التساهل في لبس البنات الى ماذا يؤدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيّب الله أوقاتكم إخوتي وأخواتي بكل خير..
اقرأوا معي - أيها الأحبة - هذه العناوين الوهمية، أو إن شئتم تغيير مسماها فلتختاروا لها مسمى الخناجر التي تنهش براءة فتياتنا الصغيرات , وتحطم حياة الكثير منهن بعد أن يقع الفأس في الرأس ، فيفيق الأب من سكرته والأم من غفلتها على الجريمة التي تقشعر لها الأبدان وتشيب لها رؤس الولدان .. ولتتخيل أخي القارئ وأنتِ أختي القارئة - نسأل الله الستر والصون - أن يتعلق أحد هذه العناوين بإبنتك أو أختك .. ممن لا تفقه من حياتها وقت وقوع الجريمة إلا اللهو الخالي من التحرز، والبراءة الصادقة في أن تكون أقصى أمانيها لعبة، وبسمة، ووردة، وضحكة، ونكتة.. والتي بتحقيقها تكون قد حققت كل ما تصبو إليه نفسها وتتوق إليه رغبتها الطفولية..
من هذه العناوين :
[] الطبيب يؤكد تعرض الطفلة لحالات إغتصاب متعددة ..
[] عانس حياتها مدمرة بسبب حادثة إغتصاب حصلت لها في الصغر ..
[] طفلة في العاشرة تشتكي من تحرش عامل النظافة بها ..
[] الطفلة تؤكد بأنها تكره اللبس الفاضح لكن والدتها تجبرها على إرتدائه ..
[] الأم تبرر إلباسها لبناتها هذه الملابس حتى تواكب الموضة وألا تبدو متخلفة ..
[] المجرم يعزو جريمته النكراء إلى افتتانه بالطفلة وملابسها الفاضحة ..
[] تسفير السائق الأجنبي بعد أن حاول إستدارج طالبة الإبتدائية ..
أيها الأحبة،
ما هذه العناوين التي قرأتموها بقلوبكم قبل أعينكم إلا مجرد تشخيص مرير لكثير من حالات التعدي على الفتيات الصغيرات التي يعج بها زمننا هذا ومجتمعنا هذا .. واللوم في هذه الحالات والمآسي يقع بالدرجة الأولى على عاتق الوالدة المهملة ، التي ظنت في إلباسها الملابس السيئة والفاضحة للبنت الصغيرة مواكبة للعصر والتحضر وتحقيقا للكمال الإجتماعي الوهمي الزائف الذي أوصلنا للأسف الشديد إلى مهاوي الرذيلة وأغرقنا في بحار الألم والندم بعد أن يقع الفأس في الرأس وتصاب العائلة بجراح تكلم قلوبها وتزيل البهجة عن واقعها إلى أجل غير مسمى بسبب مصابها في إبنتها التي شاخت فجأة ، وكبرت بها السن حتى أوصلتها إلى عمر الشيخوخة وهي التي لم تتجاوز العاشرة أو ربما جاوزتها بقليل..
والسبب لهذا التقدم السني يعود إلى تعرضها لحادثة إغتصاب من إنسان قذر وضيع تخطى حواجز الكرامة والمروءة ليمارس جريمته النكراء ويرتكبها في طفلة لا حول لها ولا قوة ، ولا جرم لها فيما حدث إلا أنها ابتليت بوالدة عديمة التصرف متهاونة متساهلة تظن أنها تعاصر الصحابة وأبناء الصحابة وأنها وبناتها في مأمنٍ من عبث العابثين وكيد الكائدين وتظن بأن من يشاركها المعيشة في هذا الزمن يماثلها في البساطة والطيبة والسذاجة والسطحية .. وما درت بأننا نعايش آخر الزمان وأن مجتمعنا الذي شهد تقدما تقنيا مدهشا واكبه ولازمه تقهقرٌ قذر دنيء يستهدف فلذات الأكباد اللاتي يدفعن في أنفسهن ونفسياتهن ضريبة إهمال الغير ممن يستحقوا أن يتجرعوا غصص المرارة بدلا من هؤلاء البريئات..
أحبتي الكرام،
هل نحن بحاجة إلى تذكيركم بأن الفضائيات والأفلام والمسلسلات والإنترنت وغيرها من وسائل الأعلام ذات الحدين قد أصبحت مرتعا خصبا لأصحاب البضاعة السيئة كي يعرضوا فيها ما يهيج الغرائز ويزيل الحياء والحشمة من قلوب الناس؟
إن بضعة دقائق يقضيها الشاب أمام مسلسل وضيع أو فيديو كليب قذر أو موقع إلكتروني سيء لَهي كفيلة بزعزعة بعض الثوابت والقيم في نفسه، خصوصا إن كان ممن يبحث عن هذا ويستميت في سبيل إيجاده.. فكيف بكم وأفواج الشباب تقضي الليالي الطوال في السهر على هذه القاذورات التي تهيّج العواطف وتثير الرغبات وتؤجج نار الشهوة في قلوب سفهاء القول والعمل حتى تصل بهم المواصيل إلى أن يبحثوا بأي ثمن أو وسيلة عما يخمد نار الشهوة المتأججة في نفوسهم ولا يجدوا بدا من أن يتجرأوا على بنات المسلمين الذين يلتقوا بهم في السوق أو الحي أو الشارع أو الملاهي أو في بيوت الأصدقاء والأقارب..
