شباب تربوا على الإيمان
--------------------------------------------------------------------------------
لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام فرضا وجدلا يوم بذل أصحابه ما بذلوا، وضحوا بما ضحوا به ، ثم قال : ما جزاؤكم على تضحياتكم، فلك يا عمر الكوفة ولك يا علي البصرة، ولك يا أبا بكر عشرة آلاف آلاف دينار، ولك يا فلان كذا وكذا، كم هو ثمن بحس وكم هو قليل، وكم هو ضياع، ولكن قال: ( لكم الجنة) ولذلك تسابقوا إلى الجنة، وهذا جعفر خرج إلى مؤتة، وكسرت السيوف في صدره، وقطعت يداه ويقول:
يا حبذا الجنة واقترابها.
طيبة وبارد شرابها.
والروم روم وقد دنا عذابها .
كافرة بعيدة أنسابها.
علي إن لقيتها ضرابها.
وهذا انس بن النضر في آخر رمقه يقول: إليك عني والذي نفسي بيده أنى لاجد ريح الجنة من دون أحد.
هذه تعاليمه عليه الصلاة والسلام ولذلك تفوق صلي الله عليه وسلم تفوقا خالدا شهد له به التاريخ ونجح نجاحا باهرا.
يأتي صلي الله عليه وسلم يوم بدر – و الحديث صحيح- فيقول لشبابه ومحبيه واتباعه وأبطاله: ( يا أهل بدر ، إن الله قد اطلع عليكم فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . يا أهل بدر، والذي نفسي بيده، ما بينكم وبين الجنة إلا أن يقتلكم هؤلاء فتدخلون الجنة).
فيأتي أحد محبيه عمير بن الحمام شاب في الثلاثين يتوقد إيمانا فيقول: يا رسول الله، اسالك بالله ما بيننا وبين الجنة إلا أن يقتلنا هؤلاء فندخل الجنة؟ قال : ( أي والذي نفسي بيده) وكانت في يد عمير تمرات فالقاها و قال: بخ بخ والله إنها لحياة طويلة إذا بقيت حتى أكل هذه التمرات، ثم قاتل حتى قتل.(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي) (30) ( الفجر27-30) .
إن التربية التي تربي الشباب على الجوائز فحسب، تربي جيلا ماديا رأسماليا، نعم نحن نشجع الناس بالجوائز ولكن المقصد رضوان الله، وجنة عرضها السماوات والأرض، نقول للحافظ: احفظ القرآن ليرضي الله عنك، وليلبسك الله حلة على رؤوس الأشهاد، ثم لك الجائزة الفلانية، و نقول للشاب احفظ الأحاديث ولك جائزة بعد رضوان الله و الجنة.
· إما أن نجعل شباب الجيل يطلبون بالدين وبالعلم الشرعي النافع أغراض الدنيا، فمعني ذلك الرياء و السمعة وإحباط العمل (وَلَقَدْ أُوحِيَ إليكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65)( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(العنكبوت: من الآية65)(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )(الزمر: من الآية3) ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف: من الآية110) .
منقول للشيخ عائض القرنى
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
مواقع النشر (المفضلة)