السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يسرع لصرفها من الطبيب إلى الصيدلي إلى المريض
دون إدراك لأضرارها المزمنة
المضادات الحيوية.. فوضى عارمة!!
تستخدم المضادات الحيوية في المملكة بشكل عشوائي
المضادات الحيوية هي مجموعة من الأدوية المشتقة من البكتريا والفطور، لها عداوة طبيعية لبكتريا الأمراض أو جراثيمها. ويعني الاسم (مضاد حيوي) وصفاً علمياً مختصراً لطريقة تسلط بعض أنواع الكائنات الحية على غيرها لمصلحة الإنسان.
والبنسلين هو أول ما اكتشف من هذه المضادات عرف مصادفة عندما لاحظ السير (اسكندر فلمنج) أن بعض البكتريا في معمله قد قتلتها أبواغ فطرية سابحة في الهواء. وقد أدى اكتشاف البنسلين إلى منع أعداد كبيرة من الوفيات بسبب المرض أو عدوى الجروح في الحرب العالمية الثانية.
عندما تبين أن البنسلين عديم الأثر أو الفائدة في عدد كبير من الأمراض وبخاصة الأمراض التي سببها عدوى فيروسية حيث نشط البحث عن غيره في جميع أنحاء العالم وبذلك ظهر كثير من المضادات الحيوية مثل الأوريوميسين والكلورامفنكول والترايمسين وتسمى مضادات الحيويات عريضة المجال لكونها مؤثرة على مدى واسع في العدوى البكترية. وتحضر هذه المضادات حالياً عن طريق التشييد الكيميائي.
والمضادات الحيوية مواد شديدة الفعالية ولا يجوز بأي حال من الأحوال استعمالها إلا بأوامر وتحت إشراف طبي دقيق ولا تعطى إلا بعد تزريع البكتريا التي أصابت المريض من أجل معرفة نوع المضاد الحيوي المناسب لهذا النوع من البكتريا. وما لم يكن المضاد الحيوي موصوفاً وصفاً دقيقاً وصحيحاً فإن بكتيريا المرض قد تكتسب مناعة عليه، وبذلك يتحطم هذا السلاح المضاد. وقد يكتسب بعض الناس حساسية خاصة لبعض المضادات الحيوية وبالأخص البنسلين الذي يسبب الوفاة مباشرة لدى تناوله من قبل المرضى الحساسين لهذا المضاد.
وإذا نظرنا إلى استخدام المضادات الحيوية في المملكة لوجدناه عشوائياً فالمريض عندما ينتابه أي مرض بسيط أو عدوى بكتيرية أو فيروسية يذهب مباشرة إلى أي صيدلية ويطلب من الصيدلي إعطاءه أقوى مضاد حيوي في الصيدلية وطبعاً يرحب الصيدلي بهذا الطلب ويعطي المريض مبتغاه. وهذا بالطبع ينطبق على الأدوية الأخرى التي لا تصرف في أي بلد من البلدان المتقدمة إلا بوصفة طبية. يوجد لدينا فوضى عارمة في استخدام المضادات الحيوية فالمريض يشتري المضاد الحيوي من الصيدلية دون وصفة ثم يستعمل جزءا من هذا المضاد وعند تحسن حالته يرمي بباقي هذا المضاد الذي سيكون في الحقيقة وبالاً عليه لأن البكتيريا في الجسم تكسب نفسها مناعة ضد هذا المضاد لاسيما إذا لم يكن هذا المضاد مخصصاً للبكتيريا الممرضة التي لدى المريض.
بعد تزريع البكتيريا
في أمريكا وفي الدول الأوروبية وفي كثير من الدول حتى غير المتقدمة لا يصرف المضاد الحيوي لأي مريض إلا بعد تزريع البكتيريا للمريض ومعرفة نوعها وعلى ضوء ذلك يصرف المضاد الحيوي المناسب لهذا النوع من البكتيريا وينبه الطبيب الذي صرف هذا المضاد المريض بإكمال جرعات المضاد الحيوي حتى النهاية حتى ولو تحسنت حالة المريض من اليوم الثاني لاستعماله هذا المضاد. هذا بالنسبة للكبار ما فوق الثامنة عشرة سنة، أما فيما يتعلق بالصغار فإن صرف المضاد الحيوي لهذه الفئة ليس بالأمر السهل فحتى بعد تحليل ومعرفة نوع البكتريا لدى الطفل المصاب فإن هناك إجراءات واجتماع لجنة خاصة من أجل إعطاء أو صرف المضاد الحيوي للطفل وتحت شروط وملاحظات دقيقة على الطفل، لأن المضاد الحيوي ليس كأي دواء آخر فهو كائن حي.
