فوائد لبس الحجاب
لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون لها عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب في المجتمع ، سامية المكان ، وإن الشروط التي فرضت عليها في ملابسها لم تكن إلا لسد ذريعة
الفساد الذي ينتج عن تبرجها بالزينة ، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها في أن تسقط في درك المهانة ، ووحل الابتذال ، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين . وللحجاب خصائص ومنافع و فوائد عديدة ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفــة لتبين مدى أهميته في الإسلام والمجتمع منها ما يلي:-
أولاً(الحجاب طاعة) لإنه طاعة لأمر الله تعالى النساء بالحجاب , كما في قوله تعالى:-( يا أيها النبي قلْْ لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين, يدنين َعليهنَّ من جلابيبهنَّ, ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)(1). وكذا في قوله تعالى:-( ولا يبدينَ زينتهنَّ إلا ما ظهر منها وليضربنَ بخمرهنَّ على جيوبهنَّ)(2) والخمار هو القناع الذي تغطي به المرأة رأسها(3), و كذا في قوله تعالى :-{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}(4), أي لا يظهرن مواضع الزينة الطبيعية كمحاسنهنّ التي خلقها الله تعالى فيهن أو الوضعية التي يتزينّ بها. و كذا في قوله تعالى:-{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى }(5).
ثانياً(الحجاب عبادة) لأن فيه ثواب السمع والطاعة والرضا والتسليم لأمر الله تعالى والتقرب إليه وإحتساب الأجر منه. وفيه أجر الصبر على طاعة الله تعالى والصبر على عدم معصيته. و فيه ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع . وفيه ثواب الإقتداء بالصالحات والتشبه بهنّ . وفيه ثواب العـفاف فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك . وهي عبادة تؤجرين عليها. والحجاب يعينك على أداء هذه العـبادة. و فيه ثواب إحياء الفضيلة ونشرها. و فيه ثواب إحتساب الحجاب مظهر من مظاهر تمييز الأمة الإسلامية بمخالفة اليهود والنصارى وغيرهم . وفيه أجر التعاون على البر والتقوى وذلك لأنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاوونة الشباب المسلمين على حفظ أنفسهم حتى لا يفتتنوا بك وتفسدي عليهم دينهم .
ثالثاً(الحجاب طهارة) لأنه طهارة للقلب فإن العين إذا لم ترى لم يشته القلب ومن هنا كان القلب عند عـدم الرؤية أطهـر. كما قال تعالى:-{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}(6).
رابعاً(الحجاب تقوى) لإن المرأة في لبسها للحجاب تتقي الله تعالى من المحرمات فتستر به جسدها الفاتن الذي هو كالعورة لشدة فتنته, قال الله تعالى:-{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}(7).
خامساً (الحجاب إيمان) لأن الله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقال سبحانه{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ} وقال سبحانه{وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ} وعلى هذا يكون الحجاب دال على إيمان المرأة ومن مختصاتها.
سادساً(الحجاب عفة) لأنه يمنع المرأة من المحرمات والإختلاط بالرجال غير المحارم . وبذلك يشير قوله تعالى المتقـدم:-{ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} أي أن النساء المحجبات معروفات بالستر والعفاف فلا أحد يتعرض لهنّ بسوء ويؤذيهـنّ.
سابعاً(الحجاب ستر) لأن المرأة كلها عورة لشدة إثارتها للفتنة والشهوة, فسترها بالحجاب وإبعادها عن الإختلاط حفاظاً لها و للمجتمع, كما في قول رسول الله(ص):-(إنما النساء عي وعورة ، فأستروا العورة بالبيوت و أستروا العي بالسكوت)(8).
ثامناً(الحجاب خير للمرأة) لأن فيه تنال المرأة كل فـضيلة , كما في وصية الأمام علي(عليه السلام) لأبنه الأمام الحسن(عـليه السلام) أنه قال:-( وكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك إياهـنّ فإن شدة الحجاب خير لك ولهنّ, وليس خروجهنّ بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهنّ، وإن استطعـت أن لا يعرفنّ غيرك فأفعل)(9).
