بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة:
إن دراسة نمو الطفل و ما يحويه من عمليات بيولوجية و فسيولوجية و كيميائية ، أمر بالغ الأهمية للمربي و المعلم حتى يستطيع تشخيص المشكلات الجسمية و النفسية للطفل ومدي قدرته علي التكييف مع المدرسة.
ونحن كمربين علينا أن ندرك مظاهر النمو المختلفة للأطفال وتطورها ، والعوامل المؤثرة فيها وخاصة في المرحلة الابتدائية حتى نستطيع التعامل مع الطلبة بطريقة صحيحة و سليمة.
يظهر طلبة المرحلة الابتدائية الأولي سلوكيات غير تكييفية تؤثر علي تحصيلهم الدراسي وتؤثر سلبا علي سير العملية التربوية داخل الفصل . ولا تعتبر هذه السلوكيات مشكلة إذا كانت بشكل نادر وغير متكرر وبسيط ، وتعتبر مشكلة كبيره إذا كانت متكررة وتصدر باستمرار أو تمارس بدرجة شديدة ولو علي فترات بعيدة.
والمشكلات السلوكية تدل علي قطاع واسع من الاضطرابات التي يظهرها الطلاب وتشتمل مشكلات انفعالية واجتماعية ومسلكية وخلقية، وتوفير المناخ الصفي المناسب من قبل المعلم له دور كبير في الحد من المشكلات السلوكية.
-------------------------------
ونبدأ في استعراض المشاكل الطلابية حسب الأكثر شيوعا:
(1) شرود الذهن و تشتت الانتباه
ويعني ذلك عدم مقدرة الأطفال علي التركيز، قلة التحمل و المثابرة ، عدم المقدرة علي حصر أفكارهم في مهمة واحدة بل ينتقلون بسرعة بين مهمة و أخري.
وغالبا ما يصاحب تشتت الانتباه نشاط حركي زائد بلا هدف إلا لمجرد الحركة.
والحركة هنا دليل علي أن الطالب ليس في حالة هدوء بل هو في حالة عدم راحة.
فتجده يكثر من مغادرة مقعد الدراسة ، أو يضرب الأرض بقدميه ، أو ينهي واجبه أو الاختبار بسرعة وغير دقة.
خصائص الطالب المشتت الذهن:
داخل الصف
1. لا يستطيع التفريق بين الحسن و القبيح و اللائق و غير اللائق و المهم و غير المهم.
2. سهل الاستثارة و الاستفزاز.
3. يلجأ أحيانا إلي الاعتداء علي زملائه في الصف ولكن سرعان ما يعتذر لأنه في الأصل ليس طالب سيئ.
4. يصدر ألفاظ أو تصرفات خارجه عن موضوع الدرس.
5. يعطي إجابات متسرعة قبل اكتمال السؤال من المعلم .
6. يقوم أحيانا بتصرفات خطرة كأن يضرب زجاج الباب أو النافذة.
خصائص الطالب المشتت الذهن:
خارج الصف
1. يجد صعوبة في متابعة ما يسمع أو يقرأ.
2. يتحدث في مواضيع مختلفة بدون ترابط.
3. غالبا ما ينسي ما معه من أجهزه و أدوات وقد يكون بحاجه إليها.
4. يثير انتباهه كل ما يحدث حوله ولكن لمده قصيرة .
5. يقوم بأعمال لا يفكر في عواقبها وقد يلحق الأذى بنفسه.
6. ينتقل من عمل لآخر قبل أن ينجز العمل الأول.
أسباب ظاهرة تشتت الانتباه وعدم التركيز :
1. أسباب داخليه:
تتعلق بالطفل ذاته كأن يغرق في أحلام النهار وما يتوارد علي خاطره من أفكار فيحملق في المعلم داخل الصف وكأنه لم يسمع أي كلمه.
2. أسباب تعود إلي المعلم :
فقد يكون السبب فتور العلاقة بين الطالب والمعلم وعدم ملائمة أسلوب التدريس والمادة وعدم رغبة الطالب بها.
3. مشكلات عاطفية أو عائلية :
كأن يكون الطالب جالس يفكر في مشكلة ألمت به أو بأسرته (وخاصة حالات الانفصال) أو بشيء يمني نفسه بالحصول عليه.
4. الأعباء المدرسية والواجبات التي لا يستطيع الاستجابة لها مما يسلمه إلي العجز والإحباط.
