بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني أن أقدم لكم هذه المجموعة وهي تحتوي على أربعة دروس سوف أتحدث فيها عن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم الطيبات الطاهرات رضي الله عنهن أجمعين
الدرس الأول / زينب رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله حمدا حمدا ، والشكر له شكرا شكرا ، والصلاة والسلام على نبينا صلاة صلاة وسلاما سلاما .
وبعد
لقد كان لأبي العاص أبن الربيع مكانة خاصة عند خالته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فكانت تنزله منزلة الابن فتقدم أبو العاص إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وخطب زينب رضي الله عنها ، فسأل صلى الله عليه وسلم ابنته زينب رضي الله عنها فقال : ابنتي زينب إن أبا العاص ذكر اسمك وعرف صلى الله عليه وسلم موافقتها بسكوتها .
وولدت زينب رضي الله عنها لأبي العاص علي و أمامه .
وعندما ارتفع صوت النبوة رفض أبو العاص الإسلام وشهد مع كفار قريش بدر ، فكانت زينب رضي الله عنها بين نارين إما التيتم أو الترمل ، ثم جاءت عمة أبيها عاتكة بنت عبد المطلب فقالت انتصر محمد ولم يقتل أبو العاص بل وقع في الأسر فأرسلت زينب رضي الله عنها قلادة لأمها فعندما رآها صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه وأطلق سراح أبي العاص .
وعندما وصل أبو العاص إلى مكة دخل بيته فرحبت به الزوجة الرحوم ولكن.. قال أبو العاص جئتك مودعاً يا زينب !!! فقالت رضي الله عنها أهناك هجرة أخرى قال نعم ولكن أنت التي ستهاجرين إلى أبيك فقد طلب مني ذلك ، فذهب كنانة بن الربيع ليوصل زينب رضي الله عنها وخرج نفر من قريش على أثر المهاجرة حتى أدركوها فكان أسبقهم إليها هبار بن الأسود الأسدي الذي روعها بالرمح ونخس البعير فألقى براكبته على الصخر فقام كنانة وقال : والله لا يدنُ منيمني رجل إلا وضعت فيه سهماً فتراجع المطاردون ، وقال أبو جهل لقد خرجت علانية وهذا يعود علينا بالذل والهوان فارجع وأخرجها سراً ففعل وهي تنزف دماً رضي الله عنها ، ثم عاد بها وأسلمها إلى زيد بن حارثة ، وعندما وصلوا إلى المدينة قال صلى الله عليه وسلم إن ظفرتم بهبار أو الرجل الذي معه فحرقوهما بالنار وما كان من الغد إلا قال صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا رب النار فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما .
وبعد هذا أتى أبو العاص إلى بيت زينب رضي الله عنها فقالت له أسلمت فقال كلا ولكن أدركنتني سرية لأبيك فأصابوا كل ما معي ، وعندما سمعت رضي الله عنها صوت أبيها صلى الله عليه وسلم يكبر في المسجد قالت : أيها الناس إني قد أجرت ابن الربيع ، وبعد ذلك خيّر صلى الله عليه وسلم من أصاب سريته بإعادتها أو أخذها فقالوا بل نردها إليه فأخذها وذهب بها إلى مكة .
ثم جاء أبو العاص من تلقاء نفسه مسلماً وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم فأعاد عليه زينب رضي الله عنها ومرّ عام واحد وتوفيت زينب رضي الله عنها وصلى عليها أبوها صلى الله عليه وسلم في مسجده .
وعندما شعر أبو العاص بدنو أجله أوصى الزبير بن العوام بابنته أميمه فعندما ماتت فاطمة رضي الله عنها زوجها الزبير لعلي رضي الله عنهم أجمعين .
مواقع النشر (المفضلة)