بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
همومنا
أولاً أتمنى أن أكون محايدة فيما أكتب واعلموا أني لن أتقصد
الخطاء لأجل غاية أرجو تحققها من هذا الطرح أبداً وكل ما هنا
شيءٌ مما يختلج بداخلي وأتمنى أن أوصله إليكم بالطريقة التي ترضون وبعيداً عن المشاحنات وانتقاص الرأي الآخر
هناك دائرة من الأسلاك الشائكة تتمحور داخلها حياتنا مشاكلنا همومنا لا نستطيع الخروج منها ولا الاقتراب من حدودها نتقوقع داخلها كلما امتد بنا العمر .. كلما وضعنا الخطط للخروج منها وقاربنا على النجاح هناك من يعيدنا إليها بشدة .. أرواحنا بما فيها تعيش في الخفاء في زمن (صوت المرأة غير مسموع) في هذا الزمان وتحت هذه العادات والقيود الاجتماعية التي أجمع عليها في الغالب الأغلب العالم الآخر الرجل
عادات ولا أقول عبادات ـ لأن البعض من العالم الآخر يعامل العادات معاملة العبادات ـ عادات مازالت تحمل ملامح جاهلية ـ تعسف تنطع مغالاة مبالغة ممقوتة ـ الوأد اختفى منذ زمن بعيد ولكنه يظهر من جديد بصورة أخرى وأد الأرواح .. البعض يغتال الروح فينا ليبقينا جسد بلا روح لوحة جميلة معلقة على حائط تصرخ ولكنها (++++) مكممة الفاه .. لا ترهقي عضلاتك فليس هناك من يسمعك وإن كان فلن يجهد خلايا دماغه في فهمك ..
قوارير محطمة مهشمة مهملة على جنبات الطريق وفي أزقة هذا الزمن زمن صوت المرأة غير مسموع
وفي هذا الزمان ((رفقاً بالقوارير)) ؟؟!! لله درك يا محمد يا أحكم العالمين عليك الصلاة وأفضل التسليم.. محمد ومن أحب الناس إلى محمد إلا عائشة ثم أبيها رضوان الله عليهم.
فتاة ويلاه ليتني لم أخلق فتاة في زمن (صوت المرأة غير مسموع) هناك من يزاحمني على والديّ ويكبر بجواري .. هو مثلي يشبهني له رأس وقدمين ويدين لكن شعره قصير وحواجبه كثة وكتفيه عريضين .. نظرات والديّ له مختلفة هناك شيء تغير منذ قدوم ذو الحواجب الكثة هذا .. هل هو مثلي؟؟ لا بل هو أفضل مني ولكن ...
ما الفرق بيني وبينه؟؟ لما يفضلونه علي.. رغم أني أجمل منه؟
سنين تراكمت على عمري .. ولم أكتشف سوى أن ذاك المفضل هو رجل ولكنه ليس إلا رجل في مجتمع ذكوري انتفت منه صفات الرجولة وأهمها صفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قوة في غير عنف ولين في غير ضعف) ولم اكتشف سبباً واحداً مقنعاً لتلك المفاضلة ؟ وما زاد الأمر تعقيداً أنهم لم يفضلوه علي فحسب بل برمجوني على خدمته ليل نهار ولم يجبروه على تلبية أي حاجة لي.
فتاة ويلاه ليتني لم أخلق فتاة في زمن (صوت المرأة غير مسموع)
كبرت الفتاة وليتها ما كبرت .. فالآن لم تعد طفلة طليقة .. بل عزبة بل بالغة .. هناك شيء يتغير فيها هناك ما يهأها لتقوم بأعظم دور قدر لها لتكون أم .. ولكن في البداية تجد صعوبة تغيرات كثيرة تصطدم بها .. بل إنها لا تفهمها ولا تفهم ذاتها آنذاك والعالم كله ضدها.. تغيرات ترهقها نفسياً حتى تتعدى مرحلة الاصطدام النفسية بعد خمس سنوات في الأغلب .. ولكن من احتواها من تحملها من تفهم شعورها من أمسك بيدها .. لا أحد .. ورغم أنه لا أحد إلا أن "اللاأحد" هؤلاء يتوسمون فيها أن تمر بما مرت به دون أن تزل وإن زلت .... فهي فتاة ويلاااااه ليتني ما خلقت فتاة .. حتى وإن كانت سقطت ضحية بريئة للقيل والقال الذي ينتشر كالنار في الهشيم ..
فإنها فتاة ويلاه ليتني ما خلقت ... فتاة
وذاك المفضل الرجل زل في هذا السن وهو مسامح ومعذور ولكن لا تكررها؟؟؟!!! تعامل ذكوري بحت يهدم ولا يبني وإن بنا فبناء آيل للسقوط من أدنى اضطراب ..
قيل المرأة نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الآخر!