5. المكان الذي يجلس فيه الطفل.
وسائل العلاج :
1. إيجاد ثقافة عامه حول هذا الموضوع عند كل أفراد الأسرة والهيئات التدريسية .
2. إيجاد احتكاك مباشر بين الوالدين والمختصين من المدرسة.
3. التشخيص الصحيح للمشكلة ومعرفة أسبابها.
4. في حالة وجود مشكلة عائلية أو عاطفية توضع خطه علاجية لكل مشكله بشكل منفرد.
5. استمرار التشاور وتبادل الآراء بين المدرسة و البيت.
-------------------------------
(2) الحركة الزائدة و النشاط الزائد
من طبائع الأطفال كثرة الحركة و اللعب ، حيث لا يضجر الطفل إذا كان منهمكا بأمر سار حيث يركز نشاطه
و اهتمامه ، والمشكلة هي في عدم الاستقرار و الحركة غير الهادفين و المصحوبين بتهييج شديد وتشتت في الانتباه ..
و هو ما نطلق عليه النشاط و الحركة الزائدة
وعلينا كمربين أن ندرك الاختلاف بين النشاط activity و النشاط الزائد hyperactivity حيث أن الأول يظهر عند الأطفال مرتفعي الذكاء والميالين للاكتشاف ويكون فعالا وله عوائد ، ولكن الثاني يكون غير فعال ومثير للفوضى ويشتت انتباه ومتابعة الطالب لعمله ، وتظهر هذه الحالة بين سن الرابعة و الخامسة عشر.
وتحدث نتيجة مجموعة من العوامل الفسيولوجية (تحت قشرة الدماغ) أو ضعف في النمو لأسباب مرضية أو وراثية ، أو عوامل نفسية.
وهي تنتشر بين الذكور أكثر من الإناث
خصائص الطفل زائد الحركة :
1. لا يملكون القدرة علي التركيز
2. لا يستفيدون من نتائج أعمالهم
3. لا يتعلمون إلا القليل من خبراتهم
4. تتميز حركاتهم بالاندفاع و عدم التبصر
5. يفتقرون للصبر
6. لا يتحملون الإحباط
7. يتحدثون بطريقة تفتقر للتسلسل المنطقي ويخلطون الألفاظ أحيانا.
8. لا يستغرقون وقتا كافيا في فحص المشكلة المطروحة.
9. يبدون درجة من التململ أو الشكوى و العدوانية.
10. سريعون في التحول من نشاط لآخر.
11. متقلبون المزاج.
12. لا يلتزمون بالمهمات المطروحة عليهم.
كيف يمكن أن يتعامل المربي مع هذه الحالة:
في البداية:
يمكن مساعدة الطالب الذي يعاني من هذه المشكلة بتحقيق درجة عالية من التكييف النفسي والاجتماعي بإتباع الإرشادات التالية:
1. التأكد من سبب هذا النشاط الزائد وهل هو مرتبط بصعوبات حركية أو إدراكية أم هو إعاقة عقلية ما
2. تحويله إلي طبيب الصحة المدرسية للكشف عما إذا كان يعاني من مشكلات في الغدد أو نشاط عصبي
3. دراسة تاريخ العائلة والتأكد من عدم وجود أفراد في العائلة يعانون من نفس المشكلة.
في المرحلة التالية : علي المربين و الوالدين القيام بالإجراءات التالية:
1. تعزيز الأنماط السلوكية الأخرى لدية (عدا الحركة الزائدة) ويخصص مكافآت لها من النوع الهادئ مثل ( زيادة مدة الجلوس علي التلفاز ، تقديم كوب عصير محبب له ، اللعب مع الوالدين أو الانتباه لفيلم من أفلام الأطفال).
2. تنظيم البيئة المحيطة بحيث تخفف من توتر الطالب.
3. تدريب الطالب علي حركات منتظمة بأسلوب اللعب مثل هبوط وإقلاع الطائرات ، حركة الدب ، الحجلة ، ...
4. إشراك الطلبة في استحسان والثناء علي سلوك إيجابي عند هذا الطالب للضغط غير المباشر علي الطالب ليقوم بأنماط متنوعة ومتعددة من السلوك الإيجابي.
5. تدريب الطالب من خلال مواقف تمثيلية من المعلم أو الأب حول توجيه السلوك ذاتيا.
