[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الأحزاب21.
وقال أيضاً ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) آل عمران31.
وقال أيضاً ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور63.
وقال صلى الله عليه وسلم"لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" صحيح الجامع 1951.
وعن أبي سعيد مرفوعاً "ألا كلكم مناج ربه،فلا يؤذين بعضكم بعضاً ،ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة أو قال في الصلاة"صحيح سنن أبو داود1183.
وعن ابن مسعود رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم"سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة"السلسلة الصحيحة 1163.
وعن ابن عمر مرفوعاً:"لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكر الله أو صلاة"
صحيح الجامع 7215.
وقال صلى الله عليه وسلم:"ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم وإياكم وهيشات الأسواق (ثلاثاً)" مسلم 432.
مسألة:جماعة يقرؤون القرآن بأصوات مرتفعة بحيث يشوشون على الناس هل يجوز لهم ذلك أم لا ؟
وأجاب الشيخ زين الدين الزواوي المالكي:
لا يحل ذلك وعلى ولي الأمر المنع من ذلك وعن مالك يخرج من المسجد من يفعل ذلك.
وفي فتاوى الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية (22/205):
سئل رحمه الله عن مسجد يقرأ فيه القرآن والتلقين بكرة وعشية ثم على باب المسجد شهود يكثرون الكلام ويقع التشويش على القراء فهل يجوز ذلك أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله، ليس لأحد أن يؤذي أهل المسجد، أهل الصلاة، أو القراءة، أو الذكر، أو الدعاء، ونحو ذلك مما بنيت المساجد له، فليس لأحد أن يفعل في المسجد ولا على بابه أو قريباً منه ما يشوش على هؤلاء. بل قد خرج النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال: "أيها الناس كلكم يناجى ربه فلا يجهر بعضكم على بعض فى القراءة". فإذا كان قد نهى المصلي أن يجهر على المصلي؟ فكيف بغيره؟! ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع من ذلك والله أعلم.
سئل الشيخ ابن باز : بعض الناس يجهر بالأدعية جهرا يشوش به على من حوله ، فما حكم فعله هذا؟ نرجو التكرم بالإفادة .
الجواب: السنة الإسرار بالأدعية في الصلاة وغيرها ؛ لقول الله سبحانه : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً، ولأن ذلك أكمل في الإخلاص ، وأجمع للقلب على الدعاء ، ولما في ذلك من عدم التشويش على من حوله من المصلين والقراء ، إلا إذا كان الدعاء مما يؤمن عليه كدعاء القنوت والاستسقاء فإن الإمام يجهر به حتى يؤمن المستمعون . والله الموفق .فتاوى ابن باز (9/312)
ولماذا نؤذي بعضنا بعضاً وقد قال صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"وقال "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا" ولماذا نشغل أنفسنا في الدنيا وخصوصاً في المسجد وعند أوقات إجابة الدعاء فنخوض في الملهيات والقصص والخرافات ونترك الدعاء والسؤال ونضيع الوقت في القيل والقال ونترك قراءة القرآن ومافيه من الأجر والغفران وقد صح عن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
اللهم اجعلنا ممن يستمعون فيتبعون ولا يبتدعون، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،وصلى الله وسلم وبارك على النبي الكريم وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان
[/align]
م..ن
مواقع النشر (المفضلة)