أكد رئيس قسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين بأبها الدكتور ظافر بن سعيد آل حماد ضرورة الالتزام بقيم التربية الإسلامية في التعامل مع الطفل، من حيث وجوب استخدام الاسم المناسب أو الكنية، أو ألفاظ النداء الراقية لمن لا يعرف اسمه، وذلك لما له من أثر في شخصية الطفل وحياته، وتعزيز إحساسه بالمسؤولية، بوصفه شخصية لها اعتبارها وكرامتها.
وحذر من استخدام المجتمع لمصطلحات غير تربوية لنداء الأطفال قد تعني السخرية أحيانا ، أو تُولّد لديه شعورا باللامبالاة وفقدان الإحساس بالمسؤولية في مرحلة الشباب مستقبلا، ومن تلك المصطلحات يـا (بزر، ورع، جاهل، نما، سفيه...) ودعا الدكتور آل حماد إلى إعطاء الأطفال كنىً مناسبة لهم تستخدم في حياتهم؛ لتعزيز الثقة بالنفس، والإحساس بالمسؤولية تجاه ذاته والمجتمع، يقول "ثبَتَ أن العرب كانت تكني أطفالها، كما ثبت أن الرسول كان يُجلس معه أبناء الصحابة من أجل إكسابهم تلك القيم وغيرها، والرسول استخدم الكنية والدعابة لمناداة الطفل، عندما قال عليه الصلاة والسلام: يا أبا عمير ما فعل النغير".
كما دعا آل حماد إلى استخدام الألفاظ التي استخدمها القرآن الكريم في هذا الجانب وهما كلمتا (الطفل والولد)، في حال كان المنادى غير معروف، أو سيوجّه الكلام لمجموعة فيقال لهم يا(أطفال - أولاد) ، مشددا على ضرورة تكاتف المجتمع في هذا الجانب، والابتعاد عن كل المصطلحات القديمة، حتى وإن كانت تمثل عرفا اجتماعيا، لأنها تخالف القيم التربوية، وتنافي مبادئ الارتقاء بالذوق، وتؤثر سلبا على شخصية الطفل.
وتقول مديرة مركز عبقرينو في جدة الاختصاصية في علم نفس التربوي نوف عطا إن أهالي الحجاز يستخدمون لفظة (بزر، وبزوره) لمناداة الأطفال، وهذه الألفاظ لا تعني الاحتقار إطلاقا، ولكن بعض الأطفال يتضايقون من هذه الكلمة، مما يجب علينا الاستجابة لهذا الشعور، وبالإمكان استخدام كلمة ولد وبنت، أو استثارة الطفل بمناداته بأي اسم؛ لكي يعلن هو عن اسمه، بأن يقول أنا اسمي كذا ، مما يتوجب علينا الاستجابة لرغبته باستخدام اسمه لمناداته.
ويقول فايز النفاعي (بكالوريس رياضيات- بتعليم الهيئة الملكية في الجبيل) أن مسمّى (ورع) لفظة تستخدم في بعض أجزاء المنطقة الوسطى وشمال المنطقة الجنوبية من المملكة، وقال عنها ابن منظور (يذهبون بالورع إلى الجبان وليس كذلك وإنما الورع الصغير الضعيف الذي لا عذاء عنده، يقال إنما مال فلان أوراع أي صغار، وقيل هو الصغير الضعيف من المال وغيره ، والجمع أوراع، والأنثى من كل ذلك ورعة)، وأما جمع كلمة (ورع) لدى المجتمع اليوم فهي (ورعان)".
في حين قال إبراهيم الجوعي (بكالوريس لغة العربية- بإدارة التعليم بالهيئة الملكية في الجبيل) أن كلمة (وغد وغدان) هي الأكثر استخداما في المنطقة الشمالية وأجزاء من منطقة القصيم في مناداة الأطفال، ويقول ابن منظور في لسان العرب في إيضاح معنى هذه الكلمة (والوغد الصبي والوغد خادم القوم).
أما سكان المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي فيقول إبراهيم الحسن معلم التاريخ بمدارس الهيئة الملكية في الجبيل إنهم يستخدمون كلمة (جاهل) لوصف الطفل، بحكم صغر سنه وجهله لكثير من أمور الحياة، ووردت في القاموس نفسه بأنها تعني "المجهلة، وهي كل ما يحملك على الجهل، ومنه الحديث: إنكم لتجهلون وتبخلون وتجبنون. أي إن الأطفال يحملون الآباء على الجهل بملاعبتهم إياهم حفظا لقلوبهم"
في حين قال سالم آل حفيّان (معلم اللغة العربية بالخليج المتوسطة في الجبيل الصناعية) "في أجزاء من المنطقة الجنوبية يستخدم الأهالي كلمة (نما) لمناداة الطفل، وفي معجم تاج العروس " النامية هم خلق الله تعالى، ومنه حديث عمر: لا تمثلوا بنامية الله. وهو من نما ينمى إذا زاد وارتفع".
وعن الأسماء التي ينادى بها الطفل في منطقة جبال بني مالك خولان جنوب غرب المملكة يقول محمد المالكي ( بكالوريس اللغة العربية) إن أهل المنطقة يستخدمون مسمّى: (رباي للولد، ورباية: للبنت، وهذان المصطلحان مأخوذان من (ربيب وربيبة) ، كما يستخدمون مصطلح: صبوه: للصبي (الطفل)، وصباية: للصبيّة (الطفلة).
وذكر عبدالعزيز الغامدي (معلم مادة التاريخ بمدارس الهيئة في الجبيل) أن المجتمع في منطقة الباحة يستخدم مصطلح (سفان) ، ويطلق على جمع الأطفال، وقد ذكر الفيروزآبادي في القاموس المحيط أن كلمة " سافنة جمعها: سوافن.
والسافين: عرق في باطن الصلب طولا متصل به نياط القلب" ، وقد رجّح كثير من أهالي المنطقة قرب هذا المعنى من مدلول (فلذة الكبد) الدال على الأولاد، على الرغم من عدم قدرة كثير منهم على إيجاد معنى لكلمة (سفان)، في حين أيّد البعض احتمالية أن تكون اللفظة (سفان) تخفيفا لجمع كلمة سفيه على (سفهان) ، ثم حذفت الهاء للتخفيف؛ لتصبح (سفان)، ويجري استخدامها دون التركيز في مصدرها اللغوي. ملطوووووووووووووووووش للفائدة.
مواقع النشر (المفضلة)