- الإهدائات >> emad fayed الي المنتدي : برنامج لإدارة الجمعيات الخيرية ( أبواب الخير الإصدار الأول ) محمد 1981 الي للاحبةفي الله : السلام عليكم ارجو ان يكون جميع اعضاء منتدى حزنة الاسلامي بخير الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : أقوى أمطار وسيول مرت على بلجرشي في القسم العام ..مشاهدة ممتعة اتمناها لكم .. الامير الي الى الجميع : فترات التسجيل عبر نظام نور فى (( المنتدى التعليمي )) فتى الدار الي الأهالي : فديو لسيل الجلة في قسم الاهالي وصور للمطر يوم الاثنين 17/5 نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : حصرياً على منتديات حزنة نت صور لإنآرة جبل حزنة المرحلة الثآنية للمشآهدة >> في القسم العآم .. مشآهــــدة ممتعة الزعـــــ20ـــــيم الي :: الجميــــــــــــع :: : تم تنزيل صور مميزة في موضوع حزنة اليومـ >> في القسم العآمـ .. مشآهدة ممتعة .. الشاطئ الي لاعا دة حلقة حزنة : لاعا دة حلقة حزنة الكتا بة على شات قنا ة السيوف على الرقم835222 او الفا كس رقم026984414 خالد الحزنوي الي الاهالي : حلقة خاصة عن قرية حزنة عبر برنامج ربوع الجنوب على قناة السيوف بعد مغرب اليوم السبت الشاطئ الي دعوة اها لي حزنة : شا هدوا حزنة على قنا ة السيوف بعد مغرب اليوم السبت ونا مل الدخول بالشا ت على رقم 835222

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 32

الموضوع: كيف يحبك الله [متجدد]

  1. #21
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    حقيقة المتابعة
    [قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي] قضية قرآنية ربانية تبين صدق الإيمان وخالص التعامل مع حضرة الرحمن كأن الله عزَّ وجلَّ يقول كل من يدعي محبة الله ويزعم أنه من خيار عباد الله المسلمين والمؤمنين بالله لا بد له من دليل ليثبت دعواه ومن حجة يبرهن بها على صدق تعامله مع مولاه ما الدليل وما البرهان وما الحجة على صدقه في حبه لله؟ أن يتبع حبيب الله ومصطفاه ومعنى ذلك أن كل من يدعي المحبة ولا يتابع الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه فليس من الأحبة لأن ذلك هو الدليل الذي أقامه الله وبينه كتاب الله لأن ذلك جاء في الآية بأسلوب الشرط إن كنتم تحبون الله فإن شرط المحبة – فاتبعوني- والنتيجة العظيمة والثمرة الكريمة [يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] وهذه هي قضية القضايا للمسلمين في كل زمان ومكان كيف نتبع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل ما جاء به من عند الله؟[وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] ما هي الأضواء التي تبين أن المسلم قلبه خالٍ من كل داء ؟ أن يتابع الحبيب المصطفى على الدوام في كل الأفعال والأحوال والأقوال ولا يفرق فإن اتبعه في أمر وخالفه في أمر آخر فأين المتابعة إذن؟ فالمتابعة واضحة في الآية [فاتبعوني] أي في كل شيء اتبعوني في العبادات والأخلاق الكريمة والمعاملات اتبعوني في معاملة الزوجات ورعاية الأولاد والبنات ورعاية الجيران وصلة الأرحام حتى في معاملة الأعداء علينا أن نتبع سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه لأنه هو الهدي الذي اختاره مولاه وكان الصالحون ولا يزالون يتابعونه في أكثر من هذا يتابعونه في هديه في الطعام وفي سنته في الشراب وفي طريقته في سرد الكلام وفي نظراته إلى الأكوان وإلى الأنام وفي مشيه وفي جلوسه وفي نومه وفي كل حركاته وسكناته ولا يفعل الإنسان منهم عملاً ولا يتحرك حركة إلا ونظر كيف كان صلَّى الله عليه وسلَّم يعملها ليقوم على هديه ليفوز بوده ويعمل بقول الله [فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ] ولم يقل الله عزَّ وجلَّ فيها اتبعوني فيما ظهر ولكن اتبعوني ظاهرياً وقلبياً وروحياً وفي كل الأحوال نتبعه في الظاهر في التواضع ولين الجانب والشفقة على الخلق والرحمة والمودة ونتبعه في الباطن في الخشية والخوف من الله والخشوع والإخبات والإقبال والحب والوجد الصادق لمولاه فلا بد وأن تكون المتابعة شاملة وفي جميع الجوانب وكلما زاد الإنسان في المتابعة كلما اقترب من المبايعة فإن الذين بايعوه هم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ واتبعوه قال تعالى [إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ] ولذلك عندما أمرهم صلَّى الله عليه وسلَّم في سر هذه الآية وكانت في صلح الحديبية فقد أمرهم رسول الله أن يحلقوا شعورهم وأن يذبحوا هديهم فلم ينفذوا حتى أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دخل على السيدة أم سلمة رضي الله عنها وكانت معه في هذه المرة وقال لها: هلك الناس قالت: ولم يا رسول الله؟ قال: أمرتهم أن يحلقوا شعرهم ويذبحوا هديهم فلم يمتثلوا فقالت: يا رسول الله اخرج أمامهم واذبح هديك واحلق شعرك فلن يتخلف عنك رجل واحد وذلك لأنها تعلم أنهم كانوا يقتدون بفعله فالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالنسبة لهم كان هو القدوة الحقيقية والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم كانت له أقوال وله أفعال وكانت أقواله فيها يسر وتيسير لأنه يخاطب بها جميع الخلق أما أفعاله فقد كان يأخذ فيها بالعزيمة فيأخذ نفسه بالأشد ويأمر غيره بالأيسر والألين والأخف يأمر بالرخص ويأخذ نفسه بالعزائم وأصحابه من شدة حبهم وذكائهم وفطنتهم علموا هذه الحقيقة فكانوا يستمعون إلى أقواله ولا يقومون للعمل إلا إذا شاهدوا أفعاله وذلك من أجل [فاتبعوني]وليس فاستمعوا لي فاتبعوني لأنهم يريدون أن يكونوا معه يعني يشاركوه في نواياه وطواياه وباطنه الذي يتوجه بالكلية إلى مولاه وأعماله التي كان يتوجه بها إلى حضرة الله جل في علاه فكانوا يقتدون بفعاله ويمتثلون لأقواله لماذا؟ لأنهم يعلمون أن الأقوال للجميع لكن الأعمال بالعزيمة التي يأخذ بها رسول الله حتى كانوا يذهبون ويتساءلون عن أدق الأشياء يسألون زوجاته عن أكله وعن نومه عن عبادته وعن ذكره وعن طاعته ولذلك لم يحكِ التاريخ حركات رجل وسكناته كما حكى عن سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم فلا توجد حركة صغيرة ولا كبيرة إلا وأظهرها الله لأحبابه لشدة تعلقهم بحضرته لأنهم كانوا حريصين على اتباعه صلَّى الله عليه وسلَّم فكانوا يقتدون بأفعاله ولذلك فإن الرجل في طريق الله هو الذي يأخذ نفسه بالأشد و يأمر غيره بالأيسر أما الذي يأخذ نفسه بالأيسر ويأمر غيره بالأشد فإن مثل هذا غير فقيه في دين الله عزَّ وجلَّ لأن هذه ليست سنة رسول الله فخرج سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وإياك أن تقول أنه خرج بمشورة السيدة أم سلمة فكأنك تزعم أنه لا يعرف ذلك - ولكنه أراد إظهار قدرها وإعلاء شأنها لكي يبين أن نساءه ذات فقه في الدين حيث قال فيهن رب العالمين[وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ]فقد كن فقيهات وحكيمات وعالمات فخرج صلَّى الله عليه وسلَّم وذبح هديه فكاد الناس أن يقتتلون لذبح هديهم لأنهم يقتدون بفعله قبل قوله وكذلك دعا الحلاق ليحلق شعره فتنافسوا على شعره فمنهم من فاز بخصلة ومنهم من فاز بشعرة ومنهم من فاز بأقل أو أكثر من ذلك ثم سارع الناس لحلق شعرهم لحرصهم على الإقتداء بسيدنا رسول الله صلَّى عليه وسلَّم في أفعاله.

