طلال الحمود
من الأخبار اللافتة التي طالعتها خلال الاسبوع الماضي أن شرطة دبي أطلقت بالتعاون مع اتحاد الإمارات لكرة القدم، حملة توعية تحت شعار : «شجع بروح رياضية» بقصد توعية الجمهور الرياضي بالأسلوب الحضاري في التشجيع المثالي والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، التي لا تتفق مع العادات والقيم الإسلامية، التي تنادي باحترام حقوق الأفراد والممتلكات وعدم الإساءة للآخرين والابتعاد عن التعصب.
ومن منطلق المحافظة على هذا الشعار احتفلت الشرطة بتخريج الدفعة الأولى من قوة أمن الملاعب في احتفال شهد مناورة بين عشرات من المشجعين المشاغبين وعناصر القوة الجديدة في ملعب نادي النصر، في ما يشبه محاولة للسيطرة على أنواع متعددة من أعمال الشغب على أرض الملعب والمدرجات ومحيط الاستاد، بحضور مدربين متخصصين في مكافحة الشغب من الشرطة الفرنسية. وجأت تلك الاستعدادات الأمنية لترافق تدشين دوري المحترفين في الامارات الموسم المقبل.
وبالمقارنة بين تلك التحضيرات وواقع الملاعب السعودية، نجد أنفسنا أبعد ما نكون عن الاهتمام بسلامة المشجعين والاعلاميين أو حتى حراس الأمن داخل الملاعب، ولعل الأحداث الأخيرة التي شهدها الموسم الحالي من اعتداءات على الحكام واللاعبين والاعلاميين وحال الشغب الجماهيري التي عرفتها مباراة الاتحاد والهلال في ختام الدوري تبرهن أننا بحاجة الى الاهتمام بطريقة «انسانية» مع رواد الملاعب قبل أن نلتفت الى الأمر في وقت متأخر بفعل كارثة توازي ماحدث في استاد هيسيل عام 1985 أو ميدلزبره عام 1987 حين تحولت تلك الاستادات المحاطة بالاسلاك الشائكة الى ميدان لكارثة انسانية ما زالت عالقة في اذهان الجميع، ويكفي لندرك الحاجة الى احتياطات الأمن والسلامة في ملاعبنا مشهد عشرات الشبان في استاد جدة الواقفين على سور المدرجات الذي يرتفع نحو 20 متراً من دون ان يفصلهم عن السقوط الى الهاوية والموت ادنى حاجز.
الأمر لا يحتاج الى معجزة حتى تستطيع الرئاسة العامة لرعاية الشباب التنسيق مع جهات الاختصاص للحصول على عناصر مدربة ومختصة بتأمين أمن وسلامة الملاعب، بعيداً عن الاجتهادات من بعض المسؤولين في الملاعب الذين شوهوا صورتنا أمام الجميع وجعلونا نتسأل عما اذا كنا نسير الى الأمام، أم اننا نتراجع خطوات الى الوراء، واللافت في الأمر أننا حين نضرب مثالاً فنحن نستعين غالباً بالدول المجاورة التي بدأت تتقدم وتدرك أن للمشجع وسلامته دوراً مهماً في تقدم الرياضة ورقيها، علماً أننا نمتلك الامكانات نفسها، ولكننا للأسف لا نملك الرغبة نفسها في التطور الدائم!
* نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية
مواقع النشر (المفضلة)