مصطفى الآغا
كثيرا ما نسمع بكلمة مبادئ ونتغنى بها وندافع عنها على أنها قيمة عليا يجب الإحتفاظ بها والتعامل مع كل الأحداث والأشخاص الذين نتواجه معهم من خلال هذه الكلمة ( مبادئ ) ... ولكن مع أول هبة ريح ترى هذه المبادئ تترنح أو تصبح مثل المطاط بحيث تطول وتعرض وتكبر وتصغر حسب الحدث الذي نواجهه ومدى تأثيره على أنديتنا التي نحب أو منتخباتنا التي نعشق أو ببساطة مدى تأثيرها علينا شخصيا ....
فمثلا لايوجد زميل إعلامي أعرفه إلا وتحدث عن قناعته بمبدأ النقد وضرورة تقبله لأنه السبيل الوحيد لتطويرنا وتطوير حياتنا بكل جوانبها ولكن عندما يصل النقد ( لذقوننا ) نبدا بالهجوم المعاكس متصورين أننا نتعرض لهجمة شخصية كأن يقول أحدهم مثلا إن برنامج صدى الملاعب برنامج سئ وسخيف ( وهذه أتقبلها لأن للناس أهواءهم وميولهم وقد لا تتوافق طبيعة البرنامج وحتى شخصية من يقدمه مع ميولهم الشخصية ) وقد يهاجم البعض مساحة ( الفرفشة الزائدة ) وهذه أيضا نتقبلها وقد يقول البعض الآخر إن هناك أندية أو حتى دول بعينها مظلومة بقلة مساحة الحديث عنها في البرنامج وهذه أيضا أتقبلها لأنها حقيقة ولكن لهذه الحقيقة أسبابها اللوجستية والتقنية والحقوق الحصرية وعدم وجود مراسلين لعدم وجود الحقوق ... ولكن أن يقول إحدهم إن أنف المذيع لايعجبني وحجمه لايتناسب مع أهمية البرنامج فهذا ليس نقدا ولكنه لا يستتبع بالضرورة ردا قاسيا لأنه في النهاية رأي لشريحة من المشاهدين قد تكون سطحية التفكير...
مبدأ النقد يتسند لأصول ( ومبادئ ) أهمها الحقيقة المجردة .. فإن كان هناك صحفي يؤمن بمبدأ عدم معاقبة أي نادي بنقل مباراته المقبلة إلى ملعب منافسه فيجب أن نتمكسك بهذا المبدأ إن كان المتضرر هو الإتحاد أم الهلال لا أن نتحايل عليه في كل حالة على حدة ونفس الكلام يندرج على معاقبة اللاعبين وحتى نقد بعض وسائل الإعلام بأنها ميالة لهذا اللون على حساب اللون الآخر إذ لن ينفع الإنكار مع وجود دلائل دامغة حول حقيقة هذه الميول .. لا بالعكس أنا مع إعلان الميول بدلا من التلطي وراء شعارات الحياد والحياد منا براء .....ولكن لن أكون هلاليا إن لبست كرافتة زرقاء ولا نصراويا إن كان قميصي أصفر ولا إتحاديا إن أجريت مقابلة مع محمد نور ولا ضد الإتحاد إن تحدثت عن معاقبة الهلال بنقل مباراته في ذهاب كأس خادم الحرمين لشريفين للأبطال إلى جدة لأنني شخصيا ضد مثل هذه العقوبة بغض النظر عن هوية ( المُعاقب ) بضم الميم وفتح العين ... وإن لامني البعض أنني لم أحضر طرفا إتحاديا للحديث عن نفس الموضوع فلأن الأمر ببساطة كان بين الهلال ولجنة الإنضباط واللوائح وإتحاد اللعبة وليس بين الهلال والإتحاد ؟؟؟؟
هذا غيض من فيض المبادئ التي نتغنى بها وكثير منا لا يعمل بها .. للأسف
مواقع النشر (المفضلة)