[align=center]أسأل الله جل في عُلاهـ ان يهدي قلبك وان يملأهُ إيماناً ويقيناً وصلاحاً وهدايهـ ..
أخي الحبيب (طموحي ..)
ماأروع كلماتك التي باح بها قلبك الطيب ..
ماأروع روحاً وشحت حروفك بنورٍ طاهر صادق ..
لو تأملتَ هنا قليلاً لرأيت العجب العجاب .. مما من شأنه زيادةُ الإيمان ..
نحنُ هنا أسماءٌ مستعارهـ ..
لايعرف احدنا الآخر ... -إلاّ نادراً-
سبحان من علَّم الإنسان مالم يكن يعلم ..
حروفٌ وكلمات ..
نراها امام اعيُننا ..
نقرؤها ..
فتتملك قلوبنا .. وتفعلُ بها الأفاعيل ..
كيف يحصل ذلك ؟؟
ماأعظيم صنعة الله ..
العين .. تقرأ ..
العقل يترجم ..
يُرسل إشاراته إلى القلب - قطعة لحمٍ لاتزيد عن قبضة اليد الواحده-
فيتأثر ..
فإذا باليد ترتعش ..
والعين تدمع ..
والقلب يرق ..
والروح تهفو إلى بارئها .. خوفاً وطمعاً ..
واللسان يدعو ويتضرع ..
فلا يبقى بعد ذلك إلاّ قراراً لايُقدِمُ عليه إلاّ الأبطال ..
الأبطال الذين انتصروا على (النفس الأمارة بالسوء) ..
وهاأنت تسير على طريق أولئك الأبطال .. وربما لم تشعر بذلك ..
اعترافك هنا..
ندمك ..
خوفك من الله ..
شفقتُك من تقصيرك ..
كلها دلالة خير عظيمٍ يحملُهُ قلبك الطاهر ..
قال عليه الصلاة والسلام :
( الندم توبهـ ) ..
فهاأنت قد وضعت قدمك على اول الطريق .. وربما لم تشعر بذلك ..
وهذا من فضل الله عليك ..
واعترافك هنا قبل أن نقرؤهُ نحن كإخوةٍ وأحبةٍ لك ..
علِمهُ الله قبل كتابته هنا .. لأنه مكتوب عندهُ في اللوح المحفوظ ..
/
\
ورد ان سليمان عليه السلام رأى يوماً امرأةً من الجن تبكي ..
فقال لها مابك ؟؟
فقالت أبكي على ولدي الذي مات في ريعان شبابه !
فقال كم عمرهـ ؟
فقالت مائه وعشرون عاماً ..!!
- وقد كانت اعمارهم طويله-
فتعجب سليمان عليه السلام وقال :
كيف بكِ إذا أدركتِ قوماً في آخر الزمان .. أعمارهم مابين التسين والسبعين ؟؟
قالت : والله لو ادركتُ ذلك الزمان لجعلتُها لله سجدةً واحدهـ ..!
أي لَجَعَلَت الستين سنه او السبعين سنه سجدةً واحده تقرباً إلى الله تعالى .
فكيف بنا نحنُ وقد ملأنا سنوات أعمارنا بالمعاصي .. حتى خلّفت بيننا وبين ربنا وحشةً عظيمهـ ؟!
..
في هذا المنتدى تعرفتُ على أحد أصدقائي ..
كان آخر لقاءٍ بيننا قبل ثلاثة عشر عاماً ..!!
يااااااااالها من سنوات .. ماأسرع مامرت وانقضت ..
(13) سنه ..
وعندما التقيتُ به .. والله لكأنني بهِ لم أفارقه إلاّ أياماً ..
بعد عودتي للمنزل .. جلستُ مع نفسي ساعاتٍ أفكر .. وأفكر ..
كيف مرت كل هذه السنين ولم أشعر بها ..
ماذا فعلتُ بها .. ؟؟
ماذا كسبتُ وماذا خسرت ؟؟
ثم بدأتُ أفكر في أصحابي الذين كانوا على ظهر الأرض خلال تلك السنوات ..
وأين هم الآن ..
تحت أطباق الثرى من سنين ..!
كيف هو حالهم وأين سيكون مآلهم ..؟؟
ثم تفكرتُ في سنِيِّ عمري القادمهـ ..
وهل سأصل إلى الستين أو السبعين التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم .. أم أن المنية ترتقبني في احداها ؟؟
تذكرتُ قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
دقاتُ قلب المرء قائلةٌ لهُ ... إن الحياة دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها .. فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثاني
/
\
أخي الغالي ..
أقبل ولاتخف ..
هل تُحب ربك ..؟؟
لاشك ان الإجابة بنعم ..
فهل تُريد ان تُفرح ربك ..؟؟
لاشك أيضاً أن الإجابة بنعم ...
إذاً اقرأ قول نبينا عليه الصلاة والسلام :
(لله أشد فرحاً بتوية عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه
وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة
عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وانا ربك – أخطأ من شدة الفرح).
وتذكر اخي ان الله عندما خلق الرحمة قسمها إلى مائة جزء .. فجعل جزءاً واحداً يتراحمُ به الإنس والجن والشجر والدواب .. وسائر المخلوقات .. ، وادخر عندهُ تسعةً وتسعين جزءاً يرحم بها العباد يوم القيامه ..!!!
فما أعظمه من إلهٍ عظيمٍ كريمٍ رحيم رحمن .. يغفر الذنوب ولايبالي ..
ماجعل من أسمائه الغفور إلاّ لأن عبادهُ يذنبون فيستغفرونه فيغفر لهم ..
ولاجعل من أسمائه الرحمن الرحيم إلاّ لأن عباده يسرفون على أنفسهم فيرحمهم ..
ولاجعل من أسمائه التواب إلاّ أن عباده يتوبون إليه فيتوب عليهم ..
فأقبل على الله ..ولا تتردد ..
فبكلماتك هنا .. ادركتُ انك صاحبُ رأي وعقل راجح ..
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ .. فإن فساد الرأي أن تترددا
ربما ترددت الآن .. وجاءك مانخاف منه جميعاً -الموت- .. فتمنيت العوده .. ولا إلى العودة سبيل ..
فأدرك نفسك قبل فوات الأوان ..
أوليس الله هو القائل (غافر الذنب وقابل التوب ) وفي هذه الآية فائدة جميلة وهي أنه تعالى قدم غفران الذنب على التوبة من العبد فهو سبحانه وتعالى الكريم العظيم الغفور الرحيم .
وما يُدريك لعل الله جل وعلا ينظر إليك بعين رحمته .. وبواسع فضله .. فيبدل سيئاتك إلى حسنات ..
(..الإ من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) ..
أخي الحبيب ..
لايكن هذا آخر اعترافاتك ..
فالبوح الصادق نفتقده في هذا الزمان ..
أعجبتني إطلالتك الجميله بجميل حضورك
فلاتحرمنيها ..
ولي معك شأن .. بإذن الله تعالى
لك تحيتي وسلامي[/align]
مواقع النشر (المفضلة)