- الإهدائات >> emad fayed الي المنتدي : برنامج لإدارة الجمعيات الخيرية ( أبواب الخير الإصدار الأول ) محمد 1981 الي للاحبةفي الله : السلام عليكم ارجو ان يكون جميع اعضاء منتدى حزنة الاسلامي بخير الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : أقوى أمطار وسيول مرت على بلجرشي في القسم العام ..مشاهدة ممتعة اتمناها لكم .. الامير الي الى الجميع : فترات التسجيل عبر نظام نور فى (( المنتدى التعليمي )) فتى الدار الي الأهالي : فديو لسيل الجلة في قسم الاهالي وصور للمطر يوم الاثنين 17/5 نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : حصرياً على منتديات حزنة نت صور لإنآرة جبل حزنة المرحلة الثآنية للمشآهدة >> في القسم العآم .. مشآهــــدة ممتعة الزعـــــ20ـــــيم الي :: الجميــــــــــــع :: : تم تنزيل صور مميزة في موضوع حزنة اليومـ >> في القسم العآمـ .. مشآهدة ممتعة .. الشاطئ الي لاعا دة حلقة حزنة : لاعا دة حلقة حزنة الكتا بة على شات قنا ة السيوف على الرقم835222 او الفا كس رقم026984414 خالد الحزنوي الي الاهالي : حلقة خاصة عن قرية حزنة عبر برنامج ربوع الجنوب على قناة السيوف بعد مغرب اليوم السبت الشاطئ الي دعوة اها لي حزنة : شا هدوا حزنة على قنا ة السيوف بعد مغرب اليوم السبت ونا مل الدخول بالشا ت على رقم 835222

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان

  1. #1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    Ss7008 فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان


    تعالوا بنا نتعلم


    ( فن الإصلاح بين الناس)




    حتمية الخلاف
    تقع الخلافات والمشاكل بين الناس ويحدث الخصام بين الرجل وزوجته وبين القريب وقريبه وبين الجار وجاره وبين الشريك وشريكه وبين العشائر بعضها مع بعض ؛ وهذا أمر طبيعي وحتمي ومشاهد لا يمكن إنكاره وأسبابه كثيرة لا حصر لها .



    النار من الشرار
    وغالبا ما تكون هذه الخلافات في بداياتها اختلاف بسيط يمكن تلافيه لو أحسن الناس التصرف ولكن الشيطان الذي (أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الشيطان لن يدع هذه الفرصة تفوت عليه ولن يتوانى هو وأعوانه (النفس الأمارة بالسوء والهوى المتبع وأهل الإفساد والشر والنميمة ) في التحريش بينهم و إذكاء نار العداوة والبغضاء حتى تتحول هذه الشرارة إلى فتنة عظيمة وشر مستطير لها عواقبها الوخيمة ؛ فيساء الظن ويقع الإثم وتحل القطيعة ويفرق الشمل وتهتك الأعراض وتسفك الدماء وتنتهك الحرمات .




    أصدقاء الأمس أعداء اليوم
    ويتحول الحال ؛ فبعد المحبة والصفاء تحل العداوة والبغضاء وبعد القرب والوصال تكون القطيعة والهجران
    ويصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم والمستقبل . ويفسد ذات بينهم وتقع الحالقة التي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .



    أهمية إصلاح ذات البين
    وحيث حرص الإسلام على وحدة المسلمين وأكد على أخوتهم وأمر بكل ما فيه تأليف لقلوبهم ونهى عن كل أسباب العداوة والبغضاء فقد أمر بالسعي وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين وحث عليه وجعل درجته أفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) وقال تعالى (والصلح خير ) .




    هدي الأنبياء والصالحين
    وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم السعي في الإصلاح بين الناس وكان يعرض الصلح على المتخاصمين وقد باشر الصلح بنفسه حين تنازع أهل قباء فندب أصحابه وقال (اذهبوا بنا نصلح بينهم) .
    وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن ) .
    وكان السلف حريصون على هذا الخير ساعين فيه يقول الاوزاعي رحمه الله ( ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين ).




    تفاخر الشيوخ بهذا العمل
    أيضا كان الرجال العظام والشيوخ في السابق من أفراد القبيلة يندبون أنفسهم له ويعتبرونه من تمام الشرف والسؤدد ؛ يقول قائلهم وقد اشتهر بالإصلاح وحل النزاع حين نزل بقوم متخاصمين


    أنا إلى حضرت الشر ينزال ..... والي يتوه عند دربه ندله
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  2. #2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان

    في هذا الزمان
    هذا العمل الجليل الذي كان وظيفة الأنبياء والعلماء و الصالحين هذا العمل الذي كان عادة لشيوخنا ورجالنا وكبارنا هذا العمل الذي كان هدفا ومقصدا لكل صالح مصلح محب للخير بين الناس هذا العمل الذي يقطع النزاع وينهي العداوة والبغضاء ويجلب المودة والتآلف بين القلوب .
    هذا العمل الجليل ما مدى أهميته لك أنت يا من تقرأ كلامي ؟ هل تدرك فائدته ومميزاته في حل الخلافات ؟ وهل تحرص عليه في حل مشاكلك أم تبادر إلى المحاكم والقضاء في أي خصومة؟
    وهل تدرك ضرر رفع القضايا إلى المحاكم خاصة إذا كانت بين ذوي قربى أو ذوي هيئات من الناس ؟
    وهل تراعي حق القرابة والجوار فتسعى أولا إلى الصلح؟
    هل تبادر إلى التدخل والإصلاح بين الناس إذا ما علمت بخصومة بينهم أم تتركهم لأهل الشر والإفساد والنميمة ؟

    هل تشجع الناس عند حضور الخصومة إلى التصالح والوفاق ؟

    هل تعرف أساليب وطرق ومهارات السعي بالإصلاح؟
    أسئلة كثيرة أثيرها للنقاش والحوار معكم فشاركونا كي نتعلم سويا...


    اعود واقول إذا شاركتني أخي القارئ أهمية الإصلاح وتلمست حاجتنا إليه وأردت القيام بهذا العمل الجليل خير قيام وبثقة تامة وخطوات ثابتة وحتى لا تخطأ وتسيء من حيث أردت الإصلاح
    فاستمر معنا واقرأ وشاركنا ما يوفقنا الله إليه
    في هذا الموضوع واعلم أننا بحاجة :





    1- أن نعرف طرق إنهاء الخصومات وحل النزاعات والتي منها الإصلاح والتراضي .


