الشورى السعودي ينتقد القطاع الرياضي ويطالب ببناء ستاد جدة:
يواجه المسؤولون عن القطاع الرياضي في السعودية انتقادات واسعة من الصحافة المحلية والشارع الرياضي؛ على خلفية التراجع اللافت الذي أصاب المنتخبات السعودية في المنافسات الإقليمية والقارية والعالمية.
علما أن المنتخب السعودي لكرة القدم تعرض إلى خسارة قاسية بثلاثة أهداف دون مقابل أمام أوزبكستان الأربعاء الماضي ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم.
وامتد نطاق الانتقادات الموجهة للرئاسة العامة لرعاية الشباب ليصل إلى قبة مجلس الشورى السعودي، الذي بحث أداء المسؤولين عن الرياضة في البلاد، والنتائج التي تحققت في العام الماضي، ما جعل عضوا بارزا في المجلس ينتقد البطء الذي باتت تعانيه الحركة الرياضية السعودية، والحصيلة الهزيلة للمنتخبات الوطنية في دورة الألعاب العربية التي أُقيمت في القاهرة خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورفض عضو مجلس الشورى المهندس محمد القويحص في تقريرٍ أعدَّه الصحافي محمد القناص ونشرته صحيفة "الحياة" اللندنية، ما يتردد عن أن تراجع نتائج دورة الألعاب الرياضية يعود إلى عدم مشاركة المملكة بوفد نسائي، قائلا: "كانت نتائج الرجال سيئة، وحصلنا على المركز السادس بين الدول المشاركة، ولا يمكن اعتبار المشاركة جيدة، والنتائج دائما ما تحكي عن نفسها، فنحن لم نحقق ميداليات ومراكز متقدمة كما كان في السابق، وحتى الاتحادات المختلفة لم تظهر بشكل جيد في هذه البطولة، والدول الأخرى سبقتنا في هذا المضمار، والصحافة كانت واضحة في هذا المجال فانتقدت تواضع نتائج المنتخبات السعودية المشاركة بشكلٍ كبيرٍ وواضحٍ، وهو ما جعلنا نحتل مراتب متأخرة، على رغم أنه من الواجب أن نحصل على مرتبة متقدمة، وليس لعدم وجود وفد نسائي علاقة بهذه النتائج المتأخرة، وإن كنت أتمنى أن يعود الجميع لنتائج الرجال في الألعاب المختلفة، وأن نقارنها بنتائج الرجال في الدول الأخرى وهنا يتبين الفرق".
وأكد القويحص أن الانتقادات التي وجهها للرئاسة العامة لرعاية الشباب، تأتي في إطار المناقشات التي تكون تحت قبة المجلس، والتي تسعى إلى المصلحة العامة، مشيرا إلى أن المجلس ناقش تقرير أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب مثله مثل بقية الوزارات والمؤسسات العامة.
قائلا في تصريحٍ للصحيفة اللندنية: "حينما نناقش تقرير أداء الرئاسة العامة، فنحن نبحث عن تطوير العمل فيها، والذي جاء أقل من المتوقع بالنسبة لنتائج الألعاب الرياضية المختلفة، وقضايا اللاعبين الأجانب، وعدم إنشاء ملعب في جدة، كما أُعلن عن ذلك في وقت سابق، إضافةً إلى بعض التفاصيل الأخرى".
وأشار القويحص إلى أن هذه الملاحظات موجودة منذ زمن، "إلا أننا لم نتحدث عنها إلا بعد أن عُرض تقرير الرئاسة العامة في المجلس، وهذا لا يعني رضانا عن أداء الاتحادات الرياضية المختلفة، والتي ظهرت بنتائج متواضعة في دورة الألعاب العربية، التي أقيمت في مصر أخيرا".
وطالب عضو مجلس الشورى بإعادة هيكلة الاتحادات الرياضية، وقال: "يجب إعادة هيكلتها واللجان المتخصصة بالألعاب الأولمبية، والعمل على إعادة تأهيل اللاعبين واختيارهم، لأنهم يمثلون بلدا كبيرا باسمه وتاريخه، ولا يمكن تركه ليظهر بهذا الشكل، فالرياضة أصبحت تمثل واجهة حضارية للدول والأمم، وأصبح رفع العلم في المحافل الرياضية أمرا يُفتخر به، لذا يجب أن يتم العمل على غرس مفاهيم التنافس والروح لدى اللاعبين والإداريين والفنيين، ولذا يجب أن تكون هناك وقفة صادقة لإعادة المياه إلى مجاريها".
وانتقد القويحص عمل لجان الاحتراف، وقال: "المُطلع على الأحوال الرياضية يجد أن هناك أخطاء تقع في تطبيق الاحتراف، وهو ما يجعل من انتقال لاعب من ناد إلى آخر أمرا لا يمكن أن يحدث من دون أن يثير ضجةً وحديثا، وهو ما يجعل الجميع يعلم أن هناك مشكلة لا أستطيع تحديد المسؤول عنها، إلا أن وصول قضايانا إلى "الفيفا" دليل على عدم وضوح نظام الاحتراف لدينا، ولا أدري أين الخلل؟ هل هو خطأ في اللوائح، أم في التطبيق، أم في التوعية؟ لذا نحتاج إلى إعادة النظر في نظام الاحتراف بشكل أفضل".