  2. #22
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    المعية المحمدية
    [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ] معه في ماذا؟في الأحوال والأعمال وليس معه في الزمان أو المكان ومن على هذه الشاكلة وعلى هذا النهج يصبح معه وإن كان بينه وبينه ألف وخمسمائة عام أو أكثر أو أقل أو لو كان بينه وبينه في زمانه بعد المشرقين لأنه لا يوجد بعد أو قرب إلا بالمتابعة لسيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأمر الله عزَّ وجلَّ الأمة إن أرادوا كشف أي غمة أن يقتدوا بالحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم ولذلك فقد كان من هديهم وكذلك التابعين وتابع التابعين أن الرجل منهم كان إذا أبطأ عليه رزق أو تخلف عنه نصر أو ضاقت به حاجة نظر في متابعته لرسول الله وأخذ يراجع نفسه هل قصرت في متابعة رسول الله ؟ وفي ماذا قصرت؟ فإذا استدرك ما قصر فيه وجد لطف الله عزَّ وجلَّ يحف به ويتنزل له فضل خالقه وباريه عزَّ وجلَّ حتى قال قائلهم: "إني لأعرف حالي مع الله حتى في تشامس دابتي وفي خُلقْ زوجتي يعني إذا تشامست عليه الدابة ولم تقف له مستكينة فمعنى ذلك أن متابعته غير صحيحة وإذا كانت الزوجة غير مطيعة في وقت من الأوقات إذاً يوجد في المنهج شيء غير صحيح علامات وإشارات قال فيها الله عزَّ وجلَّ للصالحين والصالحات {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }وقال أحد الصالحين : لسنته فاخضع وكن متأدباً .... وحاذر فحصن الشرع باب السلامة على الجمر قف إن أوقفتك تواضعاً يكن لك برداً بل سلاماً برحمة فلو أن السنة قالت لك قف على الجمر فامتثل وأحد الحكماء أوصانا في هذا المقام بحكمة قصيرة المبنى عظيمة المعنى كثيرة المغنى قال فيها:"حافظ على السنة ولو بشرت بالجنة" أي حتى لو بشرت بالجنة إياك أن تتكاسل في إتباع السنة لأن الله جعل الروح والريحان والرضى والرضوان في إتباع النبي العدنان صلَّى الله عليه وسلَّم فمتابعة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هي الباب الأعظم لنوال فضل الله والحصول على إكرام الله جل في علاه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } ويظل المرء يتابع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في ظاهر أمره وخافيه لأن العبرة ليست في المتابعة الظاهرة ولكن العبرة في النوايا الباطنة إنما الأعمال بالنيات انشغل كثير من الناس بمتابعته في الظواهر وتركوا متابعة حضرته في النوايا وفي صفاء الطوايا فلم يأتهم من الملأ الأعلى خفيات الألطاف ولا طرائف الحكمة ولا غرائب العلوم وذلك لأن المتابعة عندهم كلها في الأشياء الظاهرة ، لكن العبرة بالنوايا وهي الأساس والباب الأعظم في كمال المتابعة ليس هو العبادات كما يظن البعض بل هو ما أشار إليه الله حين قال له في الخطاب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فقال صلَّى الله عليه وسلَّم لأمين الوحي جبريل عندما نزل عليه بهذه الآيات ماذا يراد مني يا أخي يا جبريل؟ فقال: انتظر حتى أسأل العليم فذهب ثم عاد وقال: يقول لك ربك { صل من قطعك وأعطي من حرمك واعفو عمن ظلمك}[1] وهذه هي متابعة الرجال أهل الكمال فالمنافقين كانوا يتابعونه ويقفون خلفه في الصلاة وكانوا يتابعونه في ميادين القتال ويذهبون معه إلى الحرب لكن من الذي يستطيع أن يتابعه في الأخلاق الكاملة ؟ والنوايا والطوايا الخافية ؟ إنهم الرجال أهل الكمال وقد قال فيهم صلَّى الله عليه وسلَّم {إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون} وفى رواية {إن أحبكم إلىِّ....}[2] ونفر فيمن على غير هذه الشاكلة وقال في وصف المؤمن {المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف}[3] وبعد أن يقول رسول الله هذا الكلام فلا خير فيمن لا يتخلق بهذه الكمالات إذاً كيف يتمسك الإنسان بهذه الأوصاف؟ والمتابعة التي يفوز صاحبها بمعية الحبيب المصطفى والجمال والكمال والبهاء والنور الكامل من الله والضياء تكون في الكمالات الخلقية وفي المعاملات الدينية الشرعية على نهج الشريعة المحمدية وهذا ما فيه التفريط والإفراط من الناس الآن لكن من يريد أن يحبه الله فيجب ان يتخلق بحقيقة ففى الأثر المعروف {إن الله يحب من خَلقه من كان على خُلقه} فـالله عفو يحب كل عفو وهو كريم يحب عبده الكريم وهو باسط يحب الذي يبسط لعباده وهكذا قس على ذلك سائر الأسماء فإن الله يحب من خلقه من كان على خُلقه ولذلك فإن أخلاق رسول الله التي جمله بها مولاه كانت مواهب من عند الله(ففى آداب الصحبة لعبد الرحمن بن سلمى) قال النبى { أدبني ربي فأحسن تأديبي} ليس فيها جهاد أو تعب أو عناء لأن الله فطره على ذلك وحفظه من كل شيء يخالف ذلك وقد قال عن نفسه : ما حدثتني نفسي بشيء من لهو الجاهلية إلا مرتين في المرة الأولى وكان هناك عرس في مكة فطلبت من رفيقي في رعي الغنم أن يحرس لي غنمي حتى أذهب إلى مكة لأحضر هذا العرس ما الذي حدث؟ يقول: فألقى الله عليَّ النوم فلم أستفق إلا بعد أن ضربتني حرارة الشمس وفي المرة الثانية تكرر ذلك أيضاً لماذا ؟لأن الله حفظه من أخلاق الجاهلية ورباه على الأخلاق الربانية فطرة وسجية من الله خصوصية لخير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم .
    [1] صحيح البخارى و سنن أبى داوود عن عقبة بن عامر . [2] المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن أبي هريرة [3] المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن جابر .

  3. #23
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    الجهاد الأعظم
    علينا نحن أن نجاهد ولنا الأجر العظيم في هذا الجهاد الكريم والجهاد الأعظم ليس الجهاد في العبادات أو في متابعته صلَّى الله عليه وسلَّم في سنن العادات كأن أربي لحيتي أو ألبس العمامة لها عدبة فإن كل هذه الأشياء سهلة وبسيطة يستطيع الإنسان أن يصنعها لكن الجهاد الأعظم أن أتبعه في الأخلاق والمعاملات ولذلك قال أحد هم "ليست الكرامة أن تطير في الهواء أو أن تمشي على الماء ولكن الكرامة أن تغير خلقاً سيئاً فيك بخلق حسن"وهذا هو الجهاد الأعظم وأوراد المبتدئين في رياض الصالحين هي بعض الأذكار التي بها تتهذب النفس ويحتي القلب ويعيش الإنسان في أضواء كتاب الله وفي محبة حبيب الله كأن يستغفر الإنسان مائة مرة ويصلي على النبي مائة مرة ويقول لا إله إلا الله مائة مرة ويقرأ في كل يوم من القرآن جزء أو نصف جزء ويصلي بالليل عدداً من الركعات لكن من يريدون الكمالات ما هي أورادهم ؟ نقول له : وردك أن تغيِّر هذا الخلق كما كان يفعل حضرة النبي مع الأكابر من أصحابه فقد قال أحدهم {يا رسول الله أوصني فقال له: لا تغضب فيقول مرة ثانية يا رسول الله أوصني فيقول: لا تغضب ويسأله للمرة الثالثة يا رسول الله أوصني فيقول له: لا تغضب} صحيح البخارى عن أبى هريرة فإذا استطعت أن تتخلص من الغضب سترى العجب من فيض فضل الله عزَّ وجلَّ وذلك لأنك تخلقت بأخلاق الأنبياء المشار إليها في قول الله {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } لقد أصبحت حليماً والحليم يمدحه الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم ويسأله آخر: يا رسول الله أوصني فيقول له: لا تكذب وهذه هي أوراد السادة الأكابر يبحث عن نفسه في ماذا يتابع رسول الله وماذا يترك؟ ويصلح من أخلاقه هي الأخلاق أسرار المعالي ... تفاض على أولي الهمم العوالي فالأخلاق هي الأساس الذي صار به الخواص عند الله خواص ، وعباد الرحمن أول ما أثنى الله عليهم في القرآن ماذا قال {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } يعني التواضع {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } يعني العفو والصفح وبعد ذلك {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} إذاً البدايات هي سر الإشراقات في النهايات وهذا ما ركز عليه كتاب الله في آياته البينات والأنصار عندما أثنى عليهم الله عزَّ وجلَّ في كتابه {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ } قال كم يصلون وكم يصومون؟لم يقل ذلك ولكنه قال{ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}وهو سيدنا رسول الله ونتيجة هذا الحب {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} كلما يأمرهم بأمر يسارعوا إلى تنفيذه بلا غضاضة ولا تريث ولا ترقب ولا انتظار ولكن يسارعوا إلى تنفيذ أمره لأنهم يريدون أن يكونوا من الصالحين والأبرار وشيء آخر {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} أين العبادة إذاً؟ لا توجد لأن كل أنواع العبادات المقصد منها ؟مساعدة المرء على إصلاح نفسه وتهذيب خلقه على الكمالات التي وضعها الله في سيد السادات صلَّى الله عليه وسلَّم :{إِنَّ الصَّلَاةَ .... } ما حكمتها ؟ {تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} والصيام {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} لماذا؟ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } والزكاة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} وهذا هو الأساس الطهارة الباطنية {وَتُزَكِّيهِم} تزكية النفس بها وبعد ذلك لم يقل هم الذين يصلون ولكن قال أنت الذي تصلي عليهم {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فنحن محتاجون لمن يصلي علينا لا أن نصلي فلو صلينا ألف سنة فلن تكون كما يصلي علينا الحبيب سِنة أما إذا صلوا فإن الله أعلم بهذه الصلاة بين القبول والرد وذلك لأن لها عقبات وكذلك الحج {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } إذاً كل الموضوع هو في الكمالات التي قال فيها سيد السادات {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} السنن الكبرى للبيهقى عن أبى هريرة أين يتممها؟ في الرفاق يتمم فيهم مكارم الأخلاق فيصبحون جميعاً على هذه الشاكلة وعلى هذا النهج العظيم من مكارم الأخلاق وهذا هو السر الذي جعل كل الآفاق تفتح بهم لماذا؟ بمكارم أخلاقهم التي تأسوا فيها بالحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم فأكرمهم الله بفتح القلوب بدون تعب ولا لغوب.

