الأسرة بأفرادها تحتاج للعاطفة والحنان والحب
فهذه الصفات هي من اهم أسس تكوين أسرة ناجحة
هل حقاً أكره أبنائي؟!
دفعتني الظروف:
لا أحب أن أصف مشاعري تجاه ابني بالكراهية، ولكنها مشاعر بداخلي تدفعني لأن أؤذي مشاعر ابني وأضايقه رغماً عني...
( أم حمود) من الكويت تقول: تزوجت وعمري (20) عاماً لم أكن صغيرة.. وكنت فرحة بالزواج والفستان الأبيض وأخطط للأسرة والأبناء، ومن أول يوم اكتشفت أن زوجي غير طبيعي في أمور خاصة، فضربه لي يسعده، ولم أستطع أن أتكلم وصبرت لعله يتغير في الأيام اللاحقة، ولكنه لم يتغير واكتشفت أن تلك طباعه، توجهت لأمي وصارحتها، فوافقتني على طلب الطلاق، ولم يعارض أبي حتى فوجئت أنني حامل، فانقلب موقف أبي وأمي من الموافقة للرفض التام وطالبوني بالتضحية، لم أرزق بغير ابني لأنني لا أرغب في المزيد من المعاناة وأحياناً كثيرة أقول " لولا وجود ابني لكنت حرة، أو أحيا حياة في أسرة أخرى"!.
• أكرههم جميعاً:
نعم أكره أبنائي جميعاً وفي كراهيتي لا أفرق بينهم... ( أم سالم- ع) الكويت: أصرح بتلك الكراهية في وجه أبنائي دائماً، والسبب هو زوجي وإهماله لنا وترك أمور البيت والأولاد وحياتنا كلها لي، جعلني أتعود الاقتراض من الأهل والأصدقاء حتى بعدوا عنا رغم حالته الميسورة لكنه في آخر أولوياته، في الحقيقة أشعر بندم شديد كلما جلست مع نفسي وأرى أن كرهي لهم هو تنفيس عن كرهي لأبيهم.
• ضرائر في بيت واحد:
من سوريا تتحدث سيدة عمرها (50) سنة، فتقول: ولدت ابنتي الوحيدة ضعيفة الجسم، وقد اعتنيت بصحتها وما زلت أتابع كل شؤونها، لكن مشاعري في السنوات الأخيرة تغيرت تجاهها، والسبب أنها تصغي إلى ما يريده أقارب زوجي من أقاويل عني وتنقلها إليّ كما تنقلها إلى والدها، وما يسبب المشاكل بيني وبين زوجي هو دلاله المفرط لها، واتهامه أنني أغار منها، وأصبحت بدورها تحاول إغاظتي بأن ترافق أباها في الزيارات العائلية دون أن تسألني أو تخبرني بذهابها، فأصبحنا كالضرائر في بيت واحد.
• ابني ندّ لي:
وبصراحة تتحدث (ل.ف) من السعودية وهي أم لستة أطفال: في وقت من الأوقات شعرت أنني فقدت رابطة الحب بيني وبين أحد أبنائي، والسبب في ذلك هو أنه مشاغب جداً وباستمرار يعاندني في كل شيء ويعاملني بندية، وأصبح مصدر ألم دائم لي، وتوترت العلاقة بيننا حتى أنني لم أعد أشعر بالحب تجاهه في بعض الأحيان، بل تحول إلى جمود ورفض لسلوكه وله أيضاً وهذا الشعور يعذبني ويؤلمني إن لم أقل إنه قاتل بالنسبة لي.
ونقدم لك أولى خطوات العلاج:
عزيزي المربي لا تنفِ تلك المشاعر إن وجدت داخلك أو شعرت بها موجهة لأحد أبنائك، واجه نفسك بصراحة وابدأ في العلاج.
1- إن رأيت أن الأمر مستحيل وترفض التفكير فيه وحدك حدّث زوجتك/ زوجك إن كانت العلاقة بينكما على ما يرام، أو حدّث صديقاً مقرباً أو اتجه لأخصائي نفسي أو اجتماعي.
2- احتضان الأبناء وتقبيلهم ليست مجرد أشياء عابرة، بل جسور أمان يحتاجها الأبناء وزاد لا يستغنون عنه، ولقد وصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتقبيل أبنائنا واللعب معهم.
3- يمكننا أن نحب أبناءنا بنفس القدر، ولكن أبناءنا لا يعلمون ذلك، ويريدون ذلك عملياً من خلال المعاملة السوية والعادلة بينهم.
4- إذا شعرت بالكراهية تجاه أحد أبناءك، فاهدأ وفكر في علاج، فعناد الطفل ومشاغبته يكون تعبيراً في كثير من الأحيان عن الحرمان من الحب، امنح أبناءك الحب وبلا حدود.. وأنت بلا شك ستجني أيضاً الحب.
5- يتوقع الابن الحماية دائماً من والديه وسلبية الأب أحياناً تضر الأبناء أكثر من قسوته عليهم.
6- العلاقة بين الوالدين هي المعيار الأساسي لظهور أي كراهية داخل المنزل، فابدأ في تحديد علاقتك بزوجتك/ زوجك، وكن صريحاً وإن لم تصل لحل مع شريكك، صارح أبناءك بأسباب توترك وسلوكك معهم.7- كل منا يحمل ذكريات جميلة وأخرى سيئة، فإن كنت ممن يحمل ذكريات سيئة في طفولته لن نقول لك: انزعها، لأن ذلك صعب، ولكن صارح نفسك بها وأبعد تأثيرها عن سلوكك مع أبنائك.
8- لا تهزأ من ابنك أو تسخر منه حتى وإن كان سلوكه يثير ذلك، لأنك عزيزي المربي أكثر الأشخاص قرباً لابنك، ولا يتوقع منك أبداً هذا الازدراء والسخرية.
9- العلاقة الطيبة بين الوالدين لها أثر كبير في نزع أي كراهية داخل الأسرة، فحاول مد جسور العلاقة الطيبة مع شريكك.
10- ليس عيباً فيك أو ضعفاً منك أن تعرض المشكلة بصراحة على أبنائك أو أحد الأبناء ليكون العلاج بينكم فعالاً.
من مجلة ولدي 1999
مواقع النشر (المفضلة)