لاتحرص على الشهرة فإن الرأس كثير الأوجاع وفي الإشتهارنهاية الأخطار ، ومن كان بينه وبين ربه معرفة قلبية استغنى بها عن كل معرفة.
ورأينا من يتلكف في أقواله وأفعاله ليكون مقبولاً عند الناس فلا يقع له ذلك لأن مفاتيح القبول في السماء ، ولقد تغيرت أحوال الناس فلا مواساة ولا تراحم إلا في النادر فأصبحت المصالح تحكمهم والمنافع تربطهم حتى أنك تبحث عمن يواسيك ولو بكلمة فتعجز ان تجده فغالب من يتحبب لك إنما هو لحاجة في نفس يعقوب فإذا قضاه مرَ كانك لاتعرفه ولا يعرفك وإذا تحببت أنت لأحد شك فيك ، فتحبب إلى علام الغيوب وتقرب إلى مقلّب القلوب يكفيك من عزوّا ومن هانوا ، وإياك وتناول الفضول وهي الزائدة عن الحاجة فإنها قاتلة كزيادة الكلام والخلطة والطعام والمنام زاللباس ونحوها وما رأيت كالوسط وطعام بين طعامين ولباس بين لباسين وبيت بين بيتين ((وَكَذَٲلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةً۬ وَسَطً۬ا )) البقرة الاية143
نقلته لكم من كتاب هكذا حدثنا الزمان
للدكتور عائض القرني
مواقع النشر (المفضلة)