  4. #24
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    ورد الأكابر من الصالحين
    الباب الأعظم في متابعة رسول الله هو المتابعة في الأخلاق العالية التي كان عليها الحبيب من الذي يستطيع أن ينفذ؟{أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن}من الذي يستطيع أن يعمل هذا الورد؟نستطيع أن نصلي كل ليلة مائة ركعة ونستطيع أن نصوم الاثنين والخميس لكنه أعطى الأكابر هذا الورد قال صلى الله عليه وسلم فى معنى وصيته{ أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن أن أصل من قطعني وأن أعطي من حرمني وأن أعفو عمن ظلمني وأن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً ونظري عبراً والإخلاص في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الرضا والغضب}هذا هو الورد لمن يريد أن يكون مع رسول الله ولذلك كان الناس يختبرون الصالحين بهذه الأمور فقد ذهب الإمام الشافعي إلى ترزي ليحيك له جبة يلبسها وعندما ذهب لاستلام هذه الجبة أراد بعض حساده أن ينظروا في مدى تخلقه بأخلاق الكرام فأوعزوا إلى الترزي أن يجعل إحدى كميها ضيقاً والآخر واسعاً الكم اليمين ضيق والشمال واسع ولا يدرون أن أهل هذه المقامات ينظرون إلى الله في كل الحالات ولا يرون الأمر إلا من الله فالذي يطعم هو الله والذي يناول الماء هو الله وكل ما في الوجود من فضل الله وكرم الله وجود الله جل في علاه وذهبوا إليه في الموعد الذي حدده لاستلام الشافعي للجبة فذهب الشافعي وعندما لبسها نظر إليه وقال : "كأنك تعلم ما كنت أريد قال: وماذا كنت تريد؟ قال : إن كمى اليمين عندما كان واسعاً كان يتعبني عندما أمسك بالقلم للكتابة والآن صار لا يمثل لي مشكلة عند الكتابة وكنت عندما أحمل الكتاب بيساري كان العرق يؤثر فيه فيغير لونه وجلده ويتعرض للتلف بسرعة فالآن أحفظه في كمى ما هذا يا إخواني؟ هذه هي أخلاق الصالحين التي جذبوا بها الناس في كل وقت وحين فقد جذبوهم بأخلاق رسول الله تمسك بأخلاق الإله وحافظن ... على منهج المختار في العقد تنسقُ وهذا ما يركز عليه العارفون فمن يقرأ منهم الغزوات لا يقرأها من أجل الغزوات ولكن ليرى فيها أخلاقه في المواقف في هذه الغزوات لكي يتمثل بها ويستحضرها في نفسه ويجعلها أخلاقه في معاملة الخلق وهذا هو الأساس الأول في المتابعة لمن أراد أن يكون مع الحبيب وفيه يقول صلَّى الله عليه وسلَّم { تجدون أثقل شيء في موازينكم يوم القيامة خلق حسن }سنن الترمذي،عن عائشة هذه هي المتابعة التى بها يبلغ المرء هذه الدرجة العظيمة في متابعته لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكل واحد منا يحتاج أن يأخذ أخلاق رسول الله ويضعها أمام ناظريه ويحاول أن يطبع هذه الأخلاق في نفسه ولن يستطيع أن يقوم بها جملة واحدة ولكن كل مرة خلق وإذا استطاع الإنسان أن يجاهد في هذا المقام فليبشر نفسه ويتأكد من أن الله عزَّ وجلَّ سيحبَّه كما يقول تعالى {يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إذاً الورد الكامل كما قلناه هو {أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن ..} ومن استطاع أن ينفذ هذه التسع فإنه يصبح رجلاً من رجال الله {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}وإن لم يستطع فعليه أن يأخذ واحداً تلو الواحد من هذه الأخلاق وينفذها في حياته مع زوجته ومع أولاده ومع جيرانه ومع أعدائه ويحاول أن ينفذها على مسرح نفسه ليفوز بمودة الله ونظرات وأنوار حبيب الله ومصطفاه صلَّى الله عليه وسلَّم ومن وصل لهذا المقام فقد وصل لمقام الإحسان ومقام الإحسان هو مقام محبة الرحمن عز وجل وعندنا في لائحة المراتب الإيمانية والدرجات الربانية درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان ودرجة الإيقان فدرجة الإسلام لكل من نطق بالشهادتين ودرجة الإيمان لمن احتشى قلبه وامتلأ فؤاده بحقيقة الإيمان ونفذت جوارحه ما أمر به الرحمن ودرجة الإحسان لمن تابع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في كل شأن وذلك لأنه يحسن العمل ويحسن الخلق والآداء لأنه امتثل لقول الله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} وهذا يمن عليه الله إذا أصبح من المحسنين وداوم على الإحسان{وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فيمن عليه الله فيصطفيه وينتقيه قال تعالى{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ}ويجعل له قدراً من اليقين ومن الإيقان فقد يكون مقامه علم اليقين {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ فيعلمه الله من عنده علم اليقين وعلم اليقين يكون من الله قلوب عباده الصالحين {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} وقد يكرمه الله بعين اليقين{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}وعين اليقين عين نورانية في الروح البشرية إذا منَّ الله على عبد بها فتحها لتشاهد ما لا يراه الناظرون تشاهد ما غاب عن العيون لأنها تشاهد غيب الله المكنون ونور الله المصون وسر الله المضنون لأن الله عزَّ وجلَّ جعله من أهل هذا المقام {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} وإذا زاد الله في إيقانه رقَّاه إلى مقام حق اليقين وحق اليقين أن يتفضل الله عزَّ وجلَّ عليه فيعطيه عيناً من عنده فينظر بالله إلى الأكوان التي خلقها وسخرها الله ويكون داخلاً في قول الله في الحديث القدسي( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به) فيرى بالله ما غاب عن الناس في هذه الحياة ولا يغيب عنه مولاه طرفة عين ولا أقل وكل ذلك ببركة حسن متابعته لحبيب الله ومصطفاه.





