- الإهدائات >> emad fayed الي المنتدي : برنامج لإدارة الجمعيات الخيرية ( أبواب الخير الإصدار الأول ) محمد 1981 الي للاحبةفي الله : السلام عليكم ارجو ان يكون جميع اعضاء منتدى حزنة الاسلامي بخير الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : أقوى أمطار وسيول مرت على بلجرشي في القسم العام ..مشاهدة ممتعة اتمناها لكم .. الامير الي الى الجميع : فترات التسجيل عبر نظام نور فى (( المنتدى التعليمي )) فتى الدار الي الأهالي : فديو لسيل الجلة في قسم الاهالي وصور للمطر يوم الاثنين 17/5 نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : حصرياً على منتديات حزنة نت صور لإنآرة جبل حزنة المرحلة الثآنية للمشآهدة >> في القسم العآم .. مشآهــــدة ممتعة الزعـــــ20ـــــيم الي :: الجميــــــــــــع :: : تم تنزيل صور مميزة في موضوع حزنة اليومـ >> في القسم العآمـ .. مشآهدة ممتعة .. الشاطئ الي لاعا دة حلقة حزنة : لاعا دة حلقة حزنة الكتا بة على شات قنا ة السيوف على الرقم835222 او الفا كس رقم026984414 خالد الحزنوي الي الاهالي : حلقة خاصة عن قرية حزنة عبر برنامج ربوع الجنوب على قناة السيوف بعد مغرب اليوم السبت الشاطئ الي دعوة اها لي حزنة : شا هدوا حزنة على قنا ة السيوف بعد مغرب اليوم السبت ونا مل الدخول بالشا ت على رقم 835222

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

  1. #1
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    55

    Ss70014 أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    إن مما يكرس حقيقة أزمتنا الفكرية اليوم هم أولئك الذين يملكون الخلفية الشرعية في طبيعة تفكيرهم كما أنهم يستغلون استفاضة العلم عنهم في أوساط المجتمع فتجدهم يعضدون أقوالهم بأدلة من الكتاب أو السنة فيتصدرون قوائم الإفتاء ليس على الصعيد الفقهي المختزل في الشؤون الفردية فحسب فهذا امر احسنوا فيه الى حد ما ولكن اللغط عندهم قد بدا أثره في إقحام أنفسهم في مغالطات اخذت شكل الفتوى تارة والرأي تارة أخرى عندما جردوا الفتاوى الجزئية الخاصة التي قد يكون لها ارتباط وثيق بالبعد المتعلق بأهداف الأمة وطموحاتها بمعنى"المقاصد الكلية للشريعة" فقالوا بها وأفتوا على أنها جزء مجرد من سواه والخطر هنا يكمن فيما إذا اصبحت طريقة الفتاوى المقتبسة للجزئيات المرتبطة بالكليات منجها في الفتاوى وسلوكا عمليا يجد فيه كل لاعب وناعق ومحارب لله ورسوله سبيله من خلالها ولن يكون إن فعل ذلك محط نقد ومسائلة أمام المجتمع لأنه وببساطه سيكتفي بالقول إن العلامة أو الشيخ "فلان بن فلان" قد أفتى بهذا ففي الفتاوى المجردة من الإطار العام الذي توضع فيه يمكن القول أن حكمة الله ومقتضى ما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم سيكون محل التناقض ومدعاة الجدال بانتهاج هذا الأسلوب القاصر كما هو الحال اليوم وستنتفي حكمة الشارع في التعامل مع الجزء بمنأى عن الكل إذ أن دين الله اتى ليحقق أهدافا في الحياة جزئها وهو الإنسان أو الفرد وكلها وهوالمجتمع لترسم منهاجا واضح المعالم حاسم المعاني في دلالاته بحيث لا يقع اللبس فيها او لا تحمل على غير محملها الذي وردت فيه خصوصا في هذا الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى أن يكون العلماء والمفكرون أكثر انضباطا في أفكارهم وفتاواهم لأن المترصدين لهم كثر وبهذا الأصل سيغلق الباب على كثير من أولئك الذين كانوا يجدوا بغيتهم في هذه التناقضات ولو كان المكسب الوحيد عندهم حينئذ ان يضرب القرآن بعضه ببعض وفي ذلك شدد النهي لحكمة اقتضاها الباريء وأتت أيضا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .


    وقد يخطر سؤال :


    ما هو الضابط في تقرير القول الصحيح وماهو معياره؟؟


    فأقول وببساطه معياره وضابطه هو النظر للمقاصد الكلية في ضوء الواقع الذي يراد الإفتاء فيه تحليلا أو تحريما استحبابا أو كراهة وكل هذه الأحكام المتعبد بها تعطي مرونة أكبر في إصدار الأحكام بحسب الواقع مع مراعاة المقاصد خصوصا في الأمور التي لا يوجد فيها نص قطعي الدلالة والأئمة والفقهاء قد بينوا ذلك وأظهروه بما لا يدع مجالا للزيادة فيه فما قرروه إضافة الى الأحكام الخمسة أو السبعة من القواعد الفقهية دليل على وعيهم لتطور الواقع وتجدد المرحلة وهكذا دين الله عظيم في استيعابه الواقع الحاضر وتعاطيه مع جديد المستقبل بكل مرونة .


    وإن سياسة النظرة القصيرة والأفق الضيق قد تكون أيسر وأسهل للمتخاذل في اصدار حكم هكذا بدون تقصي عموم الحال التي يجب على الحصيف ان يتابعها وان لا يتسرع في الحكم بدون تثبت في معطيات الواقع ومع التعاطي بهذه الصورة نرى ازمة الفكر في الإسلام ظهرت وشاعت ليس على صعيد المفكرين والعلماء وإن كان هذا نادر في حق المخلصين منهم ولكن فساد الفكر ايضا قد انتشر بين الناس وذلك مما يجب أن لا يهمل بأي حال من الأحوال سيما في ثوابت الدين التي هي الفصل بين الإيمان والكفر وأنا أشير الى العامة اليوم وفسادهم الفكري في سوادهم الأعظم لأني أعلم يقينا ومن خلال دراسة الواقع والممارسة أن مالم يكن واجبا العلم به في العقدين الماضيين ومما كان ينظر إليه أنه من علوم الخاصة من طلبة العلم بات فرض عين عليهم وذلك لأننا طفقنا نرى القنوات الفضائية بدأت تلعب دورها وتعمل ببرامجها في عقول الناس ليس على صعيد الترف وضياع الوقت فحسب بل تطور الأمر حتى بلغ من المسلسات وبرامج الأطفال الكرتوني وغيرها حدا يقدح في العقائد بالتفاف وبدون مواجهة ورأينا هذا ظاهرا في سلوكيات كثير ممن هم مظنة الفطنة والتبصر فضلا عن النساء والأطفال المساكين.


    إن الأمة اليوم ومن خلال واقعها المؤلم هي بين مطرقة الشهوة المشاعة وسندان البدعة المذاعة ثم نجدها وهي في أمس الحاجة للصامدين الثابتين أولي العزم من رجالات عصرها الذين ما إن اتجهت الأنظار إليهم تستجدي فيهم النصرة وتطمع في قيادتهم الى المعالي السامقة حتى فاجؤوها بمراجعات وتغيرات اشبه ما توصف به أنها إعلان عام بالهزيمة من اولئك الذين كانوا هم مظنة الفرج وطوق النجاة فإن كان هذا واقع الصفوة "وأنا هنا لا أعمم" ضياعا وتخبطا تارة وبراءة من الماضي المجيد لهم تارة أخرى فأين ياترى يجد العامة والدهماء الحق وكيف يستشرفوه ؟!!


    إن حال أولئك قد أشبه المهرج فكما هم تلونوا في أرائهم وأفكارهم الى حد جمع المتناقضين وهذا مشاهد في سلوكيات البعض منهم فلم يدعوا بدا من أن يضحكوا عليهم المتفرجين .


    وهنا ومن خلال الإستقراء والواقع نجد أن المفكرين "الإسلاميين" المعاصرين يمكن تصنيفهم كل بحسبه وبأهدافه كما يلي:


    1- المستشرقين وهم الغربيون الذين درسوا الإسلام وتبحروا في علومه ليس لغاية إلا القدح فيه وقذف الشبهات.


