الشيخ حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فإن إيمان الإنسان بالآخرة وبحياة بعد الموت يمكنه فيها أن يحقق حلم السعادة الأبدية هو مبعث الأمل الذي يجعل لهذه الحياة الدنيا هدفا أسمى ومغزى جميلا ، وهذا الإيمان وحده هو الذي يجعل النفس الإنسانية مستقرة مطمئنة لأنها تجد لوجودها معنى ولحياتها قيمة عليا ، كما أن ذلك يحمل الإنسان على الاستقامة والتمسك بالمثل والقيم الأخلاقية الكريمة لانه يؤمن أن حلم السعادة الأبدية مرهون حصوله بالاستقامة في هذه الحياة الدنيا ، لأنها مجرد امتحان واختبار للإنسان وعلى ضوءه يتحدد مصيره في الحياة الأخرى بعد الموت .
وفي تلك السعادة ينال المؤمن في الجنة كل المسرات والملذات من القصور والجنات والأنهار والملابس والحلي ، وكل ما تشتهيه النفس .
وقد نوع القرِآن الكريم وصف الجنة وذكر كل أنواع النعيم فيها ، و من نعيمها رؤية الله تعالى ، قال تعالى ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الزيادة هي رؤية الله تعالى ، ومن ذلك أيضا نعيم اللقاء بين الأحبة قال تعالى ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) وقال ( على سرر متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون ) ، ونعيم المسكن قال تعالى ( ومساكن طيبة في جنات عدن ) ، ونعيم المأكل والمشرب قال تعالى ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنها ر من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) ، ونعيم الملبس قال تعالــــــى ( يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ) ، والنعيم الروحي المتمثل في الاطمئنان النفسي بالبقاء الأبدي في السعادة قال تعالى ( لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا ) ، وكل هذا النعيم يكون للرجال والنساء من أهل الجنة.
ومن أعلى نعيم الجنة الحب بين الزوجين وهو حب حقيقي متجرد من المنفعة والمصالح الشخصية ، بل هو حب الروح النقي الصافي ، الذي يزيده جمالا ووصالا التقاء الأجساد المتحابة مع بعضها في غرف قصور الجنة وعلى ضفاف أنهارها وبين بساتينها الغناء .
وفي القرآن آيات كثيرة تدل على أن المؤمنين والمؤمنات الأزواج في الجنة يحصل بينها الاجتماع واللقاء في مساكنهم في الجنة مثل قوله تعالى ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) وقوله تعالى ( وزوجناهم بحور عين ) وقولـــــــه تعالى ( وعندهم قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان ) .
ومعنى قاصرات الطرف أي اقتصر نظرها على زوجها فلا تحب غيره ولا تريد سواه ، وهو تعبير يدل على كمال المحبة بين الزوجين .
كما يحصل بين الأزواج كمال اللذة الجنسية أيضا والمرأة تتمتع بنعيم الجنة كما يتمتع الرجل وتؤتى مثل ما يؤتى من الملذات والسعادة .
وقد دل على ذلك آيات كثيرة جدا في القرآن فلا تكاد تخلو سورة من ذلك .
وأما الشهيد فهو الذي يموت في سبيل الله تعالى ، أي يقتل وهو يدافع عن دين الله تعالى ويسعى لاعلاء الإسلام وعزته .
وقد وردت أحاديث على أن ممن ينال أجر الشهادة أيضا بعض الذين يموتون في مصيبة عظيمة مثل من يموت في الحريق أو الغرق أو المرأة تموت وهي تلد ولدها أومن يموت تحت الهدم أو يموت بمرض في بطنه أو يموت في الطاعون فهؤلاء شهداء أيضا ولكن شهيد المعركة الذي يقتل في سبيل الله تعالى ، هو أعلى الشهداء عند الله تعالى منزلة لانه قدم روحه والدنيا كلها في سبيل الوصول إلى مرضاة الله تعالى والله أعلم
مواقع النشر (المفضلة)