    2- أن نعرف المقصود بالإصلاح أو الوساطة
    والفرق بينه و بين التحكيم والقضاء
    ومميزات الإصلاح ولماذا يفضل على القضاء والتحكيم وينصح به .


    3- أن نعرف مجالات هذا العمل
    ونميز القضايا التي يدخلها الصلح
    والقضايا التي لا يدخلها الصلح
    ومتى يشرع الصلح ويستحب ومتى يحرم .


    4-أن نعرف أحكام وشروط الصلح
    ومتى يعتبر صحيحا ومتى يعتبر فاسدا .


    5- أن نعرف الآداب فنتحلى بها
    والصفات فنحرص عليها والمهارات فنتقنها.



    6- أن نعرف خطوات السعي في الإصلاح
    ومراحله ومتطلبات كل مرحلة
    وخصائصها والتنبيهات المتعلقة بها :
    1.عند العلم بالخصومة أو وقوعها .
    2.عند البدء في السعي بالإصلاح .
    3.أثناء جلسات الإصلاح الانفرادية .
    4.أثناء الجلسات المشتركة .
    5.عند الاتفاق والتراضي والوصول إلى حل .
    6.وفي ختام الاتفاق والتصالح.

    سبل إنهاء النزاع والخصومات
    اقصد من هذا الموضوع تعريف القارئ بطرق أفضل من القضاء في حل الخصومات
    فالقضاء كما هو معلوم من أهم الطرق لإنهاء الخصومة وقطع النزاع وتأدية الحقوق إلى أهلها في كثير من الحالات؛ ولكن هذا السبيل محصور في فئة القضاة ولا يسمح به إلا لهم وعددهم قليل وقضاياهم لا حصر لها ولا مجال للتطوع فيه أو المبادرات .
    كمان أن القضاء له أماكن معينة وإجراءات كثيرة وعلانية غير محببة التي بسببها قد يفضل المتخاصمين القطيعة أو الهجر وإبقاء الخصومة وتأجيل المصالحة أو أية سبل أخرى على رفع أمرهم إلى القضاء .
    و كثيرا ما يكون رفع الخصومة إلى القضاء من أسباب القطيعة خاصة بين الأقارب أو الجيران قال عمر رضي الله عنه(ردوا لخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن ).
    كما أن القاضي لا يتدخل ولا ينظر في القضايا إلا بعد رفع الدعاوى من أحد الخصوم أما قبل ذلك فلا وكما هو معلوم ليس كل العداوات والخصومات ترفع إلى القضاء .
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  3. #3
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان

    فإذا حدثت خصومة أو عداوة بين أقاربك أو جيرانك أو أصدقاءك من حولك وخفت تفاقم الأمر واستفحال الخطب وساءك ما ترى وحرصت على تصفية القلوب و لم تكن قاضيا وأردت سبيلا للتدخل بستر ومراعاة لخصوصية البيوت والأشخاص فعليك بسبيل المصلحين هذا السبيل الذي في متناول الجميع وليس محصور بأحد ولا يرد عنه راغب سواء كان قريبا أو جارا أو صديقا أو أيا كان ....
    فتستطيع التدخل بسرية ومراعاة للخصوصية متسلحا بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والنصيحة الصادقة فتلطف الأجواء وتصفي القلوب وتزيل أسباب الخصام وتوفق بين الآراء حتى يكون الاتفاق ويحل الوفاق ويتم التراضي .
    وهذا السبيل سبيل المصلحين له أثار أفضل على المتخاصمين في إنهاء الخصومة بالتراضي افضل بكثير من القضاء في كثير من الحالات وله إلزامية الحكم ونفوذه مثل حكم القاضي إذا اتفقوا وتراضوا بشرط بعد التصالح إذا كانت هناك استحقاقات أن تصدق من قبل القاضي فقط .


    تعريف الإصلاح بين الناس والوساطة
    الإصلاح بين الناس والوساطة كلمتان متطابقتان في المعنى إلى أن الإصلاح مصطلح شرعي تربوي والوساطة مصطلح إداري قانوني وكل منهما يناسب أن يعرف به الآخر .


    تعريف الإصلاح في كتب الشريعة : (هو السعي والتوسط ببين المتخاصمين لأجل رفع الخصومة والاختلاف عن طريق التراضي والمسالمة تجنبا لحدوث البغضاء والتشاحن وإيراث الضغائن ) .


    والإصلاح بتعريفه التربوي هو السعي بين الناس بغرض الإصلاح عكس النميمة التي هي السعي بين الناس بغرض الإفساد.


    الوساطة بتعريفها الإداري هي أسلوب من أساليب الحلول البديلة لفض النزاعات يقوم بها شخص محايد يهدف إلى مساعدة الأطراف المتنازعة للاجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر وتقيمها لمحاولة التوصل إلى حل وسط يقبله الطرفان.



    وتعريف آخر للوساطة :قيام شخص محايد من أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة بتوظيف مهاراته المستحدثة في إدارة المفاوضات من خلال مجموعة من الإجراءات السرية لمساعدة أطراف النزاع على تقريب وجهات نظرهم وتسوية نزاعاتهم بشكل ودي قائم على التوافق والتراضي بعيدا عن التقاضي .



