بسم الله الرحمن الرحيم
كلاً منا في هذه الحياة له هدف وله أماني يريد تحقيقها وهذا بلا شك يشترك فيه جميع البشر، والكل أيضاً يبحث عن السعادة التي تشعره بالراحة النفسية والارتياح،
ونحن لا نشك أن من يستمع الغناء يبحث عن السعادة!
ولا نشك أيضاً أن من ينظر إلى الأفلام يبحث عن السعادة
، ومن يستعمل المخدرات يبحث عن السعادة.
ومن يدخل المواقع الإباحية في الانترنت أيضاً يبحث عن السعادة.
ولكن أسأل سؤالاً هل فعلاً كل أولائك وجدوا السعادة؟
أقول إن السعادة التي وجدوها هي باعتقادهم سعادة ، ولكنها سعادة وقتية
تزول بزوال السبب المسبب لهذه السعادة ولا تستمر.
إن السعادة الحقيقية والذي أبحث عنها أنا وأنت وأنتي هي كما قاله بعض السلف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف! فماذا يقصد عن السعادة التي وجدها؟
إنها حلاوة الإيمان
والتي تجعل الإنسان مقبلاً على الله عزّ وجّل طائعاً له مجتنباً ما نهى عنه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار " [ أخرجه البخاري ]
تفّكر أخي في الله:
من الذي خلقك من ماءٍ مهين؟
من الذي رزقك؟
من الذي أجرى الدم وشكّل العروق والشرايين في جسدك؟
من الذي أجرى أنفاسك؟
من الذي لو شاء أعمى البصر وأخرس اللسان وشّل اليد والرجل؟
أليس الله سبحانه؟ فهلا شكرنا هذه النعم؟
كما أسألك هذه الأسئلة واجعل الأجوبة فيما بينك وبين الله عزّ وجّل:
- هل أدّينا الصلوات في أوقاتها؟
- هل حققنا مبدأ الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك؟
- هل حفظنا العين من النظر فيما يغضب الله عزّ وجّل؟
- هل حفظنا اللسان من الكلام فيما يغضب الله عزّ وجّل من غيبة ونميمة؟
- هل حفظنا الجوارح من معصية الله عزّ وجّل؟
كل منا يخطئ ولكن المؤمن الحق من إذا أذنب استغفر وأناب و تاب إلى الله عزّ وجّل
، إنها حلاوة الإيمان التي تؤدي إلى السعادة .
وأنا أدعو كل من يقرأ كلامي أن يعود ويستغفر الله العظيم ويجدد التوبة مع الله عزّ وجّل فقد تكون هذه آخر ليلة له في الدنيا.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتوب علينا ويرزقنا السعادة التي تكون سبباً في دخولنا الجنة.
"قال ابن تيمية " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية "
منقول
مواقع النشر (المفضلة)