  5. #25
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    تجهيز الله لصحابة نبيه
    إن سيدنا رسول الله أخلاقه الربانية قد فطره الله عزَّ وجلَّ عليها ولذلك قال له سيدنا أبو بكر "يا رسول الله لقد ذهبت إلى الفرس وذهبت إلى الروم وطفت على قبائل العرب فلم أرى مثلك، فمن أدبك؟قال {أدبني ربي فأحسن تأديبي}[1] والقضية المهمة أن الله عزَّ وجلَّ جهز أهل الجزيرة العربية مع أنهم كانوا أهل جاهلية وليس لديهم أي حضارة مدنية لحمل رسالة هذا النبي الكريم وكأن الله يعطينا درساً أن حملة الرسالة لا يحتاجون إلى أموال فقد كان العرب فقراء وليس لديهم أجهزة عصرية ومعدات فقد كانوا حفاة وعراة كيف جهزهم الله لنشر رسالة الإسلام مع حبيبه ومصطفاه؟ ولما نستقرأ التاريخ نجد أن الأمم المجاورة المتمدينة الفرس والروم لم يبلغوا في الأخلاق ما بلغ إليه عرب الجاهلية فلقد كان عندهم تمسك بالأخلاق يعجب منه الإنسان فعندما كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صغيراً قبل اصطفاءه بالرسالة ولاحظ أهل مكة أن هناك من التجار الكبار من يظلم الصغار ويأخذ منه البضاعة ولا يعطيه الثمن ماذا صنعوا؟ اجتمعوا في دار لهم يسمونها دار الندوة وتحالفوا على نصرة المظلوم بغير دين ولا هدى ولذلك قال حبيبي وقرة عيني صلَّى الله عليه وسلَّم{لقد حضرت حلفاً في الجاهلية لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت} أين من يتشدق بالمدنية الآن وهم الظالمون ويدعون أنهم ينصرون المظلوم؟وصنعوا الأمم المتحدة لتحقق مآربهم وأهدافهم بحجة نصرة المظلوم، فلا يوجد من ينصر المظلوم في العالم إلا المسلمين لو قامت لهم دولة لكن هل أحد من الموجودين على السطح الآن سينصر المظلوم؟ كلا كما ترون لكن هؤلاء مع أنهم في الجاهلية وأهل بادية تعاهدوا على نصرة المظلوم والأمثلة في هذا المجال كثيرة أذكر بعضها لتقريب الحقيقة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عندما خرج من بيته في ليلة الهجرة وكانت قريش قد اختارت من كل قبيلة منهم رجلاً شديداً وأعطوه سيفاً ليضربوا الرسول بسيف واحد وكانوا كما تذكر الروايات حوالى خمسين رجلاً يحيطون ببيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وخرج النبي من بينهم ونام سيدنا علي في فراشه وجاء أبو جهل وعلموا أن النبي قد خرج وأخذوا ينظرون من أعلى الباب وكانت الأبواب قصيرة فلم يرون الرسول فعلموا أنه خرج فأشار عليهم بعضهم وقالوا ندخل لنبحث عنه فقالوا: ماذا تقول عنا العرب؟ أتقول عنا العرب أننا دخلنا على نساء أهلينا وذوينا أين الحضارة المعاصرة من هذا الخلق النبيل الذي كان عليه العرب الأجلاف وكذلك عثمان بن مظعون حصل بعد خروج أبو سلمة أن خرجت زوجته أم سلمة خلفه بابنها مهاجرين فخرج أهله ومنعوها وجاء أهلها وتقاتلت العائلتان وأخذوا يشدون الولد كل منهم يريد أخذه حتى كسروا ذراعيه وأخذه أهل زوجها وأخذها أهلها فأصبح زوجها في مكان وولدها في مكان وهي في مكان فكانت تبكي ليل نهار وأخيراً رق القوم لحالها وقال بعضهم أما تتركون هذه المسكينة؟ لقد فرقتم بينها وبين زوجها وبينها وبين ابنها فقالوا: ردوا لها ابنها ودعوها تذهب إلى زوجها فأعطوها ولدها وأركبوها جملاً وتركوها بغير رفيق لتذهب فرآها عثمان بن مظعون وكان لم يسلم بعد فسألها إلى أين يا أمة الله؟قالت: إلى زوجي في المدينة قال : أوليس معك رفيق؟ قالت: لا قال: ليس لك من مترك (أي كيف أتركك بلا رفيق) وإياك أن تظن أنه يريد مرافقتها لشيء ما ولكن ليحرسها أين هذه الأخلاق حتى في زماننا المعاصر ونحن أهل الإسلام؟ قالت فكان يمشي أمامي ويأخذ بزمام الجمل فإذا أردنا الاستراحة جعل الجمل يبرك ثم مشى بعيداً واستدار ظهره لي حتى أنزل وأستريح فإذا أردنا السفر جهز الجمل وذهب بعيداً واستدار ظهره لي حتى أركب فإذا قلت ركبت جاء وأخذ بزمام الجمل قالت حتى وافى قباء وقال: يا أمة الله إن زوجك في هذه البلدة وتركني ورجع أين هذه الأخلاق في هذه الأيام بين أهل الإسلام حتى بين الأخ وأخيه؟ إلا فيما قل وندر والرجل الذي رأى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وكان في إحدى المعارك ونزل المطر وابتلت ملابسه بالماء واستراحوا في وقت الظهيرة فأمر النبي الجيش أن يتفرق وذهب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى شجرة وخلع رداءه ونشره عليها ليجف ونام تحتها وقد علق سيفه في الشجرة بدون حراس ونظر الرجل وكان من فرسان العرب وهو في أعلى الجبل فوجد النبي نائماً وليس بجواره أحد فقال هذه فرصتي أنزل إليه وأقتله وأريح العرب منه ولكنهم كان من عاداتهم وهذا ما أريد أن أتحدث عنه أنهم لا يقتلون أحداً غدراً فنزل الرجل وأمسك السيف وأيقظ النبي مع أنه كان يستطيع أن يقتله وهو نائم ولكن الغدر في عرفهم كان عيباً وقال: من يمنعك مني؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم : الله فسقط السيف من يده وما أريد أن أركز عليه أنه لم يرضَ أن يقتل حضرة النبي غدراً وهو نائم لأنه ليس من طبيعتهم الغدر هل هذه الأخلاق أخلاق إسلامية أو جاهلية؟إنها أخلاق جاهلية ولكنها إسلامية وذلك من تأهيل الله لهم فقد أهلهم ربهم بالأخلاق الإسلامية فكانوا لا يكذبون حتى في أصعب الظروف وأعتاها فعندما أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رسالته إلى هرقل ملك الروم وقال هرقل لأعوانه ابحثوا عن رجال من قومه فكان أبو سفيان ومعه نفر من قريش فقال إني سائلك عنه فقال أبو سفيان بعدها : لولا أن العرب تعيرني بأني كذبت لكذبت في ذلك اليوم وقد كانت هذه أخلاق الجاهلية فلا يخونون ولا يغدرون ولا يكذبون ولا يعتدي رجل على امرأة مهما كان ولا يكشفها ولا يتعرض لها ناهيك عن الأمانة فهذا العاصي بن الربيع زوج السيدة زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان قائد تجارة لقريش وعند رجوعه من الشام هداه الله للإسلام فدخل المدينة وبايع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فجاء إليه بعض ضعاف النفوس من المنافقين وقالوا له: ما دمت قد أسلمت فخذ ما معك من التجارة غنيمة لك قال: بئس ما أوصيتني به يا أخ الإسلام أأبدأ عهدي مع الله بالخيانة والله لا يكون ذلك أبداً لأن هذه مبادئ أصيلة كانت عندهم وذهب إلى مكة ولم يخش من الموت لأنه أسلم وأعطى لكل ذي حق حقه ثم قال: يا أهل مكة هل بقى لواحد منكم شيء عندي لم يأخذه؟ قالوا: لا وجزاك الله خيراً قال: أشهدكم أني آمنت بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم ورفض أن يبدأ عهده بالإسلام بالخيانة ولو استطردنا في ذكر هذه الأمثلة لوجدنا شيئاً خارج العد والحصر من أخلاق أهل الجاهلية وهذا يفسر لنا لماذا اصطفاهم الله لحمل رسالة الإسلام؟ لما كانوا عليه من هذه الأخلاق والشيم لأنها أخلاق وشيم ارتضاها الله ونزل بها كتاب الله وخلّق بها حبيبه ومصطفاه. [1] آداب الصحبة لعبد الرحمن السلمى

  6. #26
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    أصول الدعوة الإسلامية
