[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]أيها المسلمون: إن الله سبحانه وتعالى توعد الظالمين بعذاب أليم في الدارين ،وهذا هو عزاء المظلومين، فكل
من ظلم عزائه في وعيد الله عز وجل بالظلمة.
أما في الدنيا ،فإن الظالم لا يُفلح في دنياه من سلك طريق الظلم ،فإن بابه في النهاية مغلق ،وإن زين له
شيطانه ذلك. قال تعالى: إنه لا يفلح الظالمون ويقول سبحانه: قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.
وأيضاً قد يحرم الظالم من هداية التوفيق ،قال تعالى: إن الله لا يهدي القوم الظالمين ويقول سبحانه: والله لا
يهدي القوم الظالمين.
الظلم سبب مصائب الدنيا من أوجاع وأسقام وفقر وذهاب الأولاد والأموال والقتل والتعذيب وغلاء الأسعار وغير [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]ذلك. إن ما تعانيه الأمة اليوم هو بسبب وجود الظلم ، بما كسبت أيدي الناس.
يقول الله جل وعلا: وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون دون ذلك أي قبل موتهم. عقوبة
شاملة للقرى الظالمة ،عقوبة شاملة للمدن الظالمة ،عقوبة شاملة للمجتمعات الظالمة.
إذا انتشر الظلم في مجتمع ،وجاهر أهله به وصار الصبغة العاقة لهذا المجتمع هو الظلم ،قد يعجل الله لهم
العقوبة الشاملة ،التي لا يكاد يسلم منها أحد ،بل تعم الصالح والطالح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الله
ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،ولا ينصر الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة.
لقد ذكر لنا ربنا تبارك وتعالى ،ما فعله بالقرى الظالمة ،قال سبحانه: وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]بعدها قوماً آخرين وقال عز من قائل: فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشهاوبئر معطلةٍ
وقصر مشيد. ويقول جل وعلا: وكأين من قرية عتت عن أمر بها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً وعذبناها عذاباً
نكراً فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسراً.
أما في الآخرة: فأول ما ينزل بالظالم اللعنة ،وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، يقول عز وجل: يوم لا ينفع
الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ويقول تعالى: هؤلاء الذين كذبوا على ربهمألا لعنة الله على [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]الظالمين ثم إن هذا الظالم ،لن يكون له يوم القيامة نصير ولا شفيع ولا حميم.
يحرم الظلمة من شفاعة إمام المرسلين وشفاعة من يأذن الله في الشفاعة لعباده ،كما قال تعالى: وما
للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ويقول عز وجل: وما للظالمين من أنصار ويقول عليه الصلاة والسلام: صنفان
من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم ،وكل غالٍ مارق
ومما يصيب الظالمين يوم القيامة أيضاً الحسرة والندم، فكل ظالم سيندم هناك ،ولات ساعة مندم ولو أن لكل [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون
وقال تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ياويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً
خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً.
وبعد هذا المشوار ،وبعد كل هذا سيُنكس الظلمة في نار جهنم ،وتكون هي نهايتهم فبئست النهاية ،وساءت
الخاتمة ،قال تعالى: ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون فعاقبة الظالمين جهنم لا يموتون
فيها ولا يحيون. قال صلى الله عليه وسلم: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]عليه الجنة، فقال رجل وأن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله فقال: وإن كان قضيباً من أراك [رواه مسلم].
وعن أبي سلمة رضي الله عنه: أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت له: يا أبا
سلمة اجتنب الأرض فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
رواه البخاري في كتاب المظالم. قال - باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض.
هذا الذي ظلم قيد شبر من الأرض والله المستعان ،تكون هذه عقوبته يوم القيامة ،فكيف بالذي يظلم بالأمتار
المربعة ،وكيف بالذي يظلم بالكيلومترات المربعة ،وكيف بالذي يبلع الألوف المؤلفة. [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]هذا الذي ظلم قيد شبر ،يخبر الصادق المصدوق بأنه سيطوق يوم القيامة بسبع أرضين ،وغالباً ما يكون ظلمه
يقتصر على صاحب الأرض الذي ظلمه. أفلا يفكر هؤلاء الظلمة في عالمنا اليوم ،الذي يصل ظلمهم ويتعدى
عشرات الأفراد ،أفلا يفكر هذا الظالم في عاقبته يوم القيامة ،الذي ظلمه يعم البلد كلها والمجتمع بأسره
،ويتضرر بسبب ظلمه ألوف الناس ،فإنا لله وانا إليه راجعون.
نسأل الله عز وجل أن يحسن خاتمتنا وأن يجنبنا الظلم ،بجميع صوره وأشكاله، وأن يعجل نهاية الظالمين ،ويريح
العباد من ظلمهم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.
جزاك الله أخي كل خير على مواضيعك الأكثر من رائعه جعلها الله في موازين حسناتك وعذراً على الاطاله ولكن الموضوع ذو شجون ويستحق التعليق بارك الله فيك على جهودك المميزه في حفظ الرحمن[/grade][/align]
مواقع النشر (المفضلة)