[gdwl]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"السعادة فى الإيمان"
قال الناس : السعادة هى الراحة النفسية والطمأنينة فى موقف من المواقف ..وهذا التعريف لا يخلو من قصور فإذا كانت السعادة ساعة ثم يعقبها ألم الدهر فما هى سعادة !!والطمأنينة فى موقف معين قد تكون زائفة مكذوبة كمن يؤمن مستقبله -" على حد قولهم"- بوضع ماله فى بنك ربوى لأنه محارب لله ورسوله ماله محوق البركة ، أنى له السعادة ؟!
[motr]إذن ما معنى السعادة ؟[/motr]
السعادة هى الرضا عن الله فى العسر واليسر فى المنشط والمكره ،
إنها الفرحة التى تعم القلب والروح حتى مع الفقر والمرض ، إنها امتثال لأمر الله الذى ما سعد أحد فى الدنيا والآخرة إلا بالامتثال لأمره ، ولا شقى ممن شقى فى الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره ، فالسعيد هو الموفق لفعل الخيرات وترك المنكرات .
[motr]
**يقول ابن القيم :
[/motr]
"قال بعض العلماء :
فكرت فيما يسعى إليه العقلاء فرأيت سعيهم كله فى مطلوب واحد وإن اختلفت طرقهم فى تحصيله فكله يسعى لدفع الهم والغم عن نفوسهم فهذا بالأكل والشرب وهذا بالتجارة والكسب وهذا بالنكاح وهذا بسماع الأغانى والرقص وهذا باللهو واللعب ، فقلت :إن كان هذا مطلوبهم وطرقهم كلها غير موصلة إليه إلا الإقبال على الله ومعاملته وحده فما طابت الدنيا إلا بذكره ومعرفته ومحبته وألذ ما فى الجنة رؤيته جل وعلا،فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة السعيدة لمن آمن به وعمل صالحا فقال
(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
قالوا السعادة جمع مال قلت ولكن التقى هو السعيد.
نعيم و جحيم
إن من وصايا الآخرين لكل مثقل بالهم والحزن أن يجلس المهموم على ضفاف النهر ويستمع إلى الموسيقى ويلعب النارد !!
لكن وصايا الإسلام تختلف ؛ أن تجلس بين الأذان والإقامة فى روضة من رياض الجنة وتهتف بذكر الواحد الأحد وتسلم بقضاء الله وقدره وترضى بما قسم الله وتتوكل عليه وكان النبى إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول "أرحنا بها يا بلال "
[motr]**(أحمد بن حنبل ) :[/motr]
عاش سعيدا ، كان ثوبه أبيض مرقعا يخيطه بيده ، عنده ثلاث غرف من طين يسكنها ولا يجد من الخبز إلا كسرا مع الزيت وبقى خذاؤه سبع عشرة سنة يرقعها ويخيطها ويأكل اللحم فى الشهر مرة ويصوم غالب الأيام يزرع الدنيا ذهابا وإيابا فى طلب الحديث ومع ذلك وجد الراحة والهدوء والسكينة لأنه ثابت القدم مرفوع الهامة بعلمه وتقواه وكان الخلفاء فى عهده " المأمون والواثق والمعتصم والمتوكل " عندهم القصور والدور والذهب والفضة والبنود والجنود والأعلام والأوسمة والشعارات والعقارات ومعهم ومعهم ما يشتهون ومع ذلك عاشوا فى كدر وقضوا حياتهم فى هم وغل فى قلاقل وثورات وشغب وضجيج وبعضهم كان يتأوه فى سكرات الموت نادما على ما فرطت فى جنب الله .
[motr]**(ابن تيمية ):[/motr]
لا أهل ولا ولد ولا أسرة ولا مال ولا منصب عنده غرفة بجانب جامع بنى أمية يسكنها وله رغيف واحد فى اليوم وله ثوبان يغير هذا بذاك ، ينام أحيانا بالمسجد يصف حاله فيقول ( ما يفعل أعدائى بى ، أنا جنتى وبستانى فى صدرى أينما سرت كانت معى ، أنا قتلى شهادة وحبسى خلوة وإخراجى من بلدى سياحة )، ويقول :" إنه لتمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة فى مثل هذا العيش إنهم لفى عيش طيب " ، لأن شجرة الإيمان إذا استقامت آتت أكلها كل حين بإذن ربها ، يمدها زيت العناية الربانية ( يضىء ولم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ).
[motr]**( أبو ذر الغفارى ) [/motr]
خرج إلى الربذة فنصب خيمة هناك وأتى بامرأته وبناته فكان يصوم كثيرا من الأيام يذكر مولاه ويسبح خالقه ويتأمل خالقه ويتأمل لايملك من الدنيا إلا شملة وخيمة وبعضا من الغنم معه صحفة وقصعة وعصا زاره أصحابه ذات يوم فقالوا اين الدنيا ؟ فقال: فى بيتى من الدنيا ما أحتاجه من الدنيا وقد أخبرنا النبى أن أمامنا عقبة كئودا لا يجيزها إلا المخف "فكان منشرح الصدر يعلم أن ما زاد عن حاجاته فأشغال وتبعات وهموم وأحزان يوم القيامة
قل للذى يبغى السعادة هل علمت من السعيد ؟
إن السعادة أن تعيش لفكرة الحق التليد.
لعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيد.
وتجيب عما يسأل الحيران فى وعى رشيد.
من أين جئت ؟ وأين أذهب لم خلقت ؟ وهل أعود ؟
فتشيع فى النفس اليقين وتطرد الشك العنيد.
اخي الواثق
بارك الله فيك ونفع بك واجزل لك العطاء والخير العميم ..
مواضيع اكثر من راائعه ..ماشاء الله تبارك الرحمن..
مضمونها هادف ومفيد ..جعلها الله في موازين حسناتك ..
ولا حرمك الله اجر جهودك المباركه في المنتدى
كون بخير وعافيه وسعاده في كنف الرحمن
[/gdwl]
مواقع النشر (المفضلة)