السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يقول الله تعالى:
(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) التوبة 71
اخوتي الكرام..
ان أعظم هدف من الممكن أن يطلبه الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو رضى الله سبحانه وتعالى.. وذلك بإخلاص النية أولا لله تعالى، ثم العمل بالإكثار من الطاعات واجتناب النواهي..
وإننا جميعا وبلا أدنى شك مقصرون ومذنبون كل بدرجته وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون..
والذنوب على أحجامها ما بين صغيرة وكبيرة،، والنفس ما بين إصرار واستغفار.. ولا يعلم الانسان فقد يذنب ذنبا عظيما فيتوب إلى الله تعالى ويعمل عملا صالحا فيتوب الله تعالى عليه ويبدل سيئاته حسنات.. وربما يظل الرب غضبانا بسبب معصية أخرى يفعلها،، صغيرة يحسبها ولا يلقي لها بالا وهي عند الله أعظم من الجبال..
وكم في حياتنا من صغائر استهنا بها،، وصارت نمطا من أنماط حياتنا،، لدرجة أننا أصبحنا لا نعدها ذنوبا..
ولربما كان ذنبا منها موجبا لغضب الله تعالى.. كالكلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم عياذا بالله.. وكالمرأة التي دخلت النار في هرة..
وزمننا للأسف أصبح يعج بالمعاصي والمنكرات، وأصبح للأسف من يصلي ويصوم فقط يعد نفسه من الصالحين.. بالرغم من وقوعه في الكثير من الأخطاء والمعاصي والذنوب.. سواءا متعمدا كان أو غير ذلك، والكلمة التي كثيرا ما تسمع : الحمدلله أنا أحسن من غيري..
وطالما كان القلب سليما نظيفا فهو ان شاء الله على خير طالما أنه يذنب ويتوب،، المشكلة ان كان يتوب من الذنب العظيم،، ويغوص في بحر من معاصي بجهل منه،، لا يدرك خطورتها وبالتالي لا يتوب منها..
أحببت أخوتي أن نجتهد ونعين بعضنا بعضا على حصر تلك الذنوب اليوميه والمعاصي التي أصبحت في اطار حياتنا شيئا عاديا،، مهما كانت صغيرة (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) علها تكون تذكرة لنا ووقفة لكل واحد منا ليحصي ذنوبه قبل أن تحصى عليه..
(( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية )) الحاقة 12
(( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) الإنسان 29
ويكون أفيد ايضا أن نذكر بعض الطرق المعينة على ترك كل معصية اجتاحت حياتنا..
وأبدأ بنفسي..
إننا أصبحنا نرى المنكر في كل مكان،، في أنفسنا وأخواننا وأهلنا وأصدقائنا وأماكن عملنا وفي الشارع والسوق و و و ... فلا نحرك ساكنا، إلا من رحم ربي.. نقول كل انسان حر في حياته،، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))
ونحن نستطيع أن نغير ولكن أصبحنا متخاذلين،، صار فينا خجل من الحق.. وكيف يخجل أهل الحق من الحق ولا يخجل أهل الباطل من الباطل؟!!!!
أصبحنا نرى ما يغضب الله في كل مكان،، فلا نغضب!! وظننا أننا ليس علينا ذنب..
وظننا أننا ليس من حقنا أن ننكر منكرا طالما أننا مقصرين،، وانها مسؤولية العلماء والشيوخ فقط..
ونسينا أن كا منا مسؤول عن ذلك حتى لو كان مقصرا،، فكلنا مقصرين ولن نجد بيننا أبو بكر ولا عمر..
فإلى متى نبقى سلبيين؟!!
ولا ندرك كم يغضب الله تعالى من فعلنا هذا..
جاء في المسند والسنن من حديث عمرو بن مرة بن أبي الجعد عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم: ان من كان قبلكم كان إذا عمل العامل فيهم الخطيئة جاءه الناهي تعذيرا فقال يا هذا اتق الله فاذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كانه لم يره على خطيئة بالامس فلما رأي الله عز وجل ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذى نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق اطرا او ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم..
وذكر ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن عمرو الصنعاني قال أوحى الله الى يوشع بن نون اني مهلك من قومك أربعين الفا من خيارهم وستين الفا من شرارهم قال يارب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار قال إنهم لم يغضبوا لغضبي وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم.
وذكر أبو عمر بن عبد البر عن أبي عمران قال بعث الله عز وجل ملكين الى قرية ان دمراها بمن فيها فوجدا فيها رجلا قائما يصلى فى مسجد فقالا يا رب ان فيها عبدك فلانا يصلي فقال الله عز وجل دمراها ودمراه معهم فانه ما يتمعر وجهه فيّ قط.
وذكر الحميدي عن سفيان بن عيينة قال حدثني سفيان بن سعيد عن مسعر ان ملكا أمر أن يخسف قرية فقال يا رب ان فيها فلانا العابد فاوحى الله اليه ان به فابدأ فانه لم يتمعر وجهه فيّ ساعة قط..
أختكم في الله ..
مواقع النشر (المفضلة)