وإن كان لهذه الوسائل الإعلامية وأخص بالذكر منها الفضائيات .. إن كان لها تأثير سلبي على الشباب وضعاف النفوس ، فإن لها كذلك تأثير مماثل على الفتيات الصغار ، ويظهر هذا التأثير واضحا وجليا حين نجد من لم تتجاوز الخامسة أو السادسة من عمرها وهي تتحدث باللهجة اللبنانية أفصح وأبلغ من تحدثها بلهجة بلدها ، والسبب بكل بساطة يعود إلى إدمانها متابعة برامج هذه القنوات الماجنة التي تتفنن في نزع ثياب الفضيلة عن بيوت الشرفاء .. ويظهر هذا التأثير كذلك في ملبس الفتيات الصغار الذي يحاكي فستان فلانة ، أو جاكيت فلانة ، والتأثر الخارجي بهن سيجر فيما بعد إلى تأثر داخلي نسأل الحفظ والصون..
وتجدر الإشارة - أيها الكرام - إلى ضرورة توخي الحذر حين خروج الفتاة الصغيرة من المنزل ، سواء أرادت الذهاب إلى السوبر ماركت أو أرادت الذهاب إلى بيت صديقتها أو بيت جيرانها أو حتى لو أرادت الذهاب إلى بيت أحد الأقارب ، فليس كل قريب مؤتمن ، ولا كل بائع مؤتمن ، تذكروا بأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأنه حريص أشد الحرص على غوايته وإضلاله وإيقاعه في المعاصي والسيئات أيا كان تأثيرها وحجمها .. ولا تتعللوا بأن الفتاة لا زالت صغيرة وأنها لا تلفت الإنتباه ولا يمكن أن يفكر أحد أن يؤذيها ، فالذئاب لا يقيمون للعرف الإجتماعي أو الفطرة البشرية أدنى إعتبار .. ولن يتهاونوا في إلحاق الضرر في الصغيرة بمجرد ما يشعروا بأن الفرصة قد حانت أو أن اللحظة المناسبة لن تتكرر مرة أخرى..
أيها الأحبة،
فيما يلي سأسمّي لكم بعض أفراد المجتمع وستكون لي وقفة معهم..
الأخ المراهق، أبناء الجيران ، أبناء العم والعمة، أبناء الخال والخالة، عمال السوبرماركت، إخوة صديقات الطفلة، أصدقاء الأخ أو الأب، الخال أو العم المراهق، السائق أو حارس المنزل، العمال بشكل عام وخصوصا مواطنو شرق آسيا..
هؤلاء أيها الأحبة وغيرهم ؛ يشاطرونا المعيشة ويناصفونا لقمة العيش أحيانا ، إلا أنهم في أحيان أخرى تشطح بهم شهواتهم ونزواتهم فيفكروا في إفراغ هذه الشهوة وهذه الرغبة الحيوانية في البنات الصغار ، وبالرغم من بشاعة المصيبة وهول الكارثة في أن يقع الأخ على أخته أو العم على إبنة أخيه إلا أن الأحداث التي نقرأها مابين الفينة والأخرى تؤكد مرارة هذه الوقائع المؤسفة ، وتزيد من حرصنا على أن نولي الصغيرات الرعاية والإهتمام في الملبس والمظهر بشكل عام وأن نزرع في قلوبهن حب التستر وحب الملابس الساترة والفضفاضة ليس عند الخروج فقط بل حتى في المنزل ، لأن المنزل قد يكون فيه أخ مراهق يفكر بطريقة سيئة تستلزم تستر البنت الصغرى عنه وألا يرى منها إلا كما يرى من أخواتها اللاتي تجاوزن العشرين..
وقبل الختام آثرتُ أن أكتب على عجل بعض الحلول التي تساهم بعد توفيق الله في التقليل من هذه الظاهرة ، ومن ذلك تعويد البنت منذ صغرها على ما يلي:
() مصاحبة الصديقات الطيبات الصالحات ممن تجد تربية إسلامية مشرقة من والديها..
() مجالسة البنات فقط وألا تعتاد مجالسة الأولاد حتى لا تذوب الحواجز الفطرية بين الذكر والأنثى..
() عدم الخروج من المنزل بمفردها إطلاقا وألا تخرج إلا بصحبة والدتها أو أختها الكبرى..
() خصوصية بعض أجزاء جسدها وألا تسمح لأحد كائن من كان أن يراها أو أن يتحدث عنها أمامها..
() الإعتزاز بحجابها ولبسها الساتر حتى وإن وجدت سخرية أو تعليقات لاذعة من البعض..
() اللباس الساتر الذي يغطي سائر الجسد والذي لا يتعارض مع الأناقة والمظهر الراقي..
ومن أبرز الحلول كذلك إبعاد الفضائيات الماجنة عن المنزل، وبخاصة تلك التي تذيب الحياء في نفوس الصغار وتجرأهم على التعري وتقليد العاهرات من أهل الفن والطرب والغناء، ولعل توفر البديل المناسب خير ما يُؤتى به كبديل نافع لا ضرر منه إن شاء الله، .. و لتتذكري أختي الأم: أن عتاب يوم أو يومين بينك وبين زوجك أو ابنتك بسبب فستان قصير أو بنطال غير لائق، خير من عار لا تمحوه السنين..
أسأل المولى القدير أن يحفظ بناتنا وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه..
مواقع النشر (المفضلة)