    2- التغريبيون الذين تأثروا بالفكر الغربي وحادوا عن الطريق تحت وطأة الإنبهار بما عند الغرب والهزيمة النفسية التي سببها جهلهم بالدين وعدم معرفة الفرق بين صراع المادة الذي تفوق فيه الغرب وصراع القيم الذي لا يزال الإسلام "كمنهج" ينتصر فيه .


    3- مجتهدون قد يخطئوا ويصيبوا ونعذرهم في اجتهادهم لأن اثر الخطأ عندهم لم يتخطى حدود المنهج العام وقد يقبل منهم تعاطيهم مع الجزء الى حد يكون أوسع من غيره كالذي سيأتي معنا لأنهم لم ينصبوا أنفسهم دعاة أمة وليس لهم إرث صدامي في الحق فنفعهم أكثر من ضرهم .


    4- مجتهدون كالصنف الثالث الذي ذكرناه يخطئوا ويصيبوا وليسوا معذورون في خطأهم العام الذي يرسم معالم المنهج الجديد الذي اتخذوه وأثرخطأهم الذي يرتكبونه قد يكون كارثي بمعنى الكلمة وذلك أنهم نصبوا أنفسهم لقضايا الأمة وتصدروا تحقيق أهدافها فتعاطيهم مع الجزء المجرد قد يكون له تداعياته وآثاره لأنهم يمتلكون إرثا عظيما لطالما زاد مصداقيتهم امام العامة وأعلى مكانتهم ويظهر جرمهم في تعاطيهم مع الجزء مع نفي الماضي والبراءة منه والتدرج حتى بلغوا حد نقده "وهذا الصنف هو اخطر الأصناف ".


    5- مجتهدون كسابقهم الثالث والرابع يخطئوا ويصيبوا ويعذرون في خطأهم العام في حدوده الممكنة لأنهم لم يزالوا ثابتين على منهجهم القديم ثبوت المؤمن المتيقن بنصر الله وما عند الله فكان الثبات على الماضي من المنهج يعطي لهم القبول في الطاعة والتلقي منهم عند العامة كما يوسع دائرة الخطأ في الشأن العام كما ذكرنا في إطاره الذي لم يبلغ به حدا تستحيل منه الرجعة أو يخل بأهداف القضية ومتطلباتها.


    6- مجتهدون سابقون ثابتون في سبيل المنهج وكان ضريبة الثبات أن بذلوا نفوسهم رخيصة في ذات الله وفي إعلاء دينه فرحمهم الله رحمة واسعة.
    [align=center]ولربما صبر الحليم على الأذى
    وفؤاده من حره يتأوه

    ولربما شكل الحليم لسانه
    حَذَرَ الكلام وإنه لمفوه !
    [/align]

  2. #2
    مشرف المنتدى العام الصورة الرمزية الفقير الى ربه
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    بببب
    المشاركات
    1,325

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    [align=center]
    إن الأمة اليوم ومن خلال واقعها المؤلم هي بين مطرقة الشهوة المشاعة وسندان البدعة المذاعة ثم نجدها وهي في أمس الحاجة للصامدين الثابتين أولي العزم من رجالات عصرها الذين ما إن اتجهت الأنظار إليهم تستجدي فيهم النصرة وتطمع في قيادتهم الى المعالي السامقة

    جزاااك الله أخي الجنه أبدعت فيما كتبت
    رعاااك المووولى ننتظر منك كل جديد ومفيد
    لاخلا ولا عدم
    [/align]

  3. #3
    عضو الصورة الرمزية العاقل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    6,727

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    بارك الله فيك على هذا الطرح القيم

    نعم يا أخي عز الدين أصبح الناس وخاصة بعض من ينتسبون الى الفتوى يفتون بغير علم وإن شئت قل منافقون

    لا يهتموا بمن يفتون لهم كل ما يهمهم هو الفتوى والشهرة حتى ولو كانت مخالفة للدين.

    ولكن والحمد لله هناك من يفتي وهو عالم بالدين وتستطيع أن تقول يعتد بفتواهم فهم من علمائنا الاجلاء الذين ليس لهم مصالح.

