بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والآن سنبدأ في سرد القصة التربوية أتمنى أن تستفيدوا منها ...........
كيــــــــــف سأكون أما؟؟
كثيرا ماراودتني المخاوف بعد زواجي حول موضوع الحمــــــل والإنجاب ، فقد أردت لنفسي شيئا مختلفا ، أردت إنجاب أطفال أصحاء إلى هذا العالم .. اطفال طبيعيين لا يعانون من مشاكل نفسية ولا أضطربات سلوكية .. تماما كما أردتهم أصحاء جسديا ...
لا أريد أطفالا يلومونني عندما يكبرون ولسان حالهم يقول :
لماذا ... كنتم تعطوننا كل شئ .. حتى أصبحنا غير مسؤولين ؟
لماذا لم تعودونا الانتظام وتربونا على احترام الأوقات والأفراد ؟؟ ففوتنا على أنفسنا الكثير من الفرص !!! لماذا لم توجهونا عندما كنا نسرف في العناد ونتعد على غيرنا بدون سبب ؟؟ فخسرنا الأصحاب .. وطردنا من وظائفنا !!
لماذا كنتم توجهون لنا النقد اللاذع كلما فشلنا ، ونحن أطفال ، فتدنت نظرتنا لذواتنا حتى بعد أن كبرنا وأخفقنا لأننا نخشى دائما الوقوع في الخطأ ، فتخرجنا إلى مدرسة اسمها ( الحياة) نحمل شهادة اسمها ( الفشل ) .. !
لا أريد أن أنجب (قلت لنفسي ):
لا أريد أطفالا يرون أحلامهم الذهبية تتحول إلى أوهام صدئة يجني عليها الآباء . . في زمن تحول فيه الصغار إلى كبار يعملون على كسب قوتهم في أزقة الشوارع وعلى النواصي هنا وهناك ، يسعون وراء لقمة عيشهم ، يلملمون قوت يومهم من الحاويات !! بعيدا عن مقاعد الدراسة وساحات اللعب ، محرومين من قصة تحكى لهم قبل النوم ، أقدامهم الصغيرة تشققت وكست جلودهم الرقيقة طبقة من الشقاء في عالم أصبح فيه الأطفال يعملون في أسوأ الظروف ، تنتهك حقوقهم ويستغلون أبشع استغلال ، وهم تحت السن القانوني ، على مرأى ومسمع جميع منظمات حماية الأطفال وحاملي شعارات حقوق الإنسان !
أريد أطفالا يملأ ون العالم آمالا وردية تتحقق .. أريد أطفالا سعداء .. لا يعانون أمراضا مزمنة تفشت باسم : (أمراض العصر ) كالتوتر والقلق ، والعدوانية والأنانية ، .. العصبية وفقدان الثقة بالذات .. تلك التي يحدثها الدلال المفرط أو إساءة المعاملة بالحرمان من العطف والحب .
وأنا مع يقيني بأن الأمومة غريزة فطرية إلا أني أراها مهارة أيضا مكتسبة تنمو وتنضج بالمعرفة والمطالعة والتدريب .
كنت تواقة للأطفال ، خائفة من مسؤولية تربيتهم في الوقت نفسه ! ورغم تأخر حملي وقلق الجميع وغمزهم حول تأخر الحمل أجيب بإجابة واحدة : كله بأمر الله ...
التربية مسؤولية عظيمة ودور الأم فيها محوري ورئيس ولابد لأي امرأة أن تكون مؤهلة بما يكفي لتصبح أما ، وأنا لا أنسى مشهد (رنين ) ذات السنوات الخمس وهي تبكي وتدق قدميها في الأرض تارة ةتركل والدتها تارة أخرى ، كل ذلك لتلفت انتباه والدتها التي كانت في زيارتي لتمطرني بوصف طويــــــــــــل لم تدع فيه مجالا للصمت حول معالم مدينة (لندن) التي عادت منها قبل أيام برفقة زوجها الميسور .
وكانت الأم تتأفف وتتذمر كلما رأت طفلتها تهرع نحوها لتخبرها عن أمر أو تطلب منها شئ وتقول لها :
اذهبي واطلبي من (سوما) تعني الخادمة الأجنبية
وكم أثر في ّ منظر الطفلة التي تمتلك ذكاء واضح عندما طلبت من أمها الذهاب إلى الحمام فأجابتها الأم بكل لباقة :
(سوما)خذي رنين إلى الحمام ...
لترد الطفلة بنبرة حزينة :
أنا لا أريد (سوما) أريدك أنت يا ماما ؟!!
