كم أشعر بالنشوة والفرح الشديدين لما لحق بالطاغية ومجرم الحرب بوش من إهانة بالغة على أثر ذلك القصف الصاروخي بتلك الجزمة التي سوف يسجلها التاريخ تحت مسمى ( حذاء الإباء ) .. وفرحي ليس فقط بسبب تلك الإهانة التي لن ينساها هذا الطاغوت والذي كان يتطلع لاستقبال حافل حسب ما هو مرتب له مسبقاً ولكن ضربة الصحفي الشجاع أفسدت عليه ذلك الجو كما أفسدته على العملاء المنافقين الذين شعروا بالحرج الكبير ، كما شعر به بعض الخانعين من بني قومنا .
لقد كان لواقعة الحذاء التي بثت على الهواء مباشرة أمام جميع العدسات العالمية أثر بالغ في تغيير مسار الأمور،وقلب الموازين ،فلم يعد للفرحة والاحتفال مكان أمام بوش وعملاءه من المنافقين المرتزقة والذين تفاجئوا بالحدث فلم يخطر على بال بوش وحذاء بوش ( المالكي ) الذي كان يقف إلى جواره ، وبقية الأحذية الأخرى التي هبَّت مبارزة ومستنكرة لـ ( حذاء الإباء ) والذي جاء بمثابة التعبير الفعلي عن الظلم والطغيان والقهر الحاصل بسبب الاحتلال الغاشم الذي قاده الطاغية السفاح فدمر بسببه العراق وتاريخه وشعبه وحضارته وإنسانيته .
نعم لقد قلب هذا التعبير العملي من هذا الصحفي الشجاع الموازين ،و كان فعله أشبه بكلمة حق عند سلطان جائر فاستطاع أن يوصل الرسالة للطاغية بجدارة مذهلة وعلى الهواء مباشرة وأمام جميع العدسات العالمية وفي حفل وداعي أسود كلون سجله وتاريخه ،حيث حفلت صفحة الطاغوت الأخيرة في العراق برسالة مباشرة مفادها : أن الحذاء الذي كنت تطأ به رقاب الناس وتستعبدهم ،سيكون يوماً ما فوق هامتك أيها العلج ،وأن تلك الأحذية التي علت تمثال صدام بالضرب تعبيراًعن السخط من ظلمه وبطشه ،لن تكون بعيدة عن شخصك غير الموقر ،ولن ينجو منها تمثالك الخبيث .
لقد كانت سعادتنا عامرة ،وفرحتنا غامرة ،حين كانت القذيفة التي أطلقت عليه من نوع ( حذاء ) عابر للمنصات ،وإن كان بعض الفضلاء يرى أن ضرب هذا الخنزير بالحذاء تدنيس للحذاء نفسه ،ولعل في القصف الحذائي تأكيد لما كان يتمازح به بعض الأحبة من أنه يستخسر فيه قيمة الطلقة ،فكانت هذه البادرة من الصحفي حسماً للخلاف ،وتحريرا لمحل النزاع ،وإن كانت لم تصبه اليوم ،فلعلها ألاَّ تخطئه قريبا ،ليكون بذلك شهيد ( حذاء الإباء ) .
وهنا يسعدنا أن نزف البشرى لأصحاب محلات الأحذية حيث ستسهم تلك الحركة في زيادة أسعار الحذاء ،كما سنقول للبوشيين ( موعدكم الأحذية ) .
أما تلك الأقلام التي أبدت أسفها وخجلها لما حصل للطاغية بوش وأن ما قام به الصحفي لا يمثل أخلاقيات المسلمين ولا يليق بأحد أن يفتخر بفعله أو أن يتباهي بإنجازه ..!! ،فهي أقلام تعودت مسح الجوخ ،ولهذا فهي لا تدرك حجم الرسالة التي انطوت عليها تلك الحركة الجريئة ،والضربة المسددة ،ناهيك عن أن كثيرا منها تعود أن الأمريكي يعلوه بالحذاء ،ولم يستوعب بعدُ أن الحذاء العربي سيعلو العنصر الأمريكي الظالم ،أو أنهم لهول الصدمة التي واجهتهم لم يجدوا ملجأً إلا التمسح بالأخلاق ،متناسين أنهم كانوا يشيدون بأخلاقيات الغرب وأمريكا والتي كان ( الدعس ) بالبسطار أحد مفرداتها ،وهنا يبرز العجب ،ويظهر التناقض المقيت .
والعجيب أن الأطفال ببراءتهم احتفلوا في المدارس بهذه المناسبة العظيمة ولم يخفوا ابتساماتهم ،وقد حدثتني ابنتي لـُجين أن الأطفال كان حديثهم عن الجزمة التي علت هامة العلج ،وتقول لـُجين : أن كل طفلة تمنت لو أنها تستطيع أن ترمي بجزمتها ذلك المجرم ولم تخفي لـُجين ببراءتها رغبتها الشديدة بفعل ذلك مما تسمعه عن ذلك المجرم من دعوات المسلمين عليه ،ولكنها لم تخفي خوفها من بوش في حال رشقته بالجزمة فإنه سيقتلها كما فعل بإخوانها الأطفال في العراق وأفغانستان !!
ومع أن الكثير فرحوا لهذه الإهانة التي تعرض لها بوش وكان التعليق على الجزمة وقيمتها ولكن البعض تناسى أن صاحب الجزمة سيكون يومه أسودا في سجون المالكي وزبانيته حيث أكدت مصادر إعلامية عدة أن الزيدي تعرض إلى ضرب مبرح وتعذيب قاس على أيدي الحرس الشخصي لرئيس الوزراء نوري المالكي أثناء وبعد إخراجه من القاعة وهو ما شاهدناه مباشرة عندما غضب المنافقون والخونة وأذنابهم والذين انهالوا عليه ضربا أمام سيدهم بوش وهو ينظر إليهم و يقول إنها الحرية !!
يقول صاحبي :
لقد تعلمت درسا كبيرا هذا اليوم .. تعلمت أن أحترم حذائي فربما يكون يوما ما آخر أسلحتنا.
مواقع النشر (المفضلة)