[frame="9 70"]
انتشرت هذه الأيام ظاهرة ارتداء نظارات سوداء ...
لا اقصد الواقية من أشعة الشمس
بل نظارة سوداء من التشاؤم والشكوى والتذمر ..
وقوف على الأطلال .. بكاء على الماضي .. خوف من المستقبل .. يعني لازلت عند نقطة الصفر ..
فمتى الانطلاق ؟
ومتى الإبداع ؟
أين التميز ؟
وقد انشغلنا بالمفقود حتى أنسانا الشيطان الموجود ..
فكفرنا بنعم الله .. ولم نؤدي حق الله علينا بشكرها ..
اخشي أن نعاقب بحرمانها
لذلك أقول لك أختي الغالية
من فضلك انزعي النظارة السوداء
لتري جمال الحياة الحقيقي
في كونك مسلمة قبل كل شيء ..
غاليتي كم يوم استيقظت من النوم
ولم تفجعي بفقد حاسة البصر ..
أليست نعمة تستحق الشكر كل لحظة ..
وغيرها وغيرها من النعم ..
غاليتي كوني متفائلة ..
تأملي الوردة ولا تحدقي بالشوكة
ولا تكوني متشائمة تحدقين بالشوكة ولا ترين الوردة .
كوني ايجابية وابحثي عن فرصة في كل كارثة
ولا تكوني سلبية ترين كارثة في كل فرصة .
طهري قلبك من الأحقاد وكوني محبة للآخرين ستجدين السعادة وراحة البال في حب الغير
( رب لا تجعل في قلبي غلاً للذين امنوا )
ولا تكوني أنانية في حب ذاتك فتجدي الشقاء ..
كوني كالمعادن الثمينة التي تزيدها الضربات قوة ولمعان ..
فالضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد ..
ولا تستسلمي لليأس فهو مرض خطير وداء عضال
يكتم أنفاس الأمل فيقتل فيك الإبداع والنجاح قبل أن يرى النور ..
فغالبية من استسلم لليأس هم الذين فقدوا الأمل
فضاقت بهم الحياة ولم يعلموا أنهم قاب قوسين أو أدنى من النجاح
أعلل النفس بالآمال ارقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لكن هذا لا يمنع أن نهيئ أنفسنا لتوقع أسوء الاحتمالات عند القيام بمشروع ما
حتى لا نفاجئ بنتائج غير مرضية فنصاب بالإحباط وخيبة الأمل ..
فهذا يعتبر من تدريب النفس على الرضي بالقضاء والقدر..
ألا تعلمين غاليتي أن الإنسان خلق في كبد أي في مشقة وعناء
ولم تخلق الدنيا لنا فهي جنة الكافر ..
أما نحن تنتظرنا جنة عرضها السموات والأرض
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ولكن لن نصل إليها والى قصورنا بأعمالنا
لذلك جل في علاه يرسل علينا ما يناسبنا من الأمور التي قد تؤرقنا وتفجعنا
فكلما أحب الله العبد ابتلاه ..
اللهم ارزقنا اليقين والثبات عند الشدائد والمصائب ..
أحبتي كيف لنا أن نتجاوز عقبات الزمن ونبدع ونتميز
وننتج ونحن نرتدي هذه النظارة ..
كيف لنا أن نربي ونطور ونحن قد أثقلت الهموم كاهلنا وشلت أركاننا ..
المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ..
القوة هنا في كل شيء..
تقربي إلى الله بقوتك في استقبال الشدائد
واطلبي منه العون في ذلك وتخفيف ما تجدين
فهو ارحم بك من نفسك ..
غاليتي لا تنشغلي بالجانب المحزن فقط للمصيبة
لكن بكل شموخ وعزة المؤمن انظري لها من جميع الجوانب
عندها ستجدين ما تسلين به نفسك ..
أقلها تكفير الذنوب التي لا تكون بالتذمر وعدم الرضا بالقضاء والقدر
ثم اكتساب شهادة خبرة في الحياة
فبالتفاؤل والنظرة المشرقة ستصلين للأفضل
بعقلانية وحكمة اكبر
وبالتفاؤل تحافظين على صحتك وجمالك
وبالتفاؤل نُخرج جيل مفعم بالحيوية والنشاط
ثم نَخرج للعالم بأسره ونحن نرتدي حلَة جديدة
فيها من القوة والتحمل والمسؤولية ما يعكس الجانب المشرق للإسلام والمسلمين [/frame]
مواقع النشر (المفضلة)