كبرت الفتاة وليتها ما كبرت .. إذن هي تحت المجهر .. صديقاتها لابد أنهن سيئات .. وفرحتها بسبب لابد انه غير مشروع وكذلك حزنها .. وحركاتها وسكناتها تدل على أنها تحب شخصاً ما وبطريقة غير مشروعة .. فالشك فيها إذن أمر مشروووع وبشدة .. ومراقبة اتصالاتها .. وتفتيش أغراضها واقتحام خلوتها أمر مشروع .. ولذلك يجب إشغالها بشتى السبل حتى لا تتعمق مع من تحب وتفضحنا في يوم ما .. يا .. بنت اشغلي نفسك بشغل البيت!!
يا.. بنت اخدمي أخوك .. ولا تقصري في خدمته !! ولا تطلبي منه أن يقوم بخدمة نفسه أو ترتيب ما قام هو بتخريبه .. هذا عملك أنت .. هو عمله خارج المنزل .. عمله لزوجته في المستقبل أما أنا فلن يخدمني دون مقابل ..
يا.. بنت اكنسي و اغسلي و رتبي و اطبخي و استذكري دروسك .. يا .. بنت تعلمي كيف تديرين بيت كامل قبل أن تتزوجي وتعودين إلينا مطلقة !!
ذلك الصلف الجلف يقوم بنزهة صغيرة للدكان الذي لا يبعد عن البيت إلا عشرة أمتار بعد أن ضمن حق المشوار المتعب المرهق!! وهاهو مسكين قد وصل اجلبي له الماء حضري له الغداء لا تكلفيه فوق طاقته .. يا بنت هذا اخوووووك !!
ولسان حالهم يقول يا .. فتاة.. أنت أقرب إلى الجارية من الفتاة التي كنت تتأملينها .. ربيناك لتبتعدي لتتزوجي لتنجبي لتربي .. حلمنا وأملنا أن تتزوجي .. لا نريدك عانساً ولا مطلقة ولا أرملة فقط نريدك متزوجة .. لا نريدك أن تفكري في الرجعة إلينا بعد الزواج ..
دراستك مهمة .. لأن الشهادة ربما تكون سبباً في زواجك!! يا فتاة تزوجي بأي ثمن !!
داومي واجتهدي وثابري ولا تيأسي .. وفري مكافأتك .. واحمدي الله أنك لست مثل أخيك مكافأته كلها تذهب في الكتب والبحوث العلمية !! ونزيده عليها ضعفها كل شهر ومع ذلك ينتهي الشهر وليس في جيبه ريال .. مسكيـــــــــــن بـــــــــريء !!
ادفعي رسوم الحافلة التي تقلك للكلية ودبري بقية المكافأة .. الفتاة لابد أن تصرف مكافأتها أمام أعين الجميع .. ولابد أن يذهب الكثير منها في الأمور الأساسية .. حتى لا يفسح لها المجال بصرفها في أمور غير مشروعة ومشبوهة .. وأخي مسكيـــــن!! صرفها في البحوث العلمية !!
يتأخر هو كل يوم مسكيـــــــن !! محاضراته طويلة وهو مجتهد ويحرص على حضورها كلها بينما هو في المطعم الفلاني مع الصاحب الساحب الفلاني .. وإن كان ذلك فهو مسكين خرج يرفه عن نفسه قليلاً ليجدد نشاطه!!
هي تأخرت .. لماذا ؟ أين ؟ محاضرة ؟ أي محاضرة ؟ نظام جامعي والبوابة مفتوحة باستمرار والشيطان شاطر وخبيث ومكار .. لا يعرف ذلك الشيطان الطريق إلى أخي !! بل أخي ماهر في تضليل ذلك الشيطان !!
هي تعود للمنزل منهكة حالها كحاله .. والعيون معلقة بها .. وبالأعمال المنزلية.. كأن هناك رابطاً مقدساً بينها وبين الأعمال المنزلية .. تصبح وتمسى بها .. هو مسكين منهك متعب لقد مشط شوارع المدينة قبل أن يدخل جامعته ..!! ومشطها قبل أن يدخل المنزل يبحث عن الفقراء ليتصدق عليهم..!!!!! الفقراء أم الفقيرات "فقيرات الدين والحياء"
هو مدد جثته الضخمة في اقرب مكان مرتاح البال بعد أن ملأها بالطعام.. ونزع ملابسه ووضعها هدية متواضعة لها في سلة الغسيل .. هي مددت جثتها ليس إلا في خيالها فهي الآن واقفة بل "مسمرة" في المطبخ تغسل الأواني .. تمسح الفرن وأسطح الخزانات وتكنس الأرض.. هذا واجبها بل فرض عليها لن تجادل أحداً فيه.. فهي مخطئة في كل الأحوال كانت محقة أم مخطئة مقارنة به..
هي مددت الآن جسدها المنهك .. لحظات ثم أذن العصر .. لم يعد هناك متسع من الوقت لذا قومي هناك الكثير من العمل .. الغسيل والكي والترتيب .. ومسح المكاتب وكنس وتبخير البيت.. الضيوف قادمون.. هي قامت .. فلا مفر ولا مهرب ..
