[align=center] بداية الحلقة السابعة
يوم في القرية 7
تطلع الشمس كل يوم على هذه القرى المتناثرة فوق جبال السر وات مثلها مثل أي مكان في العالم وحسب مركزية الشمس فهناك شمس وهنك ليل هذه هي الحياة 0انما الشمس التي تشرق على القرى تختلف في شروقها0ففي القرية تشرق الشمس على الأودية والجبال المخضرة بشجرها الأخضر وأوديتها المزروعة بكل ما تحبه العين ويألفه القلب لكن شمس المدينة تشرق على خطوط سوداء وارض لاترى فيها إلا بياض من السيارات المنتشرة في الطرقات والشوارع وما ينبعث منها من عادم تحس وفي كثير من الأوقات وكأنه ضباب0 نعم هذا جزء من الفوارق بين القرية والمدينة0القرية جميله والمدينة جميله وبينها مصالح ربما تكون مشتركه في يوم من الايام0 رزق الله بطلنا بما رزقه من ذريه ودرس الولد وتخرج من المرحلة الابتدائية وفرح به أبوه وأمه وذات يوم 0خرج أبوه إلى الشفيان بعد سماع المحتيه قادمة من جهة الاحسبه والمحتيه في تعريفها صوت المطر البعيد والقادم وجلس جهة القطار وتذكر ماضيه وما مر عليه 0 وهو ينظر إلى الحمى تحته وينظر عن يساره ويشاهد جبال الحزن وينظر إلى العياش إمامه ثم انشد 0( ماقاله الصمة بن عبد الله القشيري)
[align=center]
أقول لعياش صحبنا وجابر وقد حال دوني هضب عارمة الفرد
قفا فانظرا نحو الحمى اليوم نظرة فان غداة اليوم من عهده العهد
فلما رأينا قلة البشر أعرضت لنا وجبال الحزن غيبها البعد
أصاب جهول القوم تتيم مآبه فحن ولم يملكه ذو القوة الجلد
[/align]عاد إلى بيته بعد إن شاهد ماحوله من حمى وجبال وشاهد العياش والمطر وراء الركبان في تهامة وهي مليانه بالماء والسواقي تصب مياه السيول انه منظر يعتاده كل إفراد القرية في مثل هذه الأيام0
عاد إلى بيته وبدا يفكر أن بيته ضاق به وبدأت الدنيا تتغير يشاهد جيرانه هذا يبني وهذا يحفر 0خرج إلى احد أملاكه القريبة من البيت الأول ووجد أنها مناسبة لبناء بيت جديد 0اخذ الحبل وقاس ألقطعه ووجدها مناسبة لبناء بيت له ولأبنائه وهي عبارة عن ثلاث عيون بعرض أربعة مذارع لكل عين0زهم الباني من القرية وهم كثيرون وهم كذلك اليد العاملة في القرى المجاورة لكن هناك باني شاطر وبارع في عمله يعرف كيف يستقيم الجدار ويقيم الحدة ويضع ألجباهه في مكانها المناسب دون مليان0 عمل بل فن من فنون المنطقة الجنوبية وهذا البناء يطلق عليه علميا (الردم )وللبدء في بناء بيت من الحجر فان ذلك يحتاج إلى عدة عناصر بعضها مكمل للبعض وكل مسمى منها له دور منفصل عن الأخر لكن مكمل له وهي0تجهيز الحصى( ويستلزم ذلك المكسر0 ألمكسره0 اللغب0 بأدواته من عتلة وفانوس )0 تم بناء البيت وخرج الجماعة يوم الطينة للطينة وتم ذلك نقل من بيته القديم إلى بيته الجديد بعد أن قامت امرأته بعمل ألخلبه وهو تزيين البيت من الداخل بواسطة الخضار والنورة0
سكن الرجل بيته وبدا عود الولد يكبر ويساعد والده في البيت والوادي والسوق لقد تجاوز المرحلة الابتدائية وفي يوم من الأيام هبط مع والده إلى السوق ولقي بعض أولاد ألجماعه ومع كل واحد منهم ( منسبة اومصيده) ونشب في أبوه حتى اشترى له منسبة وراح البيت وأخذها معه إلى الوادي بعد مروره في مكان ذات تربة قديمه يبحث عن الحشرات ليأخذها معه ويضعها في علبة كبريت ويربطها بالمنسبة لتراها الطيور فتنزل لتأكلها فيصطادها بهذه الطريقة وعادة ماتكون تلك الطيور من الطيور المهاجرة وهي ( النهس ألحمامي0 والنهس الابرش0 والنهس الأغبر0 والنهس أبو حنايه 0والتبيشير0 والزحاف) حياة سهلة وبدون تكلف كبر الولد والبنت و تزوجت البنت احد أولاد القرية لبست البنت ملابس العرس من ثياب قطيفة ومشغولة وثياب شاركي ومسفع احمر وخلاخل في الضنابيب وفوق الكعوب وخر صان من الفضة0 لعبن النساء وقصدن 0
ومن قصائد اللعب
ياخوط برك وياريحان على الحوض راوي
الله يجيرك من الإخــطار يا اعز غالي
وكذلك كان لعب المسحباني
دعيت لك في ليل دقت رعـــــوده
ياذا عطوره مسك وبخور عـــــوده (المصدر)
لقد كانت ليالي العرس في ذلك الزمن نموذجا لحالة الفرد والجماعة وليلة من ليالي المحبة والسعادة في القرية تسعد البنت بعرسها تسمع دق الدفوف ولعب الأمهات في احد بيوت أو أحواش القرية بعيدا عن التكاليف والبهرجة التي لاتخدم العريس ولا العروسة والتعليم في القرية للبنت جاء متأخرا بل كان عيبا تترك البنت شغل البيت والوادي وتذهب المدرسة0كذلك كان الزواج قديما ليس زواج حياة وألفه ومحبه بل كان الزواج زواج عمل في البيت والوادي 0فالبنت القوية تتزوج قبل غيرها لأنها تستطيع القيام بعمل الوادي أما اليوم فقد تغير الوضع وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى اللهم زدها نعمة واحمها من الزوال 0ويعتبر عام 1383 بداية لتعليم البنات في كل من بلجرشي والظفير وللقصة بقــــــــــــــــيه وهو زواج الولد من اجنبيه0
أبو ثامــــــــــــر [/align]
مواقع النشر (المفضلة)