الطبيبة السعودية نورة رشاد تكتشف علاجاً لحماية أطراف مرضى السكري من البتر.. والأمعاء من الاستئصال دون تدخل جراحي
في كل يوم تثبت المملكة أنها الأرض الطيبة العامرة بالانجازات في شتى ميادين الحياة في ظل الرعاية الكريمة لجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وفي مجال العلم هناك نموذج مشرف لاحدي فتيات المملكة النابغات والتي أبهرت العالم.
قدمت الطبيبة السعودية نورة محمد أحمد رشاد الحاصلة على درجة الماجستير في كلية الطب جامعة القاهرة نموذجاً مشرقاً للمرأة السعودية من خلال أبحاثها ودراساتها العلمية، ومن ذلك دراسة الماجستير حول حماية الأطراف من البتر الافتراضي لعلاج التهاب العظام المزمن في حالات مرضى السكر، كما اكتشفت طريقة علاج جديدة لحماية الأمعاء من الاستئصال بدون التدخل الجراحي المعتاد عن التدخل المبكر للأساطير التداخلية وتستعد بعد أقل من شهرين للحصول على درجة الدكتورة في التطوير العلاجي لمشاكل التضخم الأورطي، ولذلك حرصت "الرياض" على الحوار معها قبل سفرها الى ايطاليا لممارسة عملها وأبحاثها الطبيبة.
وفي البداية سألتها عن اختيارها كمتحدثة رسمية في المؤتمر العالمي الدولي حول جراحة الأوعية الدقيقة بمدينة كان بفرنسا في شهر يوليو الماضي، فقالت: لقد وجهت لي دعوة رسمية عن طريق مستشفى سان بناطوا في ايطاليا والتي أعمل بها لحضور المؤتمر مع أكثر من 1000طبيب من أشهر الأطباء العالميين في تخصص الأوعية الدموية الدقيقة، وقد ألقت محاضرة بعنوان "التدخل المبكر للأساطير التداخلية لحماية الأمعاء من الاستئصال.
وكانت المحاضرة عملية من خلال حالة مرضية وقد انبهر بما حدث كل الأطباء المشاركين في المؤتمر، حيث أن العلاج بهذه الطريقة يعد سبقاً علمياً فريداً وقد تم متابعة الحالة بعد شهر ثم ثلاثة أشهر ثم ستة شهور وجاءت النتائج ايجابية ونجحت التجربة بنسبة 100%، كما صنفت المحاضرة بالأفضل وحصلت على المركز الأول لأفضل محاضرة في المؤتمر برغم وجود نخبة من ألمع وأشهر الأطباء في العالم.
وأضافت الدكتورة رشاد أني أعتبر الطبية الوحيدة في العالم في هذا العمر والذي لم يتجاوز 28عاما والتي تجمع بين جراحة الأوعية الدموية الدقيقة والأساطير التداخلية بنفس الكفاءة، حيث أجريت العديد من الجراحات في ايطاليا، مشيرة الى أنها سوف تناقش رسالة الدكتوراه في التاسع من أكتوبر القادم في جامعة ميلانو في ايطاليا وتتكون لجنة المناقشة برئاسة الدكتور ماسيمومدا والدكتور لوجي انجليزا والدكتور جورج بيزي وموضوع الرسالة" التطوير العلاجي لمشاكل التضخم الأورطي وأشارت إلى أنه تم اختياري كرابع طبيبة على مستوى العالم هذا العام لنجاحي في معالجة الشريان الأورطي باستخدام ثاني أكسيد الكربون، والجديد أنني أصغر طبيبة على مستوى العالم تحصل على هذا التميز حيث لم يتم اختيار أي طبيب من قبل في هذا السن وكان أصغر طبيب حصل على هذه الشهادة قد تخطى الأربعين وأنا فخورة جدا لأنني أشعر بأنني أقدم شيئا مفيداً للبشرية ومن خلاله أقدم نموذجاً مشرفاً للمملكة التي أفخر بأنني أنتمي إليها والتي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وقالت: إن النجاح ليس سهلا لاسيما أن الإنسان حين يكون في مقتبل العمر ويختار أن يعمل بجد فأنا أعمل وأدرس من السابعة صباحا حتى منتصف الليل لأني مصممة على النجاح والتفوق والغربة والابتعاد عن الأهل له ثمن والتنقل بين العواصم المختلفة لأكمل دراستي وأبحاثي، مشيرة إلى: إنني أعد الآن لثلاث رسالات دكتوراة في وقت واحد الأولى من جامعة القاهرة والبحث فيها عن الأوعية الدموية العادية، والثانية أسعى للحصول على الزمالة من الأكاديمية الملكية بإنجلترا في موضوع تطوير الدعامة المستخدمة في علاج الأوعية الدموية، والرسالة الثالثة من جامعة بي كوكا بميلانو حول القسطرة التداخلية لعلاج شريان الكلى لتقليل الجهد والتكلفة.
وأضافت: أتمنى أن أعود للمملكة بعد أن أكمل كل رسالاتي العلمية وأقيم مستشفى لعلاج الأوعية الدموية ليس بهدف الكسب ولكن أن يكون مستشفى تعليميا أنقل فيه خبراتي إلى الأجيال القادمة ويكون مركزا بحثيا كبيرا في مجال الأوعية الدموية مشيرة إلى اني سأواصل البحث دعما للتطوير والتدريس المستقبلي للأجيال القادمة من الأطباء والباحثين.
وحول تطور المرأة الخليجية والسعودية تحديداً أوضحت الدكتورة رشاد أن هذا التطور ليس مسألة على عاتق الحكومة أو مرتبطة بها فقط، بل هي مرتبطة بشكل واضح بالنساء أنفسهن، ومن تريد العمل والتطور فلن تجد ما يعيقها.
وقال والد الدكتورة نورة الدكتور أحمد رشاد الذي عمل مديرا للطب الشرعي ومديراً للمختبرات الجنائية بوزارة الداخلية السعودية أن تفوق نورة وما حققته هو شرف وفخر للفتاة العربية، ورسالة للعالم تثبت أن الفتاة الخليجية باحثة متطورة وتتمتع بقدرات هائلة نابعة من بيئة علمية ونهضة تشهدها المملكة في كافة المجالات والأصعدة، وأتمنى أن تستكمل ابنتي مشوارها بافتتاح مركز لعلاج وحماية الأطراف في المملكة لا يقل كفاءة عن المراكز الطبية الكبرى في المملكة، والتي صارت مفخرة أمام العالم، وأن تخدم مواطنيها في المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وكل المرضى في أنحاء العالم.
وتدعمها والدتها الدكتورة مشيرة لملوم التي تؤكد بأن إنجاز ابنتها نورة هدية سعودية وعربية للبشرية - وتؤكد أن ابنتها نسيت كل شيء، وتناست أنها بنت ومن حقها أن تؤسس أسرة، ويكون لديها بيت وأطفال، أرجأت كل ذلك وتفرغت لإنقاذ أطراف المرضى من البتر، بعد أن عاشت أحداثاً وظروفاً إنسانية رأت فيها شباباً يفقدون أطرافهم، وبحثت طويلاً عن أمل يحمي ملايين أطراف مرضي السكر، ثم وفقها الله إلى هذا الفتح العلمي الذي أثار إعجاب العالم.
مواقع النشر (المفضلة)