    تعريف القاضي إياس بن معاوية للصلح
    عن حبيب بن الشهيد قال كنت جالسا عند إياس بن معاوية فأتاه رجل فسأله مسألة فطول فيهم فقال إياس إن كنت تريد الفتيا فعليك بالحسن معلمي ومعلم أبي وان كنت تريد القضاء فعليك بعبد الملك ابن يعلى وان كنت تريد الصلح فعليك بحميد الطويل وتدري ما يقول لك يقول لك حط شيئا ويقول لصاحبك زده شيئا حتى نصلح بينكما وان كنت تريد الشغب فعليك بصالح السدوسي وتدري ما يقول لك يقول لك أجحد ما عليك ويقول لصاحبك ادع ما ليس لك وادع بينة غيبا(كذبا) فيجب اختيار الرجل المناسب
    للاصلاح وان اراد الاصلاح واستعان بالله وكان كل ذلك لله سيستطيع اما اذا اراد الشهرة والرياء فلن يتم الاصلاح
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  4. #4
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان


    ميادين الإصلاح
    ونماذج من إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم
    ميادين الإصلاح كثيرة وأينما كان الخلاف ندب الإصلاح سواء كانوا أزواج أو أقارب أو جيران أو أصدقاء أو متبايعين او قبائل وعشائر وسنذكر لكم أمثلة ونماذج من إصلاح النبي قدوتنا عليه الصلاة والسلام فكان صلحه :
    1. . في الأفراد والجماعات ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ " [ رواه البخاري ]

    2. في الأزواج والزوجات والأقارب والأرحام ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّك ؟ِ قَالَت:ْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِنْسَان:ٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ فَقَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ " [ رواه البخاري ] .

    3. بين المتداينين ، عن كَعْبٍ بن مالك أَنَّه تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتٍه فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ : يَا كَعْبُ فَقَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه، ِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعْ الشَّطْرَ فَقَالَ كَعْب:ٌ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ فَاقْضِه " [ رواه البخاري ] .

    4- في القبائل والطوائف ،مر رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج ، فساءه ما هم عليه من الاتفاق والأُلفة ، فبعث رجلاً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعاث وتلك الحروب ، ففعل ، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوسُ القوم وغضب بعضهم على بعض ، وتثاوروا ، ونادوا بشعارهم ، وطلبوا أسلحتهم ، وتواعدوا إلى الحرة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يُسكنهم ويقول : (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟)) وتلا عليهم (( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) [آل عمران : 103] فندموا على ما كان منهم ،واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم جميعاً •[تفسير الطبري : 78/7]

    5. في الأموال والدماء وفي النزاع والخصومات ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : سَمِع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَ ، وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ وَهُوَ يَقُول:ُ وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَقَالَ أَيْنَ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللَّهِ لا يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ ؟ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ " [ رواه البخاري ]



    حالات السعي بالإصلاح بين الخصوم
    يجب أن تنتبه يا من تريد الإصلاح بين الناس وتعرف الحالات التي يشرع الإصلاح فيها والحالات التي لا ينبغي الإصلاح فيها .
    الحالة الأولى:
    يشرع ويستحب السعي بالإصلاح بين الناس في الحالات التالية :

    • إذا كانوا أقارب أو جيران أو من ذوي الهيئات وذوي الفضل .
    • إذا كانت الخصومة في أمر بسيط ولكن استفحل وتوسع مع طول الخصام وسعي أهل الشر والفساد.
    • إذا أشكل الحق ولم يتبين المصيب من المخطئ وتقاربت الحجتان .
    • إذا كان صاحب الحق غنيا والذي عليه الحق ضعيفا .
    • إذا طال الخصام في أمر وانقطعت الاتصالات والعلاقات وكثر التشعيب فيه.
    • إذا تجاهل كل طرف الأخر وهجره وحدثت القطيعة مع وقوع العداوة بينهما .
    • إذا كانت الخصومة بين فئات كبيرة من الناس كالقبائل والعشائر وخشي من فصل القضاء تعاظم المشكلة مما ينتج عنه ما لا يحمد عقباه .
    • إذا علم أن القضاء أو الحكم القضائي بغير الإصلاح لا ينهي الإشكال ولا يعود بفائدة على الخصوم .
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  5. #5
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان


    حالات يمتنع فيها الإصلاح بين الخصوم :
    إذا تبين أن احد الخصوم ظالم ومعتد في خصومته وان قصده الإضرار بالآخرين ونهب حقوقهم .فيجب أن يردع عن فعله لانه إذا أعطي وهو مبطل فنكون بذلك قد أعنا الظالم على المظلوم .

    وإذا كانت في حق من حقوق الله ولا يجوز الاعتياض فيها كالحدود مثل الزنا واللواط والسرقة فلا يجوز الإصلاح فيها أما حقوق العباد فهي تقبل الصلح بالإسقاط أو المعاوضة عليها .
    .................................................. .............................. ..............



    شروط الصلح إذا تم بين المتخاصمين
    1. أن لا يشترط في الصلح إذا تم شرطا مخالفا لحكم الله فان كان مخالفا لحكم الله فانه لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط)ولا يتضمن شيئا محرما كأن يكون تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما ).
    2. أن يكون الصلح قد وقع بتراض من الجانبين المتخاصمين لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ) .
    3. أن يكون الحق المتنازع فيه من حقوق العباد التي يجوز الاعتياض عنها . مثل الأموال والديون والدماء .



    أهداف مريد الإصلاح والثمار المرجوة


    إصلاح ذات البين له أهداف ماتعة ، وثمار يانعة
    ، ومن أهمهما قدراً ، وأبعدها منزلة ما يلي:

    1 - طلب الأجر والثواب من الله تعالى :
    ( لا خير في كثير من نجواكم إلا من أمر
    بمعروف أو إصلاح بين الناس ) .

    2 - تحقيق مبدأ التعاون على البر الذي
    أمر به الدين (وتعاونوا على البر والتقوى) .

    3 - تحقيق مفهوم الأخوة والحرص على
    توثيق روابط المودة ، وإعادة جسور المحبة
    (واعتصموا بحبل الله جميعاً ) .

    4- الحرص على تماسك المجتمع ، وبث عبير
    الألفة ، وعبق الرحمة ، وأريج التسامح •

    5 - بذل النصح ، وإسداء التوجيه للبيوت
    المسلمة بتقوى الله تعالى ، والمحافظة
    على صلة الرحم ، ومراعاة حقوق القرابة ،
    واحترام مكانة الجار، وتعميق روح التآخي •

    6 - السعي في الستر على المسلمين
    ( من ستر مسلماً ستره الله ) •

    7 - الحرص على إقالة عثرات العاثرين •

    8 - إحياء هذه السنة الجميلة ، بل الأمر
    الإلهي في نفوس أهل الخير ، وطلبة
    العلم ، ومحبي الإصلاح .

