بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد :
فإن الناظر بميزان الشرع إلى عبادات أكثر الناس اليوم ليرى عجبا مما أحدثوه من المخالفات الكثيرة التي أصبحت بينهم كالسنن المأثورة يتناقلونها جيلا بعد جيل و ليت الأمر وقف عند هذا الحد . لكن اتسع الخرق على الراقع فتركوا مقابل ذلك سننا بل و استنكروها و ذلك لغربتها بينهم .
قال بعض من مضى: ( كم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكراً عند من مضى ) و قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: ( وقد جاء عن السلف الحض على العمل بالحق و عدم الإستيحاش من قلة أهله ) و قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله تعالى : ( السنة مثال سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق ) و إليك بعض المخالفات التي يقع بها كثير من الناس اليوم .
مخالفات الطهارة
1. الجهر بالنية عند الوضوء : و هذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : التلفظ بالنية نقص في العقل و الدين أما في الدين فلأنه بدعه و أما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد أن يأكل طعاماً فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء إني أريد أن آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فامضغها ثم أبلعها لأشبع . إنتهى كلامه رحمه الله تعالى .
2. و من المخالفات الدعاء عند غسل أعضاء الوضوء : كقول بعضهم عند غسل يده اليمنى اللهم أعطني كتابي بيميني ...
3. الإسراف في ماء الوضوء : أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم : يغسل – أو كان يغسل – بالصاع إلى خمسة أمداد و يتوضأ بالمد .
4. عدم إسباغ الوضوء : الإسباغ : هو الإكمال روى البخاري في صحيحه عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة و كان يمربنا- و الناس يتوضئون من المطهرة- قال ابغوا الوضوء فإن أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال : ( ويل للأعقاب من النار )
5. إستقبال القبلة عند البول و الغائط : يغفل أو يتساهل من المسلمين عند بناء البيوت عن تغيير اتجاه أماكن الخلاء خلافا لجهة القبلة و من جهة أخرى يتساهل بعض المسلمين عند قضاء الحاجة فقد يكون مستقبلا للقبلة . عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا أتى احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة و لا يولها ظهره و لكن شرقوا أو غربوا )
6. و اختلف العلماء في إستقبال القبلة على عدة أقوال: منها شيخ الإسلام و ابن القيم ذهبا إلى التحريم و قال ابن القيم لا فرق بين الفضاء و البنيان لبضعة عشر دليلا و قال ابن قاسم : وهو أصح المذاهب في هذه المسألة و ليس مع من فرق ما يقاومها البتة.
7. أن بعض الناس لا يستر عورته الستر الشرعي: و أخرج الحاكم في مستدركه قوله صلى الله عليه و سلم ( ما بين السرة و الركبة عورة ) إسناده صحيح.
8. صلاة بعض الناس و هو حاقن لبوله : و قال المصطفى صلى الله عليه و سلم لا صلاة بحضرة طعام و لا وهو يدافع الأخبثان )صحيح مسلم .
9. كثير من الناس عند إستقاضه من النوم يبدأ بالوضوء قبل غسل يديه أو يدخل يده في إناء الوضوء قبل غسلها: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إذا إستيقظ احدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا و ان أحدكم لا يدري أين باتت يده) صحيح.
10. ترك التسمية عند ابتداء الوضوء: قال صلى الله عليه و سلم ( لا صلاة لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه) رواه أحمد و أبو داود و ابن ماجه قال ان حجر : و الظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلا .
11. مسح الرقبة في الوضوء : و حجة من يفعل ذلك حديث موضوع ليس من كلام النبي صلى الله عليه و سلم.
12. إعتقاد بعض الناس أنه لا بد من غسل الفرج قبل كل وضوء و لو لم يحدث.