وأنت قم الله يعافيك ويصحح بدنك .. اجلب لنا تمر من محل التمور الذي لا يبعد عن المنزل سوى عشرين متر.. هو يتضجر ويتهرب ويتحجج ثم يجلب التمر.. ويختفي مع أصحابه إلى ما بعد العشاء ..
انفضوا الضيوف بعد أن عاث أبناؤهم في البيت فساداًً .. إجازة نهاية الأسبوع كانت كارثية بالنسبة لها .. جن الليل وفكرت هل سنتنزه غداً .. كالعادة الأب مشغول والإخوة على حسب المزاج .. إذن لن نتنزه .. الأمر محسوم فلماذا تفكر فيه .. مازالت تتأمل في الإجازة خيراً..
وضعت رأسها على الوسادة مثقلاً بـ ؟ ؟ ؟ بأشياء كثيرة .. يشعرها من حولها بأنها نكرة ..
هو من سبب لها ذلك الشعور.. منذ قدومه لهذه الدنيا وهي نكرة ..
مرت الإجازة بملل قاتل واشتاقت لصويحباتها .. جامعتها وصديقاتها المتنفس الوحيد لها..
ومع ذلك فهي تعاني الكثير مقابل استمرارها فيها .. بداية الأمر وسيلة النقل الغير مريحة أبداً حافلة تمر عليها الساعة السادسة والنصف وتبدأ جولتها اليومية على بيوت الطالبات اللاتي معها في نفس الحافلة .. وسائق الحافلة "رجل" يمر على المطب بمقدمة الحافلة بخفة ثم يمر عليه بشدة وقوة بمؤخرة الحافلة لأنه في المقدمة وهن في المؤخرة!!! وعندما يكون جدولها مختلف فإنها قد تضطر لأن تذهب معه بمفردها.. وأنواع الهواجس والقلق والتوتر والاضطراب والخوف تتعارك بداخل عقلها.. لأن الشيطان ثالثهما كأنها ترى الشيطان جالس بجوار السائق يدس في أذنه الوساوس.. أما هي فتترقب الطريق وتتأكد من أنه نفس الطريق كل يوم..
أما هو فإنه يذهب بالسيارة متى ما شاء وأينما شاء وكيفما شاء .. والأهل لن يكلفوه بنقلها مادام لا يريد ذلك فراحته مقدمة عشر مرات على راحتها..
وقت الانصراف وقت الظهر هي تنتظر الحافلة تحت الأشعة الحمراء والفوق بنفسجية وكل الاشعات وقد لا تجد لها مكان إلا عند أقدام قريناتها..
وهو يركب سيارته المزودة بمكيف الهواء وينطلق دون أن يتكبد أدنى عناء..
أرادت أن تحصل على ورقة تعريف أو ما شابه.. فوجدت أمامها العقبات الطوال الصعاب.. لابد من إثبات هوية .. لا تكفي البطاقة الجامعية .. التي تحمل صورة وجهها عياناً ورقم السجل المدني .. وقد يتطلب الأمر منها أن تخرج لخارج الكلية لتكمل أوراقها و المطلوب منه قضاء مشوارها "هو" .. وذلك الشيء الذي لن ترومه إلا بعد إذلال ..
هو هويته بجيبه وأموره سهلة ميسرة .. لن يضطر أن يذل نفسه .. سوف ينطلق بنفسه لأي مكان وجهوه إليه ..
ومع ذلك النظرة الفضلى له والتقدير والاحترام له ..
إن احتاجت مشوار ضروري واضطر أن يقضيه لها فغالباً يكون وقت المشوار تحت سيطرته ..
وينهي المشوار متى ما أراد.. كيف لا وهو الذي معه الحق وله الحق في كل أمر يخصها..
يفتش حاسبها المحمول وهاتفها المحمول .. وهو لا يضل هاتفه وحاسبه بدون كلمة سر..
وفي نهاية المطاف نجد انه تطاول عل الكل بمن فيهم الوالدين.. وذلك من الذنوب التي تغتفر له..
لأننا لو شددنا عليه في المعاملة قد يخرج من المنزل ولا يعود.. أما هي فلا مفر لها فليس هناك فرق بين سؤ وحسن معاملتنا لها.. كله سيان فهي تحت أعيينا في كلا الحالتين.. ولا تعدو حالات غضبها على انطوائها في حجرتها لعدة أيام ثم تعود لسابق عهدها..
كلام لا يقولانه نصاً لكن لسان حالهما يقول ذلك..
هي قد تلومه أحياناً لكن عندما تفكر بعقل تجد أن اللوم يقع على الأهل ثم تفكر بعقلانية أكثر فتجد أن اللوم يقع على الموروث ..
هناك الكثير والكثير من يومياتها ويومياته..
أتخيل لو أن الجيل القادم يعزل في كوكب ما بدون الأجيال السابقة التي تتشبث بالموروثات .. كيف سيكون الحال؟
مواقع النشر (المفضلة)