    9 - الدعاء الجميل ، والثناء الكبير ، حيث
    ارتفعت أيدي الناس بالدعاء ، ولاسيما من
    حُلّت له قضية ، أو نفست عنه كربة ، أو
    قدمت له مساعدة ، فما أحسن أن ينام
    الإنسان ملء عينيه والأكف ترتفع في جنح
    الليل تدعو له ، وتترضى عنه ،وتثني عليه •

    10 - التمكن من وصل حبال المودة ، وإقامة
    جسور المحبة بين بيوت كثيرة كان الشقاق
    يدب في أوصالها ، ويتسلل إلى أعماقها ،
    وأضرمت فيها نيران الفرقة ، وأُرسلت عليها
    ريح الخصومة
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  6. #6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان


    آداب وصفات الوسيط أو الساعي للإصلاح


    • أن يستشعر أنها عبادة يقوم بها استجابة لأمر الله (وأصلحوا ذات بينكم ) ومخلصا له وطلبا لمرضاته (ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا كبيرا)ومحتسبا الأجر من الله(أن الله لا يضيع اجر المصلحين ).

    • ذا خلق ودين محافظة على نفسه من الوقوع في المحرمات أو المجاهرة فيها تقيا منصفا بالأخلاق الكريمة مبتعدا عن الأخلاق السيئة لا يغتاب ولا ينم لأن الغيبة والنميمة إفساد والإفساد والإصلاح لا يجتمعان .

    • روح المبادرة والحرص على نشر الخير وعدم انتظار دعوة للتوسط .وليكن قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علن بخصومة بين أهالي قباء قال (اذهبوا بنا نصلح بينهم ).

    • أن يتحلى بالحلم وسعة البال والصبر والتأني وعدم العجلة . لان المصلح سيدخل بين أطراف متخاصمين والخصومة مظنة الظلم والاعتداء وطيش العقل وفلتان اللسان وليعلم أن مهمته مرهقة فليوطن نفسه على التحمل وسعة الصدر ولين الجانب ومقابلة الإساءة بالإحسان واحتمال ما يصدر من سفه وتطاول وترديد كلام وإطالة في المقدمات.

    • أن يكون ذا علم شرعي عالم بما يحل ويحرم والشروط والأحكام خاصة في مجال الخصومة .

    • أن يكون خبيرا في مجال النزاع عالما بالوقائع محيطا بالقضية وملابساتها باحثا عن مسبباتها عارفا بطرق معالجة المشكلات ووضع الحلول والتسويات العادلة المقترحة سواء كانت في مجال المشاكل الزوجية أو العقار أو الديون .

    • حسن الاستماع لأن كل طرف يزعم انه على حق وأن صاحبه هو المبطل فيحتاج كل منهما إلى من يستمع إليه ويرفق به ويأخذ ويعطي معه . بل إن بعض الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ أو كلام فيشعر بعد ذلك بالراحة ويكون مستعدا لما يراد منه.


    • التلطف مع الناس واستعمال الأسلوب الحسن والحكمة والبصيرة. والبعد عن العبارات الجارحة حتى مع العصاة (فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم فالقصد من التلطف هو إصلاح العوج، وسد الخلل، وبيان الصواب و القيام بواجب الإصلاح من غير أذى.

    • الحياد يجب أن ينظر إليه الطرفان بوصفه شخص محايد لا يميل مع أي احدهما حتى لو كان احدهما قريبا أو صديقا أو ذا علاقة مع المصلح وإذا كانت لك علاقة مع احدهما فيجب أن يوضح من البداية أن هذه العلاقة لا دخل لها ولا تأثير في هذا النزاع وتسعى إلى ترسيخ هذا المفهوم لان الميل يفقد المصلح فاعليته وقدرته على الإقناع والتأثير .ولقد قامت مجموعة من العلماء النفس في إحدى المرات بإجراء دراسة حول تأثير الوسيط المحايد في عملية الوساطة وكان من بين النقاط التي تعرضت لها المجموعة ذلك الأثر الكبير الذي يمكن أن يحدث إن نظر احد الأطراف إلى الوسيط بوصفه غير محايد؟ .

    • أن يتحرى العدل قال تعالى (فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين ) .لأن كثيرا من الناس لا يعتمد العدل في الصلح بل يصلح صلحا جائرا ظالما فيصلح بين القادر المعتدي والخصم الضعيف المظلوم بما يرضى به القادر صاحب الجاه ويكون له فيه الحظ ويكون الإغماض و الحيف على الضعيف ويظن انه بهذا قد أصلح .

    • المحافظة على أسرار المتخاصمين: فذلك من الأخلاق التي يجب على المصلح أن يأخذ بها، وألاّ يسمح لنفسه بالتفريط في شأنها.أما إذا احتاج إلى إفشاء شيء من ذلك لمن يعنيه الأمر، أو لمن يمكن الإفادة من رأيه - فذلك داخل في الإصلاح .يقول الإمام العالم الفضيل بن عياض : « المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير» .



    المهارات التي يحتاجها المصلح
    • مهارات ممتازة في التواصل مع الآخرين
    • القدرة على الإقناع والتأثير على الآخرين
    • مهارات في التعامل مع الناس بمختلف فئاتهم ومستوياتهم.
    • مهارة الاستماع والإنصات .
    • مهارات في تقديم النصيحة والمشورة
    • مهارة حل المشكلات والإبداع في إيجاد الحلول والتسويات المقترحة .


    خطوات السعي في الإصلاح


    ومراحله ومتطلبات كل مرحلة والتنبيهات المتعلقة بها :



    أولا: قواعد وأساسيات عند العلم بالخصومة وقبل البدء بالسعي في الإصلاح بين الناس :


    •العلم المتيقن بوقوع الخصومة :
    لابد على الراغب في الإصلاح بين الخصوم أن يكون ذا علم متيقن بوقوع الخصومة .



    •التصور العام للقضية :

    فلا بد للمصلح إذا أراد الدخول في قضية ما- أن يكون على تصور عام لها؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره؛ إذ كيف يدخل في مجاهل، ومفاوز لا يدرك غورها، ولا يسبر مسالكها؟

    فلا بد -إذاً- من تصور القضية، ومعرفة أطرافها، وأحوال أصحابها، وما يكتنفها من غموض، وظروف ومن ثم ينظر في إمكانية الدخول فيها وهي الخطوة التالية .


