يا مبتلي : لا تحزن , بلاءك رسالة حب من الله
الحمد لله حمد الصابرين على البلاء , راجين رحمة ً تملأ ما بين الأرض والسماء , عالمين أن ما عند الله باقي وأن الأرض ما بها من بقاء ..
حينما يشتد الكرب ويملأ القلب حزنا وهماً وغماً , ويشعرك أنك تعيش وحدك رغم الجماعات التي تزاحمك المكان , وتمد بصرك ؛ ترى الدنيا أضيق من سم الخياط رغم اتساعها بأمدها المديد .. لا يقرأك السلام إلا دمع الضنك ولا يخاطبك الحديث إلا صدى صوتك الذي يئن الوجع , ولا تجد من تشكي له الحال سوى سويعات التعبد بالمناجاة لربك ..
لا يرغمك إبليس على استعجال النجاة , إن البلاء رسالة حب من الله . .
أيا سائلي عن الحال لا تسال .. الحال ما جالت به المقالة.
والرب رحمـانٌ بي لا يزال .. الصبر بالصمت و في عقاله.
البلاء رسائل حب من الله .. نعم .. إنها كذلك .. ونعلم أن أشد الناس ابتلاءً , هم الأنبياء
والأنبياء أحباب لله وأخلائه .. ورغم هذا كانوا الأشد ابتلاء ..
(صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة )
الحمد لله على كل حال .. إن بحمد الله رضاء على المقسوم ..
يا مبتلين وصابرين لا تشكون إلا رغماً رغما .. هنيئاً لكم حب الله .. لا تجزعون ولا تذهب أنـفسكم حسرات عليكم ,
يا مبتلي يا مبتلية بسحر أو عين أو مسٌ من جان :
حينما تتمتم بالشكوى مُخافِتاً خجلاً للعباد تستطببهم بعلمهم , فتأتيك يد العون أخجل من همسك ثم تسكت عنك فتسكت لخجلك .. لا تحزن , إن الأمر قضاء وقدر .. حين تحكم عليك رغبات البحث عن شفائك حتى لا تؤثم لعدم بحثك عن عافيتك في بدنك حين يسألك الله عنها يوم العرض الأكبر .. لكن لا يعينك أحد , لا تحزن .. إنها رحمة من الله ولو بظواهرها العذاب .. لعلك ممن أتى فيهم الحديث :
من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , ذكر منهم : (ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون .. ) الحديث فيما معناه .
اللهم لا اعتراض على بلائك لكن برجائنا إليك لا تبتلينا في ديننا , إن عبادتك على بصيرة هي سعادتنا لا تحرمنا السعادة بالعبادة يا بر يا رحيم .
والحمد لله رب العالمين , وإن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
مواقع النشر (المفضلة)