تاسعاً(الحجاب من مكارم الأخلاق) لأنه لو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة ، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي ، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها. و قد أعترف به بعض من لا يؤمن بالدين الإسلامي أمثال( د. هنري ماكو) وهو يهودي صهيوني - على حد وصفه لنفسه- حيث يقول حول القيم الأخلاقية للبرقع( لست خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً مما لا يدعوني للدفاع عن البرقع هنا ، لكني أدافع عن بعض القيم التي يمثلها البرقع لي , فبالنسبة لي البرقع يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها ، هم فقط يرونها وذلك تأكيداً لخصوصيتها, و تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها العش الذي يولد فيه أطفالها وتتم تربيتهم ، فهي الصانعة المحلية ، وهي الجذر الذي يُبقي على الحياة روح العائلة, تربي وتدرب أطفالها, وتمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له) .
عاشراً(الحجاب يتناسب مع طبيعة خلق المرأة و دورها في المجتمع) لأن الله تعالى قد خلقها من جنس ناعم لطيف يتعامل مع الأمور بالعاطفة والحنان, لتوظف هذه الأمور الخلقية في راحة زوجها وتربية أطفال صلحاء للمجتمع , لا أن تكون دمية وألعوبة بيد الرجال وأصحاب الشهوات والملذات , فالنساء ينخدعنّ بمعسول الكلام, والبنات يصدقنّ كلّ ما يقال وصدق الشاعر حيث قال:- خَـدَعوهـا بـقـولـهم حَــسْـنــاءُ *** والغَواني يَغُـرٌهُــنَّ الــثَّــنـاءُ . فَاتّقوا اللـه في قُلوبِ اَلْـعَـــذَارَى*** فالعـذارى قـُلوبـُهـُن هَــــواء .
الحادي عشر(الحجاب صيانة للمرأة) لأنه الساتر الوحيد والحافظ لها من مطامع الرجال , وأن المرأة المحجبة آمنة من الخائنين لأن جسدها مستور ومحاسنها مستورة فالرجال الدنيئين لا يرون منها شيئاً ولا يطمعون فيها وهم في معزل عنها بل يتهيبونها ويستحون منها, كما حصل ذلك لطالبة يهودية في إحدى الجامعات كانت تتعرض للمعاكسة السمجة والتحرش الفج عند ناصية يتجمع لديها شباب من الأغرار الذين لا أخلاق لهم . فحلقت شعرها لكن النتجية لم تتغير، فالتحرشات بها لا تزال مستمرة . وأخيراَ خطر لها أن تضع غطاء رأس كالذي ترتديه الطالبات المسلمات ، ومرت في نفس المكان الذى يتواجد فيه الشباب الذين اعتادوا على التحرش بها، ولكن هذه المرة - ولكونها متحجبة- لم يحاول أحد أن يتعرض لها، ومرت بكل أحترم لأنه يعلم المتسكعون والعابثون باصيطاد الفتيات أن المحجبة ليس ضالتهم المنشودة , فالحجاب وقاية من تحرشات.