    •النظر في إمكان الدخول في القضية:

    فإذا تصور المصلح القضية تصورا عاما نظر في إمكان الدخول فيها، وجدوى السعي في حلها.وقد يحتاج إلى الاستشارة والاستخارة؛ فربما تكون القضية فوق طاقته، وربما يكون دخوله فيها كعدمه، بل ربما لحقه ضرر دون أدنى فائدة. ومن هنا كان التحري، والتروي، وحسن النظر متحتماً قبل الدخول في القضية.



    •ألاّ تدخل في قضية بشرط النجاح:

    بل عليك -أيها المصلح- بذل الوسع، واستنفاد الطاقة، ثم بعد ذلك وطّن نفسك على أن محاولاتك ربما لا تفلح؛ فلا يكبر عليك ذلك، وأعلم بأنك مأجور مثاب، وليس من شرط الإصلاح إدراك النجاح، وليكنْ شعارك (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).



    •الدعاء وسؤال الله التوفيق:

    فمهما بلغ الإنسان من الكياسة والفطنة، والسياسة، وحسن التصرف - فإنه لا يستغني عن توفيق الله ولطفه، وإعانته؛ فليلجأ المصلح إلى ربه وليسأله التوفيق، والتسديد, واللطف، فإنه -عز وجل- يجيب من دعاه، ويعين من استعان به (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) .



    •اختيار الوقت المناسب للصلح وعدم العجلة:

    يجب اختيار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين حتى يؤتي الصلح ثماره ويكون أوقع في النفوس وأحيانا يفضل أن لا تبدأ بالإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلح بينهما لكن إذا أبيت إلا التدخل فعليك بتهدئة النفوس وجبر الخواطر ونزع فتيل الغضب أولا. فإذا قمت بذلك فدع للزمن دوره, حتى تهدأ النفوس, ويختمر الرأي في الأذهان, ويبدأ الأطراف في المراجعة.



    •التدرج في عرض الصلح:

    أن يكون الحديث والسعي على مراحل متدرجة وجرعات ، تبدأ خفيفة ، ثم تكثف بعد ذلك، فيستحسن التمهيد للموضوع ، وجس النبض ، ثم المعاودة بعد مدة من الزمن، ثم يكثيف الجهد بعد ذلك ؛ ويتأكد التدرج في القضايا المستعصية و الخصوم المتعنتين •



    •الحذر من اليأس:

    فربما حاولت المحاولة الأولى، وبذلت وسعك في معالجة المشكلة فأخفقت؛ فإن كنت قصير النَّفَس، ضيق العطن أيست من العلاج، وتركت المحاولة إلى غير رجعة. أما إذا أخذت بسياسة النفس الطويل، وتدرّجت في مراحل العلاج مرحلة مرحلة أوشكت أن تصل إلى مبتغاك؛ فاحذر إذاً من اليأس، وإن أعيتك حيلة فالجأ إلى أخرى، وإذا انسدّ عليك طريق - فاسلك غيرها.



    •سلوك مسلك النجوى والمسارة:

    إن من الخير في باب الإصلاح بين الناس أن يسلك به المصلح مسلك النجوى والمسارة فإن من الناس من يصر على أن تكون المبادرة من خصمه وآخر يتأذى من نشر مشاكله أمام الناس ومن المعلوم أنه كلما ضاق نطاق الخلاف كان من السهل القضاء عليه فلذلك تفضل النجوى في الإصلاح قال تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ).



    •جواز الكذب لأجل الإصلاح:

    أذن الشارع للمصلح بنوع من الكذب في العبارات وفي الأمور التي توفق وتقرب وتخفف من شدة العداوة وتحببهم إلى بعض قال صلى الله عليه وسلم(ليس بالكاذب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا) .ومن أمثلة ذلك أن يحاول المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب، ويزيل أسباب الشقاق والخلاف، وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما، وينسب إلى كل منهما من الأقوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول: فلان يسلم عليك ويحبك، وما يقول فيك إلا خيرا ونحو ذلك.



    •المحافظة على أسرار المتخاصمين:

    فذلك من الأخلاق التي يجب على المصلح أن يأخذ بها، وألاّ يسمح لنفسه بالتفريط في شأنها.أما إذا احتاج إلى إفشاء شيء من ذلك لمن يعنيه الأمر، أو لمن يمكن الإفادة من رأيه - فذلك داخل في الإصلاح.



    •أهمية مراعاة الخواطر وتهدئة النفوس :

    ويندرج تحت ذلك أمور كثيرة، وربما كان بعضها صغيراً، لكنه قد يغير مسار القضية تماماً، فيدخل تحتَ ذلك تجنبُ بعضِ الكلمات الجافية المثيرة، واستعمالُ العبارات اللائقة الجميلة التي تبهج النفس، وتشرح الصدر.

    ويدخل في ذلك اللمسةُ الحانيةُ، والبسمةُ الصادقة، ويدخل فيه استثارة النخوة، وتحريك العاطفة، بل قد يدخل فيه العتب والغضب إذا كان ذلك في محله، وممن يليق منه ذلك. ويدخل في ذلك مراعاة العادات، وفهم الطبائع والنفسيات. فهذه الأمور، وما جرى مجراها من جملة ما يحتاجه المصلح .


    •في كل الخطوات عليك دائما بالوعظ والنصيحة وتذكير الخصوم بالعاقبة:

    فيحسن بالمصلح أن يُذكِّر الأطراف المتخاصمة بالعاقبة؛ فيذكرهم بعاقبة الخصومة, وما تجلبه من الشقاق, وتوارث العداوات, واشتغال القلوب, وغفلتها عن مصالحها. ويذكرهم كذلك بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والآخرة, ويسوق لهم الآثار الواردة في ذلك كقوله -تعالى-: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وكقوله: (وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ) وكقوله: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ). ويسوق لهم قصصاً لأناس عفوا, فحصل لهم من العز, والخير ما حصل. وهكذا… فذلك يبعث النفوس إلى الإقصار عن التمادي في الخصام. ولا باس بالإطالة في النصح والوعظ والإكثار من ذكر الآيات

    والأحاديث .


    •عليك بحسن الاستماع:

    لأن كلَّ طرف من الأطراف يزعم أنه على حق، وأن صاحبه على باطل؛ فيحتاج كلُّ واحد منهما إلى مَنْ يَستمع إليه، ويرفق به، ويأخذ ويعطي معه. بل إن بعض الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ، أو كلام؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة، ويكون مستعداً لما يُراد منه.