-------------------------------
(3) الانسحاب
يتصف سلوك الطالب المنسحب عادة بالعزلة والاستغراق في أحلام اليقظة والكسل و الخمول وعدم مشاركة الآخرين مبادراتهم بحيث يكون بعيدا عن الجو التعليمي و المتعلمين.
دور المعلم :
1. تعزيز التفاعل الاجتماعي وزيادة الأنشطة الاجتماعية بين الطلبة وفي نطاق الأسرة
2. حث الطلبة الآخرين لعمل مبادرات باتجاه الطالب المنسحب وتشجيعه علي التفاعل الاجتماعي
3. تجنب العقاب البدني لاسيما مع هؤلاء الطلاب
4. تدعيم ثقة الطالب بنفسه
5. بناء مواقف اجتماعية تلبي أنماطا متعددة من حالات الطلبة ويقوم المعلم بتطبيقها أمام الطلاب
-------------------------------
(4) الكذب
يكذب أطفال المرحلة الابتدائية للأسباب التالية:
1. للعب و التسلية ، وهو ما بسمي ”بالكذب الخيالي“ ويكثر ما بين 4-5 سنوات ويتلاشي هذا النوع بسرعة.
2. عدم قدرة الطفل علي التميز بين ما يدركه في مخيلته وبين واقع الشئ وهو ما يسمي ”بالكذب الألتباسي“
3. رغبة بالانتقام من الغير وإنزال العقوبة بهم وهو ما يسمي بالكذب الانتقامي.
4. رغبة في الدفاع عن نفسه ودفع للعقوبة عنه ” كذب دفاعي“
5. يكذب رغما عن إرادته وهو“ الكذب المرضي“ وهو أصعب أنواع الكذب
يمكن للمعلمين والوالدين وقاية الطلبة من الكذب من خلال:
1. عدم الكذب أمام الأبناء وخاصة عند الرد علي التلفون.
2. عدم الإصرار علي الأبناء للاعتراف بأنهم يكذبون.
3. تجنب العقاب والتهديد به عند حصول الكذب.
4. تهيئة البيئة التربوية سواء في البيت أو المدرسة بحيث تكون بعيدة عن الخوف و القلق.
5. تقوية الوازع الديني بشكل محبب للأطفال وتوضيح منزلة الصادق عند الله وليس الكاذب.
-------------------------------
(5) السرقة
يسرق طفل المرحلة الأولية للأسباب التالية :
1. عدم إدراكه لمفهوم الملكية الخاصة.
2. الحرمان و إن كان ميسورا.
3. الغيرة من أقرانه.
4. تقليد الآخرين في ملكية الأشياء.
5. تعبيرا عن التوتر الداخلي كشعوره بالاكتئاب أو الغضب أو عدم الاستقرار الأسري.
كيف يساعد المعلمون والوالدان أبنائهم علي تجنب هذا السلوك :
توضيح معني الملكية الخاصة للطفل وملكية الغير للأطفال.
توفير المصروف اليومي للطالب بحيث يسد حاجاته المادية بشكل استقلالي.
مد جسر من الصراحة و الوضوح بين الطالب والوالدين و المعلم.
ماذا يفعل المعلمون عند حدوث سرقة في المدرسة :
عدم إخفاء السرقة و التستر عليها ، بل مناقشتها مع الطالب.
محاولة التعرف علي الأسباب الدافعة للسرقة وإزالتها و التخفيف منها.
إعادة المسروقات لأصحابها أو التعويض عنها من قبل الطالب الذي قام بالسرقة مع اقتران التعويض بحرمانه من بعض الامتيازات.
متابعة الطالب الذي قام بالسرقة حتى يتم تعديل سلوكه.
-------------------------------
(6) العدوانية
والعدوانية عند طفل المرحلة الأولية ثلاثة أنواع:
1. عدوان ناتج عن استفزاز حيث يدافع الطالب عن نفسه ضد اعتداء أقرانه.
2. عدوان ناتج عن رغبة الطالب في السيطرة علي إقرانه والتسلط عليهم و إزعاجهم.
3. عدوان مصحوب بنوبة الغضب حيث يلجأ الطالب لتحطيم الأشياء من حوله والعدوان في هذه المرحلة يعتبر مؤشرا لنوع التكييف الاجتماعي المستقبلي واستمراره يعيق النمو الاجتماعي الطبيعي.