الثاني عشر(الحجاب صيانة للأسرة) بأن الحجاب الحقيقي يمنع المرأة من الخيانة الزوجية والإنحلال الأًًًََََََََسري , كما تروي أحدي النساء التي انجرفت الى الرذيلة( بأني كنت امرأة سعيدة مستقرة في حياتي لا همّ لي في هذه الدنيا إلا زوجي و أولادي وفجأة خطر في بالي أن أخلع الحجاب وأكون كصديقاتي . و لكن حينها تغيرت حياتي وبدأت أشعر بجمالي وأحب أن يراه الآخرين معجبين فيه و لذا بدأت أكثر من الذهاب الى الأسواق فأرى أعين الرجال تتغامزني وأحس بنظرات الإعجاب وأسمع كلمات التحرش وعبارات الإطراء تطرق أذني وهم يرون الشعر المكشوف والملابس الانيقة, وعندها بدأ حديث الغرائز, وفي كل مرة يحصل لي ذلك أتردد وأتخوف وصراخ أولادي يملأ المكان لا تفعلي يا أمنا ! ولكن شيئاً فشيئاً بدأ يزول الخوف و يختفي . ويوماً قد ألقى أحدهم إلي بكلمة رقصت لها وعندما رأى ذلك الفرح والقبول ناولني رقم هاتفه فبدأنا من هنا وأنتهينا بالعار والفضيحة).
الثالث عشر(الحجاب صيانة للمجتمع) لأنه يحفظ المجتمع من الأنجراف نحو الرذيلة والفساد الخلقي وأنتشار الجرائم وأنتشار الأمراض المفتكة بالشعوب , فتؤكد المصادر الامريكية من أن هناك نحو 23% من الفتيات في أمريكا تعرضن للاغتصاب وبلغ عنها في مراكز الشرطة وغير المبلغ عنه أكثر. و في واشنطن وحدها ترتفع جريمة الأغتصاب كل 15 دقيقة من الفتيات. و في العاصمة البريطانية وقعت (2095) حالة اغتصاب على الفتيات و النساء في عام واحد فقط . وأما الزنا فهو شائع في أمريكا وأن أربعة مليون من الشبان يمارسون هذه الفاحشة. ونحو مليون من الفتيات المراهقات و القاصرات يحملن في كل عام وأن 300 ألف منهن دون السنة الخامسة عشر وأن400 ألف منهن يقدمن على أجراء عملية الاجهاض وذلك للتخلص من ورطة الحمل . وكما أن نحو80% من طالبات الثانوية يستعملن أقراص منع الحمل , وأما عن الامراض ففي أفريقيا وحدها يموت نحو ستة آلاف شخص يومياً بسبب مرض نقص المناعة المكتسب - الإيدز –(10).
الرابع عشر(الحجاب يساعد على الزواج) تظن المرأة البعيدة عن أدب الإسلام وحجابه أنها تستأثر باهتمام الرجل و تستحوذ على حواسه بسفورها وتبرجها وهى بذلك لا تفقه طبيعة الرجل الذي يمل بسرعة من الجمال المبتذل الرخيص المعروض لكل من هب ودب , والواقع أن الأغلب والأعم من الرجال يثيره الكنز المخبوء أكثر من غيره , فهو يسعى إلى الزواج من المحجبة أو المنقبة أكثر من غيرهن , ولو كان هو من غير الملتزمين , كما أنه لا يأمن من السافرة والمتبرجة والتي تعاشر الرجال لإن تكون زوجته وتحمل أسمه وتحافظ على عرضه وتربي أولاده , فالرجل يختار المرأة كما يختار الفاكهة فيشتري المغلفة منها و يترك المكشوفة المعرضة للذباب والأتربة وعبث الأيدي غير النظيفة. كما حصل هذا لإحدى الأخوات المنقبات التي زارت تركيا تقول:-( عندما دخلنا أحد المساجد في تركيا أصبح الناس ينظرون إلينا ولكن نظراتهم تختلف عن نظرات من في الخارج ، فهي نظرات تقدير وإحترام وقد وقف بعضهم يسلم علينا والبعض أخذ يبكي وطلبوا منا أن ندعوا لهم. وهناك خطبني شاب تركي من والدي فأندهش والدي من ذلك وقال:- إن الفتيات لديكم جميلات فلماذا لا تخطب منهنّ؟ فأجاب الشاب:- بأن الفتيات هنا منفتحات جداً بسبب الإستعمار بينما أبنتكم محتشمة وأني أرغب بالإقتران بها).