    فهم يهتمون بإمور المسلمين ويجعلون نصب أعينهم وضع المسلمين في كل مكان ويفتون للناس من جميع أصقاع الارض فهؤلاء يجب أن نأخذ بأيديهم ونساعدهم ونمد لهم يد العون من إعلام وغيره حتى يوصلوا الحقيقة لكل مسلم.

    أرجو أن لا يطول غيابك علينا عسى المانع خير فقد غبت فأتيت وأبدعت بموضوع مهم وخاصة في هذا الوقت الذي نحتاج فيه مثل هذه المواضيع القيمة والمفيدة0

    ننتظر منك الجديد المفيد وخاصة في هذا الايام المقبلة أيام عشر ذة الحجة0

    دمت في رعاية الله وحفظه

  4. #4
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    بارك الله فيكما أخواي الكريمان"العاقل و الفقير إلى ربه"
    سعدت بمروركما وبه تشرفت.
    أما عن سؤالك عن سبب غيابي اخي العاقل فإن لا أجد
    في نفسي ما يبرره ولكن حسبي أني عدت والعود أحمد

    أخوكم

    عزالدين القسام
    [align=center]ولربما صبر الحليم على الأذى
    وفؤاده من حره يتأوه

    ولربما شكل الحليم لسانه
    حَذَرَ الكلام وإنه لمفوه !
    [/align]

  5. #5
    عضو الصورة الرمزية العاقل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    6,727

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    الحمد لله على عودتك فالمنتدى يحتاج الى أمثالكم بارك فيكم

    نتمنى لكم التوفيق والنجاح

  6. #6
    عضو مبدع الصورة الرمزية سراب الماضي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    724

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    إن الأمة اليوم ومن خلال واقعها المؤلم هي بين مطرقة الشهوة المشاعة وسندان البدعة المذاعة ثم نجدها وهي في أمس الحاجة للصامدين الثابتين أولي العزم من رجالات عصرها الذين ما إن اتجهت الأنظار إليهم تستجدي فيهم النصرة وتطمع في قيادتهم الى المعالي السامقة حتى فاجؤوها بمراجعات وتغيرات اشبه ما توصف به أنها إعلان عام بالهزيمة من اولئك الذين كانوا هم مظنة الفرج وطوق النجاة فإن كان هذا واقع الصفوة "وأنا هنا لا أعمم" ضياعا وتخبطا تارة وبراءة من الماضي المجيد لهم تارة أخرى فأين ياترى يجد العامة والدهماء الحق وكيف يستشرفوه ؟!!

    لا نظل وكتاب الله وسنة الحبيب المصطفى بين ايدينا...

    عوداً حميداً.مباركاً..أخي...القسام..نرجوا تكرماً ..لا امراً..عدم الانقطاع ..عن هذا المنتدى الطيب فهوا في حاجة أمثالك من الناس الرائعين..حفظك الله وسلمك وسددك الى كل خير..

    أنزل الله القرآن نورًا لا تُطفأ مصابيحه، وسِراجًا لا يخبو توقُّده، ومِنهَاجًا لا يضلُّ نهجه، وعِزًّا لا يُهزم أنصاره، فهو معدن الإيمان وينبوع العلم، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها المادحون، جعله الله ريًّا لعطش العلماء، وربيعًا لقلوب الفقهاء، ودواءً ليس بعده داء.

    هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، فيه نبأ مَنْ قبلنا، وخبر مَنْ بعدنا، وفصل ما بيننا.

    هو الحق ليس بالهَزَل، بالحق أنزله الله وبالحق نزل، مَنْ عمل به أُجر، ومَنْ حَكَم به عدل، ومَنْ دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم.

    مَنْ طلب الهدى منه أعزَّه الله، ومَنْ ابتغى الهدى من غيره أذلَّه الله، يَرفع الله به أقوامًا ويَضعُ آخرين، ويأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. قال عنه - صلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((مَنْ قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى؛ فله حسنة، والحسنة بعَشْر أمثالها، لا أقول{ألم} حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف))؛ رواه الترمذي.