    الصحابة رضى الله عنهم أعانوا النبى على تبليغ الدعوة والدعوة في صلبها {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} ( السنن الكبرى للبيهقي عن أبي هريرة) فذهبوا إلى العالم كله وقد انتشر الكذب وانتشر الغدر والخيانة وانتشر الزنا وانتشر شرب الخمر في أرجاء البلاد والدول المتقدمة الفرس والروم وغيرها وكانت مهمتهم ورسالتهم تطهير المجتمعات من هذه الرذائل لأن الله يقول في كتابه العزيز{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } والقراءة الأخرى [إذا أردنا أن نهلك قرية أمَّـرنا مترفيها [أي يكونوا هم الأمراء] أمَّرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً] ولذلك كان موضع العجب من البلاد التي فتحوها أنهم حفاة وعراة ولا يملكون من الدنيا شيئاً ومع ذلك عرضت عليهم الخزائن ومن موضع العجب أيضاً أن هؤلاء القوم مع فقرهم وضيق ذات يدهم وحاجاتهم الشديدة إلا أنهم لا يمدون أيديهم إلى هذا الثراء وإلى هذا الغنى وإلى هذه العروض التي عرضت عليهم ليقينهم بربهم وصدقهم مع نبيهم صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا ما دعا الأمم إلى أن تدخل في الإسلام فقراء لكن أمناء محتاجون لكنهم في حاجات الدنيا زاهدون ولا يطلبون شيئاً إلا من رب العالمين عز وجل دخلوا قصور كسرى ملك الفرس وعندما رأوها استعبر سيدنا سعد بن أبي وقاص عندما رأى هذه القصور الهائلة وهذه الكنوز الفاخرة فقال متمثلاً بكتاب الله [كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ] يعطي موعظة لمن حوله من الجند وبعد دخولهم إلى إيوان كسرى وأخذ الجند يبحثون في كل جوانبه أمرهم بإحضار كل ما يجدونه فكان هذا موضع العجب من الفرس فمن وقعت يده على إبرة جاء بها إلى القائد وسلمها له حتى أنه أرسل خزائن كسرى على جمال إلى المدينة المنورة كان أولها في المدينة وآخرها في بلاد فارس ولك أن تتخيل هذا الكم الهائل ومع ذلك لم يحتفظ أحد لنفسه بشيء لأنهم يراقبون الله جل في علاه حتى أن سيدنا عمر عندما عرض هذه الأمانات في المدينة المنورة تعجب الحضور وقال سيدنا عمر : إن قوماً أدوا هذا لأمناء فقال سيدنا الإمام علي : عففت فعفت رعيتك يا أمير المؤمنين والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أعطانا هذا المثل في كل أمر فمن أراد أن يصون حريمه ماذا يفعل؟ قال { عفوا تعف نساءكم }[1] وهذه سنة الله التي لا تتخلف في كل زمان ومكان ما دامت السموات والأرض إن شاء الله إذاً الأخلاق التي كان عليها العرب في الجاهلية قبل الإسلام هي التي جعلت الله عزَّ وجلَّ يجتبيهم ويختارهم لتبليغ دينه وهذه هي القضية التي أريد منكم أن تعرفوها لكي تردوا على من تحدث في ذلك لأن بعض الجهال يقولون: لماذا اختار الله العرب والجزيرة العربية ليكون الرسول فيهم؟لأنهم مؤهلين لنشر هذا الدين لأنهم كانوا متمسكين بالكمالات والأخلاق العظيمة التي يحبها الله عزَّ وجلَّ من عباده ولو كانت الرسالة تحتاج إلى السلاح لكان أعطاها لقيصر أو لكسرى
    [1] المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي هريرة



  7. #27
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    جمال أهل الكمال
    السلاح الفعال الذي يفعل فعل السحر في إدخال الإيمان في قلوب الرجال هو الأخلاق الإلهية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} فقد جهزهم الله إن كان أهل مكة أو أهل المدينة أو أهل الجزيرة العربية كلهم بالأخلاق التي كانوا عليها وقد حافظوا عليها مع أنهم كانوا في الجاهلية وسلموها لنا فأين من حافظ على هذه الأخلاق؟ إننا نحافظ على الشكليات وكذا على الصلاة والصيام وزيارة بيت الله لكن أين الكمالات التي كان عليها أصحاب رسول الله؟ وهذا ما يحتاج إلى الهمة العالية والعزيمة الماضية والمجاهدات الشديدة الراقية من أجل أن نصبح كما قال الله {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} ونستطيع أن نلحق بهؤلاء بأن نكون على هديهم : فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح ولو بحثت في سير الصالحين السابقين واللاحقين أجمعين تجدهم قد حصلوا هذه المنازل بالتجمل بأخلاق من السلف الصالح وأخلاق سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم وقد نالوا بذلك الكمال وليس بالمسابح أو بالعدد ولكن بالمدد فلا يجاهد بذكر اسم اللطيف مائة وعشرين مرة ولكن يجاهد نفسه أن يكون لطيف مع عباد الله كما كان حبيب الله صلَّى الله عليه وسلَّم ويتجمل بالأخلاق المحمدية في كل المواطن وكلما تخلق بخلق نزل عليه إرث هذا الخلق من كنوز الفضل المحمدي فإذا تجمل بالصدق خلع الله عليه رتبة الصديق {لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }[1] وبذلك يأخذ هذه الرتبة وإذا تحلى بالأمانة جعله الله عزَّ وجلَّ أميناً على أسراره وخازناً لأنواره ويأتمنه على أسرار كتاب الله وأسرار الأقدار التي يقدرها الله وذلك لأن الله وجده أميناً فأتمنه على أسراره التي لا تهدى إلا في حينها إكراماً له لأن الله يكرم عباده الذين يتخلقون بأخلاق حبيبه ومصطفاه وإذا جمله الله بصفاء النفس وطهارة القلب أكرمه الله عزَّ وجلَّ وجعله يشهد عالم الطهر وعالم النقاء والصفاء وهو على تراب هذه البسيطة قابع بين من هنا ومن هناك وإذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ وعمل بقوله [ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] ويقول الحبيب {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه}[2] وتخلق بخلق الكرم المحمدي فتح الله عزَّ وجلَّ له كنوز الكرم الإلهي وأكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من العطاءات الربانية والخصوصيات الإلهية من كنوز الكريم عز وجل وإذا أكرمه الله بالوفاء وكان وفياً حتى مع الأعداء كما كان سيد الأنبياء وفَّى الله عزَّ وجلَّ له بما وعد به عباده الصالحين وأحبابه من النبيين والمرسلين ودخل في قول الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} إذاً وراثة الأحوال ووراثة الأنوار ووراثة النبوة لمن تخلق بأخلاق رسول الله واجتهد أن يكون على منهج أصحابه رضوان الله عزَّ وجلَّ عليهم أجمعين وهذا هو المنهج الذي اختاره حضرة النبي واختاره الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأولياء والصالحين إلى يوم الدين ماذا أفعل؟ أفتِّش في نفسي ؟ وأزن نفسي بحبيب الله وأصحاب رسول الله ؟ وأرى أين أنا منهم ؟ ولن يظهر أحد لك ما عندك لكنك أنت الذي تبين لنفسك {طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس}[3] فلو ذهبت للطبيب الجسماني وأنت تعاني من مرض ولكنك تكابر وتنكر أنك مريض هل تستجيب أو تنتفع بالطبيب؟ لا ولكن عليك أن تعرف ما عندك كيف أعرف؟ أزن أرى أحوال حضرة النبي وأحوال الصحابة الكرام وأزن نفسي بهم وأحاول أن أُصلح من أخلاقي واحداً تلو الواحد وأبدأ أولاً بالنقاء والصفاء للنوايا والطوايا والقلب وهذا هو الأساس الأول والمحرك {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} ويكون ظاهري كباطني ومن كان حول رسول الله صنفان: صنف منهم ظاهرهم كباطنهم والصنف الآخر يظهرون خلاف ما يبطنون وقد قال في هؤلاء {إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه}[4] وهذا نفاق ومن يكون على هذه الشاكلة فحتى لو جلس مع المؤمنين أبد الدهر ، هل سيكون منهم؟ لا فيلزم أولاً : أن أطهر باطني من أوصاف المنافقين ويكون ظاهري كباطني صفاء ونقاء وجمال ونور وبهاء وأتخلص بالكلية من حب الظهور والعجب والرياء لأن هذه الصفات لو ظلت معي فلن أتحرك قدر أنملة في طريق الله عزَّ وجلَّ أو في القرب من سيد الأنبياء طالما أريد أن أظهر وأفرح عندما يثني الناس عليَّ أو أعجب بنفسي عندما أعمل أي عمل فلا بد أن أتخلص من هذه الآفات في البداية ثم بعد ذلك أكمل أخلاقي هذه باختصار شديد هي الروشتة التي كان عليها [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ]