13. عدم إكمال غسل اليدين إلى المرافق : و إيضاح ذلك عندما يتوضأ المسلم فإنه يبدأ فيسم الله ثم يغسل كفيه ثم يتمضمض و يستنشق ثم يغسل يديه إلى المرافق و هن مكمن الخطأ فإن كثيرا من الناس يبدأ بغسل يديه من أسفل الكف إلى آخر المرفق. و فعله هذا فيه نقص لأن الواجب عليه غسل يديه كلها من أطراف الأصابع إلى المرافق .
14. ومن المخالفات في غسل الجنابة أن بعض الناس بدين يكون في جسمه مواضع و مصافط بحيث يتراكم بعض اللحم على بعض فيمنع من وصول الماء إليهاو في هذه الحالة يكون الغُسل ناقصا.: و الواجب في الغسل أن يصل الماء إلى جميع أجزاء الجسم .
15. الساعة و الخاتم: يتساهل بعض الناس في عدم خلع خاتمه أو ساعته إذا كانا يحجبان الماء عن موضعهما قال البخاري : ( كان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ.
16. الدهان و المناكير : إذا كانا يمنعان الماء من الوصول إلى الأجزاء المراد غسلها يبقى الوضوء ناقصا, فيجب إزالتهما قبل الوضوء حتى يعم الماء الجزء المغطى فيتم الوضوء .
17. التساهل في التيمم: من ترك الوضوء بالماء مع إمكانية الحصول عليه ثم عمد إلى التيمم ففعله غير جائز و صلاته باطله.
18. بعض الناس يأخذه النوم بين الأذان و الإقامة ( وخاصة صلاة الفجر و الجمعة ) فإذا أقيمت الصلاة قام و صلى مع المسلمين : و لم يعلم المسكين أن النوم ينقض الوضوء و من صلى بلا وضوء فصلاته غير مقبولة و أما من نعس فلا يعيد وضوؤه.
19. الوضوء على الوضوء دون أ يتخلل بينهما صلاة : و ذكر شيخ الإسلام أبو العباس رحمه الله أن هذا الفعل بدعة.
20. بعض الرجال إذا جامع أهله لا يغتسل و لا يأمر أهله بالغسل إلا إذ أنزل: وهذا أمر تعم به البلوى و يخطئ فيه الكثيرون و دليلهم قوله صلى الله عليه و سلم: ( الماء من الماء ) و لكن هذا الخبر نسخ بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل ) متفق عليه و زاد مسلم ( وإن لم ينزل) أي من جامع إمرأته و مس ختانه ختانها فقد وجب عليه الغسل و إن لم ينزل فإن صلى ولم يغتسل و هو جنب فصلاته باطلة.
21. إعتقاد بعض الناس أن الوضوء لا يتم إلا إذا كان ثلاثاً ثلاثاً و هذا إعتقاد خاطئ: فيجوز الوضوء مرة مرة و يجوز مرتين مرتين لصحة الأحاديث في ذلك.
22. الزيادة في عدد غسل أعضاء الوضوء أو بعضها.
23. عدم الوضوء من ماء زمزم و التحرج من ذلك و فعل التيمم بدل الوضوء منه : بل الصحيح أن يجوز الوضوء من ماء زمزم و كذلك الغسل و الإستنجاء.
24. و من المخالفات أن بعض الناس تأخر الغسل من الحيض: و ذلك أن بعضهن تطهر أثناء وقت الصلاة و تؤخر الإغتسال إلى وقت أخر و هذا لايجوز .
25. تحرج الناس من الصلاة فوق أسطح البيارات : و قال العلامة إبن باز رحمه الله أن الصلاة على أسطح البيارات صحيحة لعموم قول النبي صلى الله عليه و سلم ( جعلت لي الأرض مسجداً و طهورا) متفق عليه.
منقول بتصرف قليل من كتاب /من مخالفات الطهارة و الصلاة للشيخ / عبد العزيز السدحان حفظه الله.
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحابه أجمعين
منقول للفائدة
مواقع النشر (المفضلة)