لا تبكي على من ماتفي زاويا الحلم ... لا وجود لغرفة مظلمة تصرخ فيها البرودة ، وربما الحر الشديد ، ولكن الواقع يعلن عن وجودها في سكرات الحلم لا وجود للإلغاء الذات وملامسة إلا وعي ... ولكن الواقع يبوح بإسرار وخفايا رفض الحلم الاعتراف بها .الممر الذي مشيت فيه كان بأس حزين يصرخ في وجوه الموجودين وتلك الجدران العالية كُتب فيها مأساة الإرادة المسلوبة .. وبين الخوف والشجاعة وجدت نفسي أسير بخطوات ثقيلة .. خائفة .. المنطق لا وجود له واعتقدت إن مسيرتي استمرت مائة عام لان ذلك الممر لم يكن عادي ولا احد يرغب أن يسير فيه ، ولكن التحدي والإصرار وحب المعرفة سبقوني وهزموا عودتي .وصلنا إلى ذلك الباب العتيق المغلق عن الإسرار والخفايا والمرصود بذلك القفل البليد ...ولن أنسى أصوات المفاتيح وهي تقرع كالطبول معلنه عن وجود زوار .. دخلنا .. ويا رأيتني لم ادخل .. فقدت الحياة في لحظة انبهار ... لا جود لأي تعبير غير الدهشة البلهاء ، كانوا ينظرون ألينا وكأننا جئنا من كوكب آخر ... لم أجد لهم أي ملامح أو معاني بل وجدت خطوط تدل على وجود شوارع دون عناوين أو سكان .الإغماء كان هو المخيم على لوحة المكان ... والصمت ضرب بإطرافه كل سؤال لا وجود لأي حياة لنا غير الفزع والألم ، ونظراتنا التائهة تصرخ حسرة وهي ترى وتسمع كلام متناقض يرددونه هؤلاء الرجال احدهم واقف يردد كلمات هاجس النهار .. والهلوسة الليلية لفرط إنسانيته وآخر يردد كلمات لينين ، وأخر محايد يبتسم لحياة مضت ولن تعود وجميعهم يرفضون الواقع بصوت مقتول حد إيلام المحيط .. أنهم رجال اغتيلت أحلامهم وعطبت ولم يتجاوز كبيرهم عن الثلاثة والأربعون ... لا اكتب كلمات مجنونه فما ينقصنا المجانين هؤلاء يعشون في ( المصحة النفسية ) مصحة السلام يعيشون الحلم بتلك الإبر الوريدية .. والهزات العصبية .. لاحياه لهم منفيون من واقعهم لا شي يؤكد على بقاء الحياة غير اهتزاز رؤوسهم المستمر ، وذلك العتاب الذي يوجهونه للعالم ، شباب كالورد عاشوا أجمل سنوات العمر في هذا المكان بعد حرب 1986م و 1994م وإنسانيتهم تسحق بتلك المعاملات الباردة والتي امتصت حقيقة يملؤها المغالطات .وطن هؤلاء الرجال عجوز ..هرم مات منذ زمن دون رثاء أو دموع تدل على شوق لهم.وعدت إلى منزلي اردد المثل القائل ( لا تبكي على من مات وابكي على من عقله فات ) وحملت هم ..وآلم .. نقش آثاره في الأعماق ولم يتبقى إلا أن احمد رب العالمين إني ما زالت أحياء واعبر .. وأثور بكلماتي على كل مسئول تناسى أن هنالك من يصرخ ويستغيث .
مواقع النشر (المفضلة)