"الإنماء" يعيد مستويات كبيرة من السيولة للسوق السعودي:
فرض سهم مصرف "الإنماء" الوافد حديثا إلى سوق الأسهم السعودية، فرض منطقه على تعاملات اليوم الأربعاء 4-6-2008، وقاد الحركة لتحقق السوق مكاسب قوية بحوالي 160نقطة إضافية، بينما تدافع المستثمرون الأفراد والمحافظ إلى الاستحواذ عليه وسط نظرة ترى في سعره الحالي فرصة للشراء.
وصعد سهم مصرف الإنماء بالحد الأقصى قرب 10% وتصدر التداولات بحجم 176 مليون سهم مشكلا بذلك أكثر من 40% من حجم التداولات في السوق ليقفل عند سعر 17.5 ريال.
وبدعم رئيسي من الإنماء قفز المؤشر العام للسوق بنسبة1.68% وسجلت التعاملات حركة غير معتادة، حيث صعد حجم السيولة المتداولة في السوق إلى 13.6 مليار ريال، وبلغت الكمية 418 مليون سهم.
وعمت المكاسب جميع قطاعات السوق، وسجلت أسهم قطاع الصناعات البتروكيمياوية أكبر المكاسب بحوالي 288 نقطة، بفضل الأداء الجيد لسهم "سابك"المرتفع بنسبة 2.86% في تداولات بلغت 6.4 مليون سهم، وكذلك بدعم من سهم "كيان السعودية" الذي جرت عليه تداولات بحوالي 17 مليون سهم مرتفعا بنحو 2%.
السباق على"الإنماء"
وقال الكاتب الاقتصادي السعودي طارق الماضي، إن السوق تلقى دعما قويا من سباق شرس من صغار المستثمرين والمحافظ للاستحواذ على سهم مصرف الإنماء في الأيام الأولى من إدراجه في ظل نظرة عامة ترى أن هذا السهم لا يزال عند سعر مقبول، ولم يبلغ بعد مستوى مرتفعا.
وذكر الماضي في برنامج" نبض السوق"على قناة العربية، أن الضغط الذي قد يصدر من هذا السهم، ربما قد يصدر لاحقا عندما "يعتقد المستثمرون أن السعر وصل إلى مستوى مرتفع، مما سيعجل بضغط واسع".
وأشار إلى أن الاستراتيجية المتبعة في السوق تختلف من صغار المستثمرين إلى المحافظ، فبينما لا يرغب الأفراد في الاحتفاظ بسهم الإنماء ويتطلعون إلى تحقيق أرباح سريعة، ترى المحافظ أنها لم تحز بعد على الحصص الكافية من السهم الذي ينظر إليه بتفاؤل كبير.
وقال طارق الماضي، إن بعض الأسهم تتعرض إلى تعديل في الأسعار صعودا ونزولا، مثل سهم زين للاتصالات الذي يتصدر التداولات بالحجم.
ارتداد عن سيناريو مايو
من جهته قال رئيس مكتب الفريق الأول للاستشارات المالية عبد الله باعشن، إن ما حصل اليوم من ارتفاع في حجم السيولة في السوق "ارتداد لما حصل في شهر مايو؛ حيث لاحظنا أن كمية التداول كانت ضعيفة وتراجعت بنسبة 25%، ولكن بعد دخول سهم بنك الإنماء حصل زخم وأصبح الاتجاه العام هو الشراء.
وقال بخصوص الارتفاعات، إنها "مقبولة" مؤكدا أن الوقت غير مناسب للحكم على السوق من خلال زيادة حجم السيولة في يوم واحد. ورد ذلك إلى أن السيولة قد تتأثر بقرارات المتداولين "الذين أصبحوا أكثر اتزانا وتحولوا من مضاربين إلى محترفين".
اتجاه لتعزيز الشفافية
وكانت هيئة سوق المال قد فاجأت المستثمرين بإعلانها عن خطوة جديدة باتجاه تشديد قواعد الرقابة والشفافية وكشفت أنها أعدت مشروعا بنشر قوائم كبار ملاك الأسهم في السوق على الموقع الإلكتروني لشركة تداول.
وذكر بيان لشركة تداول، إن المقترح يشمل نشر اسم المستثمر وعدد الأسهم المملوكة ونسبة الملكية إلى إجمالي أسهم الشركة. ويسري هذا المقترح في حال إقراره، بعد استطلاع أراء المتداولين والخبراء على كل من يمتلك 5% أو أكثر من أسهم شركة حسب سجلات مركز الإيداع لدى شركة تداول.
وفي تعليق أولي على هذا المقترح، قال الدكتور باعشن، إن هذه الخطوة ستعزز من قواعد الشفافية مضيفا إن ذلك يؤكد "مضي السوق في خطوات علمية وصحيحة نحو الشفافية".
وأشار إلى أنه عندما يصبح معلوما للجميع كبار ملاك الأسهم في السوق، فإن ذلك يساعد صغار المستثمرين على بناء قرارات سليمة حول الشراء والدخول إلى السوق، ومعرفة ما إذا كان المالك من المضاربين أو مستثمر له رؤية استثمار على المدى الطويل".
كما طلبت شركة تداول من الخبراء والمستثمرين إبداء الرأي حول مشروع آخر يتعلق "بتعديل وحدة تغير سعر السهم المعمول بها حالياً، والبالغة 25 هللة لتقاس وفقاً لسعر السهم ضمن ثلاث نطاقات سعرية جديدة".
وقالت السوق، إن تطبيق هذا المشروع يأتي "لمواكبة النمو الذي يشهده سوق الأسهم السعودي في عمليات التداول، وتحسين جودة وكفاءة تسعير الأسهم المتداولة وتعزيز تدفق السيولة وكمية الأسهم المتداولة".
مواقع النشر (المفضلة)