    •ضرورة معرفة الأسباب الحقيقية للخصام :

    يجب أن تضع في الحسبان دائما أن السبيل إلى الإصلاح بين المتخاصمين وإنهائه تماما هو معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نشوب الخصام فان استطعت أن تعرفها وتعالجها بشكل يرضي الطرفين كان ما بقي سهل وتضمن بذلك أن يدوم الصلح بينهما أما إذا قمت فقط بوعظهم ونصحهم والضغط عليهم بجاهك فقد يستجيبوا لك ويجاملوك ويتصالحون صلحا صوريا ثم ما يلبث أن يرجع الخصام مثل ما كان وأشد ومما يجدر التنبيه إليه أن أطراف النزاع قد يجدون صعوبة في تقديم معلومات أو إيضاح الأسباب الحقيقية التي ليست في صالحهم .فعليك اكتشافها بنفسك واختبار المعلومات المقدمة لك .



    •التنبه إلى المعوقات والصعوبات والمعوقات والاستعداد لها :

    لا يكن في ظنك أن سبيل الإصلاح بين الناس ممهد ومتيسر لكل مصلح وأنه سيستجاب لك في كل ما تطلبه وتنصح به بل عليك أن تعود نفسك وتوطنها على مواجهة الصعوبات والعقبات والمعوقات الكثيرة والتي منها مثالا لا على سبيل الحصر : عدم تجاوب الخصمين أو أحدهما في إبداء الأسباب الحقيقة في النزاع ، أو عدم الحضور لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهما • أو تدخل الأقارب أو المعارف بين المتخاصمين بحسن أو بسوء نية ؛ أو محاولة الخداع والكذب والخلط في الدعاوي من أحد الخصوم •



    •الوضوح ولزوم الصدق والصراحة:

    والمقصود بالصراحة ههنا ألاّ يساير أحداً من الخصمين على باطل، وألاّ يَعِدَ أحداً منهما وعداً وهو غير قادر على إنفاذه، إلى غير ذلك مما يستلزم الوضوح والصدق. وليس من شرط ذلك أن يشتد المصلح، أو أن يواجه الخصوم بما يكرهون بحجة أنه صريح، بل يحرص على أن تكون صراحته مغلفة بالأدب واللياقة، وأن تكون كلماته خفيفة ؛كما لا ينافي الصراحةَ والصدق تنميةُ الخير, واستعمال المعاريض, والعبارات الواسعة التي تصلح وتقرب.



    •الرفع من قيمة المتخاصمين:

    وذلك بإنزالهم منازلهم، ومناداتهم بأحب أسمائهم إليهم، والحذر من انتقاصهم، أو الحطّ من أقدارهم.



    •الحذر من الوقيعة بأحد الخصمين عند الآخر:

    حتى لو كان ذلك مجاملة ومسايرة لخصمه فهذا منافي لما يجب على المصلح أن يتصف به وهو ضرب من الغيبة المحرمة , ولأنهما ربما اصطلحا، فأخبر كل واحد منهما بما قلته في صاحبه؛ فتحصل على الضرر من غير ما فائدة، وقديماً قيل:

    كم صاحبٍ عاديتَه في صاحبٍ
    فتصالحا وبقيتَ في الأعداء


    •ضرورة الحياد والاستقلالية :

    في تعاملك مع الأطراف والتنبه إلى محاولات أطراف الخصومة جرك كي تنحاز إلى جانبه وأخذ موقفه والدفاع عنه ؛ حافظ دائما على استقلالك وابق محايدا وحافظ على مسافة واحدة معهم حتى لا تفقد قدرتك على التأثير والإقناع.



    •التنبه إلى اختلاف أحوال الناس في تعاملهم عند النزاع والخصومة:

    فمن المتعنت الصلب ومنهم اللين المتساهل ومنهم الصادق ومنهم الكاذب ومنهم من يتأثر بالمواعظ والأحاديث وثواب الآخرة ومنهم من تؤثر فيه المصالح الدنيوية أو المال أو الإكرام والتقدير وهكذا .



    •التنبه كذلك إلى اختلاف أنواع الخصومات .



    وأخيرا قد تحتاج إلى تطبيق كل خطوة من خطوات السعي في الإصلاح والى تجريب كل وسيلة تساعد وقد لا تحتاج إلا إلى نصيحة وكلمة طيبة فقط كل ذلك يعتمد على توفيق الله ثم تقبل الخصوم واستعدادهم للصلح والى طبيعة المشكلة .
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

  7. #7
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: فن الإصلاح بين الناس والدرجات العليا في الجنان


    ثانيا : عند البدء بالسعي في الإصلاح والاتصال المبدئي بالأطراف أو الاجتماع بهم :


    • التأكد من تعاملك فقط مع الخصوم المعنيين بالقضية:
    أو موكلين بمهمة التفاوض وان يكونوا كاملي الأهلية لان التصالح مع الصغير أو المجنون أو السكران لا يقبل ويجب كذلك التأكد من صحة وكالة الوكيل,وأن يكون ذا علم متيقن بهم حتى لا يقع في الخطأ فيعقد الصلح مع شخص أجنبي فضولي لا دخل له فيكون وجود الصلح كعدمه.

    • تحييد وإبعاد كل من لا يريد الإصلاح أو يقف حائلا دونه:
    أن يحرص على إبعاد كل من ظهر منه لدد وتشغيب في الخصومة ممن لا أهمية لوجوده إذ لا يحل إدخال اللدد على المسلمين .

    • الاستعانة بمن يفيد ويرغب في إنهاء النزاع:
    سواء من أقارب الأطراف، أو من أصدقائهم، أو معارفهم، أو من له تأثير عليهم. ويُراعى في ذلك أن يكون أولئك من ذوي الروية، والبصيرة، والحكمة خاصة من عرف حرصه ورغبته في الإصلاح وحسنت نيتهم وصدق حالهم .

    • وعند اللقاء الأول والاتصال المبدئي بالخصوم:
    ينبغي استقبالهم بالبشاشة واللين ، ومحاولة التخفيف من حدة غضبهم ، والتغاضي عن الإساءات التي قد تحصل من بعضهم وإتباع الطرق الصحيحة في مناقشتهم وذلك باختيار الآيات والأحاديث المناسبة ، والكلمات التوجيهية المختصرة .

