" بسم الله نبدأ "
مامعنى التدبر؟
قال العلامة العثيمين:
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها،فإذا لم يكن ذلك ،فاتت الحكمة
من إنزال القرآن،وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه)
ـــ قال وهب بن منبه ـ في قوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون) [ الأعراف 205]
"من أدب الاستماع : سكون الجوراح. والعزم على العمل يعزم على أن يفهم فيعمل بما فهم"
ــ كثير من الناس لا يفهم من الرزق ـ
في قوله تعالى :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ) [الطلاق 2ـ3]
إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات،
ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي:"ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء".
[صيد الخاطر]
ــــ "صلاة الليل أعون على تذكر القرآن والسلامة من النسيان، وأعون على المزيد من التدبر، ولذا قال سبحانه: (إن ناشئة الليل هي اشد وطئا وأقوم قيلا) قال ابن عباس"(وأقوم قيلا) أدنى أن يفقهوا القرآن، وقال قتادة: تحفظ للقراءة". (ابن عاشور).
قال عبد الرحمن بن عجلان: بت عند الربيع بن خيثم ذات ليلة، فقام يصلي فمر، بهذه الآية:
(أَمْ حسِب الذِين اجترحوا السيِئات أَن نجعلهمْ كالذينَ آَمنوا وعمِلوا الصالحات سواء محْياهم ومماتهم ساء ما يحكمونَ) فمكث ليلته حتى أصبح، ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد.
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقّله
وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ، ولا تدبر
قال تعالى :
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
..............................
اسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم من المتدبرين لآيات ربهم..
" الصبر زاد ، لكنه قد ينفذ؛ لذا أمرنا أن نستعين
بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه:
(واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين). (د. محمد الخضيري).
" الـقـلــب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد، قال تعالى: ( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم )، وقال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا) وأمثال ذلك". (ابن تيمية).
_قال حازم بن دينار: رأيت رجلا قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله
(خافضة رافعة) حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت وأمي! ما (خافضة رافعة) ــ أي لماذا استمررت طول الليل ترددها ــ؟! فقال: إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا، ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا، فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
_ إذا حبست عن طاعة، فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد، قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)" (د. مساعد بن سليمان الطيار).
موضوع أكثر من رووعه ويحتاج لوقفة وتدبر من الجميع
دمتم سالمين من كل شر في حفظ الرحمن الرحيم
مواقع النشر (المفضلة)