    [1] مسند أحمد بن حنبل وصحيح ابن حبان عن عبدالله [2] صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة [3] شعب الإيمان للبيهقي وحلة الأولياء عن أنس بن مالك [4] صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة

  8. #28
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    همم الرجال
    لا بد لكل رجل من همة في فؤاده وباعث في قلبه يدعوه إلى السير الحثيث في عالم اللطف والمعاني إلى مولاه حتى يتحقق له مراده، ويصل إلى بغيته فتتوالى عليه الأنوار وتتوارد عليه الأسرار كيف يتم ذلك؟ كل رجل من الأواخر لا بد وأن يكون أمام ناظري قلبه وأمام عين بصيرته رجل من الأكابر من الأوائل يقتدي به ويسير على منواله ويُجمل نفسه بحاله ويخلق نفسه بأخلاقه وينظر إلى المنهاج الذي وصل إلى الله عزَّ وجلَّ به فيعض عليه بالنواجذ ويمشي عليه به ولن يصل واحد إلى الله بغير منهاج ومن يريد الفضل العظيم يجب أن يُظهر للمولى الكريم جميل نواياه وعظيم طواياه ويبذل ما في وسعه ليرضي حضرة الله والله عزَّ وجلَّ يتم المراد بجميل عطاياه وكريم جدواه لكني أريد أن أنام وأبغى أن أدون في سجل العظماء أيجوز ذلك يا إخواني؟ رجل يزوغ في العمل ويزوغ من تحمل التبعات والمسئوليات أيليق به أن يرجوا مكافأة على إجادة العمل مع المجدين والمثابرين والمنتظمين في العمل؟وحتى ولو كان هذا يجوز في عالم الدنيا فإنه لا يجوز عند أحكم الحاكمين لأنه قال عزَّ شأنه {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} فيجب أن يكون كل رجل على قدم رجل ويجوز لبعضنا أن تضحك عليه نفسه وتأخذه العزة بالإثم ويقول لماذا أتشبه بأبي بكر أو عمر أو عثمان؟ ولماذا لا أتشبه بحضرة النبي مباشرة؟نقول لمثل هذا : عليك أن تتشبه أولاً بالرجال ثم بعد ذلك يوصلك الرجال إلى سيد الرجال وإمام أهل الكمال صلَّى الله عليه وسلَّم هل يوجد من يدخل على رئيس الجمهورية مباشرة؟ لا بد أولاً من رئيس الديوان أو غيره ليهيؤه ويجهزوه إلى أن يدخلوه! ..أم سيأتي من الشارع ويدخل عليه مباشرة لا يجوز ذلك{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } وهل يوجد فينا من يصلح أن يكون قلامة ظفر في أبي بكر الصديق أو شعرة في بدن عمر بن الخطاب ومن منا يستطيع أن يصل لهؤلاء الفحول فلا بد للرجل أن يرى رجلاً من هؤلاء الرجال ويمشي على منهاجه ويرى سيره إلى الله وسلوكه مع خلق الله وأعماله التعبدية ومجاهداته النفسية والقلبية ويمشي على هديها لأنها حكمة الله كل رجل على قدم رجل وكان أحد الصالحين عندما يتحدث عن الأولياء المنتقلين والسابقين كان يبين منازلهم وكان يقول : أن كل المنح والعطاءات التي أخذها هؤلاء الرجال من الصحابة فكل الفتوحات التي عندهم من إقتداءهم بالصحابة والتابعين فمنهم من كان على منهج أبي ذر فلا يكون له نصيب في الدنيا لأن سيدنا أبي ذر كان على قدم المسيح عيسى بن مريم فإن كل صحابي على قدم نبي كل ولي على قدم صحابي وسيدنا أبو ذر قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم {من أراد أن ينظر لعيسى بن مريم وفي رواية إلى شبيه عيسى بن مريم في أمتي فلينظر إلى أبي ذر} (المعجم الكبير للطبراني عن عبدالله بن مسعود) ولكن نحن ماذا قدمنا وماذا فعلنا؟ لا شيء لأنا نريد أن نعمل لأولادنا نبني لهم بيت أو نزوجهم أو خلافه إذاً دعونا مع أولادنا كن لأنفسنا ماذا فعلنا؟ لا شيء ومنتظرين بعد ذلك كما يقول من يسمون أنفسهم أهل الفضل ... بالفضل يا سيدي من غير مجهود ... من الذي قال ذلك؟ إن بالفضل يا سيدي من غير مجهود يعني أن أبذل كل مجهود ثم أقول له إن ما أعطيته لي بفضل منك وليس بمجهودي ولا أرى مجهودي الذي بذلته ولكني أرى فيه توفيق الله ومعونة الله لكن البعض أخذ ذلك على أنه لا يبذل أي مجهود وتنهال عليه العطاءات من عند الله كيف يكون ذلك؟ إن الرزق المحسوس الدنيوي لا يأتي إلا بعد جهاد وسعي ومجاهدة ومكابدة هل هناك من يمشي ثم يضرب الأرض برجله فيخرج له كنز؟ لا بل لا بد من العمل والسعي كيف إذاً يطلب العطاءات والفتوحات من الله مع الكسل ومع الزلل ومع التواني والتقصير في العمل ؟وهل ذلك يصح ؟..لا .




  9. #29
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    مشارب الرجال
    تلك سنة الله من بدء البدء إلى نهاية النهايات لأنها مشارب فهذا المشرب كان فيه نبي الله وتوارثه من الصحابة الكرام فلان ومن بعده من الصالحين فلان وفلان وفلان إلى يومنا هذا ولو جمعت رجال هذا المشرب في ديوان تجدهم كلهم ينطبق عليهم قول حضرة الرحمن {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} وكل هؤلاء الرجال على اختلاف أحوالهم وترتيبهم وتصنيفهم وتنوع مشاربهم اتفقوا على أمر واحد أنهم باعوا أنفسهم لله وجعلوا حياتهم وتوجهاتهم وأعمالهم وجهادهم كله لله لا لأنفسهم ولا لأولادهم كلهم ولا خلاف في هذا الأمر ونتيجة لصدقهم لو نظرنا في سيرهم وطالعنا في حياتهم نجد أن الله تولى بذاته وليس بواسطة أسبابه وملائكته قضاء حاجاتهم فمن كانوا على منهج أو على قدم سيدنا عيسى فإنهم لم يروا سيدنا عيسى ولكنهم رأوا سيدنا أبو ذر كيف كان جهاده؟ وماذا كان يعمل؟ وكيف كان حاله مع الله؟ وما هي أوراده وأذكاره؟ لا بد أن يسيروا عليها ولا يوجد من يدخل بغير باب إذاً ما هو بابك؟إنه الرجل الذي اخترته واخترت المشي على هديه وعلى نهجه لا بد وأن يكون لك إمام تمشي على منهجه ومن غير ذلك يا إخواني ، كما قال أحد الحكماء في ذلك "من لا ورد له لا ورود له" فمن أين يأتي له الفتح؟ ومن أين يأتي له الورود؟ فيجب أن يكون لك منهجاً تسير عليه وهذا المنهج منذ أن تستيقظ من النوم إلى أن تنام إذا كان في العبادات أو المجاهدات وكما قلنا الاتفاق الأول أن أكون كلي لله عزَّ وجلَّ ، وهمي كله منذ أن أصبح في رضاه أما طلباتي وطلبات عيالي إنها على الله ولا شأن لي بذلك فعلي أن أجاهد في رضاه وهو عزَّ شأنه يتولى قضاء حوائجي بما شاء وكيف شاء وهذا نهج الصالحين أما من يبحثون عن أنفسهم وعن أولادهم وعن بيوتهم فإن هذا ليس بنهج المؤمنين ولكنه نهج طائفة أخرى ربنا نعى عليهم والحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم أشار إليهم حتى نتجنب أن نسير في طريقهم وننزلق في السير على منهاجهم لأنه منهج لا يرضاه الله ولا يحبه حبيب الله ومصطفاه إن نهج الصالحين واضح ولا فصال فيه وكما قالت السيدة رابعة: "عليَّ أن أعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني" وهذا هو نهج الصالحين هل معنى ذلك ألا أسعى للرزق؟أسعى ولكن سعي رفيق مجمل بالعزة الإيمانية "اتقوا الله وأجملوا في الطلب" بجمال العزة وجمال الإيمان وجمال مراقبة حضرة الرحمن – لكن هل يصح أن أدخل مع الكلاب؟ لا يصح لمؤمن أن يدخل مع الكلاب مصداقاً للحديث الذي يقول{الدنيا جيفة وطلابها كلاب}[1]فإن تجتذ بها نازعتك كلابها وإن تجتنبها صرت سلما لأهلها وهذا كلام سيدنا الإمام الشافعي وأهل الإيمان يتجملون بالرقة والحنانة دائماً ولا يتصفون بالغلظة والقسوة وليس لهم أظافر أو حوافر ولا يستطيع أحد منا أن يدخل في دائرة هؤلاء الغلاظ الشداد وقد أشار الله لنا ألا شأن لكم بالكلاب فسآتي لكم بالرزق بغير حساب وأنتم قعود على المحراب تسبحون الله عزَّ وجلَّ في الصباح والمساء والغدو والإياب ماذا تريدون غير ذلك؟ فلا عليكم إلا السعي الرفيق البسيط مع العزة الإيمانية وإذا إنزلق الإنسان في المهاوي التي ذكرناها سيجد من يضربه من هنا أو من هناك أو من ينهش في عرضه ويدخل في صراعات ليس له فيها ولكن أهل الإيمان في حصن الرحمن عزَّ وجلَّ يقول فيهم في حديثه القدسي (أوليائي تحت قبائي لا يعلمهم أحد سواي) ما حالهم يا رب؟