    إنَّ كتاب الله - عزَّ وجلَّ - بمثابة الروح للحياة، والنور للهداية، فمَنْ لم يقرأه ويعمل به فما هو بحيٍ؛ بل هو ميت، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، ومَنْ لم يؤمن به ضلَّ وما اهتدى، وإن سار في السماء أو غاص في الماء: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122].

    إنَّ الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء؛ بل إن الإبلاس متحقِّقٌ في حفظه ونفسه؛ ذلك أن القرآن هو الدواء والشفاء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصلت: 44].

    شفاءٌ للقلوب، وشفاءٌ للأبدان، شفاءٌ للمرء وأنيسٌ كلما ضاقت أمامه مسالك الحياة وشعابها، وافتقد الرائد عند الحَيْرة، والنور عند الظلمة، يجد القرآن خير جليس لا يُمَلَّ حديثه، وتِردَادُه يزداد فيه تجملاً وبهاءً.

    وبه تنضبط النفس المتردِّدة أمام الزوابع والأعاصير، فلا تغرق في لجَّة المهالك، ولربما ضاقت بالمرء الضوائق، ومارت في وجدانه المخاوف، ويصدّه ألمه فلا يجد إلا أن ينشد راحته في بضع آيات من القرآن يردِّدها: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45]، {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9].

    يقرأ المسلم القرآن؛ فإذا بالسكينة والطمأنينة يعمران قلبه وجوارحه، ثم تَقْدِمُ النفس بعد ذلك، لا تبالي ما يحدث لها، وهي تقرأ قول ربها: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51]. وبذلك تتبخَّر وساوس السوء ووساوس الضعف، ويظهر للنفس أن الإنسان مبتلى بأوهام أكثر مما يُبتلى بالحقائق، وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 173 - 175].

    عباد الله:
    لا يُعرَف مظلوم تَواطأ الناس على ظلمه وزهدوا في إنصافه مثل القرآن، فلله ما أقلّ عارفيه! وإنَّ أحدنا لو ذهب يبحث عن العاملين بما فيه بحقٍّ وصدقٍ في أغلب ما يرى ويسمع لأعياه ابتلاءً.

    اتَّخَذ الناسُ هذا القرآن مهجورًا، إلا مَنْ رحم ربي، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير: صحفٌ، ومجلاتٌ، وحكاياتٌ، وثقافاتٌ، تموج بها الدنيا صباح مساء: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]، {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [يونس: 36].

    إنَّ المرء المسلم ليعجب من مواقف كثيرٍ من الناس أمام كتاب الله تعالى، وقد أحاط بهم الظلام من كل جانب فتخبَّطوا فيه خبط العُثَرَاء! أفْلَسَت النُّظُم، وتحطَّمت كثيرٌ من المجتمعات، وتدهورت القوميَّات والعالميَّات، وأنسنة الحريات اللاتينية المزعومة.

    فالعجبُ كل العجب أن يكون النور من بين أيديهم، ثم هم يلحقون بركاب الأمم الكافرة في كل نهجٍ ومسلكٍ، فلا يستطيعون سبيلاً إلى الهداية، كالعِير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول!!
    أعرفُ بأني أطلت الحديث !
    ولكن ثق ثقة تامه بأنني معجبة بطرحك المميز وهذامايدفعني للكتابة وتبادل الأفكار !
    المـوفق الذي يجعل خشية الله في السر أعظم
    وأقوى من خشيته في العلانية لأن خشية الله
    في السر أقوى في الإخلاص لأنه ليس عندك
    أحد لأن خشية الله في العلانية ربما يقع في
    قلبك الرياء ومراءاة الناس
    ياااما ناس خانة الامانه وتتحدث في اعراض الناس بغير وجه حق
    لاحللهم الله ..

  7. #7
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: أزمة الفكر بين الفتاوى الجزئية والمقاصد الكلية

    أختي سراب الماضي .......................حفظك الله
    اشكر لك مرورك وإطراءك

    اخوك
    عزالدين القسام
    [align=center]ولربما صبر الحليم على الأذى
    وفؤاده من حره يتأوه

    ولربما شكل الحليم لسانه
    حَذَرَ الكلام وإنه لمفوه !
    [/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
 

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60