الوقاية و العلاج :
1. تجنيب الطفل مشاهدة أعمال العنف سواء في التلفاز أو غيره.
2. مساعدة الطفل علي تصريف التوتر أو الطاقة بممارسة أشكال من النشاط الجسمي .
3. عدم التسامح مع التصرفات العدوانية وعدم اللجوء للعقاب البدني.
4. إزالة التوترات من حياة الطفل من خلال تنظيم بيئته.
-------------------------------
(7) التخريب
وهو ما يقصد به تدمير الممتلكات وتكسير محتويات البيئة .
لماذا يخرب الطفل:
1. عن براءة ودون قصد بسبب نقص مهارة استخدام الأشياء.
2. حب تفكيك الأشياء للتعرف عما بداخلها كنوع من حب الاستطلاع.
3. طلبة يخربون عن قصد و مكر.
4. طلبة يخربون بسبب إحساسهم بالإحباط الذي يعبر عن اضطراب انفعالي دفين.
5. طلبة يخربون بغرض المزاح وإثارة إعجاب الرفاق.
كيف يمكن أن يتعامل المعلم مع هذا السلوك:
وقف السلوك التخريبي فورا وتوضيح الأسباب للطالب.
عزل الطالب لفترة حتى يهدأ ثم يمدح هدوءه أمام زملائه.
التأكيد علي التعويض الناتج عن التخريب.
تفهم مشكلات الطالب والاستماع إليه.
السماح للطالب بالتعبير عن مشاعره السلبية بطرق بديلة.
-------------------------------
(8) الخوف
من المخاوف الشائعة عند الأطفال (الخوف من الظلام ، الخوف من الوحدة ، الخوف من الجروح ، الخوف من الوحوش ، الخوف من الغرباء ، الخوف من الظواهر الطبيعية كالرعد و البرق).
أسباب الخوف عند الطلبة :
الصدمات : أحداث مفجعة في حياته ، أخبار المصائب والكوارث.
التأثير علي الآخرين واستدرار عطف من حوله واهتمامهم.
حساسية الاستجابة عند بعض الطلبة.
كيفية التعامل مع الطالب في مثل هذه الحالة:
تحذير الطالب من مشكلات محتملة الوقوع.
التعاطف والدعم مع الطالب ليكون أكثر أمنا.
أن يكون المعلم نموذجا للهدوء في استجابته للمواقف أما الطالب.
تدريب الطالب علي الاقتراب التدريجي من الأشياء والمواقف المخيفة بالنسبة له.
-------------------------------
(9) التغيب من المدرسة
أسبابه :
1. جذب انتباه الآخرين إليه والتفاخر أمامهم لأن غالبا ما يكون نتيجة تشجيع من طالب آخر.
2. خلافات في الأسرة.
3. إصابة الطفل بمرض نفسي.
4. رد فعل لإهمال الوالدين ولا مبالاتهم في نجاحه أو رسوبه.
5. مستواه التحصيلي الضعيف.
6. مشاكل بين الطفل و معلميه.
العلاج :
1. ترسيخ مبدأ لدي الطالب أن التغيب عن المدرسة أمر مرفوض إلا في الحالات المرضية.
2. متابعة نتائج الطالب والاهتمام بها سلباً كانت أم إيجاباً.
3. إذا كان سبب هروب الطالب هو ضعف المستوي فينبغي علي المعلم إعادة بناء الثقة الذاتية في نفس الطالب.
4. زيادة جرعة الاهتمام بالطالب في الصف
-------------------------------
خاتمة
قواعد عامة يجب مراعاتها مع الأطفال حتى نتجنب وقوعهم في مشاكل سلوكية:
1. لا تستثر الطفل بهدف التسلية.
2. لا تستهزئ بالطفل وخاصة أمام أقرانه و لا تظهره بالعاجز.
3. لا تناقش سلوك الطفل مع الغير علي مسمع منه.
4. أشغل الطفل بما يفيده في وقت فراغه.
5. ليكن جو المدرسة جو نشاط وعطف وتقدير.
6. تفهم واستوعب الأسباب الكامنة وراء مشكلات أطفالك السلوكية والنفسية.
7. لا تدلل الطفل و لا تجامله.
8. لا تكثر من التدخل في أعمال طفلك.
9. لا تسمح للطفل بالحصول علي ما يريد عن طريق الصراخ.
10. أضبط نفسك أمام طفلك
مواقع النشر (المفضلة)