قال: يجعل لهم من كل هم مخرجاً ويرزقهم بغير حساب ولن يرزقهم الطعام والشراب فقط ولكن مع ذلك العلم والحال والأنوار والإلهام والفيوضات وكل شيء بغير حساب لأنهم ساروا على منهج الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم وعلية الأصحاب ومن تابعهم من الأولياء الكرام والأحباب إلى يومنا هذا فيجب على المؤمن أن يبحث له عن دور فمن يريد أن يكون ممثلاً يبحث عن فرقة مسرحية على حسب ميوله إن كانت فرقة كوميدية أو فرقة تراجيدية ويطلب منهم نص المسرحية ليقرأها ويختار منها الدور الذي يناسبه والذي يستطيع أن يبدع فيه ويتقن فيه والمسرحية الخاصة بنا هي [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ]فيقرأ الإنسان هذه المسرحية ويختار الدور الذي يتناسب مع قدراته ومع إمكانياته والذي يستطيع أن يمثله على مسرح هذه الحياة ليجذب الخلق إلى الله ويبين لهم جمال دين الله وكمال حبيب الله ومصطفاه فيندفع الناس إلى دين الله فواجاً هذه هي القضية وليس الموضوع أن آخذ ورد مائة ألف وأقفل على نفسي الباب وأعد على الكريم الوهاب فإن الله لا يريد مثل هذا ولكنه يريد ممثل يمثل دور الأولين الذي يقول فيه{ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} وقال قليل لأن هذا الزمان كثر فيه من يمثل دور عبدالله بن أبي وجماعته وهم كثير وكذلك كثر من يمثل دور أبي جهل وأبي لهب لكن من سيمثل دور [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ] في هذا الزمان؟ قليل وقد تكون المسرحية لا تستدعي إلا واحد لكل دور حتى أنها لا تتطلب واحد احتياطي لماذا؟ لأنهم بالكاد عدد قليل فعلى الإنسان أن يبحث عن هذه الأدوار ويعيش الدور يعيشه في حياته فإذا أخذت دور واحد من أصحاب رسول الله عليك أن تعيش هذا الدور مثلاً إذا اختار واحد دور أبي بن كعب فعليه أن يجود القرآن ويحفظ القرآن ويتعلم القرآن بالقراءات السبع والعشر لأن حضرة النبي قال فى الحديث المعلوم {أقرأكم أبي بن كعب} وهل أقف عند ذلك؟لا بل عليه بعد أن يتقن ذلك أن يعلّم غيره طلباً لمرضاة الله وابتغاءاً لوجه الله وليس من أجل الأجر والثواب فقط وإذا اختار واحد آخر دور معاذ بن جبل عليه أن يبحث في الكتب ويفتش في أبواب العلم إلى أن يعرف كل مسائل الحلال والحرام ويتجنب الحرام على الدوام ويأخذ بالحلال مع الصبر الجميل على طول الأيام ثم يعلم ذلك ويتفرغ في تعليم ذلك للأنام طلباً لمرضاة الملك العلام وإذا أراد آخر أي دور من أدوار أصحاب رسول الله عليه أن يدرس هذه الأدوار ويعلمها ويعايشها ويعيش فيها لكي يكرمه الله ويتجلى عليه بالمشاهد والفتوحات والتوجهات التى توجه بها لأهلها السابقين أجمعين ولا يوجد دور إلا وهو موجود في هذه المسرحية حتى دور الخادم وكان سيدنا عبدالله بن مسعود وقد كان يمسك عصا سيدنا رسول الله ويضع الحذاء في كمه لكي لا يضيع ويحضر الوضوء والطهارة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان دوراً مهماً وكل دور نحتاج أن نعيشه لكي نكرم بإكرام الله ومن ليس له دور يصبح متفرجا وكم يأخذ المتفرج من الأجرة ؟لا شيء بل عليه أن يدفع والأجرة عندنا هي فتح وغنائم ومكارم ومشاهد وإلهامات ونفحات ربانيات وهذه هي الأجرة وليست الأجرة دراهم فانية وقد كانت أجرة رسول الله وأصحابه [أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ]
    [1] أخرجه أبي نعيم في الحلية وابن أبي شيبة عن يوسف بن أسباط عن علي وذكره السيوطي في الدرر وأبو الشيخ في تفسيره عن علي بلفظ الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر علي مخالطة الكلاب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #30
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: كيف يحبك الله [متجدد]

    الصلاةُ على حضرة النَّبى
    لعل من أعظم الأعمال التي يستوجب بها العبد محبة الله الصلاة على النبي صلَّى الله وهناك صلاة عددية وهي التي فيها عدد وأكبر كتاب فيها هو كتاب دلائل الخيرات للشيخ الجزولى وكان فحلاً من الفحول وسر اشتغاله بالصلاة على رسول الله كانت بنتا فقد كان عطشانا وذهب ليشرب من بئر في بلاد المغرب ولم يستطع أن يشرب لبعد الماء عن متناول يده وكان هذا البئر بجوار قصر وإذا بهذه البنت تطل من شرفة في القصر وتنظر إلى الماء فيرتفع الماء حتى تشرب بشفتيها وليس بكوب أو غيره فنظر إليها مدهوشاً ومتعجباً وسألها كيف وصلت إلى ذلك؟ فقالت: بالصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاشتغل الشيخ الجزولى من فوره بالصلاة على النبي ومن شدة اشتغاله بها جعل لنفسه ورد يومي وكل يوم غير اليوم الآخر وورد اسبوعي ثم سجلها في كتاب اسمه دلائل الخيرات وهذا الرجل ولشدة انشغاله بالصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعد موته جاء لبعض أهله وطلب نقله إلى مكان آخر في مدينة فاس ببلاد المغرب وكان ذلك بعد موته بثلاثة وثمانين سنة فحفروا قبره فوجدوه على هيئته وحالته وكفنه كما هو وجسمه كما هو والعطر يفوح من هذا القبر فعلموا أن ذلك ببركة الصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واشتهرت دلائل الخيرات وأي عمل يشتهر يكون دليلاً على صدق صاحبه وإخلاصه فمثلاً المذاهب الفقهية كانت أكثر من ثلاثين مذهباً فلماذا اشتهرت المذاهب الأربعة لأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد؟ لصدقهم وإخلاصهم لله عزَّ وجلَّ وهكذا الأمر فقد اشتهرت دلائل الخيرات لإخلاص هذا الرجل وصدقه مع الله عزَّ وجلَّ ومع ذلك فإن دلائل الخيرات كمثال هي التي فيها : اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وأوراق الأشجار وكلها مبنية على العدد وهذه الصلاة العددية هل يعطينا الله ثوابها على حسب هذه الأعداد ؟ كلا بل يعطيك ثواب صلاة واحدة وكأنك صليت مرة واحدة على النبي وهذه تسمى الصلاة العددية لأنها مبنية كلها على العدد وقد جاءت نتيجة الفكر فقد أُخذ الرجل برسول الله وأراد أن يصلي عليه فأخذ يفكر ثم جاء بهذه الصيغ فمرة يذكر الأشجار وأخرى يذكر البحار وثالثة يذكر الأطيار وهكذا هذه صلوات عددية ما اسمها؟...."دلائل الخيرات".. أي تدل على الخيرات وهناك صلاة يلهمك بها الله إن وهى لا تدل على الخير فقط ولكن تعطيك الخيرات على الفور وتنال بها الخير ولذلك اسمها "نيل الخيرات" ونال يعني حصل أو أخذ مثلاً فلان نال جائزة الدولة التقديرية يعني أخذها وهناك صلاة يمد بها سيدنا رسول الله الصالحين مناماً فقد كان يمد كل رجل من الصالحين فمنهم من يمده بصيغة ومنهم من يمده بصيغتين ومنهم من يمده بأكثر وكلها نفحات ولذلك تجد أن كل واحد من الصالحين له صيغة مشهورة وقد جمع هذه الصيغ في عصرنا رجل من الصالحين هو الشيخ يوسف النبهاني وهذا الرجل معاصر في القرن العشرين وكان قاضي محكمة في بيروت وقد وظفه الله في جمع هذه الصلوات في كتاب كبير حوالي سبعمائة صفحة اسمه سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين وقد أتى في هذا الكتاب بكل الصيغ الواردة عن الصالحين من أول سيدنا الإمام علي حتى يومنا هذا وكان الصالحون يقرءونها صباحاً ومساء مع بعض الآيات القرآنية والأذكار وصلوات الصالحين صلوات بها روح لأنها إلهام من سيدنا رسول الله ونستطيع أن نسميها صلوات إلهامية لأن سيدنا رسول الله هو الذي ألهمهم بها مناما ورؤية رسول الله لها حالتان فهي إما رؤية لتفريج الكروب أو الأخذ بيد الإنسان من الذنوب والعيوب أو تبشيره بخير وهذه تكون بالصورة المحمدية الموصوفة في كتب الحديث كما وصفها الإمام علي كرم الله وجهه وكما وصفها سيدنا أبو هريرة وكما وصفها هند بن أبي هالة خال سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما وهي الصورة الحسية فما جلس مع قوم إلا كان أعلاهم مهما كان طولهم وما مشى مع قوم إلا وكان أطولهم مهما كان طولهم وإذا مشى يمشي كهيئته وعادته وهم يجرون خلفه ولا يستطيعون اللحاق به فكأنما الأرض تطوى له والروايات كثيرة وهذه مجملها وسيدنا أنس قال فيه : ما رؤي النبى مع شمس ولا قمر ولا مصباح إلا وكان نوره أزهى من نور الشمس وأضوء من نور القمر ، وأجمل من نور المصباح وقال سيدنا حسان في ذلك:لما نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصريخاف أن يحرقه نور رسول الله فعندما رآه وضع يده على بصره ..