عيدة الجهني .. هل حجبها حجابها عن وسائل الإعلام ؟
تركي العبدالحي (سبق) الخبر:
في الوقت الذي تستعد فيه لجنة التحكيم بشاعر المليون لإسدال الستار على البرنامج بجزئه الثالث يتحدث كتاب وأكاديميون لـ "سبق " عن تهميش إعلامي واضح للشاعرة السعودية عيدة الجهني المشاركة في البرنامج ، ويرجع الكثير ذلك إلى أنها متحجبة حجاباً شرعياً كاملاً , مشيرين إلى أن الإعلام يحتفي بأول فريق كرة قدم نسائي ويحتفي بأول فارسة سعودية لكنه لا يفكر في الاحتفاء بالمبدعات المتحجبات سواء في المجال الشرعي والدعوي كرقية المحارب وأسماء الرويشد أو في المجال العلمي كالدكتورة ريم الطويرقي أو المجال الأدبي الشعبي كعيدة الجهني مؤخراً.
الدكتور فؤاد العبدالكريم الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود ومدير مركز آسية لدراسات المرأة يقول: (الشاعرة عيدة الجهني والعالمة الدكتورة ريم الطويرقي لا يمثلون المرأة التي يريد الإعلام إبرازها ، فالإبداع له تعريف خاص عند بعض الإعلاميين في السعودية ، وهذا هو التمييز الحقيقي ضد المرأة ) .
أما الشيخ عبدالرحمن الهرفي وهو كاتب وداعية إسلامي فيقول: "الإعلام السعودي منذ زمن وهو يتولى الهجوم على المسلمات الشرعية ، واذا كان سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز قال قبل ما يزيد على أربعين عاماً وصم جريدة سعودية أنها تحارب الشرع فكيف الآن؟" . ويضيف الهرفي حينما سألناه عما أسماه هجوماً على المسلمات قال " الإعلام السعودي سعّر الحرب على المسلمات الشرعية بعد أحداث سبتمبر ، واشتد الأمر بشكل سافر جداً بعد التفجيرات ، فتمت مهاجمة كل شيء إسلامي حتى تحفيظ القرآن الكريم ، واتهم الخطباء أنهم خلف انتشار التدخين وخلف هزيمة المنتخب السعودي وصار التدين مصدر كل الشرور ، وخف الهجوم قليلاً بعد دفاع سمو الأمير نايف بن عبد العزيز عن الهيئات ، ولكنه مستمر، وظهرت زندقات كبيرة وكثيرة . فالإعلام يتعمد إظهار النماذج التي توافقه وتجاهل النماذج المشرقة الأخرى، وهذا لا يحتاج للتأكيد " .
بدرية عوض الشهري وهي كاتبة ومحررة سعودية تتحدث عن سبب تهميش الإعلام السعودي لبعض المتحجبات وعدم إظهاره لهن قائلة: "أرى أن الإعلام السعودي بصورة عامة يسعى إلى أن تخرج تلك المحتشمة من جلبابها بأي طريقة كانت حتى تكون الصورة أوضح وأنقى للجمهور بوسائله المرئية ، نعم يسعى إلى أن تخرج حتى يواكب تيار كثير من القنوات و كم أحلم ان يستغل وجود المرأة الإعلامية السعودية المبدعة حتى تظهر بحجابها على شاشته ).
ويفصل الدكتور فؤاد العبدالكريم وهو المتخصص في شؤون المرأة ومدير مركز آسية للدراسات قضية تحرير المرأة ويقول : " لا يخفى أن القائمين على الإعلام هم من يتبنى تحرير المرأة بالمفهوم الغربي لهذا التحرير الذي يتزعمه أصحاب الحركة النسوية الغربية المتطرفة المعروفة بالفيمينيزم وهؤلاء هم خلف إصدار اتفاقية السيداو (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة)".
وشن العبدالكريم هجوماً على الإعلام الذي يطلق على (أول فريق كرة قدم وأول مخرجة وأول مغنية) إنجازاً وقال "اتفاقية السيداو شجعت إلى تسمية هذه الأمور إنجازات لتصويرها أن هذه الأعمال تلغي الفوارق بين الجنسين والتمييز ضد المرأة" ويصف هذه الإنجازات المزعومة بأنها تمرد على كل ثوابت المجتمع ومبادئه وقيمه وأعرافه المنطلقة في مجملها من الشريعة الإسلامية .
وحول تجاهل الشاعرة عيدة الجهني بالتحديد تتحدث بدرية الشهري فتقول : "تمنيت أن تحظى عيدة الجهني بتسليط مكثف من الإعلام وليس التجاهل , حيث كانت بين مجموعة من الرجال ليس فقط تغطيتها لوجهها بل حتى تعابير الصوت ميزت أنوثتها وقيمتها الرائعة بأسلوب محترم أثبتت أن طموحها لن ينزع منها حجابها، لقد تجاهل الإعلام عيدة الجهني لأنها محتشمة يكفينا معرفة ببنت الرجال تلك التى ارتدت عباءة على الرأس".
ويتحدث الدكتور فؤاد العبدالكريم عن إبراز نماذج معينة في الإعلام وتجاهل الباقي ويقول :"إن عدم إبراز مثل هؤلاء المبدعات اللاتي تمسكن بالآداب الإسلامية يدل دلالة واضحة على أن اهتمام بعض وسائل الإعلام بالمبدعات ليس اهتماماً شريفاً وإنما الاهتمام ينصب في جانب إبراز السافرات المتبرجات وتقديم رسالة للمجتمع أن الحجاب يعوق التقدم العلمي والأدبي ".
وعن المستقبل القائل بأن الحجاب يحجب عن الإعلام تقول بدرية الشهري : "يحجب الحجاب الإعلامية على الشاشات لأن سياسية جميع القنوات الآن أصبحت المتاجرة بالمرأة لأنها تعنيه كثيراً في الإعلانات والمسابقات حتى البرامج الرياضية والأخبار ولأنها تعود بربح مادي وافر على صاحب القناة ..ماذا سيستفيد من تلك المحجبة سوى الخسائر ؟؟ " .
أما الشيخ عبدالرحمن الهرفي فاقل: "القائمين على الإعلام أصحاب فكر تغريبي ، وهذا ظاهر للعيان ، وأكثر المتنفذين الآن كانوا قوميين وماركسيين (بدون مانسمي) ، وجاء يومهم الذي ينتقمون فيه من السعودية التي دمرت مشروعهم في السبعينيات وما بعدها على يد الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله ، ومن كان معه من الأعوان ".
ورغم اعتراض الكثير على فكرة البرنامج وأصله رغم جماهيريته إلا أن الكثير لازال يستغرب هذا التجاهل للشاعرة السعودية المتحجبة ويبدو أن الجانب الأيدلوجي يدخل عاملاً رئيسياً هنا خصوصاً مع اتهامات كثيرة تقول بأن بعض وسائل الإعلام السعودية موجهة توجيهاً دقيقاً وأنها لم تكن حيادية يوماً 0
من بريدي
مواقع النشر (المفضلة)