بين أطلال الذكريات وعذوبة الماضي..
وبين الواقع المرير وهذا الزمن القاسي..
سأحلم..فلن يسلبني الحلم أحد..
سأغمض عيني وأعيش الحلم..
سأرمي بهمومي وأحزاني المتراكمه..
وأحلق بأجنحة بيضاء لما خلف الأفق..لما فوق السحاب..
مع سرب الحمام الأبيض..
الى عالم الأحلام..الى أرض تشرق عليها الشمس ضاحكة,تطربها البلابل بتغريدها الشجي..
لقصر من تسنيم يشع نوره اللؤلؤي الساطع..
ذا قباب ومنارات ذهبية,وبوابة ملكية..
فوق أرض خضراء على مد البصر..ذات جبال وتلال..ترتمي على سطحها
الكثير من الأزهار البيضاء..وأزهار الزعفران..
وأشجار خضر يانعة..ذات أغصان تتمايل بخفة مع نسمات الهواء الرقيقة..
وأنهار تنهمر كشلالات من أعلى قمة الجبل الأبيض تزحف على سفحه الأملس حتى تصل مياهها لأرض القاع..
سأهبط أمام القصر..وستفتح لي بوابته..
سأسير على بساط أبيض..وسأرتدي من البياض حريرا طاهرا..
كل ما حولي في ذلك القصر مساحة فسيحة من البياض..
جدرانه من الحجارة البيضاء الملساء..
أنواره ثريات بيض متلألأه..
نوافيره من حجر أبيض ذات ماء زلال..
نوافذه مفتحة تطل منها خيوط أشعة الشمس الذهبية..
وعند الغروب..وقبل حلول الليل..أروع لحظة وأجمل لقاء..
حيث يعانق القمر محبوبته الشمس لثوان معدودة..بعد غياب وشوق دام لاثنى عشر ساعة..
تنفك الأيادي..
وتغرب الشمس مودعة على أمل اللقاء,لتشرق على العالم الآخر..على كوكب الأرض..(العالم الذي هجرته)!!..
ويظهر القمر بدرا في سمائي الأزلية بين النجوم..
سأقف عند نافذة النور..سأنظر اليه وسأحاكيه..سنمضي في ليلة سمر الى الغبش..
وحين حلول الموعد..سأوصيه قبل أن يذهب ليضيء سماء الظلام في العالم الآخر..
أن يبعث تحية خالصة من قلبي..مع رسالة السلام..الى كافة السكان هناك..
وأن يخبرهم بأني سعيدة هنا..بعيدا عن الحروب..وعن سواد القلوب..عن حقدها وحسدها وأنانيتها..
وأني هنا في حلمي..في عالمي الأزلي..
عالم السلام..عالم الطهر..عالم البياض..
سأبقى..
وأني مهما حدث..
لن أعود..
مواقع النشر (المفضلة)