    • تقييم الشخصيات :
    ويقوم المصلح في هذا الاتصال المبدئي بمعرفة الشخصيات التي تشكل كل فريق فان شعر بان كل طرف يتعامل مع الحقائق ويحترم الطرف الآخر . فهذا يعني أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى صلح سريع أما إن ركز كل طرف جهده على نيل من الطرف الآخر فهذا يعني أن المصلح سيبدل جهدا مضنيا في مهمته.


    • الخطة والأهداف والإجراءات العملية:
    التي ينبغي أن تسعى إلى تحقيقها حتى تصل إلى هدفك الأساسي وهو الإصلاح بين الخصوم :

    1- إعادة الحوار بين الطرفين خاصة أن كثير من الخصومات يحصل فيها قطيعة وهجر وانعدام التواصل وبالتالي سوء الفهم للمواقف.

    2- إقناعهما بضرورة التوصل إلى حل وسط مرضي وتوضيح أن ذلك هو سبيل الإصلاح أن يخرج الجميع راضيين ومتصالحين ومحققين مكاسب من اتفاقهم والتأكيد على أن أساس الصلح وقاعدته هو تنازل من الطرفين عن بعض حقوقهما حفاظا على بقاء حبل المودة وإزالة لأسباب العداوة والضغينة.

    3- السماح لهما بتفريغ كل المشاعر السلبية في منتهى السرية
    وإبداء المصلح شيئا من التعاطف مع كلا الطرفين بهدف تضميد الجراح وتهدئة النفوس وجبر الخواطر .

    4- دفع الجانبين إلى التركيز على القضايا بدلا من الشخصيات والعواطف والأقاويل والإشاعات .

    5- إقناع الطرفين بان عملية الإصلاح ذات أهمية وقد تنجح في فض النزاع وقطع الخصومة إضافة إلى إزالة الضغينة والعداوة و عودة العلاقات السابقة الحميمة .

    6- حمل الطرفين على التركيز على المصالح المتبادلة والأهداف المشتركة والعلاقات الوثيقة والتركيز على نقاط الاتفاق بدلا من الصراعات .

    7- حمل الطرفين على التقدم بحلول مقترحة للنزاع يرضي بها الطرفان وتقريب وجهات النظر وإيجاد مربع اتفاق بين الخصوم .

    8- إقناع الطرفين بأن الطرف الآخر يمكنه أن يتواءم مع الاتفاق النهائي.


    ثالثا : أولى الجلسات الانفرادية :




    • الانفراد بكل طرف على حدة:
    فاللقاء الفردي بكل واحد من الأطراف ربما يحسن في بعض الحالات ؛ حتى لا يحصل الصراع والعراك في بداية الأمر؛ فيتعذر الإصلاح. فإذا حصل اللقاء الفردي كان ذلك سبباً لأن يقف المُصْلِحُ على حقيقة الأمر، وما يريده كل طرف من الآخر.

    • اختيار المكان المناسب لهذه الجلسات :
    حيث إن مكان الخصوم أحياناً لا يناسب للسعي في الصلح فيها لما يحيط بهم من ظروف اجتماعية وأقارب ، أو ذوي نيات سيئة أو كاره للإصلاح لذلك يمكن الترتيب ومتابعة الخصوم والحديث إليهم في غير مقر إقامتهم •

    • من أهداف هذه الجلسات :
    من أهداف الجلسات الانفرادية بين المتخاصمين إعطاء فرصة للاستماع للخصم ومراعاة مشاعره والتخفيف منها وإبداء التعاطف مع كلا الطرفين وتليين قلبيهما إلى قبول الصلح مع الثناء على لسان أحدهما للآخر . ومحاولة المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب، ويزيل أسباب الشقاق والخلاف، وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما، وينسب إلى كل منهما من الأقوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول: فلان يسلم عليك ويحبك، وما يقول فيك إلا خيرا ونحو ذلك.




    • عليك بحسن الاستماع وأكررها للتأكيد ولأهميتها في هذه المرحلة بالذات:
    لأن كلَّ طرف من الأطراف يزعم أنه على حق، وأن صاحبه على باطل؛ فيحتاج كلُّ واحد منهما إلى مَنْ يَستمع إليه، ويرفق به، ويأخذ ويعطي معه. بل إن بعض الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ، أو كلام؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة، ويكون مستعداً لما يُراد منه.

    • ينبغي أن يطرح المصلح الأسئلة التالية أو أية أسئلة أخرى تساعد على فهم قضية النزاع وتصورها تصورا كاملا لإيجاد الحل المناسب والعادل لهما:

    1- ما هي قضية النزاع وكيف نشب النزاع بين الطرفين ومتى وما هي أسبابه وما هي التبعات التي حدثت وأثرت عليهما أو زادت في حدة النزاع ؟
    2- شكل الخسارة والأضرار التي لحقت بهما وتعرض لها كلا الطرفين من جراء هذا النزاع؟.
    3- الأمور التي يسعى الطرفان لحلها؟.
    4- التسوية أو الحل المقترح من وجهه نظر كل طرف وما هو الحل الذي يطلبه كل طرف وما الذي يمكن أن يقبل به؟.


    رابعا : ثاني الجلسات الانفرادية وتبادل الآراء والمطالب :

    • ستُعرف الطرفان في هذه المرحلة على بعض الأسباب التي أدت إلى نشوب النزاع مع تبرير بعض التصرفات التي قد تزيد الشقة وستُعرف كل طرف على مطالب الطرف الآخر وستؤكد على أهمية التركيز على الحقائق لا العواطف كما يجب أن تشعرهما بأنهما يسيران في الطريق الصحيح لإنهاء خصومتهم وحل قضيتهم بما يرضي الطرفين .

    • أن تذكر كل طرف بأنه يحب أن يسعى لان يكون أكثر تجاوبا وأكثر اعتدالا في مطالبه وشروطه .

    • يجب أن تبرز أهمية المرونة والتسامح لتجنب الطرق المسدودة فيما بعد ؛ وهو ما يعد أحد العوامل الأساسية لإنجاح مسعاك .


