الحقيقة المرة !!
إنَّ الحياة على ظهر هذه الأرض مؤقوتة محدودة .. ، وستأتي النهاية حتماً ..
سيموت الصالحون ، والطالحون..
ويموت المتقون ، والمذنبون..
ويموت الشرفاء الذين يعيشون للآخرة ، ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة..
يموت أصحاب الهمم العالية ، ويموت التافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات والبطون .
إنها الحقيقة التي نهرب منها دائماً ..
ستموت .. نعم ستموت ..
انها حقيقة حاسمة, ولحظات صارمة, انها لحظات خروج الروح. كم ساكنا مثلك في هذه الدار، فحام الموت حول حماهم ودار، ثم باغتهم، ثم سلب الجار. يا هذا.. العمر قليل وقد مضى اكثره في التسويف والتعليل, وقد نادى المنادي : الرحيل.. الرحيل.. انظر كم مضى من عمرك: ثلاثون سنة؟! اربعون؟! وكم بقي ؟! عشر او عشرون سنة؟!
قال الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
الموت.. يا له من غائب ما اقربه, وكأس ما أمره, وحال لا بد نازل.
قال الله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)
وقد وقع الموت بالحبيب, ولا نجا منه الطبيب ولا سلم منه القريب, ولا البعيد.
إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً ، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم .. سل غنيهم ما بقي من غناه؟ .. واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون .. واسألهم عن الجلود الرقيقة ، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟! .. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء ، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل.
مواقع النشر (المفضلة)