الموضوع: بسبب زيادة مدخلات الإنتاج والتصدير للخليج

السعودية.. أسعار زيوت الطعام وبيض المائدة تقفز 30%

قفزت أسعار زيوت الطعام وبيض المائدة في الأسواق السعودية، بمعدلاتٍ كبيرة تراوحت بين 20 و30% خلال الفترة الماضية، وسط شكاوى من المستهلكين واتهامات للتجار والوكلاء برفع أسعار الزيوت، فيما نفى التجار مسؤوليتهم عن الارتفاع، وعزوه إلى عوامل خارجية، في مقدمتها زيادة مدخلات الإنتاج.

وقام مسؤولو المبيعات في محلات السوبر ماركت والبقالات بتغيير الأسعار على عبوات الزيوت المتوفرة لديهم واستبدال أخرى بها تحمل الأسعار الجديدة.

المحلات تنفي مسؤوليتها

ورصد موقع "قناة العربية" -خلال جولة على عدد من المراكز التجارية والبقالات- ارتفاعات متباينة لكافة زيوت الطبخ؛ إذ قفز سعر زيت "مازولا" سعة 1.8 لتر من 15 ريالا إلى 22.50 ريالا، وزيت "عافية" إلى 19.95 ريالا، و"العربي" إلى 15.50 ريالا، وكذلك زيت "أبو زهرة" الذي قفز إلى 18.95 ريالا، وتراوحت نسب الارتفاع ما بين 20 إلى 30% (الدولار يساوي 3.75 ريالات).

وأرجع بائعون في المحلات والبقالات الزيادات في أسعار زيوت الطبخ إلى الشركات المصنعة لزيوت الطعام، مؤكدين أن الفترة الماضية شهدت أكثر من زيادة في بعض الأنواع، مشيرين إلى أن سعر عبوة الزيت 1.8 لتر التي كانت تباع قبل عام بـ6 ريالات تجاوز سعرها بعد الزيادة اليوم 14.95 ريالا، وعن أسباب تلك الارتفاعات أكد هؤلاء الباعة أنهم لا يعلمون عنها شيئا.

في البداية نفى فواز البطحي مسؤول مبيعات أحد محلات السوبر ماركت الكبرى في الرياض مسؤولية المحلات عن ارتفاع الأسعار، وحمل الشركات المصنعة للزيوت المسؤولية، مؤكدا أنه لم يتم تغيير أسعار الكميات المتوفرة لديهم بالمخازن.

وقال لموقعنا "ليس لدينا أية كميات، والتغيير في السعر مقتصر حاليا على الكميات الجديدة"، لافتا إلى أنهم كأصحاب محلات بيع الجملة فوجئوا بقرار الزيادة، غير أنه أوضح أنه "لابد أن يكون هناك سبب لهذه الارتفاعات".

زيادة أسعار المواد الخام

من جانبه أرجع العضو المنتدب لمجموعة صافولا الدكتور سامي باروم أسباب ارتفاع أسعار زيوت الطعام إلى ما تشهده مختلف المواد الغذائية من ارتفاع في الأسعار من قبل المصادر، وهي الشركات الأم، بمعنى أنها ارتفاعات خارجية وليست داخلية ناتجة عن الشركات المحلية السعودية.

وقال باروم لـ"قناة العربية" إن ارتفاع المواد الخام يعد من أهم أسباب ارتفاع أسعار الزيوت، فقد كنا نشتري الطن بنحو 400 دولار، أما اليوم فقد قفز سعر الطن الواحد وتجاوز 1400 دولار، وبالتالي فإنه عندما يتضاعف عليك السعر فإنك تضطر إلى تمرير هذه التكلفة، ليس لمجرد الربح؛ لأنه من غير المعقول أن تستوعب 100% زيادة وهامش الربح لا يتجاوز 6%.

وأكد أن تلك الزيادة في الأسعار خارجة عن إرادة المصنعين، والمستفيد الأكبر هو المنتج الزراعي، لذلك فقد قررنا ونتيجة لكثير من المتغيرات أن ندخل في مجال الإنتاج الزراعي؛ لتكون لدينا القدرة على السيطرة على مقدراتنا، بدلا من أن تكون بيد الآخرين.

وأضاف باروم "إننا نسعى إلى خفض الأسعار أو على الأقل الحفاظ على مستوياتها وجعلها في متناول الجميع، وذلك من خلال تعدد وتنوع مشاريعنا ودخولنا في العديد من الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق بزراعة الأرز وصناعة السكر والزيوت".

يذكر أن صافولا تسيطر على 60% من سوق زيت الطعام في السعودية، ولها استثمارات في عدد من الدول.

