بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين .
أما بعد ..
يكبر الإنسان ويمرّ بهِ العمر وكلما مرَّ يومٌ في حياتهِ زادتْ همومه وكبرت ...واتسعت خبرته أكثر في الحياة...
ولــكــن ...!!
هل فَكَرْنَا يَومًا لماذا نرى الكثيرَ منَ الأشخاصَ يوَاجهونَ همومهم بكلِ قوّة ؟ ...
ونَجِدُ ابتسامتهم البرّاقةُ دائمةً على شِفاههِم ...!!
رغم ثُقْل الهموم وتراكمها في قلوبهم ..!
الأب يكافح ليلًا ونهارًا منْ أجلِ قوتِ عياله ..!!( ما سرّ هذه التضحية )؟؟؟
الأم تتألّم وتسهر وتتعب وتنذر عمرها وشبابها في تربية أطفالها( ما سرّ هذا العطاء؟) ..!!
رجلٌ يحملُ السلاح على كتفه معلنًا الجهاد في سبيل الله ولا يخاف لومة لائم ولا يخاف الباطل مادام هو على حق .!( ما سرّ هذه القوة ؟)
أطفال صغار يقفون أمام الدبابات العدوانية يحملون على راحاتهم حجارة صغيرة يرهبون بها عدوّ الله وعدوّهم ..!! ( ماسرّ هذه القوة مع ضعفهم كأطفال )؟؟
عالِم يحمل القلم سلاحًا يخترق به عقول الناس وقلوبهم ...ينقل أفكاره إلى فكرهم وقد يغير ثقافات وعادات سلوكيات..!!( فما سرّ هذه القدرة !!مع أنه مجرد كلام يكتب ؟؟)))
•••
بإعتقادي أنها قوّة إيمانية ...تدفع الإنسان الى فعل ما يؤمن به .. ولا اعتقد أنّ هناك قوة أقوى من قوة الإيمان في القلب .!!
الأب.. مؤمن بأنّ له دور في حياته لابد أن يؤديه من خلال تربية أولاده وسعادتهم ..!
الأم...مؤمنة بعواطفها الجياشة بأن تمنحها لأولادها وبلا مقابل فقط لأنها خلقت من أجل ذلك .!
الرجل المجاهد مؤمن أن الجهاد في سبيل الله فرض وشرف شرّف الله به المؤمنين وهو مؤمن بأنّ له حياة أخرى فلن يموت إن مات شهيدًا ومؤمن بأن النصر لمن ينصر الله!
الطفل يرمي حجارته إيمانًا بأن الطرف المقابل ضعيف وإنْ حمل أسلحة فتّاكة فلن تفتك قوته وارادته ولن تكون أقوى من غضبه !!!
العالِم مؤمن بأنّ الكلمة مفتاح القلوب وهداية العقول فهي أسهل وسيلة لإختراق الفكر وتغيير الثقافات وتوعية الناس فهو مؤمن بأفكاره ومؤمن أنّ كلمته ستبقى وإنْ أَبى البعض سماعها !!
•••
!! والكل بإيمآنه يسعى !!
منّ الله علينا بنعمة الإيمان فلولا الإيمان لما شعرنا بوجود الله تعالى .!
ولولآ الإيمان ما أدينا الصلوات .. ورفعنا الدعوات .. ونحن على يقين باستجابتها ..!
وعلى قدر الإيمان تستجاب الدعوّة .!
ولولا الإيمان ما عملنا خيرًا وتزودنا لدار الآخرة ..
ولولآ الإيمان ما صبرنا على فراق الأحباب حين يأخذهم الموت منا وما صبرنا إلا إيمانًا بأننا سنلحقهم وأننا جميعًا على هذا الطريق سائرون ..!
ولولآ الإيمان ما اتقيّنا الله تعالى وآمنّا بأنه يرانا ولا نراه ويسمعنا ولا نسمعه .!!
•••
إنّ الإيمان شعور يعطي للإنسان طاقة وهمّة للإقدام على أيّ خطوة ..
حين نؤمن بأننا سننجح في عمل ما .. حتمًا سنحقق ذلك النجاح ..
حين نسير في طريق طويل ونؤمن بأننا سنصل حتمًا سنصل فالإيمان يولد الإرادة ..
وعلى قدر قوة الإيمآن تقوى الإرآدة
مواقع النشر (المفضلة)