الخامس عشر(الحجاب دعوة صامتة) إن حجاب المسلمة - بالإضافة لكونه فريضة ربانية - فهو أبلغ رسالة دعوية صامتة يدعوا الى الدين الإسلامي بغير اللسان بالإلتزام الشرعي بهذه الفريضة الربانية, كما حصل ذلك لشاب أمريكي تعرف على الإسلام حديثاَ عن طريق الحجاب حيث يقول( كانت حياتي مثل سائر شباب أمريكا، لا هم لنا إلا الترفيه والشرب والجنس ، وكنت مراهقا وفي أحد الأيام رأيت في الجامعة طالبة تغطي رأسها وجسمها، وكانت مختلفة عن غيرها من الطالبات ، فقلت في نفسي ، لماذا يلبس نساء المسلمين ذلك؟ وظلت صورة الحجاب وتلك الفتاة في ذهني وتولَّد لدي شعور للتعرف على الإسلام. وبعد أيام وفي إحدى المحاضرات كان لطالب مسلم وطالبة مسلمة محجبة عرض موجز عن الإسلام . بعدها قمت أبحث وأقرأ عن الإسلام وأعلنت إسلامي وأنا الآن أعمل في مجال الدعوة للإسلام).
السادس عشر(الحجاب هوية إسلامية) إن حجاب المسلمة - بالإضافة لكونه فريضة ربانية – فهو خير وسيلة للتعريف وبيان الهوية الإسلامية ، تماماً كما يحمل أحدنا بطاقة شخصية للتعريف به ، أو جواز سفر لتحديد تبعيته لبلده فكذلك الحجاب. التقى أحد الأساتذة الأمريكان بطالبتين مسلمتين ، إحداهن سافرة والثانية محجبة ، فصافح الأولى وقال للثانية:- أعلم أنك مسلمة من ارتدائك الحجاب ، وأنا أحترم دينك ولن أصافحك! فأصيبت الأولى بالصدمة. فإن حجاب المسلمة في أمريكا والغرب تعبير عن الهوية الإسلامية في زمن تلوثت وتشوهت فيه الهوية لدى بعض المسلمين والمسلمات.
السابع عشر(الحجاب دعوة لقيمة مفقودة) إن ارتداء الحجاب في أمريكا وسيلة دعوية بالغة التأثير، حيث يرمز إلى الحشمة والعفة في بلد تموج فيه الفتن، و النفوس السليمة تميل إلى الستر والاحتشام وتنبذ التعري، وما يحمله الحجاب من قيم فهو محل تقدير المنصفين من غير المسلمين ، مثلاً فتاة نصرانية أمامها المغريات كثيرة، وزخارف الحياة متنوعة لاسيما في مجتمعها، حيث لا ضوابط أخلاقية ، إلا أنها اختارت الإسلام واعتنقته ، وعندما سئلت عن سبب ذلك قالت:-(قراري بأعتناق الإسلام جاء بسبب ما رأيته من مظاهر الحشمة والحجاب والحياء بين المسلمات).
الثامن عشر(الحجاب من الحياء) لأن الحياء مأخوذ من الحياة ، فلا حياة بدونه، وهو خلُق يودعه الله في النفوس التي أراد سبحانه تكريمها ، فيبعث على الفضائل ، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان وهو شعبة من شعب الإيمان , وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحیاء و خلع الحجاب یعنی خلع الحياء.
التاسع عشر(الحجاب صحة) لأنه أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي أجراها علماء من أوروبا وأمريكا- من غير المسلمين- من أن كشف المرأة لأجزاء من جسدها يعرض تلك الأجزاء للإصابة بسرطان الجلد بنسب أعلى بكثير من الأجزاء المستورة من جسدها, فسبحان الله الرحمن الرحيم الذى لا يشرع لعباده إلا ما يصلحهم و ينفعهم.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
مع تحياتي :p
مواقع النشر (المفضلة)