السلام عليكم ..
بداية .. القصة واقعية وليست من نسج الخيال و عايش وقائعها أحد المدرسين الفضلاء في مدرستنا العامرة .. ولكني سأقتمص شخصية هذا المدرس وأحكي القصة على لسانه ..
=============== =============== =============== ==
ذهبت كعادتي وأنا مثقل الخطى لمدرستي ..
دخلتها .. هدوء قاتل !!
أنطلقت مباشرة إلى غرفة المدير .. جلست على أحدى الأرايك المريحة ونظرت إلى أثاثها الفاخر .. ماشاء الله تبارك الله .. هذا ما قلته في نفسي .. ثم أردفت .. لا بأس .. مديرنا يستحق مثل هذا بل أكثر .. فهو مثال للمدير الذي يعرف كيف يجعل موظفيه يعشقون عملهم بالرغم من كل مآسي التعليم المتأخرة في هذا الزمن العجيب !!
وأنا أقلب ناظري هنا وهناك .. تسألت لما كل هذا الهدوء ؟ أين الطلاب و زوبعة حديثهم ومناقشاتهم الحادة والتي لا تتعدى في بعض الأحيان عن .. هذا الفريق أفضل من ذاك أو هذا اللاعب أكثر إبداعا من ذاك .. طبعا هذا إن أحسنت الظن فيهم .. إلا من رحم الله .. الغريب إن زوبعتهم ذاتها تختفي عند بداية أي حصة ليعيش الجميع في جو الصمت لا لشيء إلا لأجل الصمت لا أكثر !!
أها .. تذكرت .. فإننا الأن في الدور الثاني .. كيف فات علي هذا الأمر ..
خرجت مسرعا من غرفة المدير .. لأرى ثلة من الطلاب لا يتعدى عددهم أصابع اليدين .. كل منهم في يده كتابه يقرأه بشغف إستعدادا لدخول الإختبار .. تسألت في نفسي .. لماذا يرسب هؤلاء الطلاب مع كل هذه التسهيلات التي قدمتها وزارتنا الرائدة في التخلف ؟؟ .. المعذرة .. أمممممم ... التخلف كلمة خرجت من أعماق صدري .. لا تلوموني عليها .. و لا تسألوني لماذا ؟ .. هي هكذا أبت إلا أن ترقص أمام أعينكم لتكشف وجهي الآخر .. على أية حال .. لا أهتم بذلك !!
عدت لنفس السؤال .. ولعلي عرفت الإجابة عندما رأيت كل منهم ملتصق بكتابه كإلتصاق الطفل الرضيع بإمه !!
هم لا يدركون قيمة الوقت .. لذا ظلوا في غفلتهم حتى كُسر الفأس في رأسهم !!
لا أدري لماذا نحن هكذا ؟؟ عفوا أقصد بعضنا .. فهو لا ينجز المهمة في وقتها ويحب التسويف ويدندن حول الكسل .. على كل .. أيضا لا يهم !!
وأنا اتلمح وجوه الطلاب .. لفت نظري ذلك الطالب .. إنه احمد .. إنني أراه كل يوم خلال هذه الأيام التي تدعى الدور الثاني !! وياليت شعري .. هل سيكون هناك دورٍ ثانٍ يوم القيامة !! .. الله المستعان ..
نظرت بنظرة الأسى للطالب أحمد .. وقررت أن أحزم معه وأقدم له عتابا قاسيا عله يصحو من غفلته .. هذا ما كنت أرنو إليه ..
ذهبت نحوه .. ناديته .. أحمد ..
أجاب : نعم يا أستاذ ..
قلت له .. ألا تشعر بالخجل ؟؟ .. وأنت تزور هذا المكان كل يوم ؟؟ .. وكأنك أحد طاقم التدريس ؟؟ لماذا لم تهتم في ساعات الإمهال ؟؟ .. لماذا يسبقك غيرك وتظل في مؤخرة القافلة ؟؟ .. لماذا .. ولماذا .. كنت جادا في عتابي وحادا كذلك .. وكان هو مطأطأ الرأس ..
نعم .. كنت قاسيا فظا غليظا .. ظننت بإني أقدم نصيحة لهذا الإنسان وأنقذه من براثن الإهمال كما أزعم .. ولكنني تفأجت ..!!!!
=============== =============== =============== =
هنا أقف وسأعاود الكتابة متى ما سمحت لي لوحة مفاتيحي بذلك !! لأني أشعر بها وكأنها تأن تحت وطأت أناملي الثقيلة .. !!
إنتظروني بعون الله .. ابوصالح1
مواقع النشر (المفضلة)