فتنتفض الأم من مكانها بعصبية .. وتشهر سبابة يدها التي يبدو أنها لم تعهد من أعمال المنزل شيئا .. ولم تتذكر أن الدود سيأكلنا في بطن القبور ، ثم تنهر طفلتها بلهجة كلها حزم وتهديد :
وهوت بكفها على وجه الطفلة البريئة ليسمع الجميع صوت صفعة جافة ونبرات لأم فقدت كل الرأفة : عنيدة
شعرت بأني شريكة في تلك الجريمة فصمتي لم يعد ممكنا .. أي حق تعطيه هذه الأم لنفسها !! لتنتهك حرمة جسد صغير لم يقترف ذنبا سوى أنه يطالب بأم صالحة ؟!! وإلى أي مدى تدرك هذه الأم عواقب أفعالها ..؟ أما تعلم أن كل أذى نفسي او جسدي هو بمثابة بصمة تحتفظ بها ذاكرة الطفلة ؟ وتسجله في مخيلتها وكم يصعب التخلص منه على مدى السنين ليتحول الأمر إلى ردود أفعال عصبية يستعصي علاجها ، وتظهر على شكل فشل دراسي أو انحراف اجتماعي !!!!
حتما لا تعرف شيئا سوى اسم العطر الجديد وأحمر الشفاة
جاءت (سوما) وحملت الطفلة بقوة وزادت مقاومة الطفلة وهي تطلق صرخات فهم الجميـــــــــع معناها ...
أريد حبا .. أريد عطفا .. أريد انتباها .. أريد القليل من وقتك لتعتني بي ماأريده ببساطة أما بكل ماتحمله كلمة أم من معني ، أما لا تبخل علي بوقتها ، أما تشعرني بأنها تحبني لا بإحضار الملابس لي من أغلى المحلات فأبدو كاللعبة المزيفة ليقول الأطفال الآخرون انظروا يالها من طفلة سعيدة .
لم تقدر أم رنين نعمة أنعمها الله عليها تعادل كل قيمها المادية ، فألقت بابنتها في حضن خادمةتتقاضى أجرا على تنظيف المنزل وترتيبه تماما كما تتقاضى أجرا على العناية بالطفلة والعطف عليها ، والأدهى من ذلك (سامي ) الذي يحصل من والديه على كل أنواع الحلوى التي يريدها ، عندما يذهب مع والده للتسوق حتى غدت أسنانه معتمة بسبب كثرة تناوله للحلويات ، وكثيرا ماكنت أسمع أمه تشتكي من صعوبة مراس طفلها وعجزها عن تعديل سلوكه فهو كما تقول مبررة أفعاله المزعجة : سبحان الله هالولد طالع لأبيه فكثيرا ماأخبرتني حماتي عن عناد والد سامي الذي كان في طفولته يصر على مايريد ، مستخدما القوة والعنف ، ولم يستطع أحد الوقوف أمام طلباته ، لم تكن ام سامي مهتمة بصيحات الموضة بل كانت أم شعبية تعلق سلوك ولدها السئ على مشجب الوراثة ، كل هذه مفاهيـــــــــــم مغلوطة ولا يمكن أن تورث هذه العادات كلون العين والشعر لالالالا
ولكن بسبب اعتمادنا على الخدم في تربية أبنائنا ، وعدم عمل الواجب علينا هذا ماحدث !!!
فنحن لا نحب أبنائنا لأن عيونهم زرقاء أو لأن دمهم خفيف ، لا نحب الولد لأنه ولد بعد كومة بنات ! ولا نحب البنت لأن شعرها ناعم أو طويل ........... إننا نحــــــــــــــب أولادنا لأنهم أولادنـــــــــــــــــــ ـــــا
تلك هي الرسالة التي يتوقعها أطفالنا منا .. التقبل والاحترام .. أما ذلك المستودع الملئبجميع أنواع الألعاب والهدايا فلن يتحول إلا لمكان مهجور قمئ ، وسؤال واحد يقرع جميع أبواب الرعاية الموصدة
لماذا تتركونا وحيدين ؟؟ وأين أنتم من آلامنا .. نحن بحاجة إليكم ،، إلى وقتكم الثمين فلا تبخلوا علينا بحكاية من حكايات المساء ، تداعب أحلامنا الصغيرة كلما تقلبنا في نومنا ... فنحن أمانة في أعناقكم ......... أرجــــــــــوكم
أتمنى لكم المتعة والفائدة
أختكم * بحر العطاء*
مواقع النشر (المفضلة)