خوفاً على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلا على قدريالأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمرروح من النور في جسم من القمر كحلة نسجت في الأنجم الزهرفحتى هذه الصورة الآدمية لم تكن صورة عادية ولكنها نور كما وصفه سيدنا حسان لكن أهل الشهود وأهل الإكرام الأعلى والمقام الأسنى والنور الأبهى من الأنبياء شاهدوا الصورة الأحمدية: ولذلك فإن سيدنا عيسى رأى الصورة الأحمدية ولم يرى المحمدية [وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ] وهذا هو ما رآه لأن الصورة المحمدية لم تكن قد جاءت بعد – فقد رأى سيدنا عيسى الصورة الأحمدية التي هي جمال الملكوت وكمال العظموت ونور الرحموت وسناء الحي الذي لا يموت ، وفي هذا المعنى يقول أحد الصالحين :من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالكشربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالكفأصبح القلب نـوراً والقلب قد كان حالكومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالكفسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالكناديت ياليت قومـي قـد يعلمون بذلكمن خمر نور جمالك وانتبهوا للألفاظ فنور جماله خمر وإذا كان جمال يوسف جعل السيدات يقطعن أيديهن بالسكاكين وأين جمال يوسف بالنسبة لجمال سيدنا رسول الله؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم «أُعْطِيَ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ شَطْرَ الحُسْنِ»[1] أعطي يوسف شطر الحسن أى نصف الحسن حسن من؟ حسن رسول الله لأنه أخذ الحسن الظاهر لكن الحسن الباطن شيء آخر وهو لرسول الله .من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالكشربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالكعندما رأى هذا النور وهذا الجمال .. ما الذي حدث؟ومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالكفالطريق أصبح مفتوح ...فسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالكإذاً من يقود الإنسان في غياهب الغيب ؟ وفي غيب الغيب ؟ وفي نور الأنوار ؟ وفي عالم الأسرار؟ ليس إلا الحبيب المختار وما الذي يطيب القلب يا إخواني ويجعله صالحاً للقاء الله ؟ لا توجد إلا أنوار حبيب الله ومصطفاه فنحن الآن بالليل مثلاً وإذا مشينا بطريق ليس به كهرباء هل نرى أي شيء؟ ما الذي يضيء الدنيا كلها؟ هي الشمس كذلك ما الذي ينور القلوب؟ شمس الحبيب المحبوب صلَّى الله عليه وسلَّم ومن يمشي في عالم الغيوب لا يمشي بجسمه ولكن يمشي بقلبه وبروحه وبسره فيرى نور رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأنه نور الروحانيات والمعنويات والحقائق العالية والدانية صلوات ربي وتسليماته عليه فلا بد للإنسان أن يعرف الصورة المعنوية ويلطف عواطفه القلبية ويرقق حواشيه النورانية ويرقي أسراره الروحانية لكي يتابع رسول الله في هذه المقامات العالية التي يقربه فيها مولاه جل في علاه فعندما يصلي على رسول الله وهو في هذه الحالة ... لا يصلي باللسان فقط فالقلب يذكر والجميل أمامي ...ليس اللسان إذاً فالقلب هو الذي يذكر أيضاًولذلك عندما تصلي عليه : إياك أن تقرأ بلسانك فقط، ماذا تفعل إذاً؟صلي صلاة اتصال تحظى بالحسنى استغرق الوقت في كشف بلا ميلصلي صلاة الاتصال ... وكأنك تكلم رسول الله فمرة تقول له:عشقتك كشفاً لا سماع رواية أي عشقتك كما رأيتك وليس عن السماع عن فلان وفلان ولكنه كشف فمن يريد أن يكون من أهل الوصول ومن أهل المقامات العالية ومن أهل المنازل الراقية يحتاج أن يعرف شيئاً عن معنى رسول الله وهذا هو سر هذه الصلوات عليه فعليكم بها واستمسكوا بها تفوزوا بما فيها من الأنوار العالية والمقامات الراقية، والأمر كما يقول سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما روته السيدة عائشة لرضى الله عنها{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ الله لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى الله مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ}[2]ثم قالت عائشة { وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ}والإمام الغزالى رضى الله عنه وأرضاه في كتابه إحياء علوم الدين ضرب مثلاً لطيفاً وقال : "لو صخرة من الصخر الصلب تنزل عليها المياه قطرة قطرة بصفة دائمة ومستمرة فلا بد أن هذه المياه في يوم من الأيام ستفتت هذه الصخرة لكن لو جئت بوعاء مملوء بالماء وأفرغته مرة واحدة على هذه الصخرة ماذا يصنع فيها؟"وهكذا الأمر في الطاعات فمن يقبل على العبادة لحظة أو شهر ثم يتركها لا يتقدم لأن القلب مثل هذه الصخرة فالعمل الرافع يتطلب المداومة فلو داومت على الصلاة على حبيب الله ومصطفاه فإن الله سيرقق القلب والفؤاد ويجعله مجهزاً ومؤهلاً لنور حبيب الله ومصطفاه.بنور الله فاعتصموا ولا تميلوا إلى الأهواء ميلة مارقولو أن القلب نزلت فيه قطرة واحدة من نور الحبيب فإنها تكفيه وتغنيه:فنقطة نور منه تحيى قلوبنا فكيف إذا ما كنت بحراً وأنجماًنقطة واحدة تكفي فما بالكم بالبحر الذي ليس له نهاية
    تم نقل الموضوع من كتاب [كيف يحبك الله]http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...ه&id=5&cat=2[1] عن أنس بن مالك ، مسند الإمام أحم[2] صحبح مسلم عن عائشة رضى الله عنها .

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. وسائط على كيف كيفك
    بواسطة سعد الأسد في المنتدى منتدى حزنــة للجوالات والاجهزة الكفية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-01-2009, 07:03 PM
  2. كيف تذاكر وتتفوق في المواد العلميه (( كيمياء ؛ فيزياء؛رياضيات؛ أحياء))
    بواسطة سراب الماضي في المنتدى منتدى حزنة التعليمي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-11-2008, 01:46 PM
  3. اعذار غياب على كيف كيفك
    بواسطة شرقاوي في المنتدى منتدى استراحة أعضاء حزنـــة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-10-2008, 09:15 AM
  4. تعلم معنا كيف تكتب مع تشكيل الحروف..........
    بواسطة دكتورالكمبيوتر في المنتدى منتدي حزنـــة للكمبيوتر والبرامج
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-29-2008, 11:10 AM
  5. كيف تملكين نفسك ....فلا تضربين ابنك!؟
    بواسطة دهن عود في المنتدى منتدى الأسرة العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2008, 03:41 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
 

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45