ونفى القويحص أن تكون تجربة اللاعبين الأجانب ناجحة، وقال: "مرَّ على الكرة السعودية هذا الموسم العشرات من اللاعبين الأجانب، والواضح أن اللاعب منهم كان يأتي إما مستهلَكا، أو في نهاية حياته الرياضية، أو أن أداءه غير مفيد، وقد يُعطى فرصة، وقد ينتقل إلى نادٍ آخر غير الذي استقدمه، وبعضهم يتضح أن أداءه أقل من اللاعب المحلي، وعلى رغم أن هذا الأمر من مسؤوليات الأندية إلا أن اللاعبين الجيدين المشهود لهم منذ بداية الاحتراف يُعدون على الأصابع، ولذا كانت سلبيات اللاعب الأجنبي أكبر من إيجابياته، ولتكن في مصلحة اللاعب السعودي، وهو ما انعكس على أداء المنتخب الأول وتسبب في ضعف هجومه".
وطالب القويحص في ختام حديثه بإيجاد علم آخر يتم استخدامه في المحافل الرياضية احتراما لكلمة التوحيد، التي تتوسط العلم، مقترحا إيجاد بديلٍ أخضر يتوسطه سيف ومن دون كلمة الشهادة، التي يجب أن تُحترم وتُرفع، وألا تهان وتُدهس بالأقدام، كما حصل في مناسبات مختلفة.
من جانبه، أبدى وكيل الرئيس العام للشؤون المالية عبدالله العذل شكره لآراء المجلس التي وصفها بالبنَّاءة، وقال: "في الدورة العربية والدورات الأخرى تشارك معظم الدول بالعنصر النسائي، وهو ما صنع الفارق ما بين الوفد السعودي والوفود الأخرى، إضافةً إلى أن المملكة من الدورات السابقة وحتى الآن في تطور، وهو ما يعني أن المشاركة الأخيرة وإن كانت نتائجها دون الطموحات إلا أنها أفضل من الدورات السابقة".
وفيما يخص الاتحادات الرياضية توقع العذل أن تتطور نتائجها قائلاً: "بعد إقرار نظام الانتخابات سيكون هناك العديد من العناصر التي ستضيف الكثير إلى الاتحادات الرياضية، وسيعلن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد التشكيل الجديد لكل الاتحادات الرياضية في الخامس من نيسان (إبريل) المقبل، وهذا ليس تقليلاً في إدارات الاتحادات السابقة، وهم أشخاص متطوعون عملوا المجهود الذي أنيط بهم بكفاءة عالية، ويُشكرون على ذلك، ولكن بعد التشكيل الجديد سيكون هناك المزيد من العمل الذي ستقوم به هذه الاتحادات والتي ستطور الرياضة السعودية".
وطالب العذل برياضة المدارس، إذا ما أردنا أن يكون هناك نتائج توازي التطلعات، وقال: "ما ينقصنا في السعودية لتحقيق الإنجازات هو العمل على إطلاق رياضة المدارس بشكل أكثر تطورا، ولو قارنَّا السعودية بالدول الأخرى لوجدنا أن الرياضة المدرسية الآن من أهم النشاطات".
وأبدى العذل امتعاضه من التعاقدات التي تقوم بها الأندية الرياضية على صعيد اللاعبين الأجانب، وقال: "من وجهة نظر شخصية فأنا أعتقد أن التعاقد مع لاعب أجنبي مفيد أفضل من التعاقد مع ثلاثة أو أربعة لاعبين وتُلغى عقودهم، ولو رأينا اللاعبين الأجانب، كلهم ليسوا على المستوى، ولكن لا نستطيع التدخل في الشؤون الخاصة بالأندية، فالرئاسة ليس لها علاقة بالتعاقدات، ففي بعض الحالات يتعاقد عضو شرف من ماله الخاص مع لاعب فلا يمكن للرئاسة منعه، ولكننا ندقق في أي شيء يُصرف من الرئاسة بواسطة إدارة الأندية الرياضية".
عودة للأعلى
ملعبان في جدة والدمام
وحول إنشاء ملعبي جدة والدمام قال وكيل الرئيس العام للشؤون المالية: "دائما ما يجتمع الرئيس العام بوزير المالية لوضع الخطط حيال إنشاء وتطوير المنشآت الرياضية، وسيكون هناك اجتماع في الأسبوع المقبل للوقوف على آخر خطوات العمل في إنشاء ملعب جدة، ونحن لا نملك إلا حق الطلب في الموازنات بالزيادة لتشييد ملعبي جدة والدمام، وسبق أن طلبنا هذا في أكثر من اجتماع، وكان محل اهتمام من الجميع وسيكون قريبا التنفيذ".
من جانبه، قال وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب منصور الخضيري: "الرئاسة العامة لرعاية الشباب مهتمة جدا بموضوع العلم السعودي، وسبق لنا أن قدمنا ملاحظاتنا للجنة المنظمة لكأس العالم وللشركات الراعية، بوضعه في الأماكن التي تليق به، وقد أخذت اللجنة المنظمة بهذا الطلب وأزالته من الأماكن التي لا تليق بوجوده، أما على الصعيد المحلي فتمَّ تشكيل لجنةٍ من الرئاسة العامة ووزارة الخارجية والهيئة العليا للسياحة وبعض الجهات الأخرى في المملكة لدراسة هذا الموضوع، وسيتم اعتماد بعض التوصيات والرفع بها إلى المسؤولين، وحينها هم من يقرر ماذا يتم اعتماده".
مواقع النشر (المفضلة)