    • عدم مواجهة بعضهم بعضاً فيما يدعيه كل منهما على الآخر ، منعاً لزيادة الفرقة والشقاق بينهما .

    • الخصم المتعنت :
    من أساليب مفاوضة الخصوم المتعنتين ومساومتهم للتخفيف من حدة مواقفهم أو التوسط في مطالبهم وشروطهم :
    1. الاعتماد والتوكل على الله والصبر والتحمل .
    2. الوعظ والنصيحة وتذكيره بفضيلة العفو والتسامح والصلح وبيان أجره عند الله عز وجل وذكر الآيات والأحاديث التي تحث على ذلك .
    3. الجلسات الانفرادية مع الخصم المتعنت والتدرج في عرض الصلح عليه كما ذكرنا .
    4. الاستعانة بالأقارب ممن يرغبون في الإصلاح وخاصة ممن لهم مكانة عند هذا الخصم .
    5. الرفع من قيمة الخصم و
    6. أيضا كذلك مناقشة الطلبات والشروط والمطالبة بترتيبها من حيث الأهمية
    7. ومناقشة صحة وقوة ما يستند إليه ومدى قوة موقفه وهل من صالحه التعنت أم الصلح وبيان مزايا الصلح على القضاء وبيان موقفه لو رفع الأمر من القضاء .
    8. مطالبته بطرح الاقتراحات والحلول وعروض التسوية .

    هذه بعض الأساليب في مواجهة الخصم المتعنت وهي تختلف باختلاف الشخص وقد يتناسب مع شخص أن تأتي إليه بأسلوب الوعظ والنصح وقد يتناسب مع أخر الاستعانة بالأقارب أو أكابر الناس كل ذلك يعتمد على طبيعة الشخص ( للاستزادة راجع قواعد وأساسيات عند العلم بالخصومة وقبل البدء بالإصلاح ) .

    • وحين تطرح الاقتراحات من كلا الطرفين وحين يتم إيجاد مربع اتفاق يرضى بها الطرفين نكون قد انتقلنا إلى مرحلة جديدة ذات أهمية وهي مرحلة الجلسات المشتركة .



    خامسا : أثناء الجلسات المشتركة :
    • مكان انعقاد الاجتماع :
    يجب أن ينعقد الاجتماع المبدئي في مقر الوسيط ؛ فإن لم يكن ففي أي مكان محايد .

    • الـتأكد من حضور الجميع:
    التأكد من حضور الخصوم وكل من له علاقة بالقضية أو يلحقه ضرر من الصلح الذي سيتم .
    • المحافظة على آداب المجلس :
    وأن يؤكد و يطلب من الحضور عدم التطاول على بعض وشتم وبعض وخلط الدعاوي والحجج .

    • ويبادر المصلح عند بداية الاجتماع بالحديث وافتتاح الحوار ويبدأ بخطبة الصلح :
    ويفضل أن يطيل فيها للتأثير وكانت العرب لا ترى بأسا من إطالة خطبة الصلح ولا يعدونه من الإطناب الممل قيل لقيس بن خارجة : ما عندك في حمالات داحس ؟ قال : عندي قرا كلّ نازل ، ورضا كلّ ساخط ، وخطبة من لدن مطلع الشّمس إلى أن تغرب ، آمر فيها بالتّواصل وأنهى عن التقاطع .

    • وعليك في هذه الخطبة تذكير الخصوم بالعاقبة :
    فيحسن بالمصلح أن يُذكِّر الأطراف المتخاصمة بالعاقبة ؛ فيذكرهم بعاقبة الخصومة , وما تجلبه من الشقاق , وتوارث العداوات , واشتغال القلوب , وغفلتها عن مصالحها . ويذكرهم كذلك بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والآخرة , ويسوق لهم الآثار الواردة في ذلك كقوله – تعالى - : ( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) [البقرة: 237] وكقوله : ( وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ) [آل عمران : 134] وكقوله : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) [الشورى: 40] . ويسوق لهم قصصاً لأناس عفوا , فحصل لهم من العز, والخير ما حصل . وهكذا…
    • والتأكيد على أن الصلح في غالب أحواله فيه تضحية وتنازل من الجانبين :
    ونزول عن بعض الحق المدعى لذا فهو يغلب عليه عدم الرضى الكامل والباطن بين المتصالحين أو احدهما إلا انه بمقابل ذلك يبين لهم ما يحصل للمتصالحين بعد إبرامه من إنهاء النزاع واستحقاق لما اتفق عليه مما ينتج عنه من استقرار للأملاك والحقوق وزوال الخصومات واختصار للجهد والوقت وإصلاح ذات البين .

    • ويحرص على التركيز على أهمية الأمور الآتية :
    يجب أن يؤكد انه ليس قاضيا أو حكما وان هدفه الإصلاح وأنهم لم يجتمعوا في هذا المكان كي يسعى احد الأطراف لإقناعه أو إقناع الطرف الأخر بأنه هو المصيب وأن الأخر هو المخطئ كما يجب أن يخبرهم أن الصلح لن يؤتي ثماره إن أصر احد الطرفين على التعنت والتمسك بوضعه المبدئي في محاولة لإثبات خطأ الطرف الأخر.

    • وبعد ذلك يبدأ كل طرف بعرض وبيان موقفه وهي إحدى النقاط بالغة الأهمية إذ أن الخلاف قد يكون قد نشب بين الجانبين منذ شهور كما انه يرجح أن يكون الاتصال قد انقطع بينهما ؛ أما الآن فقد أصبح كل طرف قادرا على شرح قضيته مباشرة للطرف الآخر وهي نقطة نفسية وحساسة وبالغة الأهمية بالنسبة للطرفين إذ أن كل طرف سيشعر بالارتياح بعد أن افرغ كل ما في جعبته وهذا يعني أنالحالة المعنوية لكلا الطرفين قد باتت مرتفعة وأن الطريق قد أصبح ممهداً للتوصل إلى حل وسط .

    • فإن قام احد الطرفين بطرح نقطة ما لإثارة الجدل ولكن بدون دليل فيجب أن يذكره المصلح بلطف بأنه لا يصح التعامل إلا مع الحقائق المثبتة وأن الظنون والتخمينات لا يعتد بها .
    أحبني وأحب حياتي وكل الكون

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
 

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94