وكما قلت فإن الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في السعودية مفقود فالمريض عندما يصاب بعدوى بكتيرية يذهب إلى الطبيب إن كان لديه شيء من الوعي ونذكر مثلاً على ذلك الإصابة بالتسمم الغذائي أو النزلة المعوية أو الالتهابات وخلاف ذلك التي قد تسببها إما بكتيريا أو فطر أو التسمم ببعض المواد الكيميائية أو بتناول المريض لبعض الأعشاب. ماذا يفعل أغلب الأطباء في مثل هذه الحالات هو صرف مضاد حيوي أو أكثر للمريض من دون معرفة نوع سبب المرض هل هو بكتيري أو غيره وغالباً لا يسأل الطبيب المريض فيما إذا هو يستعمل مضاداً حيوياً آخر قبل مجيئه للطبيب أم لا وإذا كانت المصابة امرأة حاملا لا يسألها الطبيب فيما إذا كانت حاملاً أم لا. ولا يوجه الطبيب المريض بالطريقة المثلى لاستخدام المضاد الحيوي المصروف له. وسوف أقص حالة امرأة أصيبت بنزلة معوية فذهبت مباشرة إلى أقرب مكان لمنزلها ولأنها في حالة صعبة فكان أقرب مكان لمنزلها هو مركز طبي خاص وأنتم تعرفون أن أغلب المراكز الطبية لا تهتم باستقدام أطباء مؤهلين وأحياناً يؤمن المركز الطبي استشارياً واحداً والباقي من الأطباء العمومين الذين لا يوجد لديهم تخصص دقيق وربما بعضهم تخرج وبدأ يعمل مباشرة والبعض الآخر قد يكون فنياً ويعمل بوظيفة طبيب ويعالج المرضى، وقد حصل هذا في كثير من المراكز الطبية الخاصة. المهم كشفت الطبيبة العامة على المريضة وصرفت لها مباشرة نوعين من أخطر المضادات الحيوية وأقواها دون أن تطلب تحليلا للبراز لمعرفة نوع البكتيريا أو نوع الفطر أو الفيروس كما لم تسألها فيما إذا كانت حاملاً أم لا ومن الغريب أن أحد هذين المضادين يسبب الإسهال كأحد أعراضه الجانبية مما زاد الطين بلة وقد كادت المريضة تموت من شدة الإسهال الذي سببه لها هذا المضاد. وقد نُصحت المريضة بأن تسأل الطبيبة لماذا صرفت لها هذين النوعين من المضادات الحيوية، قالت الطبيبة صرفتها من أجل تعقيم الجسم وقتل أي نوع من البكتريا كان السبب في النزلة المعوية. ومن القصص أيضاً ان أحد الأشخاص الذي أصيب بالتهاب في الحلق فذهب إلى أقرب صيدلية وطلب من الصيدلي إعطاءه أقوى مضاد بالصيدلية وقام الصيدلي (الذي أشك في أنه صيدلي) بصرف أقوى مضاد حيوي للمريض دون أن يذكر له طريقة الاستعمال. وحيث أن المريض يريد الشفاء بسرعة فقد استخدم كبسولتين بمعدل ثلاث مرات في اليوم والمفروض ألا يتناول إلا كبسولة صباحاً وأخرى مساء. وقد سبب له هذا المضاد مشاكل أخرى في الأمعاء والقولون حيث قضى على البكتيريا النافعة وبدأ في مرحلة جديدة من العلاج سببها الاستخدام العشوائي للمضاد الحيوي.
مجموعة من الأدوية المشتقة من البكتيريا والفطور
بدون وصفة
والآن أقول بأعلى صوتي لماذا صيدلياتنا تصرف أي دواء بدون وصفة طبية، وإن صرف الدواء بوصفة طبية فلماذا لا يعطى الصيدلي تعليمات للمريض بالطريقة المثلى والعلمية لاستعمال الدواء. لماذا لا يطلبون الأطباء تحاليل لمعرفة نوع البكتيريا المصاب بها المريض وبالتالي صرف المضاد الحيوي اللازم. لماذا نحن نختلف عن العالم؟ أترك الإجابة لهيئة الغذاء والدواء.
أنصح كل مريض أن يكون لديه ملف يسجل فيه أي دواء يُصرف له من قبل الطبيب المختص وأن يأخذ من الطبيب المعلومات الكافية عن هذا الدواء قبل استعماله وعند ذهابه في أي وقت آخر إلى طبيب آخر يجب عليه اصطحاب هذا الملف ليعرف الطبيب الأدوية التي سبق استخدامها نظراً لأن الطبيب قد يصرف علاجاً يتداخل مع علاج آخر يستخدمه المريض دون معرفة الطبيب لاسيما كما ذكرت مسبقاً بأن أغلب الأطباء لا يسألون المريض فيما إذا كان يستخدم دواء معيناً وقت زيارته للطبيب. فعندما يطلع الطبيب على ملف المريض يصرف له العلاج الملائم الذي لا يتداخل مع الأدوية السابقة. كما أحذر وبشدة عدم شراء أي دواء من الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية من الصيدلي مباشرة دون الرجوع إلى الطبيب لأن في ذلك خطراً على حياتك وأكرر تحذيري الشديد عدم استخدام أي مضاد حيوي ما لم يكن موصوفاً من استشاري وأنصح كذلك عدم الانصياع إلى نصائح المقربين لك باستعمال ماد حيوي استعمله صديقك لأن الذي يصلح لصديقك لا يصلح لك. وأخيراً أطلب من الصيادلة الذين يقع على عاتقهم الأمانة العلمية بألا يصرفوا أي مضاد حيوي لأي مريض إلا بوصفة طبية وذلك حسب ما تعلموه في دراستهم في كلية الصيدلة عن المضادات الحيوية.
في أمريكا وفي الدول الأوروبية لا يصرف المضادإلا بعد تزريع البكتيريا للمريض
مواقع النشر (المفضلة)