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامآ ظهرت فيه المصلحة ، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة ، فالسنة الإمساك عنه ، لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شي )0
*فما هي شرور اللسان ، وآفاته ، وكيف نتقيها؟
مهالك اللسان!
1-الغيبة : وهي أن تذكر المسلم بما يكره في غيبته0
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم: قال : ( ذكرك أخاك بما يكره ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) رواه مسلم
2-القذف : وهو من أخطر الكبائر التي يجعل الله عليها العقوبة ، فقد قال تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة النور19
فقوله سبحانه ( والهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) دليل على أن قذف المسلم واتهامه بما هو برئ منه، أو إشاعة ما تاب منه من السيئات وكشفها ونشرها بين الناس0
3-الهمز : وقد نهى الله جل وعلا عنه بقوله : ( ويل لكل همزة لمزة ) والهمز أيضآ يطلق على الغيبة ، والجامع بين الهمز والغيبة هو ذكر المعايب بينما يفترقان في طريقة عرض تلك المعايب ولذلك فان الهمز واللمز نوع من أنواع الغيبة0
4-الكذب وشهادة الزور : فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقآ خالصآ ، ومن كانت فيه خصلة منهن ، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) متفق عليه
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ، قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئآ فجلس فقال : ألا وقول الزور! فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ) متفق عليه0
6-الفحش والكلام الباطل : فعن أبي الدردا رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله يبغض الفحش البذيء ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
والفاحش البذيء هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام0 فهذه أخطر آفات اللسان واشدها فتكا بدين المسلم وخلقه وعاقبيه0
*عبادات اللسان
1- الصمت : فالصمت بنية الإمساك عن الشر عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه ، ويرجو بها عتق نفسه من النار0
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرآ أو ليصمت ) رواه البخاري ومسلم
2-ذكر الله عز وجل : فهو من أفضل الأعمال وأزكاها عند الله0
3-الكلمة الطيبة : وتشمل حسن الكلام وانتقاءه كما ينتقي التمر الطيب بين التمور!
وقد أمر الله جل وعلا به فقال (وقولوا للناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) رواه البخاري ومسلم حسنا)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكلمة الطيبة صدقة )
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين
مواقع النشر (المفضلة)