حوادث... عكاظ
استيقظ سكان شمال جدة على حادث مأساوي رسم فصوله مقيم فلبيني بينما راح ضحيته أسرة مكونة من رجل وسيدتين، إضافة إلى اصابة العشرات من قائدي السيارات الذين خرجوا إلى مقار عملهم فجرا. بدأت أحداث الفاجعة عند الخامسة والنصف فجرا، حيث قام وافد فلبيني بقيادة حافلة نقل جماعي ضخمة تابعة لإحدى المنشآت الحكومية بسرعة جنونية في عدة طرق رئيسية قبل أن يدخل طريق الحرمين (النازل) معاكسا السير، ومعرضا حياة المئات من قائدي المركبات وأسرهم للخطر، حيث تزامن ذلك مع خروج الموظفين والطلاب فجرا.
واصطدم بعدة سيارات رغم محاولات الدوريات الأمنية لإيقافه.. ونتج عن ذلك وفاة رجل وسيدتين كانوا في سيارة من نوع "كورولا" بعد أن سحبهم لمسافة تزيد على 25 مترا قبل أن يجبره تعطل اطارات الشاحنة إلى التوقف، إضافة لإتلاف عدد من السيارات المارة.
شهود العيان
"محمد اليامي" أحد الذين شهدوا الحادثة ونجا من موت محقق، أشار إلى أنه تفاجأ بحافلة تسير أمامه بسرعة جنونية في منظر مخيف، ورغم أنه حاول تفاديها إلا أنه شعر بأن قائد الحافلة كان يتعمد الاصطدام بمن أمامه مما دفعه لمحاولة الارتقاء فوق سيارته لكنه هرب نحو المسار الترابي وتضررت سيارته بعد اصطدام جزء من الحافلة بالجانب الأيسر.
اليامي قال أيضا: رأيت ذلك المنظر البشع في قصة الرعب الصباحية، وهي وفاة رجل وامرأتين كانوا في سيارة صغيرة من نوع "كورولا" وبتعمد ارتطم بهم وسحبهم لمسافة تزيد على 25 مترا مما أجبر بعد ذلك على التوقف بسبب خلل في إطارات الحافلة، عندها نزل من الحافلة وهمّ بالفرار إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليه بعد مقاومة شرسة ومحاولة للاعتداء على رجال الأمن.
قتل متعمد
"غازي اليامي" شاهد آخر على جريمة قتل متعمد وكما وصفها لـ "عكاظ" فيؤكد غازي بأن نظرات السائق نحونا وجرأته في الحادث وابتسامته المستهترة كانت توحي بأنه قام بذلك عن عمد راغبا في جني ضحايا أبرياء.
محمد الجبرتي (أحد الناجين) وصف الحادث بأنه الأبشع من نوعه فقد قام بعرقلة الحركة المرورية ولم يأبه لنداءاتنا ومحاولات رجال الأمن لإيقافه ويتعمد بسحق السيارات الصغيرة لينتهي المشهد المرعب بحضور سيارات نقل الموتى لحمل جثث المتوفين.
نجاة 9 معلمات
وأضاف الجبرتي: أن من بين الناجين من الحادث حافلة كانت تقل 9 معلمات، حيث تعمد السائق اللحاق بهم إلا أن لطف الله ويقظة سائق المعلمات جعلاه يتفادى الارتطام وسار بعدها باحثا عن ضحية جديدة.
حوادث مماثلة
كما أشار آخرون إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فقد سجلت جدة حادثا مماثلا في طريق الحرمين قبل ست سنوات، عندما قام وافد يحمل نفس الجنسية (فلبيني) بقيادة شاحنة في ساعة متأخرة من الليل عاكسا فيها اتجاه طريق الحرمين وبعد أن تفاداه عدد من السيارات المارة ارتطم بسيارة صغيرة تقل أسرة كاملة مما أودى بحياتها.
أشار العقيد محمد بن حسن القحطاني، مدير مرور جدة، إلى أن الحادث وقع في الساعة الخامسة والنصف فجرا. وتشير المعلومات الأولية إلى أن السائق كان يسير بسرعة جنونية عاكسا طريق الحرمين بحافلة خاصة بنقل عمال بسعة 55 راكبا ولم يكن برفقته أي شخص وتحت كبري فلسطين اصطدم بسيارة صغيرة يستقلها رجل وسيدتان توفوا جميعا لحظة وقوع الحادث، من إثر الإصابة وتم التحفظ على السائق للتحقيق معه. وكان قائد المركبة الصغيرة يسير بطريقة صحيحة متجها من الجنوب إلى الشمال فيما كان سائق الحافلة يسير بعكس حركة السير من الشمال إلى الجنوب، وأضاف بأن التحقيق مع السائق والشهود سيكشف كافة الملابسات التي أدت إلى وقوع الحادث.
فيما أكدت مصادر لـ "عكاظ" بأن الحافلة التي كان يقودها السائق الفلبيني تابعة لإحدى خطوط النقل قام بسرقتها.
أكد المقيم الفلبيني ديجورا ستيرون ديفاد (34 عاما) الذي يعمل في خدمات النقل الجوي والذي قاد حافلة تابعة لإحدى خطوط النقل الجوي صباح أمس، عاكسا الاتجاه في طريق الحرمين مما أدى لوفاة الشاب سعد القرني (23 عاما) ووالدته وشقيقته بالإضافة لإصابة العشرات، أنه لا يعي ما قام به، ولا يدرك سببا محددا دفعه للقيام بذلك.
يذكر أن ضحايا الحادث يرتبطون بصلة قرابة بالناطق الإعلامي في شرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عائض القرني.
كما أشارت بعض المصادر إلى أن المقيم تلقى اتصالا هاتفيا من خطيبته أكدت فيه رغبتها في الانفصال عنه، مما أدخله في حالة هستيرية دفعته إلى ما قام به.
وشملت تحقيقات اللجنة المشكلة من عدة جهات قائدي خمس سيارات أكدوا أن الوافد تعمد الاصطدام بهم قبل أن يصطدم بسيارة العائلة وسحبها لمسافة تزيد على 25 متراً، كانت كفيلة بتحطيم السيارة إلى أشلاء والقضاء على من بداخلها.
مواقع النشر (المفضلة)