من جانبه اعترف مسؤول في شركة آسيا لصناعة زيوت الطعام بارتفاع الأسعار، غير أنه نفى مسؤولية الشركة عن هذا الارتفاع، وقال "إن من أهم أسباب ارتفاع أسعار زيوت الطعام في المملكة هو ارتفاع سعر الخام، هذا الارتفاع لم يكن بقرار من شركات الزيوت المحلية، وإنما هو ارتفاع خارجي ناتج عن ارتفاع سعر النفط".

التصدير يرفع أسعار البيض

وذكر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لموقعنا أن تكلفة الزيت الخام الذي تصنع منه زيوت الطبخ باتت مرتفعة، وبالتالي فإنه من غير المعقول أن ترتفع أسعار الخام دون أن يرتفع سعر الزيت، فأسباب الزيادة في الأسعار ناتجة عن ارتفاعات خارجية في أسعار المواد الأولية المستخدمة في التصنيع، وليست زيادة داخلية بدون أسباب.

وقال عن الارتفاعات شملت جميع أنواع الزيوت، وهي ارتفاعات متفاوتة بين منتج وآخر وفق ما تحدده الجودة.

كما سجل سعر البيض ارتفاعا كبيرا خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب زيادة التصدير إلى دول خليجية، حيث زاد سعر الطبق من 11 و 12 ريالا إلى 16 و 17 ريالا، على الرغم من ضعف الطلب على البيض خلال الفترة الحالية من العام، وهو ما أثار استغراب المستهلكين.

وأرجع موزعون الارتفاع الكبير إلى لجوء المزارع المنتجة إلى التصدير لدول الخليج العربي، وخاصة لدولتي الإمارات والكويت، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.. الأمر الذي انعكس سلبا على السوق المحلية التي فقدت نحو 50% من الإنتاج بعد انخفاض العرض مقابل الطلب.

وقال هؤلاء إن المزارع المنتجة تعمدت التصدير إلى دول الخليج بهدف البحث عن أرباح مجزية، حيث يباع الكرتون الواحد بنحو 165ريالا، مما رفع سعر الكرتون في السوق المحلية ليصل إلى 160ريالا؛ بسبب قلة الإنتاج، بعد أن أخذ التصدير حصة كبيرة.

وطالب الموزع عبد الرحمن البوهي بإيجاد حلول عملية لتنظيم عملية التصدير حتى لا يؤثر ذلك على السوق المحلية.

واتهم المزارع بأنها السبب الرئيس في ارتفاع أسعار البيض بعد اعتمادها على تصدير كميات كبيرة من إنتاجها إلى دول خليجية؛ لرغبتها في بقاء الأسعار مرتفعة، وخاصة أن هذه الفترة من العام تسجل ركودًا وانخفاضا في الطلب المحلي على البيض، ولذلك اعتمدوا التصدير ليبقى العرض أكبر من الطلب محليا، وتواصل الأسعار ارتفاعها، وهذا ما حدث بالفعل.

وأضاف البوهي أن المنتجين أصبحوا يفرضون الأسعار التي يريدونها، ورغم ذلك لا يلبون معظم الطلبات التي تردهم بحجة عدم توفر المنتج بسبب رغبتهم في التصدير وتلبية الطلبات الخارجية على حساب الطلبات الداخلية.


المواطنون يشتكون

واشتكى المستهلكون من استمرار تواصل ارتفاع أسعار البيض وزيوت الطعام، وحمل المواطن شهاب صلاح الوكلاء والتجار السعوديين مسؤولية ارتفاع الأسعار الذي لحق بمختلف السلع والمنتجات الاستهلاكية، وقال "لم يعد هناك ما يمكن اعتباره مفاجأة، فكل شيء أصبح عاديا ومتوقعا، خاصة فيما يتعلق بالأسعار وارتفاعاتها التي تحدث بين اللحظة والثانية".

وانتقد غياب الحماية وضعف الرقابة من قبل وزارة التجارة، وقال إنه من المؤسف أن زيوت الطبخ جميعها تصنع في المملكة، ودخولها للأسواق يأتي من خلال المصانع دون أن تلحقها رسوم شحن أو نقل أو ما شابه ذلك، ورغم ذلك نجد أسعارها في ارتفاع مستمر، وهذه مشكلة حقيقية تتطلب تدخل وزارة التجارة.

وأبدى المواطن فائق العمار انزعاجه من ارتفاع الأسعار للمواد الاستهلاكية والغذائية بما فيها زيوت الطعام، وقال كان الله في عون البسطاء وأصحاب الدخول الثابتة، فهؤلاء سيعانون كثيرا نتيجة تلك الزيادات.

وقال إنه بات من الصعب على الكثير من المواطنين مواجهة ارتفاع الأسعار والتعايش معها لعدم مقدرتهم على ذلك، لذا لابد من تدخل الجهات المعنية على الأقل فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية؛ لأنه شيء مؤلم ومحزن أن يعجز رب الأسرة عن توفير احتياجات أسرته من الغذاء.

دائما نحن بين المطرقة والسندان لا حسيب ولا رقيب

مشكور على المعلومة